أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال سمير الصدّر - لاهث 1960(جان لوك غودار): حالة بنيوية نقطة بدايتها عند جان لوك غودار














المزيد.....

لاهث 1960(جان لوك غودار): حالة بنيوية نقطة بدايتها عند جان لوك غودار


بلال سمير الصدّر

الحوار المتمدن-العدد: 5242 - 2016 / 8 / 2 - 23:58
المحور: الادب والفن
    


لاهث 1960(جان لوك غودار): حالة بنيوية نقطة بدايتها عند جان لوك غودار
فيلم من الدرجة الثانية
جان بول بلمندو(ميشيل) مجرم مترحل احيانا يبدو بلا سبب ويقتل احيانا ايضا بلا سبب واضح،واذا اردنا عدم التطرف في الحكم نقول انه يقتل شرطيا في مرسيليا من دون سبب مقنع،وفي نفس الوقت يضفي عليه غودار رونقا عاليا من التعاطف بحيث جعل منه شخصية محبوبة مقبولة ضمن حيز التعاطف وليس حيز الحكم،وهذا الشيء الذي نتحدث عنه هو احد اسباب شهرة هذا الفيلم العديدة.
ليس محظورا ان تجعل الجمهور متعاطفا مع مجرم،وليس من المحظور ايضا تحقيق فيلم سيكون لاحقا علامة فارقة في تاريخ السينما وربما اساس الحركة الفيلمية القادمة من رحم النقد ألا وهي الموجة الجديدة،وبالتاكيد ان فاتحة الموجة الجديدة كانت ال400 ضربة،إلا ان هذا لاينفي ابدا اهمية فيلم غودار هذا وعلى الغالب عند ذكر
الموجة الجديدة يؤتى مباشرة على ذكر هذين الفيلمين كحالة طليعية ثورية شكلت النموذج الأولي لهذه الحركة،كما ان الاعتراف الدولي قد تحقق بالاعتراف بتميز هؤلاء المخرجين حين حصل غودار على جائزة افضل مخرج في مهرجان برلين السينمائي 1959 عن هذا الفيلم.
يتحرك ميشيل نحو باريس ليلتقي بحبيبته العشرينية الأمريكية باتريشا(جين سبيرج) التي تحلم بالالتحاق بالسوربون وان تعمل كصحفية على ان وظيفتها الحالية هي بائعة متجولة للصحف.
يظهر ملصق لفيلم على الشاشة:الحياة خطيرة حتى النهاية
ومن ثم قطع بين المشاهد(jump cut)،والانتقال بشكل سريع من مشهد الى مشهد وتحولات البطل المركزية هي من الانتقال من مكان الى مكان بحيث بدا الفيلم كله عبارة عن فيلم حركة سوى في لقطة طويلة واحدة والتنقلات متميزة بانها تنقلات سريعة ومفاجئة...
ما تحدثنا عنه سابقا من التعاطف مع المجرم ومن ثم موضوع التنقلات وحركة الكاميرا،علما ان البعض لاحظ رغبة توثيقية حقيقية داخل هذه الحبكة الروائية ستظل هاجس غودار ختى افلامه الاخيرة لتحقيق فيلم (خنثى) بين روائي وتوثيقي...
كل تلك الاسباب السابقة هي التي جعلت من غودار افضل مخرج في مهرجان برلين السينمائي...
اذا كان لاهث هو الفيلم الروائي الأول لجان لوك غودار،هل من الممكن القول ان لاهث هو فيلم شكلي محض؟!
من دون الاجابة التامة على هذا السؤال،نقول:هذا الكلام لايخلوا ابدا من الصحة
قد تكون هذه البدعة عبارة عن مجرد تنقلات مزدوجة،بين المكان الحقيقي الذي تدور فيه احداث الفيلم،وبين حركة الكاميرا التي يستخدمها غودار باسلوب تقني معين،والفيلم يطرح المعادلة الصعبة عن كيفية الجمع بين شكل فني ثوري ومضمون فيلمي فيه علم انساني أو حكمة انسانية،ولكن الاصعب من كل ذلك:هل الشكل ساهم أو عمل بالصورة الصحيحة على ايصال هذه الفكرة للمتلقي؟
ليس من المبكر القول أن غودار انحاز بشكل واضح في هذا الفيلم نحو الشكل غير قادر على السيطرة على الهاجس الذي في داخله بتحقيق سينما ثورية حالتها (بنيوية)ولكن نقطة بدايتها عند جان لوك غودار.
وبالتالي الحبكة هي بالتأكيد من الدرجة الثانية ولاتقول الشيء الكثيربل ان البعض اعتبر الفيلم برمته على الرغم من معرفتهم بكل الامور الشكلية السابقة فيلما من الدرجة الثانية...
اذا كان النقد السينمائي العربي حافل بالمبالغة وتأليه رموز عبقرية وكأنها لاتعرف الى الخطأ طريق،فأنا اقول بوضوح ومن غير تردد ان فيلم لاهث هو فيلم من الدرجة الثانية خاصة اذا نظرنا اليه كوحدة واحدة لأنه من الخطأ الفادح الشديد الحكم على هذا الفيلم من ناحية الشكل فقط ...لنلقي بظلا بسيطا مختصرا على الحبكة.
ميشيل يعامل الحياة بلقائية شديدة والجريمة بالنسبة اليه حالة يطرحها الموقف من دون اي حاجة للتفكير،اي ان الجريمة بالنسبة اليه حالة عرضية لاتشكل ادنى محظور،فهو شخص عبثي فاقد الشعور بالزمن والاشياء،واحيانا على الرغم من تحركاته وتنقلاته الكثيرة يبدو ايضا فاقد للشعور لما يدور من حوله،فهو كما يبدو يعاني من حالة جنون معين،وتلقائيته في التعامل مع شهواته ايضا لاتشكل بالنسبة اليه ولا بالنسبة للمحيط الاجتماعي اي محظور،فغودار يطرح هذا الموقف وكأنه مقبول من كل الاطراف أو بالاحرى من كلا الطرفين.
مسار الحبكة فيه شيء غريب لايمكن التعبير عنه يدفع احيانا الى عدم القبول وعدم التصديق،فالمسار يسير وفقا الى حبكة روائية تحكمها الشخصية...
يدور المشهد الطويل نسبيا بالنسبة لزمن الفيلم الذي قلنا عنه بانه خالي من التنقلات أو التحركات،بين ميشيل وباتريشا في غرفة مظلمة في حوار تدور فيه الأمور التالية:
البحث عن سبب للنوم معه...مقارنات فنية شكلية ومن ثم انا حامل
ميشيل يعيش في خفة مطلقة:أنت حامل...يجب ان تكوني اكثر حذرا
هذه اللقطة لازمة كملامح لثورية سينما غودار،فعندما تسأل باتريشا ميشيل:هل تفضل التسجيل ام الراديو؟
فهذا السؤال يدل بوضوح على هواجسة لاحقة ستلاحق المخرج وربما سيمكنه التعبير لاحقا ايضا
لاهث هو فيلم عن مجرم ولكن بلون وطعم آخر فيه نكهة خاصة من قبل المخرج جان لوك غودار،على ان مصير هذا البطل كان واضحا منذ البداية...
بلال سمير الصدّر



#بلال_سمير_الصدّر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن جان لوك غودار وحملة البنادق 1963: حبكة ساخرة محمولة على ا ...
- موسيقانا 2004(جان لوك غودار): عن المفهوم المسبب لأنحدار العل ...
- الجنرال ديلا روفيري1959(روبرتو روسيليني):الواقع الالزامي
- رحلة الى ايطاليا 1953(روبرتو روسيليني):المقدمة الحقيقية للعل ...
- هنا وهناك 1974(جان لوك غودار):من الحديث عن الثورة الى لغة ال ...
- المانيا العام 90(جان لوك غودار): نقد البنيوية الثقافية للتار ...
- ألمانيا العام صفر1947(روبرتو روسيليني):أنغام صوت الفورهور عل ...
- عن روبروتو روسيليني 1906-1977 وروما مدينة مفتوحة 1945:
- ليلي مارلين 1981(راينر فاينر فاسبندر): صعود وسقوط النازية
- لولا 1981(راينر فاينر فاسبندر):الاساس الاخلاقي للصعود الألما ...
- فيرونيكا فوس 1982 (راينر فاينر فاسبندر):انهيار وتداعي لأحلام ...
- زواج ماريا براون 1979(راينر فاينر فاسبندر):ميلودراما محرمة ع ...
- الجيل الثالث (راينر فاينر فاسبندر) 1979:عن شوبنهور واندفاعات ...
- في عام الثلاثة عشر قمرا 1978 راينر فاينر فاسبندر:آخر خمسة اي ...
- يائس 1978(راينر فاينر فاسبندر):مؤشرات رجل يائس على وشك الجنو ...
- الروليت الصينية 1976(راينر فاينر فاسبندر):انكشاف الاقنعة
- شواء الشيطان 1976(راينر فاينر فاسبندر):عودة الهمجيون
- الأم كيسرز تذهب الى الجنة 1975(راينر فاينر فاسبندر):فاسبندر ...
- كل الآخرين اسمهم علي(راينر فاينر فاسبندر):الخوف يقتل الروح
- دموع بيترا فون المريرة 1972 راينر فاينر اسبندر):فيلم عن الشي ...


المزيد.....




- “نزلها الان” تردد قناة نيمو كيدز الجديد Nemo kids 2024 لمشاه ...
- مشاهير الموضة والموسيقى والسينما.. في مهرجان ميت غالا حمل عن ...
- متحف -للنساء فقط- يتحول إلى مرحاض لـ-إبعاد الرجال-
- إيران تقيم مهرجان -أسبوع اللغة الروسية-
- مِنَ الخَاصِرَة -
- ماذا قالت الممثلة الإباحية ستورمي دانيالز بشهادتها ضد ترامب؟ ...
- فيلم وندوة عن القضية الفلسطينية
- شجرة زيتون المهراس المعمر.. سفير جديد للأردن بانتظار الانضما ...
- -نبض الريشة-.. -رواق عالية للفنون- بسلطنة عمان يستضيف معرضا ...
- فيديو.. الممثل ستيفن سيغال في استقبال ضيوف حفل تنصيب بوتين


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال سمير الصدّر - لاهث 1960(جان لوك غودار): حالة بنيوية نقطة بدايتها عند جان لوك غودار