أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - حكومة مصيدة














المزيد.....

حكومة مصيدة


ساطع راجي

الحوار المتمدن-العدد: 3029 - 2010 / 6 / 9 - 14:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بشكل يومي ينفض الساسة مفارش طولة التصريحات الواسعة فتتناثر الاوراق التي عرضت فوقها سابقا ثم يعيد هؤلاء الساسة، على كثرتهم فرش، باقة اوراق التصريحات وبعضهم ينسى فيعيد طرح اوراق اليوم الماضي او يستولي على ورقة فيها تصريح لسياسي منافس فيسطو بذلك على تصريحه ايضا، وتستمر التصريحات والحوارات (العراكات) الفضائية حتى وقت متأخر من الليل عبر الفضائيات ويسيطر التعب والنعاس على المتحاورين المتصارعين فيزداد بعضهم حدة واخرون يميلون الى الهدوء كل حسب مزاجية تعبه ونعاسه، لكن الجميع يتطلعون الى يوم جديد حافل بالتصريحات التي تزداد سخونة مع اقتراب موعد عقد الجلسة الاولى للبرلمان الجديد، وعلى كثرة ما يقال فليس هناك من سبيل لمعرفة حقيقة تلك التصريحات وفيما اذا كانت انعكاسا لعمل سياسي ام ان هذه التصريحات هي نفسها الممارسة السياسية بكامل وجودها حسب المقاييس العراقية، فتكون السياسة بذلك كلام في كلام.
واعتمادا على ما يدور ويدار من كلام فإن الاحتقان بين شخصيات تقود الائتلافات المتنافسة قد وصل الى غايته القصوى وربما يبدأ هذا الاحتقان بالفيضان الى ازقة الاحزاب وشوارع اتباع الزعماء المتنافسين، وقد يتجاوز هذا الاحتقان في مداه الزمني والموضوعي ملف رئاسة الوزراء وتشكيل الحكومة ليكون مسيطرا على العلاقة بين مكونات الحكومة القادمة في وقت يؤكد فيه جميع المتصارعين ان الحكومة القادمة سيشارك فيها الجميع على احتقاناتهم وصراعاتهم، ولنا ان نتخيل وضع الحكومة القادمة حين تشترك فيها قائمتا ائتلاف دولة القانون وائتلاف العراقية بعدما فشل رئيساهما في عقد لقاء بينهما بعد استمرار مفاوضات عقد اللقاء (مجرد لقاء!!) لأسابيع دون نتيجة رغم كل توقعات حدوثه بين ساعة واخرى الى ان يأس الوسطاء وخجل المتحدثون فأعلنوا ان اللقاء مستحيل، ولنا ان نتخيل ايضا كيف سيكون وضع الحكومة بعدما فشل ائتلافا دولة القانون والوطني في تسمية لجنة (مجرد لجنة!!) تسمى لجنة حكماء لتسمية مرشح تحالفهما (المعلق) وصارت لجنة الحكماء حلما او وعدا يشبه الوعود التي ستطرحها الحكومة التي سيشكلانها فيما لو نجحا في تشكيلها، ولنا ان نتخيل اداء الحكومة القادمة وطرفاها الاكبران (فيما لو نجحا) استغرقا الاسابيع دون الاتفاق على اسم لتحالفهما الموعود، فإذا كان مجرد لقاء اشخاص في ساعة من نهار او ليل ومجرد الاتفاق على اسم هي منجزات لا تتحقق الا بشق الانفس وربما لا تتحقق ابدا فكيف ستنجز الحكومة القادمة ملفات مثل الاعمار وتحسين الخدمات والامن الهش والعلاقات الخارجية والمصالحة الوطنية وتعديلات الدستور واستكمال البناء التشريعي للدولة وتنفيذ التعداد العام للسكان بل كيف ستتفق هذه الاطراف على توزيع الحقائب الوزارية وكم ستستغرق من زمن وكم ستهدر من جهد وتنتج من معارك جانبية؟!!!.
في حال اتفقت الاطراف السياسية على مرشح ما لرئاسة الوزراء ومن ثم اشتركت جميعها في الحكومة فأن تلك الحكومة ستكون بمثابة مصيدة للعراقيين (الشعب لا الساسة) حيث سيأخذ كل طرف حصته من الوزارات ويديرها بمعرفته وحسب مصالحه وتوجهاته ورغباته انطلاقا من امرين الاول، ان كل طرف سيبقى محتفظا بإدعاءاته حول كونه الاحق برئاسة الوزراء ولذلك سيتصرف على انه يحتل منصب رئيس الوزراء حتى لو لم يكن كذلك من الناحية الواقعية، اما الامر الثاني فهو الاتفاق السياسي الذي سيكون بمثابة سلسلة من القيود التي تلتف حول يدي ورقبة رئيس الوزراء القادم بشتى الحجج خاصة وان اللهفة على الموقع ستدفع كثيرين الى تقديم كل التنازلات الممكنة وغير الممكنة للحصول على رئاسة الوزراء.
من الناحية السياسية وحتى بدون انتهاء المهل الدستورية يمكن القول بان القوائم الفائزة بالانتخابات فشلت في التوصل الى اتفاق على تشكيل الحكومة وبالمسار الذي اتخذه التفاوض بين القوائم ستكون كل حكومة تنتجها هذه القوائم هي حكومة مريضة ومصيدة للعملية السياسية ولآمال العراقيين ولن يقبل زعماء الكتل وخاصة من سيكون رئيسا للوزراء بإجراء انتخابات مبكرة تعيد رسم خارطة التحالفات وتنتج حكومة افضل، لذلك فان المخرج الاقرب من كارثة الحكومة المصيدة لمن يريد بناء حكومة معقولة الاداء هو تفتيت القوائم الفائزة الكبيرة وتشكيل تحالفات واسعة بديلة بين كيانات من نفس القوائم لم تدخل في مواجهات اعلامية وسياسية ولم تشيد فيما بينها جدران عالية.



#ساطع_راجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عندما لايحدث شيء..جلسة مفتوحة
- واجب وطني وشرعي
- مؤتمرات البعثيين
- خط مستقيم أو صراع ديكة
- الاتراك قادمون
- انسحاب واشنطن سياسيا من العراق
- الانهماك الشعبي بالسياسة
- رئيس وزراء تسوية
- لاخطوط حمر ولا استثناء لأحد
- لقاء السحاب المستعصي
- مراجعة النظام السياسي
- تدفق الاسلحة على العراق
- إنهيار أمني وإنشغال سياسي
- عن التهديد والوعيد
- تدويل الازمة
- إطلاق سراح الابرياء
- شرعية قيد التشكيك
- متاهة عراقية
- ذبح الاطفال..خبر عابر
- صراع الأحقيات


المزيد.....




- في اليابان.. قطارات بمقصورات خاصة بدءًا من عام 2026
- وانغ يي: لا يوجد علاج معجزة لحل الأزمة الأوكرانية
- مدينة سياحية شهيرة تفرض رسوم دخول للحد من أعداد السياح!
- أيهما أفضل، كثرة الاستحمام، أم التقليل منه؟
- قصف إسرائيلي جوي ومدفعي يؤدي إلى مقتل 9 فلسطينيين في غزة
- عبور أول سفينة شحن بعد انهيار جسر بالتيمور في الولايات المتح ...
- بلغاريا: القضاء يعيد النظر في ملف معارض سعودي مهدد بالترحيل ...
- غضب في لبنان بعد فيديو ضرب وسحل محامية أمام المحكمة
- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - حكومة مصيدة