|
|
غلق |
|
خيارات وادوات |
|
مواضيع أخرى للكاتب-ة
بحث :مواضيع ذات صلة: خلدون النبواني |
تأمل في العلاقة الإشكالية بين القانونية والشرعية في الديمقراطيات الغربية.
قد تكون أبسط المبادئ التي تقوم عليها الديمقراطية منذ اليونان هي سلطة الشعب وحكمه لنفسه عبر اختيار قادته وممثليه بانتخابات حرة ديمقراطية يفوز فيها الحزب أو القائد الذي نال أعلى تصويتاً شعبياً. يحدث هذا بدون استثناء اليوم في كل الديمقراطيات الحديثة سواء أكانت أنظمة جمهورية أو ليبرالية، في فرنسا أو في الولايات المتحدة الأمريكية أو في كل الديمقراطيات الغربية. ولكن تتعرض سيرورة الديمقراطية في العالم العربي لمفارقة خطيرة قد اسميها "مفارقة الديمقراطية" التي تتمثل في "رفض الديمقراطية لنتائجها لكي تحافظ على نفسها". ولشرح هذه المفارقة لنتذكر أن الإسلاميين قد فازوا بانتخابات "ديمقراطية" قرّرتها غالبية أصوات الشعب الجزائري في الانتخابات الرئاسية عام 1991 إذ تم رفض وصولهم إلى السُّلطة التي فازوا بها ديمقراطياً. في تلك المناسبة ستنقلب قوى سياسية أخرى في الجزائر على تلك النتيجة وسترفضها بدعم من الديمقراطيات الغربية وبخاصة فرنسا التي رفضت نتيجة الانتخابات رغم أنها مثّلت إرادة الأغلبية الشعبية حينها. كانت حجة المعترضين التي لا تخلو من وجاهة ومنطق تذهب إلى أن وصول الإسلاميين في الجزائر إلى السُّلطة يُشكّل تهديداً حقيقياً للديمقراطية التي تقوم على التعددية بينما إن نهج هؤلاء (الذين وصلوا إلى السُّلطة عبر الوسائل الديمقراطية) هو الإقصاء والإرهاب والاستفراد بالحكم والثروة وبالتالي القضاء على الديمقراطية. بهذا المعنى فإن نتائج الانتخابات الديمقراطية تم رفضها في مفارقة غريبة بحجة حماية الديمقراطية من أعداء الديمقراطية. ستتكرر هذه المفارقة مرّة أُخرى بعد فوز حماس بأغلبية شعبية ساحقة في الانتخابات التشريعية الفلسطينية عام 2005. في ذلك الوقت نتذكر جيداً رفض القوى السياسية في الغرب "الديمقراطي" لتلك النتيجة التي أدت إلى فوز حماس بأغلبية التصويت الشعبي. أي ضد إرادة الشعب الفلسطيني الذي اختار من يمثِّله سياسيّاً بمسوغ لا يخلو من وجاهة أيضاً وهو أن حماس كحزب ديني يقوم على معاداة الديمقراطية والاعتراف بالآخر؟! من جديد نحن هنا أمام مفارقة الديمقراطية التي تلغي نفسها لتحافظ على نفسها كما لو كانت تحمل في داخلها مبدأ فنائها أو ما كان لجاك دريدا أن يسميه مرض المناعة الداخلية الذي بمهمته الدفاع عن الجسم ينتهي بقتل الجسم نفسه.
|
|
||||||||||||
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
نسخ
- Copy
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
اضافة موضوع جديد
|
اضافة خبر
|
|
|||
|
نسخة قابلة للطباعة
|
الحوار المتمدن
|
قواعد النشر
|
ابرز كتاب / كاتبات الحوار المتمدن
|
قواعد نظام التعليقات والتصويت في الحوار المتمدن |
|
|
||
| المواضيع المنشورة لا تمثل بالضرورة رأي الحوار المتمدن ، و إنما تمثل وجهة نظر كاتبيها. ولن يتحمل الحوار المتمدن اي تبعة قانونية من جراء نشرها | |||