مسلسل مهاجمة وتهديد القباط في مصر .. من هو المحرّض المقدّس...؟

مصطفى حقي

الحوار المتمدن-العدد: 1916 - 2007 / 5 / 15 - 13:01
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    

لا يكاد يمر شهر إلا ونسمع اعتداء هنا وهناك على الناس وعلى الكنائس القبطية في مصر ناهيك عن وقائع خطف الفتيات واسلمتهن …
في تاريخ مصر الطويل الطويل كان هناك تآخ لا مثيل له بين الأقباط وكل الديانات في مصر وقد شاركوا في المقاومة الوطنية وقدموا كثيراً من الشهداء إلى جانب كل الأطياف المصرية كما شارك الأقباط في بناء الحضارة المصرية ولهم أسماء لامعة في كافة المجالات الوطنية والثقافية والاقتصادية
وأنقل خبر الاعتداء على قرية بمها
: وقع اعتداء وحشئ على أقباط قرية " بمها" التابعة لمركز العياط عقب صلاة الجمعة ، بعد تحريض جموع المسلمين للهجوم على الأقباط بحجة قيامهم بأعمال التشطيبات بكنيسة الأمير تادرس بالقرية.
ويتبين من الخبر ان سبب الاعتداء بحجة القيام بأعمال التشطيبات في كنيسة بالقرية المذكورة ، وأعتقد انها الكنيسة الوحيدة إلى جانب العديد من الجوامع في تلك القرية ، وان ترميم كنيس في قرية لا يشكل اعتداءً بهذا الحجم ، إلا أن ناقل الخبر يقول أن الكنيسة المذكورة قد وُسّعَت على حساب أراضٍ للغير
: وفى الوقت الذى منعت فيه قوات الأمن الصحفيين والمراسلين من دخول القرية وفرضت عليها كردوناً أمنيا محكماً روجت القوات الأمنية لقصة مفادها ان الأقباط ارادوا توسيع الكنيسة على أرض متنازع عليها بينما ينفى الأهالى هذه القصة نفيا تاماً ويتهمون الأمن بفبركتها للتغطية على حقيقة ما حدث ... وكانت الكاتبة المصرية قد بيّنت أيضاً
نشبت اليوم الحادى عشر من شهر مايو لعام 2007 ميلادية اشتباكات عنيفة بقرية بمها التابعة للعياط بمحافظة الجيزة فى اعقاب صلاة الجمعة وذلك إثر الشروع فى اعمال بناء بمنزل ملاصق لكنيسة الشهيد تادرس الشاطبى بغرض توسيع الكنيسة والتى يثير وجودها الفعلى واقامة الصلوات بها مشاكل عديدة مع السلطات المصرية وجموع الاهالى الغاضبين من وجود دار عبادة مسيحية . ومن الجدير بالذكر ان راعى المنطقة القس مكارى قام بالتوجه الى مركز الشرطة للإبلاغ عن توقع احداث شغب عقب صلاة الجمعة الا ان الجميع فوجئ بعدم تحرك أى من الجهات المختصة بل وقطع الكهرباء والمياة والتليفونات عن القرية منذ الساعة الحادية عشر صباحاً

والسؤال لو ان السبب الذي ذكرته القوات الأمنية وعلى لسان كاتب المقال وعلى فرض صحته يدين المعتدين إدانة صارخة .. لماذا لم يلجأ هؤلاء إلى القضاء المصري لإزالة التجاوز المزعوم .. إذ أن القضاء كان سيكشف بواسطة الخبرة الفنية ان كان هناك تجاوزاً من قبل الكنيسة على أراض للغير وتحكم بإزالته دون اللجوء إلى الرعونة والطيش والاعتداء الآثم الذي تحرّمه كل الأديان .... ولكن وراء الأكمة ما وراءها كما يروي كاتب موقع الأقباط
ويقولون ان ماحدث كان هجوماً بربرياً من المسلمين بعد ادائهم لصلاة الجمعة حيث قاموا بحرق منازل الأقباط والاعتداء علي النساء الموجودة بها ، ويتهم أهالى القرية الحاج عبده مرسي وأولاده رضا وخالد ومعهم محمد حمدى الصعيدى وسعيد محيى ومحمد حافظ حلمى ووليد محروس إبراهيم ووحيد محمد عطوة بتحريض جموع المصلين للهجوم على منازل الأقباط. وكان المحرر المذكور قد تساءل
1-لماذا يتم الهجوم على المسيحيين فى مصر فى الغالب عقب صلاة الجمعة؟
-2 ما الضرر الذى يقع على القبطي المسلم حينما يقوم القبطى المسيحي بترميم كنيسة؟
-3 لماذا تتوانى الحكومة عن اصدار قانون بناء بيوت العبادة الموحد وقد ثبت بالدليل القاطع ان معظم الاحداث تنتج من قيام الأقباط بتوسيع كنيسة او الشروع فى ترميمها؟
-4 هل ستخرج علينا الحكومة قائلة ان الجناة مختلين عقلياً؟
-5 لماذا يفرض الأمن وأعضاء مجلس الشعب شروطاً للصلح على الضحايا فى كل الأحداث الطائفية؟
ومما زاد الطين بلّة تعرض الدكتور سيتي شنودة تهديداً من تكفيريين
: تلقيت فى الفترة الأخيرة تهديدات متعددة بالقتل وتلفيق التهم و "مرمغتى فى التراب " .. اذا لم اتوقف عن تقديم البلاغات لجهات التحقيق المصرية وإذا لم أتوقف عن نشر الدراسات والأبحاث التى أقوم بها دفاعاً عن حقوق الإنسان المصري بمسلميه ومسيحييه ... ومن هذه البلاغات والدراسات - التى فتحت علىَ أبواب جهنم - بلاغ ضد وزير الأوقاف ود. محمد عمارة عضو مجمع البحوث الإسلامية لإصدار الوزارة كتاب فى نهاية العام الماضى بعنوان "فتنة التكفير" يفتى بتكفير الأقباط المسيحيين ويحرض على قتلهم وإستحلال دمهم وأموالهم وأعراضهم وكذلك بلاغ ضد محمد مهدى عاكف مرشد تنظيم الأخوان المسلمون والشيخ محمد عبد الله الخطيب مفتى التنظيم لإصدارهم فتوى تقول أن هدم الكنائس فى مصر فريضة شرعية يجب على كل مسلم القيام بها" .
أسئلة مشروعة عن أحداث جسيمة وواضحة للعيان لتؤكد أن النهج الديمقراطي الصٍرف وبمعزل عن العلمانية لن توحد مواطني البلد الواحد في مسار الشعب الواحد والوطن الواحد التي تنتمي إلى أرض الوطن الأم ليكون الكل سواسية وبمعزل عن دين وعرق وقومية التي هي خصوصية خاصة بكل مواطن وتحترم من قبل الجميع من أجل بناء مجتمع إنساني حضاري
ونعود إلى عنوان مقالنا ... ان هؤلاء الذين ذُكٍرَت أسماؤهم أم لم تذكر لم يخرجوا من أوكارهم وصمتهم الطويل وسكونهم وعبوديتهم الخرساء لو لم يكن هناك من أجج في نفوسهم ناراً خامدة وسقاهم كأساً سلفياً نشّط الدورة الدموية فيهم وأشعل سعير الحقد المكبوت ليهاجموا الناس والكنائس وهم أبناء قرية واحدة من مئات السنين وجوار في السراء والضراء لو لم تكن هناك أيادٍ خفية تعبث في الظلام وتلبس لبوس القدسية ولغاية في نفس يعقوب ولكنها مكشوفة ولم تعد تنطلي على أحد ، والمطلوب ثورة اجتماعية حضارية وإعادة النظر في البرامج التعليمية وتصفيتها من مناهج سم مدسوس تفرق المجتمع وتحرضه على التقوقع في مسارٍ واحدٍ ولعقيدة واحدة اتجاه بقية العقائد والأيديولوجيات المختلفة وإلغاء الآخر بل وتكفيره وشرعنة إزالته من الوجود ...

#مصطفى_حقي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات