أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طه رشيد - - عيد الجيران - العراقي














المزيد.....

- عيد الجيران - العراقي


طه رشيد

الحوار المتمدن-العدد: 4705 - 2015 / 1 / 31 - 10:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تتفنن الشعوب في اختراع مناسبات لتضيف رونقا جديدا ومسحة فرح على حياتها .. وبالنسبة للعراقيين بشكل خاص، والمسلمين بشكل عام، فان عيدي الفطر والاضحى، هما اهم الاعياد التي ينتظرها الكبار والصغار، الاغنياء والفقراء، حيث يتم قبل هذين العيدين تنظيف البيوت وتحضير الحلوى «الكليجة» كما يتم شراء الملابس الجديدة خاصة للاطفال، ويستعد الجميع لاستقبال الاقارب والجيران.

غالبا ما تكون هاتان المناسبتان فرصة للتصالح بين من اختلفوا داخل العائلة الواحدة او مع الاقارب. والعيدان في محصلتهما النهائية تجديد للحياة شكلا ومضمونا. ويمكن ان نضيف لهما اعياد السنة الميلادية والتي لم تعد تخص المسيحيين بل تعدت إلى معظم الناس الذين يتبادلون التهاني بمناسبة العام الجديد .

الدول المتقدمة تفعل كل ما بوسعها من اجل تقديم الخدمات للمواطن ماديا ومعنويا. واذا فهمنا البعد المادي للخدمات، فان البعد المعنوي يشمل ابتكار المناسبات من اجل اشاعة الفرح والبهجة . واغرب ما لاحظنا في فرنسا مثلا من الاعياد هو «عيد الجيران La Fete de voisins «، حيث تقوم وسائل الاعلام المرئية والمسموعة والمقروءة بالترويج لهذه المناسبة، ويتم اجراء لقاءات مع المواطنين لمعرفة طريقة احتفالهم بهذا العيد، كما تقوم البلديات بتنظيم سفرات سياحية مجانية للعديد من العوائل التي ترغب بقضاء نهار سعيد خارج نطاق الروتين اليومي وتستطيع ان ترى الفرح الذي يتألق في عيون الاطفال وهم يمرحون في الحدائق بينما الكبار منهمكون باعداد موائد الطعام والشراب ..

في احد تلك الايام نظمنا غداء جماعيا لسكنة البناية ، التي ما زالت عائلتي تقطنها في باريس. كان عددنا ثمانية عوائل ولكن الحضور ازداد إلى احدى عشرة عائلة . و جاءت الاضافة من بعض ساكني البناية المجاورة الذين ارتأوا قضاء تلك الظهيرة معنا .. كنا من جنسيات مختلفة : فرنسيون وآسيويون وأفارقة وعرب من اقطار مختلفة. كان بيننا المسيحي والمسلم واليهودي والبوذي. وكان مأكلنا ومشربنا مشتركا، كل يأكل حسب رغبته وما يسمح به لنفسه. وكانت اطراف الحديث تتنوع بين شرح عادات هذا الشعب او ذاك .. كانت فرصة لمعرفة ثقافة الآخر، كانت وجبة غداء يلونها التسامح والمحبة والصفاء. طالما ذكرتني بكرم ايام العراق الخوالي. حين كنا صغارا ويصادف أن ينتقل للحي جار جديد، كان الجيران يهتمون بمأكل الضيف الجديد لايام عديدة، ومن هنا جاء تأكيد العراقي بقوله الجميل: جارك ثم جارك ثم اخاك.

لنجعل لنا، نحن العراقيين، عيدا للجيران كي يحتفي بعضنا بالبعض الآخر دون النظر إلى عرق او طائفة او دين. فكلنا ابناء العراق الواحد الملون.



#طه_رشيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فعالية أيام السينما العراقية في بغداد
- تسريب الاتصالات التلفونية في العراق
- خطاب الوزير بين القول والفعل
- يوم المثقف العراقي
- اهريمان والهوة المفترضة
- النظام البائد.. ما زال حاضرا!
- شكرا معالي الوزير
- من قتل البغدادي سامي علاوي ؟
- الاصوات النشاز
- إعزيزة .. إبتكار إبداعي مسرحي متميز
- المثقف والحرس القديم
- خبران يبعثان الفرح
- قرارات بالمجان .. يا برلمان !
- الحرب وتلك القصص
- استذكار الكاتب المسرحي الراحل محيي الدين زنكنه
- الفرقة السمفونية العراقية تنتصر للعراق والعراقيين
- هل اسماء النساء عورة؟
- مثلث برمودا العراقي
- صورة.. كلهم عاوزين الصورة!
- لا تقامروا بالعراق!


المزيد.....




- ماذا قالت إسرائيل و-حماس-عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين ف ...
- صنع في روسيا.. منتدى تحتضنه دبي
- -الاتحاد الأوروبي وسيادة القانون-.. 7 مرشحين يتنافسون في انت ...
- روسيا: تقديم المساعدات الإنسانية لقطاع غزة مستحيل في ظل استم ...
- -بوليتيكو-: البيت الأبيض يشكك بعد تسلم حزمة المساعدات في قدر ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من رمايات صاروخية ضد أهداف إسرائيلية م ...
- تونس.. سجن نائب سابق وآخر نقابي أمني معزول
- البيت الأبيض يزعم أن روسيا تطور قمرا صناعيا قادرا على حمل رأ ...
- -بلومبرغ-: فرنسا تطلب من الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات جديدة ض ...
- علماء: 25% من المصابين بعدم انتظام ضربات القلب أعمارهم تقل ع ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طه رشيد - - عيد الجيران - العراقي