أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صلاح بدرالدين - العراق الجديد والتجاذب -الصفوي - الهاشمي















المزيد.....

العراق الجديد والتجاذب -الصفوي - الهاشمي


صلاح بدرالدين

الحوار المتمدن-العدد: 1075 - 2005 / 1 / 11 - 11:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


العراق الجديد والتجاذب (الصفوي- الهاشمي )
بقلم: صلاح بدرالدين

قبل البدء بحرب تحرير العراق التي كانت نتائجها بادية للعيان وفي مقدمتها اسقاط النظام الدكتاتوري حاولت انظمة وحكومات الجوار وما وراءه جاهدة في ايجاد سبل اخرى لتفادي ماهو متوقع وذلك خوفاً من حصول –السابقة- في اسقاط الانظمة عبر القوى العسكرية الخارجية اولاً وانتقال عدوى التغيير الديمقراطي الى اماكن اخرى ثانياً وتحقيق تطبيقات عملية لحل المسألة القومية الكردية على اسس ديمقراطية وانسانية حسب مبدأ تقرير المصير ثالثاً، وقد تكاتفت الانظمة والحكومات بمختلف توجهاتها من ملكية وجمهورية علمانية وتيوقراطية دكتاتورية وديمقراطية نسبية في مسعى تجميد العملية والبحث عن بدائل أخرى بما فيها مشروع صفقه تنحي الدكتاتور صدام حسين وعدد من اعوانه والابقاء على حكم حزب البعث بقيادة احد الابناءوالاقارب مقابل التسليم بوجوب اجراء الانتخابات واطلاق الحريات العامة، وقد تابع العالم باجمعه هذه- السيناريوهات – والمحاولات والمشاريع في لقاءات – استانبول- والرياض – ودمشق- والقاهرة وطهران باشكالها الثنائية وحتى السداسية.
ولكن المحاولات باجمعها باءت بالفشل وعجزت الدول المعنية بما فيها اقرب حلفاء الولايات المتحدة الامريكية من ثني الادارة الامريكية عن المضي في استراتيجيتها المرسومة كتعبير عن النهج الامريكي الجديدما بعد احداث سبتمبر /2001 والتجربتين – الافغانية واليوغسلافية - والذي يقضي باعادة النظر في تحالفات امريكا على الصعيد العالمي واعادة رسم وتعريف اسس التعامل مع دول العالم وخاصة في الشرق الاوسط على ضوء مستجدات توقف الحرب البارده وزوال المعسكر الاشتراكي الذي كان الخصم القوي المواجه للسياسة الامريكية في العالم , ومتطلبات الحرب الكونية على الارهاب .
وبعيداً عن التفسير – التآمري- للاحداث فان المحاولات لم تتوقف من منظومة دول الجوار العراقي ودول اخرى في المنطقة وباشكال متعدده مستهدفة ارباك سير العملية الديمقراطية واعادة البناء وافشال مشروع التغيير والاصلاح وذلك بالمشاركه الفعلية في الاعمال الارهابية عبر ارسال الافراد والمجموعات وادوات التخريب وايواء رؤوس وقادة التيارات والاجهزةمن بقايا نظام البعث وانصار- القاعدة- والفصائل الاسلامية الانتحارية اضافة الى المواقف السياسية المعلنة المعادية للشعب العراقي وحكومته وممثليه وقواه الوطنية والديمقراطية وتسخير اجهزة الاعلام المحلية والفضائيات لخدمة النشاطات الارهابية واطلاق اوصاف- المقاومة- والجهاد- على ممارساتها الوحشية الظلامية بمافيها ذبح الرهائن والمخطوفين من نساء ورجال من الوريد الى الوريد وامام عدسات التصوير . تجري هذه المحاولات والقائمون عليها والواقفون وراءها من حكومات وانظمة واجهزة وهم يعلمون علم اليقين ان الزمن لن يعود الى الوراء وان ماتم في العراق من انجازات وعلى رأسها اسقاط النظام الدكتاتوري قد اصبحت ملكاً للشعب العراقي ولن يتخلى عن تلك المكتسبات أو يسمح بمصادرتها أو العوده بالعراق الى الوراء، ولكنهم يهدفون من وراء كل محاولاتهم الى- كسب الوقت – ليس إلا لترتيب اوضاعهم وتجنب مفاجآت السقوط حتى لوكان ذلك على حساب دماء العراقيين ومستقبلهم.
وفي هذا السياق وعلى خلفيته يمكن قراءة السجال الدائر منذ حين بين –عمان – وطهران-والاتهامات المتبادلة باسم- السنة- والشيعة- والطرفان يدعيان النطق باسم العراقيين والتعبير عن مصالحهم. أما الشعب العراقي بمختلف قومياته واديانه ومذاهبه والذي يعمل جاهداً من اجل اتمام العملية الديمقراطية وبناء ماهدمته الدكتاتورية خلال اكثر من ثلاثة عقود والمنشغل باعادة تعريف معنى المواطنية العراقية بمعزل عن المنطلقات العنصرية والمذهبية , ووضع الاسس السليمة للنظام الفدرالي التعددي المستند الى تعايش وتوافق وتلاحم قوميتيه الرئيستين العربية والكردية فهو في واد آخر ولم يخول احداً للنطق باسمه وهل من عاقل يفكر لحظه واحدة بامكانية قيام انظمة أوجهات تفتقر الى ادنى حدود الديمقراطية والصدقية بادعاء تمثيل شعب عانى من الدكتاتورية وقدم التضحيات بمئات الآلوف ومرشح أن يتحول الى نموذج للتغيير في سائر ارجاء المنطقة.
من الغريب والملفت في آن أن نشهد البعض يعود خمسة قرون نحو الوراء ليعيد احياء صراعات باتت في ذمة التاريخ على شاكلة الصراع الصفوي الشيعي- العثماني السني والتي استغلها حكام الطرفين من اجل منافعهم وسلطاتهم وادامة انظمتهم الاستبدادية الظلامية الدموية على حساب شعوب المنطقة وفي المقدمة الشعب الكردي والشعوب الاخرى .
لاشك أن لكل من نظامي عمان وطهران مبرراته واسبابه ودوافعه في ركوب الموجه المذهبية البالية، واذا كان الطرفان يشتركان في حمل النيات المبيتة بهدف الاساءة الى التجربة العراقية في التغيير والاصلاح والبناء ومحاولة وضع العراقيل امامها، فان كلاهما يمارسان لعبة- الضعفاء- لأن استغلال الدين والمذهب لمآرب قومية وسياسية هو الورقة الاخيرة في حياة الانظمة الآيلة الى السقوط والزوال والانقراض .
يبدو ان كل القوى العسكرية والاساطيل والمفاعل النووية وواردات النفط لاتكفي لاستمرارية النظام الايراني والحفاظ على سلطته ولم يبق امامه سوى استغلال دماء شيعة العراق للاستقواء بورقتهم في مفاوضاته مع الولايات المتحدة الامريكية واوروبا.
أما الاردن فلعل قادته يحلمون بانتزاع ورقة الخلافة الاسلامية السنية- بعد ان خسرها الهاشمييون منذ مغادرة- مكة- هربا من نفوذ – آل سعود - ومن ثم انتقال مركزها الى الآستانه باشراف العثمانين. فهل انهم يتفاءلون الآن باستعادة الامجاد بعد تطورات الاحداث الامنية في السعودية واحتمال حصول تحولات في التحالفات الدولية الاقليمية ؟ أم اعتقادا منهم بأن الامبراطورية العثمانية قد سقطت الآن نهائيا بعد قرب انضمام تركيا الى الاتحاد الاوروبي؟ وبالتالي فان الساحة – السنية- تكون قد خلت للهاشميين.
من المحتمل أن تكون قلة من العراقيين وخاصة من ائمة وشيوخ وآيات المرجعيات والمساجد واعوانهم تلتقي مصالحها مع دعوات –الجوار- المذهبية وتردد صداها سراً وعلانية إلا انه من حكم المؤكد أن الغالبية الساحقة من العراقيين ونخبهم السياسية والثقافية تتمسك بالمشروع الوطني للتغيير وبناء العراق الفدرالي التعددي ولاحاجة الى القول أن هذا المشروع الذي يناضل العراقييون من اجله منذ عقود يتعارض جملة وتفصيلاً مع نهج الانظمة الحاكمة في الجوار العراقي ومع كل الدعوات ذات الصبغة الدينية والعنصرية والمذهبية وهو جاء بالاساس ليشكل بديلاً لما هو سائد في الشرق الاوسط من استبداد وتمييز واضطهاد وقمع , مع الاخذ بعين الاعتبار تبدلات الحياة الاجتماعية والثقافية والسياسية واختلافها عما كانت عليه قبل قرون .
اما ما يتعلق الامر باالحركة القومية التحررية الكردية في العراق وبمنطلقاتها الوطنية ومفاهيمها الديمقراطية وقاعدتها المتعددة الديانات والمذاهب فانها ومن دون شك تقف في مواجهة مثل تلك الدعوات وتعتبرها تحريفاً لمسار الديمقراطية في العراق وتشويها لجوهر النضال الوطني ومحاولة يائسة لتغليب الثانوي على الرئيسي حيث المهمة الاساسية هي انقاذ العراق واتمام وانجاز مهام التغيير وبناء العراق الفدرالي وتطبيع سيادة الشعب العراقي عبر الانتخبات في البوتقه الوطنية ورفض كل محاولات الهيمنة والتبعية ان كانت باسم القومية أو الدين أو المذهب,ورد جميع مخططات اعادة عقارب الساعة الى الوراء، فالكرد لهم تجارب مريرة مع دعاة المذهبيه ومراكز الخلافة وصراعاتها منذ معركة- جالديران- قبل حوالي خمسة قرون والطغيان العثماني، والغدر الصفوي حيث كان الكرد وقوداً لمعارك الطرفين وضحايا نزوات حكامهما،كما كانت كردستان ساحة نازفة لتضارب مصالحهما واشلاء مقسمة لتوجهاتهما الشوفينية التي مازالت آثارها ماثلة حتى اليوم.



#صلاح_بدرالدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نحو عام مشرق جديد
- وما دخل جماعة - بلدية باريس - بالثورة الفرنسية
- رسالة تحية وتقدير الى الهيئة المؤسسة - للتجمع العربي لمناصرة ...
- جمعية الصداقة الكردية - العربية تعقد اجتماعها العام
- -النور جفيك - يحاضر في رابطة كاوا حول العلاقات بين تركيا وال ...
- - المؤتمر القومي - الاسلامي - بين الشوفينية الشمولية ومناصرة ...
- اللائحة الكردستانية الموحدة خطوة في الاتجاه الصحيح
- وانتصر العراق الجديد في شرم الشيخ
- - عروبة العراق - = - تركية الاسكندرون - و - فارسية الاهواز - ...
- التاسيس لديموقراطية - الاغلبية - في النظام الاقليمي الجديد
- رحيل آخر عمالقة النضال التحرري العربي
- لا مستقبل - للخط الثالث - في بلادنا 2
- لا مستقبل- للخط الثالث- في بلادنا
- جولة تطبيع الحقائق الجديدة
- السوريون بين - اجانب - الداخل و - اجانب - الخارج
- خصوصية انتخابات ما بعد التحرير
- فرنسا - الكولونيالية -
- حوار ما بعد ايديولوجيا البعث
- نحو عقد سياسي جديد بين الكرد والعرب ( 5- 5 )
- نحو عقد سياسي جديد بين الكرد والعرب ( 4 - 5 )


المزيد.....




- جعلها تركض داخل الطائرة.. شاهد كيف فاجأ طيار مضيفة أمام الرك ...
- احتجاجات مع بدء مدينة البندقية في فرض رسوم دخول على زوار الي ...
- هذا ما قاله أطفال غزة دعمًا لطلاب الجامعات الأمريكية المتضام ...
- الخارجية الأمريكية: تصريحات نتنياهو عن مظاهرات الجامعات ليست ...
- استخدمتها في الهجوم على إسرائيل.. إيران تعرض عددًا من صواريخ ...
- -رص- - مبادرة مجتمع يمني يقاسي لرصف طريق جبلية من ركام الحرب ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تسعى إلى حرب باردة جديدة
- روسيا تطور رادارات لاكتشاف المسيرات على ارتفاعات منخفضة
- رافائيل كوريا يُدعِم نشاطَ لجنة تدقيق الدِّيون الأكوادورية
- هل يتجه العراق لانتخابات تشريعية مبكرة؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صلاح بدرالدين - العراق الجديد والتجاذب -الصفوي - الهاشمي