أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مرتضى عبد الحميد - يخطأ من يرى في الإقليم بوابةً للنعيم!














المزيد.....

يخطأ من يرى في الإقليم بوابةً للنعيم!


مرتضى عبد الحميد

الحوار المتمدن-العدد: 6196 - 2019 / 4 / 9 - 11:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


(كل ثلاثاء)

يواجه الكثير من الناس مشاكلهم بالهروب إلى الأمام، أو القفز عليها والعبور إلى غيرها، ظناً منهم أن ذلك هو الطريق الأسلم لمعالجتها والتعاطي معها، لعل المستقبل يكون كفيلاً بتوفير ظروف أفضل لحلها، أو أنها سوف تتلاشى من تلقاء ذاتها، أو من قبل الآخرين، متناسين أن تركها في منتصف الطريق، أو عدم التصدي لها بنجاح في وقت ظهورها، سيؤدي لا محالة إلى تفاقمها، وبالتالي صعوبة إيجاد حلول مناسبة لها لا حقاً.
وربما يتكأ البعض على المثل الشعبي المعروف ( ما يجبرك على المُر غير الامرّ منّه) لتبرير اللجوء إلى حلول بعيدة عن الواقع، ولا حظوظ لتنفيذها. إلا أن الأكثر شهرة في الممارسة العملية، هو التعامل بردود الأفعال على الصعيدين السياسي والاجتماعي.
غالبية السياسيين في العراق، وفي مقدمتهم المتنفذون، والمسؤولون عن إدارة شؤون البلد، يتعاملون بهذه الطريقة البائسة، دون أن يكلفوا أنفسهم، رسم سياسة عقلانية، تعالج المشاكل والصعوبات القائمة، أو التي ستطفو على السطح مستقبلاً، ولكن من أين لهم هذا؟ ففاقد الشيء لا يعطيه، ولذا تراهم يلهثون وراء الأحداث المتسارعة ويتخذون قرارات تزيد الطين بلّة، عدا القرارات التي تخدم مصالحهم الشخصية.
الأخوة الذين يلوحون من جديد بإقامة إقليم في البصرة، وكأنه الحل السحري، الذي سينهي معاناة البصريين الرهيبة، ينتمي إلى هذا النوع من الحلول، فردّة الفعل على الغبن الكبير لأبناء البصرة، والظلم التاريخي لرئة العراق الاقتصادية والثقافية، جاءت متسرعة، ولا تخلو من أجندات سياسية.
الحل لا يكمن أبداً في تحول المحافظة إلى إقليم، فهذا ليس أكثر من وهم، لان الذين يديرون شؤونها حالياً، سيتولون القيادة مجدداً، إذا صارت إقليماً، فماذا سيقدمون لأبنائها المكتوين بنار الفساد والمخدرات و الدكَات العشائرية، وإنعدام الخدمات، غير الفشل الذريع، وإمتلاء جيوبهم على حساب كادحيها وذوي الدخل المحدود من مواطنيها، رغم الأموال الطائلة التي ترصد لها، وآخرها (850) مليون دينار تبخرت وبلمح البصر على موقد النهب والفرهود.
كما أن المطالبة بالإقليم في هذا الوقت بالذات، حيث الصراعات العبثية على أشدها، وراية المحاصصة هي الأعلى وثمرتها المرة في التهالك على المناصب والمال الحرام، سيزيد من ضعف الوحدة الوطنية إلى مديات تهدد بتمزيق العراق وتقسيمه!
أن الإصرار على المطالبة بالحقوق المسلوبة، واستمرار الحراك الشعبي، والمظاهرات الحاشدة، والبصرة سباقة دائماً في ممارسة هذا النوع من النضال الجماهيري السلمي، مقروناً بالسعي لتحويله إلى سيل جارف يشارك فيه الملايين، هو الذي سيغير المعادلة السياسية الخاطئة القائمة ألان، إلى معادلة أخرى، تلبي مصالح الشعب وتبعد الانتهازيين، وعديمي الكفاءة وسارقي قوته وخيراته.
إن توحيد القوى والطاقات الهائلة التي يزخر بها شعبنا المبتلى بمن عاث الفساد خراباً في ضمائرهم، في جميع محافظات ومدن العراق، وفي طليعتها البصرة الفيحاء، سيكون الرد العلمي والعملي في آن واحد، على من يريد إدامة هذا الوضع الشاذ، والمعادي لطموحات الغالبية العظمى من العراقيين.
إنه الطريق الذي لا طريق غيره، لتحقيق ما نصبو إليه جميعاً، ونحلم به آناء الليل وأطراف النهار. فلنحول الحلم إلى واقع فعلي، يشمل كل تفاصيل حياتنا، ويقودنا إلى النعيم الحقيقي، وليس المزيف.



#مرتضى_عبد_الحميد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نريد طحيناً لا جعجعة فحسب!
- العراق والأجنتين يعززان علاقاتهما!
- من المسؤول عن حرمان العراق من كفاءات أبنائه؟
- الذئب على الأبواب مرة أخرى
- الحزب هو المستهدف
- لماذا بلدنا الطرف الخاسر دائماً؟
- حيرة التاريخ في شباط الاسود
- انذارات الاخلاء تلاحق الكادحين
- المجلس الأعلى لمكافحة الفساد
- غياب التشريع وتعثر الأداء
- التزامن المريب
- زيارة ذات طابع لصوصي
- حكومة بالتقسيط غير المريح!
- هل تعلمنا الدرس؟
- الفرصة لا تأتي دائماً!
- هل يحتاج العراق إلى سفينة نوح جديدة
- الاستحقاق الانتخابي شماعة جديدة!
- تكميم الأفواه، والعداء للثقافة ظاهرتان خطيرتان
- الحكومة الجديدة وضغوط المتحاصصين
- عقول صدئة، ومعادية للإنسان!


المزيد.....




- وزير إسرائيلي لنتنياهو: يجب استبعاد أردوغان من أي دور في مفا ...
- عدوى احتجاجات الطلاب تصل إلى جامعات أستراليا.. والمطالب واحد ...
- -حزب الله- ينشر ملخص عملياته ضد الجيش الإسرائيلي عند الحدود ...
- كينيدي جونيور يعارض ضم أوكرانيا للناتو
- لم يبق سوى قطع العلاقات.. تركيا توقف التجارة مع إسرائيل
- اشتباكات مع القوات الإسرائيلية شمال طولكرم وقصف منزل في دير ...
- الاتحاد الأوروبي يعتزم اتخاذ إجراءات ضد روسيا بسبب هجمات سيب ...
- شهداء ودمار هائل جراء قصف إسرائيلي لمنازل بمخيم جباليا
- اشتباكات بين مقاومين والاحتلال عقب محاصرة منزل في طولكرم
- وقفة أمام كلية لندن تضامنا مع الطلاب المعتصمين داخل الحرم ال ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مرتضى عبد الحميد - يخطأ من يرى في الإقليم بوابةً للنعيم!