أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - الأصلُ المأزومُ والنسخُ الفاشلة














المزيد.....

الأصلُ المأزومُ والنسخُ الفاشلة


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 3922 - 2012 / 11 / 25 - 09:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الانهيارُ المتصاعدُ للشبكةِ التي صنعها النظامُ الإيراني في المنطقة لم تصل الى نهايتها بعد.
الدفاعُ الهائل عن النظام الوحشي السوري يحدثُ حتى عبر اختلاق معارك جانبية مع إسرائيل أو بخلطِ الأوراق في عدةِ دول عربية.
القرويون الإيرانيون الطائفيون العسكرُ الذين تم فرضهم على المدن الإيرانية لوقف الحداثة والديمقراطية والأنسنة والعقلانية تم تحويلهم لشبكاتٍ عربيةٍ كبيرة استثمرت الأريافَ والشباب فيها لخلق نسخٍ مشابهة للمركز بدون نجاح كبير لأن تطور الشعوب العربية مختلف.
إن هذه النسخَ تواجه تحديات كبرى في الوقت الراهن، فثمة تناقضاتٌ جوهريةٌ بين النسخ والمركز.
التناقضُ الأول هو التناقضُ بين جماعاتٍ من أمةٍ عربية وبين الأصلِ القومي الفارسي. فهذه الجماعاتُ ليست ذات علاقاتٍ مع الأمة الفارسية، فهي وَجدتْ نفسَها في حالاتِ تبعيةٍ سياسية مذهبية بدون إرث الأمة الفارسية الثقافي، والإيرانيون بمختلف قومياتهم في المركز الإيراني لهم تطوراتهم الخاصة المتضادة بشكل متسارع مع الطبقة العسكرية الدينية الحاكمة، وهي الجمعُ اللقيطُ بين الإقطاع الريفي ورأسمالية الدولة العسكرية، والداخلةُ في أزمةٍ بنيوية شاملة مع المجتمع الإيراني، وتغدو لها التدخلات في أحوال الأمة العربية عبر شعوبها المختلفة فرصةً للهروب، وتبرير القبضة العسكرية «البوليسية» على المجتمع ورفض العودة للديمقراطية وإعادة الملايين المهجرين.
إن استخدام الأرياف العربية ومجموعات الارتباط بالمناخ المذهبي السياسي لتفخيخ المجتمعات، مضر بالأمتين الفارسية والعربية، ولكن الشعبَ الفارسي يعتبرُ العربَ الذين يُغدق عليهم من الأموال العامةِ الإيرانية هم سبب مشكلاته. وتحويل العرب لشيطان هو جزءٌ من الإرثِ الفارسي الأسطوري الطويل. ويمكن ربطه بالمأثور التاريخي الديني.
والعرب من جهتهم يعتبرون الموالين للمشروع الإيراني خارج نطاق العروبة. والعرب التابعون للمشروع الإيراني الشمولي، الذين نزلتْ فوقهم الشبكةُ الريفيةُ الفارسية وأسرتهم، غير قوميين وغير تقدميين وغير وطنيين سياسيا، أي أنهم تشكلوا في الريف في زمنيةِ الإقطاع المذهبي، عبر المواد الدينية الطافحة في الحياة اليومية المغذيةِ للتعصب والتقوقع الداخلي المذهبي المضادِ للذوبان في الوطن والقومية والمذهبيات الأخرى وفي تأييد المعسكر الاشتراكي وغير هذا من كائناتٍ سياسية غريبة عن تكوينهم.
والأَسرُ الذي حدث لهم وتكوّن عبرَ موجاتٍ من الصدمات خلقَ ثقافته العصبيةَ المَرضية، المُكرسة يوميا عبر الشحن الذي يؤدي دوما الى الصدام، فهم غير قادرين على الخروج من التناقض الذي كونتهُ الفاشية الإيرانية في المركز التي تعيش بفضل هذا الصدام وتوسيعه.
أما التناقضُ الثاني فهو يتجسد في ان مضمون توجهات القرويين العسكر المسيطرين في المركز الإيراني هي ضد الديمقراطية وتوحد العرب والسلام مع الغرب والتقدم عامة، ولهذا فإن النسخَ العربية من المشروع الإيراني حين تردد شعارات من هذه الأهداف لا تطرحها بتماسك فكري سياسي عميق وأصيل، فهي لم تتشكل في تُربِ هذه البلدان، ولم تناضلْ داخلَ شعوبِها، وتكتسي من لحمها ودمها، فتغدو الشعارات خارجية زائفة مُلصقةً بأشكال تكتيكية عابرة. ومن هنا العجز الفكري الثقافي عن الانتاج، وفهم الثورات، وفهم القومية العربية وتحولاتها العميقة المتواشجة مع الإسلام والأممية التقدمية، فتظل في مستوى «الرادود»، تعيدُ شعاراتٍ من المركز، ولهذا فإن لقاءات هذا الرادود مع الأحزاب العربية هي بغرض حماية المركز الإيراني، ففي لبنان يمنع حزبُ الله الوحدةَ الوطنية الديمقراطية وتنامي النسيج الشعبي التوحيدي، متخذا قضية المقاومة حقا أُريد به باطلٌ، ولهذا يعجزُ عن إنتاج وعي نضالي وطني لبناني ويبقى المجتمع مأزوما مشروخا وعرضةً للسحق والاذلال الإسرائيليين المستمرين، فيما وصل الشرخُ في سوريا إلى حرق المجتمع. لكن قوة العرب والمضمون المقترب أكثر من التفتح والقبول بالآخر، يهزمُ الفاشيةَ المتقوقعةَ بأشواكها القنفذية الحارقة.
التناقض الثالث يتمثل في ان الشكلين المتباينين من مستوى التطور الاجتماعي الاقتصادي لرأسمالية الدولة العسكرية الإيرانية ورأسماليات الدول العربية الليبرالية المضادة للمشروع الإيراني، مستويان بعيدان عن التطور الديمقراطي النهضوي التصنيعي الشعبي الواسع، فرأسماليةُ الدولةِ العسكرية الإيرانية قادرةٌ بهذا على اختراق الجانب العربي وخلق المسيّسين والمنظمات الحربية، وبالتالي استثمار القصور في البُنى العربية والتغلغل فيها وتخريبها، في حين لا تتيح مستوياتُ رأسمالياتِ الدول العربية ذات الهيمنة من قِبل الدول والأجهزة البيروقراطية أن تحل مشكلات هذه البُنى وأن توحدَ الأريافَ والمدن في نسيجٍ اقتصادي عادل، وأن تُدخلَ الأغلبية الشبابية في مشروعات التصنيع والثقافة التقنية الحديثة.
ضخامة الدكتاتورية في جانب وقصور الديمقراطية في الجانب الآخر، لا يوقفان مسيرةَ التاريخ حيث صراع الإرادات القومية للشعوب العربية والإيرانية تتفقُ في إزاحةِ العوائق الاجتماعية المعرقلة في مساراتٍ متعرجة مركبة، متداخلة، حيث تقوم الأممُ الإسلامية بتغيير هياكلها التقليدية العائدة للقرون الوسطى بهياكل حديثة عصرية. وهو الأمر الذي حدث للأمم المسيحية الغربية عبر تطورات وحروب مخيفة نرجو ألا يُعادُ إنتاجها في عالمنا المثقل بمشكلاته العميقة.



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تطور التحديث في السعودية (3-3)
- تطورُ التحديثِ في السعودية (2)
- تطورُ التحديثِ في السعودية
- الأزمةُ اليونانيةُ الاقتصادية السياسية والفكرية (2-2)
- أزمةُ اليونان السياسيةِ الاقتصاديةِ والفكرية (1-2)
- شموليات دموية
- الانصهارُ الوطني في النضال
- وعيٌ مقطوع الصلة بالجذور (3 -3)
- وعي مقطوع الصلة بالجذور (2)
- وعيٌ مقطوعُ الصلةِ بالجذور(1)
- تحولاتُ اليسارِ الإيطالي (2-2)
- تحولاتُ اليسارِ الإيطالي(1-2)
- الفقراءُ والفاشية الإيرانية
- تفكيكُ شعبِنا والأمة
- وعي اليسار في فرنسا (2-2)
- وعي اليسار في فرنسا(1-2)
- الوعي الفكري والسياسة في أمريكا
- مرحلة الانسلاخ من الفاشيات
- النضالُ المشتركُ بين العربِ والإيرانيين
- تنوع الأنظمة العربية الديمقراطي التعاوني


المزيد.....




- بايدن يرد على سؤال حول عزمه إجراء مناظرة مع ترامب قبل انتخاب ...
- نذر حرب ووعيد لأمريكا وإسرائيل.. شاهد ما رصده فريق CNN في شو ...
- ليتوانيا تدعو حلفاء أوكرانيا إلى الاستعداد: حزمة المساعدات ا ...
- الشرطة تفصل بين مظاهرة طلابية مؤيدة للفلسطينيين وأخرى لإسرائ ...
- أوكرانيا - دعم عسكري غربي جديد وروسيا تستهدف شبكة القطارات
- -لا استطيع التنفس-.. لقطات تظهر لحظة وفاة رجل من أصول إفريقي ...
- الشرطة تعتقل حاخامات إسرائيليين وأمريكيين طالبوا بوقف إطلاق ...
- وزير الدفاع الأمريكي يؤكد تخصيص ستة مليارات دولار لأسلحة جدي ...
- السفير الروسي يعتبر الاتهامات البريطانية بتورط روسيا في أعما ...
- وزير الدفاع الأمريكي: تحسن وضع قوات كييف يحتاج وقتا بعد المس ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - الأصلُ المأزومُ والنسخُ الفاشلة