ثمانية أسباب تبرّر تأجيل أوباما لموعد ضربته العسكرية


خلدون النبواني
الحوار المتمدن - العدد: 4202 - 2013 / 9 / 1 - 15:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية     

بعد "صفنة" تأمل وجدتُ أن قرار أوباما بتأجيل الضربة لنظام الأسد ليس غبياً، بل حكيماً ومدروساً وذلك لعدّة أسباب أُجملُها بثمانية كما يلي:
1 ـ أجبار نظام الأسد الذي كان يتوقع حدوث الضربة سريعاً على إعادة انتشار واسعة ومتفرقة لجيشه وشبيحته بحيث لا يتمركزون بأعداد كبيرة في مكان واحد لكي يخففوا من آثار الضربة وبالتالي التخفيف من قدرات الجيش "النظامي" وإعطاء أفضلية للجيش الحر عليه.
2 ـ إجبار النظام المتحسب للضربة على إخفاء أسلحته الكبيرة التي يعتمد عليها في سحق الثورة مثل صواريخ سكود غيرها مما سيحرم الأسد من استخدامها طيلة الأيام العشرة القادمة وهو لن يجرؤ على اخراجها من مخابئها خلال هذه الفترة القصيرة ليعيد استخدامها ضد الثوار؛ وهو إن فعل ساهم في كشف أماكنها. مما سيخفف من همجية آلة النظام العسكرية خلال هذه الفترة.
3ـ إعطاء أفضلية عسكرية للجيش الحر الذي لن يواجه خلال الأيام القليلة القادمة بصواريخ سكود وأسلحة ثقيلة روسية كان قد أخفاها النظام؛ كما أنه لن يجد أمامه جيد نظام الأسد وشبيحته بشكل منظّم بعد أن توزعوا واختبأوا لتفادي آثار الضربة الخارجية التي كانوا ينتظرونها.
4 ـ إن إبقاء أوباما لنظام الأسد في حالة توتر قد يساعد في عملية بلبلة في صفوف أركان النظام وشبيحته الذين فرّ كبارهم من سوريا هذه الفترة إلى لبنان كما بينت ذلك بعض الصحف والتقارير والفيديوهات مما قد يساعد نفسياً في زيادة تصديع النظام من الداخل.
5 ـ تمهيد الأرض بهذا القرار الذي أوكّد وترك مفتوحاً لأمكانية انقلاب عسكري ضد الأسد ممكن أو مخطط له من قبل الأمريكان أو غيرهم.
6 ـ تجنب تورط أمريكا عسكرياً بالمسألة السورية وفتح باب الدبلوماسية الموصد منذ زمن على أوسعه بعد أن جعل التهديد بالضربة موقف الأسد ضعيف فعلياً الآن وبدون سند حقيقي بعد انسحاب الروس وذلك بغض النظر عن الزعبرة الإعلامية الموالية له فالضربة لا زالت مسلطة على رأس النظام كسيف ديموقليس وهو يعلم أنها ستطاله إن لم يقدّم تنازلات للقبول بشروط تنص على حل سياسيّ طالما عارضه.
7 ـ تخليص أدارة أوباما من الحرج الناشئ عن تقاعسها في أخذ موقف تجاه ما يحصل في سوريا فهو قد أعلن في خطابه البارحة وبشكل واضح عزمه على معاقبة نظام الأسد. لكن ولأنه لا يريد أن يتحمل مسؤولية مثل هكذا قرار وبخاصة تجاه شعب امريكيّ ملّ من حروب امريكا ودفع ضريبتها كاملة، يلقي أوباما بمسؤولية هكذا قرار على ممثلي الشعب الأمريكي: الكونغرس.
8 ـ مغازلة الشعب الأمريكي وذلك بتلميع صورته كرئيس ديمقراطي لا يتجاوز آراء شعبه على خلاف سلفه. وبخاصة بعد أن وافق كاميرون على قرار البرلمان الإنجليزي بعدم المشاركة في الضربة المُزمعة ضد نظام الأسد.