ما زلنا أحياء... وهامش عريض...

غسان صابور

الحوار المتمدن-العدد: 6419 - 2019 / 11 / 25 - 15:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

مــا زلــنــا أحـــيـــاء..
وهــامــش عــريــض..

أعادت السلطات الإيرانية النت للإيرانيين..( مع متابعة الرقابة طبعا)... بعد قطعه كاملا مدة عشرة أيام...
الإيرانيون المعتادون على الهزات الأرضية.. بعديد من المدن والقرى.. والذين يبقون أحياء.. كانوا يطلقون هذا النداء عبر النت... واليوم بعد المظاهرات التي سببت أكثر من مائة قتيل وأكثر من أربعة آلاف اعتقال... حسب المؤسسات الحقوقية الأممية.. ولم تنته بعد.. بعد عودة النت لبيوتهم.. ولم يـجـر بعد لدى أفراد عائلته.. أي اعتقال.. يطلق هذا النداء... ما زلنا أحياء... لمتى... لست أدري...
الشعب الإيراني.. إيران.. أقدم الحضارات والعلوم والثقافة... والذي محى حضاراته وعلومه وثقافاته.. منذ عودة الإمام الخميني وسيطرته على السلطة وغير العادات والتقاليد الإيرانية.. وثبت الشريعة الإسلامية على القوانين.. كل القوانين.. بقساوة وراديكالية كاملة.. أعادت إيران والشعب الإيراني.. اجتماعيا واقتصاديا وسياسيا...عشرات السنين إلى الخلف... بالإضافة إلى أمبارغو رهيب من الولايات المتحدة الأمريكية.. والدول العربية والغربية.. التي تدور بفلكها وتخطيطاتها العالمية...
رغم كل هذا.. إيران لها حصة بالمصير السوري.. والمصير اللبناني.. والمصير العراقي.. والمصير اليمني... وكل هذه التدخلات المصيرية والوجودية.. تكلف الخزينة الإيرانية عدة مليارات من الدولارات سنويا.. لأن أدوار التدخل والهيمنة وتقرير المصير ولعب أدوار الزعامة بالمشرق والعالم العربي.. والبحر المتوسط تكلفته باهظة عالميا.. وهذا الأمبارغو الأمريكي ـ والعالمي تقريبا أنهك إيران وخزينته... وارتفاع الأسعار وهبوط قيمة العملة الإيرانية.. والضغوط والعرقلات التي تفرض على البترول الإيراني.. وبيعه وانتقاله... رغم خطابات الملالي وحرس الثورة وكلمات الفقيه التوجيهية.. ضد المطالبين والمتظاهرين ضد الأسعار وضد الفقر وضد الطبقات الحاكمة.. لم تعد تثمر بإخماد ملايين البطون الإيرانية الجائعة... والتي تعيش باستمرار حالة حرب دائمة.. من يوم هيمنة الخميني وملاليه وورثته..على السلطة حتى هذه الساعة... حيث الاعتقالات متوالية بأشرس الأشكال...
دولـة إيـران اليوم.. وخاصة بنظامها الديني الراديكالي.. ليست ضمان سلام بالمنطقة أو بالعالم... وهي يمكن أن تتحول إلى رائدة استقرار نظرا لأمكانياتها واكتشافاتها الصناعية والنووية.. وبترولها.. بالمنطقة وبالعالم... ولكن سلطاتها وملاليها تحلم باستمرار زعامة العالم الإسلامي.. ونشر إسلامها وشريعتها... وبهذا لا تختلف ــ ببوصلتها الخطيرة والاقتحامية ــ عن المملكة الوهابية.. أو دولة إسرائيل...
***************
عــلــى الــهــامــش :
ــ كــومــا Coma ... قصة حقيقية ورد غطاها...
نشر محافظ مدينة اللاذقية الساحلية من يومين على صفحته الفيسبوكية وعلى جدران المحافظة والجرائد المحلية.. البيان التالي :
(اعتبار من هذا اليوم.. نعلن لكل المواطنين.. أن كل من لديه مظلمة أو شكوى ضد أي اعتداء.. او تسوية حقوقية محلية.. بالتوجه لنا..)
يعني دوائر المحافظة طبعا... وهذا جوابي الشخصي لـه :
يا سيادة الوالي (عفوا المحافظ)...
ــ عـلـى مســســؤولــيــتــي ــ
إني أهــنــؤك بصدق طبيعي.. لعودتك من الكوما التي دامت من سنوات.. "كـوما الشبيحة.. أو كـوما عن الشبيحة"... سميها ما شئت... ولكن هل نزلت إلى المدينة..هل تفقدت الحارات والشوارع.. وما تبقى من الدوائر الرسمية الحكومية والإدارية المحلية... هل تعتقد أن عادات التشبيح والفهلوة والفدية والدية والهيلمة واللصوصيات الشرعية وغير الشرعية.. والهيلمة الواضحة العلنية.. فد انتهت حقا يا سيادة الوالي ـ المحافظ... لكل ما بكلمة محافظ ومحافظة.. من تناقضات قواعدية لغوية إنسانية أو غير إنسانية تاريخية...
كلماتي هذه ليست معارضة سخيفة.. ولا موالاة انبطاحية فارغة.. إنما صرخة من أهل بلد مولدي.. ومن أجل أهل بلد مولدي... والذي يعيش كلما تغير سعر الدولار الوسخ.. ألف ألف مأساة وفقر.. بلا حدود...
أتساءل هل هذا يعني نهاية "السلبطة" والنهب والسلب المعتاد المباح.. هل يعني أن جميع العاملين بمؤسسات الدولة والأمن وغيرها.. وجميع العاملين بالقطاع الخاص الذين لا يتحركون سنتميترا واحدا.. بدون "براني" أو "برطيل" أو "محاصصة مافياوية"... لا يحتاجون أعتبارا من هذه اليوم لكل هذه التصرفات السلبية المعيبة.. شرعا وقانونا... لأن رواتبهم سوف تزيد بأشكال رائعة.. صحيحة.. متوازنة.. تحميهم وتحمي عائلاتهم.. من غلاء المعيشة الجهنمية؟؟؟...
أم أن هذا يعني أن كل مواطن عانى من ضيم هذه السلطة وممثليها.. من أول هيمنتها على الدولة السورية... والذي عانى من اضطراره للهجرة.. أو عانى من سنوات سجن غاشمة.. غالبا من غير محاكمة.. يمكنه رغم مرور كل هذه السنوات المعتمة.. قبل عودة سيادة الوالي ــ المحافظ من هذه الكوما الطويلة التعيسة؟؟؟...
سؤال قانوني أممي أطرحه عليه... من فقدان سنوات فتوتي وشبابي... واضطراري لهجرة أبدية... صحيح أنني لا أندم.. من هجرتي .. ولكنني ضيعت فتوتي وشبابي.. وما رافقهما من عذاب وذكريات معتمة اليمة...
ســؤال قد اكرره لك... طالما أتذكر وأتذكر.. أنني فقدت فتوتي وشبابي... وهذا أعرف بعد عودتك من هذه الكوما الحياتية والمجتمعية والسياسية والإنسانية.. أو اللاإنسانية.. لا ولن تتذكر منها أي شـيء...أي شـــيء...
ــ من لـــبـــنـــان...
حسب وكالة Reuter ومراسل موقع Mediapart الفرنسي المعروف.. أن المناوشات والاشتباكات ما زالت مستمرة بعنف متزايد.. ما بين تجمعات المتظاهرين الآتين من مختلف طبقات ومعتقدات وتجمعات وطلاب وشابات وشباب الشعب اللبناني.. الذين يطالبون باستقالات كل المسؤولين والسياسيين اللبنانيين... ومحاربة الفساد الشامل.. بشكل قانوني نزيه كامل... رغم محاولات الجيش اللبناني الفصل بينهم وبين جماعات غاضبة مسلحة من حزب الله الذين يتهمون المتظاهرين بالإساءة للشيخ أوالسيد (كما يسمونه) حسن نصر الله.. وغاضبين ضد التظاهر من جماعة حـزب " امـــل " الذي يديره ويتزعمه.. من عقود تاريخية طويلة السيد نبيه بــري... علما أن الحزبين.. مشاركان هامان بجميع الحكومات اللبنانية.. التي تقاسمت وما زالت.. بجميع المصالح واالمنافع والتجارات والمؤسسات والمكاسب... ومليارات ومليارات الدولارات اللبنانية...
هذه المظاهرات والتجمعات.. والاصطدامات والمناوشات.. تدوم من خمسة أسابيع.. وتتفاقم... وتتفاقم... معطلة كل الحركات التجارية اللبنانية.. وإغلاق البنوك.. مع تدهور سريع لليرة اللبنانية بالنسبة للدولار (الإله اللبناني الوحيد) منذ ما سمي استقلال لبنان... الخاضع لرغبات أوامر بضعة سفارات بترولية.. وغربية... ومن المعروف.. أن ألاف اللبنانيين يعملون لهذه السفارات.. وأنشطهم يعملون للسفارات الغربية.. وحتى لمخابرات جارة مستمرة الاعتداء على الأراضي اللبنانية.. من دون ســفــارة...
ولا حاجة للتذكير أن لبنان يبقى بجميع الظروف الطبيعية والغير طبيعية.. رئة ســـوريــا... وتبقى ســوريا " خــاصــرة " لبنان الطبيعية والغير طبيعية...
ولست أدري إن كانت حالة لبنان اليوم ــ رغم شرعية مطالب المتظاهرين ــ طبيعية... أو غير طبيعية!!!...
بــــالانــــتــــظــــار.........
غـسـان صـــابـــور ــ لـيـون فـــرنـــســـا

#غسان_صابور (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات