أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مصطفى حقي - النقل بلا عقل فوضى اجتهادية ظالمة ...؟














المزيد.....

النقل بلا عقل فوضى اجتهادية ظالمة ...؟


مصطفى حقي

الحوار المتمدن-العدد: 1946 - 2007 / 6 / 14 - 13:10
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


وأنا أنقل حادثة تاريخية بني عليها حديث مشهور للنبي محمد –ص- من متن كتاب مجتمع يثرب العلاقة بين الرجل والمرأة أنقلها كما وردت ... والتي نشرت في الحوار المتمدن تحت عنوان ( مجتمع الذكور والإناث 4-5) بتاريخ 12/6/2007
-( عن يحيى بن كثير عن عطاء بن السائب قال : كنّا عند عبد الله بن الحارث فقال : أتدرون لمن قال رسول الله –ص – ( من كذب علي فليتبوأ مقعده من النار ) قال : قلنا : لا ، قال إنما قال ذلك من قبل عبد الله بن أبي جذعة أتى ثقيفاً بالطائف فقال : هذه حلّة رسول الله –ص- أمرني أن أتّبوأ أي بيوتكم شئت فقالوا : هذه بيوتنا فتبوأ أيها شئت ، فانتظر سواد الليل فقال : أتبوأ أي نسائكم شئت ، فقالوا : إنّ عهدنا برسول الله –ص- يحرّم الزنا فسنرسل إليه فأرسلوا إليه رسولاً فسار إليه وقدم عليه عند الظهر فقال : يا رسول الله أنا رسول ثقيف إليك إن ابن أبي جذعة أتانا فقال : هذه حلّة رسول الله –ص- أمرني أن أتبوأ أي بيوتكم شئت فقلنا هذه بيوتنا فتبوأ أيها شئت فانتظر سواد الليل فقال : أتبوأ أي نسائكم شئت فقلنا : عهدنا برسول الله –ص- وهو يحرّم الزنا فغضب رسول الله-ص- غضباً شديداً لم أر أشدّ منه .
ثم أرسل رجلين ليقتلاه ويحرّقاه بالنار ... ثم قال : لا أراكما تأتيناه إلا وقد كُفيتماه ... فخرج ابن أبي جذعة في ليلة مطيرة ليقضي حاجته فلدغته حية .. فأحرقه الرسولان ) ( 94)
وفي رواية الطبراني في المعجم الكبير :
-( فغضب رسول الله- ص – وبعث رجلاً من الأنصار وقال له : إذهب إلى فلان فاقتله وأحرقه بالنار فإنتهى إليه وقد مات وقبض فأمر به فنبش ثم أحرقه بالنار ) (95) .
ومما زاد الطين بلة أن الخبر مسند كما ورد في حاشية الكتاب : 94- الجامع الصحيح مسند الربيع بن حبيب البصري ج2 ص 74 – مصدر سابق وأورده الطبراني في المعجم الكبير برواية عبد الله بن محمد الحنفية عن أبيه . نقلاً عن السيوطي في الجامع الكبير أو جمع الجوامع – الجزء الرابع العدد/ 19 –ص 2325
95 - المصدر نفسه ..
ليس المشكل في صحة الرواية من عدمها بل في نقلها بعاطفة فجة دون أية محاكمة عقلية والمشكل أن الكاتب المرحوم خليل عبد الكريم الذي أورد هذا الخبر في كتابه المذكور أورده أيضاً بدون محاكمة عقلية ، والخبر بنتيجته يسيء للنبي ، من حيث تسرعه في إصدار حكم على صحابي بمجرد وشاية والتي لم يتطرق إلى هذه النقطة المهمة من الطعن بعدالة الرسول حيث علق الكاتب خليل عبد الكريم : هذا الصحابي الذي ائتمنه محمد وأرسله في مهمة وأعطاه حلّته كعلامة – وهكذا كانوا يفعلون في تلك الأيام – يخون الأمانة ويحاول أن يستخدم العلامة لتحقيق غرضه الدنيء ويخبر ثقيفاً أن محمداً أباح له نساءهم يختار منهن ما يحلو له ، ولكن الثقيفيين كانوا أذكى منه فلم ينخدعوا ، خاصة وأن ما طلبه منهم هو زنا صُراح من قبله وديوثة من جانبهم وعهدهم بمحمد أن يحرّم ذلك ويحدّ فاعله فكيف يأمر به !!! والعقاب الشديد الذي أمر بإنزاله بابن أبي جذعة الذي بلغ حد تحريق رمته كان جزاءً وفاقاً .
نعم أن الكاتب المرحوم يؤيد من نقل هذا الخبر المسيء بنتيجته لحكمة وعدالة الرسول الذي نزل عليه قوله تعالى ( يا أيها الذين آمنوا إذا جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين ) فبمجرد أن يأتي رسول من قوم ثقيف الذي قدم عليه عند الظهر .. وأبلغه بما فحواه أن من أرسله ويحمل علامته ( حلة رسول الله ) طلب منهم أن يزني بنسائهم ، فلم يقبل بني ثقيف طلب ابن أبي جذعة وهددوه بأنهم سيرسلوا رسولاً إلى من أرسله ..؟ وعندما يسمع النبي التهمة من الرسول ، يغضب غضباً شديداً ويبعث فوراً رجلا من الأنصار وقال له : إذهب إلى ( ابن أبي جذعة ) فاقتله واحرقه بالنار ... والسؤال هل يعقل أن النبي العظيم بحكمته وعدالته أن يصدق خبراً يحتمل الصح والخطأ .. أن يصدر حكمه غيابياً بالقتل والحرق ... والمتهم بريء حتى يدان .. !!
وقصة المغيرة بن شعبة عندما اتهمه الصحابي أبو بكرة بالزنى وجاء إلى الخليفة عمر بن الخطاب متهماً المغيرة ومعه ثلاثة شهود رأوا بأم العين المغيرة بن شعبة ( وهو من كتاب الوحي ) يركب أم جميل وبالجرم المشهود ، ولم يغضب عمر ولم يصدر حكمه برجم شعبة فوراً بل عزله عن ولاية البصرة ثم طلبه للمحاكمة ، وفي جلسة المحاكمة قال أبو بكرة وشاهدان أنهم شاهدوا المغيرة يحتفز على المرأة ويدخل ما معه ويخرجه كالميل في المكحلة ولكن الشاهد الرابع زياد ابن أبيه قال : رأيت منظراً قبيحا وسمعت نَفَساً عالياً وما أدري أخالطها أم لا ... وبشهادته لم يكمل الشهود النصاب لفرض عقوبة الرجم وبريء المغيرة ...
هل من المعقول أن يكون عمراً أحكم وأعدل من الرسول ...قط لايمكن .. ولكن نقل الخبر بهذا الشكل العاطفي والظالم لسيرة النبي هو من جملة الاجتهادات المتعفنة التي تصدر هذه الأيام عن مقدسات لبول وإفرازات الرسول وحول إرضاع الكبير وتضخيم العلاج ببول البعير ومما يوجب كبح جماح مثل هذه النتائج التي تسيء للإسلام وأورد النتيجة التي توصلت إليها الكاتبة رجاء بن سلامة من مقالها ( تعفن الاجتهاد)
: ما يمكن أن نطالب به اليوم ليس فتح أبواب الاجتهاد، بل غلق أبواب الفتوى، وتركها مفتوحة إلى حدّ في مجال العبادات التي يحتاج إليها المؤمنون إذا رأوا ضرورة وجود وسائط بينهم وبين معبودهم.، وضرورة وجود وصاة على عقائدهم وعباداتهم.
فما أدعو إليه عمليّا، وكخطوة أولى للحدّ من فوضى الفتاوى اللاّتأويليّة، وللحدّ من هذا العمى الفقهيّ، هو قصر دور المفتين على أمور العبادات، وترك المعاملات والسّياسة لمن هم أهلها من ممثّلي السّلطة التّشريعيّة ومن المطالبين بالحقّ، وممّن لا ينتظرون فتاوى الشّيوخ لكي يفتكّوا بأيديهم، و في كلّ لحظة، أجزاء من حرّيّتهم وكرامتهم.





#مصطفى_حقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- (5-1) الجنس في مجتمع يثرب ...؟
- (5-4) مجتمع الذكور والإناث ..؟
- أردوغان ... أخاك مكره لابطل ، والترابي قدوة ..؟
- (4-4) مجتمع الذكور والإناث ...؟
- الإعلان العامي لحقوق الإنسان مابين العلمانية والدين ..؟
- مجتمع الذكور والإناث...؟ 4-3
- (2-4) مجتمع الذكور والإناث ...؟
- (4-1) مجتمع الذكور والإناث ...؟
- (3-2) المرأة في مجتمع يثرب ...؟
- المُفتَرِسون والمُفتَرَسون ولله في خلقه شؤون ...؟!
- 1-( 3) المرأة في مجتمع يثرب ..؟
- (2) مجتمع الصحابة ..؟
- يشترط لإباحة الخلوة الشرعية في دوائر الدولة إرضاع الموظفة زم ...
- (1) مجتمع يثرب قبل الإسلام ..؟
- العدالة العلمانية ....؟
- مجتمع يثرب .. العلاقة بين الرجل والمرأة ...؟
- مسلسل مهاجمة وتهديد القباط في مصر .. من هو المحرّض المقدّس.. ...
- حجب الرأس ..حجب العقل .. حجب المعرفة .. قرصنة عصرية ؟
- ديمقراطية علمانية ولا بديل ... ؟
- ديمقراطية أردوغان المكشوفة .... ؟


المزيد.....




- فيديو البابا فرانسيس يغسل أقدام سيدات فقط ويكسر تقاليد طقوس ...
- السريان-الأرثوذكس ـ طائفة تتعبد بـ-لغة المسيح- في ألمانيا!
- قائد الثورة الإسلامية يؤكد انتصار المقاومة وشعب غزة، والمقاو ...
- سلي عيالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على النايل سات ولا يفو ...
- الاحتلال يستغل الأعياد الدينية بإسباغ القداسة على عدوانه على ...
- -المقاومة الإسلامية في العراق- تعرض مشاهد من استهدافها لموقع ...
- فرنسا: بسبب التهديد الإرهابي والتوترات الدولية...الحكومة تنش ...
- المحكمة العليا الإسرائيلية تعلق الدعم لطلاب المدارس الدينية ...
- رئيسي: تقاعس قادة بعض الدول الإسلامية تجاه فلسطين مؤسف
- ماذا نعرف عن قوات الفجر الإسلامية في لبنان؟


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مصطفى حقي - النقل بلا عقل فوضى اجتهادية ظالمة ...؟