أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية - عماد علي - التحزب و الثقافة السياسية في العراق














المزيد.....

التحزب و الثقافة السياسية في العراق


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 2975 - 2010 / 4 / 14 - 18:00
المحور: التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية
    


يجب ان نعترف بحقيقة واضحة و ان كانت مرة جدا لنا جميعا ، و هي تدني مستوى الثقافة السياسية لدينا جميعا، نحن ابناء الشعب العراقي، و حتى النخبة التي تسرح و تمرح و تطلق عنان حريتها في التصريح و النقاش و الانتقاد في كافة المجالات ، استنادا على القناعة الذاتية لها و ما تملك من القدرة و العقلية و الثقافة العامة بعيدا عن الركائز العلمية الاساسية للسياسة و ما يتعلق بها،وهي ليست ببعيد عن هذا الوصف .
بعد الكبت و الخنق الطويل الامد لعقود و الشعب العراقي تحت سيطرة ثقافة الحزب الاوحد و الراي و الموقف و الشخص الواحد، ليس من العيب ان ندرك ولو متاخرا ان الوضع القائم و ما نقيم عليه هو ساحة غارقة في الجهل و عدم المعرفة حتى ببدايات السياسة بشكلها العلمي و ما تحتوي و ما يهم مصالح الشعب و مستقبله، و الظروف الذاتية و تداعياتها و الظروف الموضوعية و متطلباتها، و العوامل الرئيسية المطلوبة للقيادة و الخبرة و الممارسة التي تحتاجها في ظل انعدام المؤسساتية التي تقلل مما على كاهل الجميع و توزع المسؤوليات و تدير الامور بعيدا عن المزاج و العقلية الفردية.
لازال الخوف من ما هو الجديد و ما توارثه الشعب من الصفات الشاذة خلق ما يسمى بفوبيا التحزب و السياسة لدى الاكثرية و انطلقت الاقلية منذ سقوط الدكتاتورية بشكل عشوائي مستغلة الفراغ التي غطت على الساحة السياسية، و وجهت ما تجري على ارض الواقع مما غيرت الحال دون استقرار طيل هذه المدة، و مازاد الوضع خطورة هو تدخل الجهات كافة حتى في كيفية ادارة العملية السياسية و مضمونها بعيدا عن الثقافة السياسية الذاتية الصحيحة، و تسلط من يمكن ان نعرفهم بمن يلعبون في الخفاء دائما، هذا اضافة الى اسباب ذاتية داخلية اخرى ، من عدم الاعتماد على الخطوات و الطرق العلمية و الاستناد على الروابط الاجتماعية و قلة المعلومات و حجم الوعي، مما قلل من فعالية عمل القادة.
العجيب في الامر ان تتساوى الجهلة في السياسة مع اصحاب نسبة مناسبة من العلم و المعرفة السياسية في ادارة البلد و الحزب و التحزب ، مما خلق ازمة مستديمة منذ مدة ليست بقليلة، و لم نلحظ التغيير المطلوب على الرغم من توفر مقوماتها من الحرية ولو بنسبة محدودة، لانعدام النسبة المطلوبة من المساواة و العدالة الاجتماعية و توفر الفرص الملائمة للجميع.
الاخطاء المتراكمة خلال هذه المدة القصيرة من عمل الاحزاب الموجودة على الساحة، فرضت على ابناء الشعب مجموعة من الشروط و بعفوية، مما فرض عليهم الخشية من التقرب من الحزب و العملية السياسية قاطبة ، و لهذا خلقت الخشية هذه المسافة الطويلة بين المختصين من ذوي الاختصاصات السياسية بالاخص من التقرب من التحزب و السياسة ، و خلقت فوبيا التحزب لدى اكثريتهم ، على الرغم من ان التعددية الحزبية من الشروط و العوامل و المقومات الاساسية لتجسيد الديموقراطية الحقيقية و التحزب الطبيعي .
اي الانتقال المفاجيء من الدكتاتورية و ما فرضتها الى الديموقراطية و الحرية و ما تتطلب ، خلقت ظروفا غير اعتيادية و حالة نفسية و اقتصادية و اجتماعية و ثقافية غير طبيعية للفرد و المجتمع على حد سواء. هذا ما فرض الانقسام الحاد بين مكونات و شرائح المجتمع و ابتعاد النخبة المثقفة من السياسة و التحزب ، و اعتبارها حالة شاذة ، اي انقسام شرائح المجتمع بين السياسيين و المثقفين من الادباء و الكتاب و الشعراء و الصحفيين بعيدا عن الثقافة السياسية العامة التي تفرض نفسها في الحالة الطبيعية من حياة اي مجتمع كان.
في الحقيقة لا توجد سياسة بعيدة عن الثقافة و لكل اختصاص سياسة خاصة به، و ليس من العيب ان يكون المثقف سياسيا او له موقف سياسي خاص به،و الغريب ان يُنظر اليه على ان يكون دائما خارج دائرة السياسة كما هو حال العراقيين الذين ينظرون الى المثقفين على ان يكونوا كذلك سوى كان بقصد او دونه.
يتوضح من الواقع الذي نعيشه، ان المثقف و السياسي يبتعدان عن بعضهما خوفا من تداعيات اهتمامات كل منهما و ان لم يعلنوا ذلك على الملا ، و اول الاسباب خوف من الالتزام بايديولوجيا و موقف و فكر معين ، و كأن التقدم لاي بلد يتوقف على مجموعة من السياسيين، واما المثقفين فعليهم التفسير و التحليل للامور و القضايا بعيدا عن مشاركتهم ، و هذا خطا فضيح فرضته الدكتاتورية و لم يدع الا المثقف البعثي ان يشارك في الامور السياسية العامة، و توارثته الاجيال من النخبة المثقفة، و الا فالتطور و الانتقال من مرحلة الى اخرى لا يمكن ان ينجح دون مشاركة كافة الفئات و الشرائح و الاستناد على اليات و طرق علمية دقيقة.
عندما تصبح المصالح المادية هي من الاولويات في الاهداف السياسية للفرد و المجتمع و الحزب، فان التحزب لم يبق له اي معنى و يتحول الى شركة مساهمة، و عندما تكون الاهداف غير معلومة او على الاقل مفقودة و لم تتوضح على العلن فان المنتمين للجهة العاملة لتلك الاهداف يدورون في حلقة مفروغة و ان كان التنظيم حزبا، وعندما تكون الاهداف متركزة على الحصول على موقع و منصب حكومي و الاستاثار بالسلطة فان الانتماء لاي حزب لا يفرق عن الدخول الى اي شركة تجارية ، مهما كانت نوعية الاحزاب ، و عندما لا يتمتع الحزب بفكر و عقيدة و ايديولوجيا معينة غير التركيز على توفير و تامين الوضع المعيشي للمنتمي فيتحول الحزب الى ماكنة لتوظيف المنتمي و تعينه .
و هذه المسميات لاي حزب كان و التحولات في عمل و نضال الاحزاب دعا المثقفين ان يخشوهم و يبتعدوا عن ماهو معروف حتى بافضلهم و يلعنوا عالم السياسة و كأن السياسة هذه هي التي ما يحصل الان على ارض العراق بعد سقوط الدكتاتورية، و السياسة منه براء.



#عماد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل مجتمعاتنا تتقبل الحداثة كما هي بشكلها الصحيح؟
- انفال انفال و ما ادراك ما الانفال
- هل ديموقراطية العراق في الاتجاه الصحيح ؟
- كيفية تدخل الاكاديميين لايجاد الحلول السياسية لما وقع فيه ال ...
- الحداثة و تاثيراتها على الهوية الثقافية في منطقتنا
- ماذا يقدم الاعلام لما يحتاجه العراق في هذه المرحلة
- بعد ترسيخ المواطنة تتفاعل العقلية المدنية
- هل بالامكان اختزال الديموقراطية في العملية الانتخابية فقط؟
- من يتحمل مسؤولية عبور المرحلة القادمة في العراق؟
- ما يرن باستمرار في اذاننا هو العراق الى اين ؟
- الى متى تطول مخاض ولادة الديموقراطية الحقيقية في هذه المنطقة ...
- هل ما نحن فيه ازمة ام صراع مصالح القوى؟
- هل هناك ازمة الشرائح المؤثرة في تنوير المجتمع ؟
- الامن القومي لمجتمع موزائيكي الشكل و التركيب
- مابين الاصلاح و التغيير في اقليم كوردستان
- احذروا تبجح البعث باسم العلمانية
- دور المثقف العراقي في الانتخابات البرلمانية
- هل من متضرر في العملية الانتخابية العراقية ؟
- ما يحصده المواطن من التعقيدات السياسية في العراق
- دروس الانتخابات تدفع العملية الديموقراطية الى الامام


المزيد.....




- ضغوط أميركية لتغيير نظام جنوب أفريقيا… فما مصير الدعوى في ال ...
- الشرطة الإسرائيلية تفرق متظاهرين عند معبر -إيرز- شمال غزة يط ...
- وزير الخارجية البولندي: كالينينغراد هي -طراد صواريخ روسي غير ...
- “الفراخ والبيض بكام النهاردة؟” .. أسعار بورصة الدواجن اليوم ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- م.م.ن.ص// تصريح بنشوة الفرح
- م.م.ن.ص// طبول الحرب العالمية تتصاعد، امريكا تزيد الزيت في ...
- ضد تصعيد القمع، وتضامناً مع فلسطين، دعونا نقف معاً الآن!
- التضامن مع الشعب الفلسطيني، وضد التطبيع بالمغرب
- شاهد.. مبادرة طبية لمعالجة الفقراء في جنوب غرب إيران


المزيد.....

- هل يمكن الوثوق في المتطلعين؟... / محمد الحنفي
- عندما نراهن على إقناع المقتنع..... / محمد الحنفي
- في نَظَرِيَّة الدَّوْلَة / عبد الرحمان النوضة
- هل أنجزت 8 ماي كل مهامها؟... / محمد الحنفي
- حزب العمال الشيوعى المصرى والصراع الحزبى الداخلى ( المخطوط ك ... / سعيد العليمى
- نَقْد أَحْزاب اليَسار بالمغرب / عبد الرحمان النوضة
- حزب العمال الشيوعى المصرى فى التأريخ الكورييلى - ضد رفعت الس ... / سعيد العليمى
- نَقد تَعامل الأَحْزاب مَع الجَبْهَة / عبد الرحمان النوضة
- حزب العمال الشيوعى المصرى وقواعد العمل السرى فى ظل الدولة ال ... / سعيد العليمى
- نِقَاش وَثِيقة اليَسار الإلِكْتْرُونِي / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية - عماد علي - التحزب و الثقافة السياسية في العراق