|
البيدوفيليا الدينية
قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا
الحوار المتمدن-العدد: 4442 - 2014 / 5 / 3 - 09:11
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
البيدوفيليا الدينية فلنُسلّم جدلا بأن المسيحية كدين تحّثُ ، تُشجع بل وتدعو المؤمنين بها الى الإعتداء الجنسي على الأطفال ، وخصوصا اولئك الذين يحضرون الطقوس والدروس الدينية في رحاب كنائسها ، كما يحاول إقناعنا بهذا ، كبير من أكابر كتاب هذا المنبر !! ولنُسلم جدلا أيضا ، بأن الدين الإسلامي يدعو كذلك المؤمنين به بمُفاخذة الرضيعة والزواج بطفلة ، وأن تاريخ نبي الإسلام هو تاريخ بيدوفيلي بإمتياز ، كما يحاول إقناعنا به ، أكثر من كبير من كبار كتاب هذا المنبر أيضا !! ولن نُجادل أيضا في "النظريات " العلمية التي يُرّوج لها هؤلاء الكبار ، والقائلة بأن الكهنوت المسيحي هو كهنوت مريض مُعتل جنسيا ، وبأن الكهنوت الإسلامي هو كهنوت ذكوري مُوسوس بالفروج والولدان المخلدين ، في الحياة الدنيا والأخرة !! وهؤلاء الكبار ومن وراء ، طرفي " خندقهما " الفكري ، يعتمدون في إثبات نظرياتهم على مُعطيات ، تصريحات ، نصوص مقدسة وفتاوى كهنوتية ، فهم لا "يتحدثون " من فراغ ، وإلا أُتهموا في نزاهتهم العلمية وحيادهم الفكري ، وخاصة أنهم يكتبون في منبر حائز على جائزة في الفكر . لكن ، هل ظاهر الكتابة يُفصح عن باطنها ؟؟ وهل يَتَّبع هؤلاء الكبار شعار " ما أردتُ إلا الإصلاح " !؟ قرأتُ لهم كل ما كتبوه ، لكن كتاباتهم لم تُلامس ، حتى مُجرد المُلامسة ، حرصا على إحداث تغيير أو دعوة للتغيير في النصوص الدينية ، لما فيه مصلحة هذا الدين أو ذاك ، أو دفاعا عن ضحايا أتباع هذا الدين أو ذاك . فكتاباتهم تُبرهن وبكل الوسائل على "قدسية " النصوص التي يقتبسونها ، وعلى أنها الوحيدة المؤسسة لهذا الدين أو ذاك . ويتعاملون معها بقدسية وكأنهم "يؤمنون " بها ، و"يُحاسبون " أتباعها بناء عليها ، رغم أن قسما كبيرا من هؤلاء الأتباع ، ينفون عن انفسهم وعن عقيدتهم هذه الفتاوى والمُمارسات الجنائية !! لكن ، لا .. يرد عليهم هؤلاء الكبار ، هذا هو دينكم ، وهذه هي عقيدتكم ، ونحن أدرى بها منكم !! لكن ، لماذا يُصّر هؤلاء الكبار على تناول البيدوفيليا "النصوصية " حصرا ، ولا يُناقشون الفكر الديني بمُجمله ، وعلى كل تنوعاته ؟ كالدين والحُكم مثلا ، أو الفكر الديني وقبول الأخر ، الدين والتعددية !! لي رأي في الموضوع ، فالقضية ليست حرصا على الأطفال ، وإنما يهدف هؤلاء إلى إظهار حقارة هذا الدين أو ذاك ، وإهانة للمؤمنين به ، عن طريق إبرازه كدين "لا أخلاق له " ولا لرجال كهنوته ، فهم كالكلاب المسعورة تنهش لحم من يُصادفها . ويُبرهن هؤلاء الكبار على أن ، لا منظومة أخلاقية في هذا الدين أو ذاك ، ولا يُمكن الوثوق برجاله ولا بالمؤمنين به . لو كان موقف بعض هؤلاء الكبار ، موقفا عاما وشاملا لكل الأديان ، لوجدنا لهم العُذر في ذلك ، ولقلنا بأنهم يعتقدون ، وهذا حقهم ، بأن الديانات هي سبب كل مصائب البشرية ، منذ الأزل وإلى الأزل . ولتغاضينا عن "عدم " إحترامهم للرأي الأخر ، لكنهم "يها جمون " دينا ، ويُدافعون عن الدين الأخر ، وبهذا "يسقطون " في "مطب " الطائفية . إنهم يذهبون إلى النصوص القديمة ليستمدوا منها دعما ، وليبرهنوا على صدق ما يقولون ، لكنهم يتجاهلون واقعنا المُعاصر ، واقعا تغير فيه الواقع الموضوعي كثيرا . لكن ذلك لا يهمهم في شيء !! رغم أن واقعنا العربي – الإسلامي المُعاصر ، مليء بالمأسي التي سببتها سياسات الحكومات القومية ، الاشتراكية ، البعثية ، الاسلامية ، الوطنية ، الرجعية ، الثورية والعميلة (تستطيعون إضافة مسميات وأوصاف أخرى ) !! ملاييين الأطفال في الشوارع ، يتعرضون للعنف ، الإستغلال والإستغلال الجنسي ، ولا من مُعين ! ملايين الفتيات يتعرضن للتحرش ، الإستغلال والإغتصاب ، ولا من يُحرك ساكنا . وقرأت ُ في مكان ما بأن في مصر لوحدها ثلاثة ملايين شابة ، تجاوزت أعمارهن الثلاثين وما زلن عزباوات . ملايين النساء المسلمات والمسيحيات ، تتم المُتاجرة بهن في سوق العبودية الجنسية المُعاصرة ، وما من صارخ !! و .....و ...و... وعلي توضيح نقطة هامة ، فموقفي من الإعتداءات الجنسية ، واضح ، مُعلن ومنشور ، ولا حاجة للتكرار . كما أنني ليبرالي ، أحترم التعددية وأقبل الأخر ، أُطالب بفصل الدين عن الدولة !! وقصدتُ بعنوان مقالي ، البيدوفيليا الدينية ، هو مُحاولة البعض ، نقد الفكر الديني مُستعملا بل ومُستغلا الضحايا في حربه الدينية ، فهذا الإستغلال هو مساو للإعتداء ، ولا يقل عنه في شيء!! أما ما هي مصلحة هذا المنبر في نشر "هذه " البيدوفيليا على أنها ، نقد للفكر الديني ، فليس لي بها علم !!
#قاسم_حسن_محاجنة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
دافيد -النحلاوي - يُثير بلبلة في صفوف الجيش الإسرائيلي .
-
-مع- ياسر برهامي ..و-ضد- فاطمة ناعوت!!
-
حماس : -قميص عُثمان - أليمين الإسرائيلي ..!!
-
الأول من أيار : يوم للوحدة أم يوم ذكرى إحتفالية ؟!
-
الهولوكوست والفلسطينيون ..
-
ألربيع ألعربي – الفُرصة الضائعة للطبقة العاملة .
-
فَرّق تَسُد ، رمز ألنجاح..!!
-
أنماط البيدوفيليين
-
اليسار الفلسطيني ، وشُباك جو –هاري !!
-
الدين شأن شخصي ..؟!
-
البدائل -الفلسطينية - .. خيالية أم واقعية ؟
-
السلطة الفلسطينية توفرعلى إسرائيل المليارات ..!!
-
المرأة العاملة ..!!؟؟
-
عرب إسرائيل :وحدة وصراع الأضداد ، بين الأسرلة والإنتماء القو
...
-
بروفيل للبيدوفيل .
-
إنه جنون -العَظْمَة -، رسالة للعزيز نضال الربضي ؟؟!!
-
ماركس يتعرض لنيران صديقة ..(2)
-
كيف تُصبح بيدوفيلا ..؟؟!!
-
ماركس يتعرض لنيران صديقة ..(1)
-
مُفاوضات أم حقل ألغام ؟؟
المزيد.....
-
عمارة الأرض.. -القيم الإسلامية وتأثيرها على الأمن الاجتماعي-
...
-
وزير الخارجية الايراني يصل الى غامبيا للمشاركة في اجتماع منظ
...
-
“يا بااابااا تليفون” .. تردد قناة طيور الجنة 2024 لمتابعة أج
...
-
فوق السلطة – حاخام أميركي: لا يحتاج اليهود إلى وطن يهودي
-
المسيح -يسوع- يسهر مع نجوى كرم وفرقة صوفية تستنجد بعلي جمعة
...
-
عدنان البرش.. وفاة الطبيب الفلسطيني الأشهر في سجن إسرائيلي
-
عصام العطار.. أحد أبرز قادة الحركة الإسلامية في سوريا
-
“يابابا سناني واوا” استقبل حالا تردد قناة طيور الجنة بيبي ال
...
-
قائد الثورة الاسلامية: العمل القرآني من أكثر الأعمال الإسلام
...
-
“ماما جابت بيبي” التردد الجديد لقناة طيور الجنة 2024 على الن
...
المزيد.....
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
-
جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب
/ جدو جبريل
-
سورة الكهف كلب أم ملاك
/ جدو دبريل
-
تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل
...
/ عبد المجيد حمدان
-
جيوسياسة الانقسامات الدينية
/ مرزوق الحلالي
-
خطة الله
/ ضو ابو السعود
المزيد.....
|