أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - عماد علي - هل ما نحن فيه ازمة ام صراع مصالح القوى؟















المزيد.....

هل ما نحن فيه ازمة ام صراع مصالح القوى؟


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 2964 - 2010 / 4 / 3 - 19:31
المحور: ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق
    


بعد اعلان النتائج النهائية التي افرزتها الانتخابات البرلمانية العراقية و ما رافقتها ، و الوضع العام قلق جدا و يُنتظر ان يتم الاتفاق النهائي الصعب الجريان بين الكتل وفق التوافق ام الشراكة ، و عمليا لا اجد فرقا بين الاثنين على ارض الواقع عند سير العملية السياية و ادارة البلد، و النتائج هي التي تفرض ما لا يؤمن به احد و هذا يشكل خطرا على العملية ذاتها، و عليه عندما يفكر اي مراقب او محلل سياسي في طبيعة المسالة و ما تبرزه لنا الاتفاقات او الصدفة كما هو حال الارقام التي افرزتها النتائج، و لا يعتقد احد انه جاءت استنادا على ما تمخضت من التصويت و ما ادلى به المواطنون ، و جوهر التقارب و ما يتحمل مضمون هذه الارقام يخلق الشكوك و كانها رتبت اليا او يدويا و الله اعلم ربما من احد ما، كي لا يكون احد الاطراف فائزا و اخر خاسرا في العملية برمتها و خاصة الكتل الكبرى، و سوى كان النظام الانتخابي سببا او العملية و الظروف الموضوعية و الذاتية للكتل و الاحزاب الصغيرة، فانها ابعدتهم عن الساحة السياسية قليلا و من براعة الصدف ان تكون الجريان تصفية لحسابات و ابراز كتل و اخفاق و اختفاء وتهميش اخرى، و جعلت اطرافا تفرض شروطا و اخرى تقابلها باخرى ، استنادا على انهم لا يمكنهم ان ينفردوا في الساحة ، و يجب ان يعتمدوا على المعادلات و الشراكة و المساومات و التنازلات ليدخلوا في ادارة العملية السياسية. فازت العراقية و معروف تركيبتها بعدد الكراسي و دولة القانون بعدد الاصوات ، و هناك الى جانبهما طرفان حاسمان في تحديد مسار الحكم و هما الاتلاف الوطني العراقي و ما يحمل من المكونات و التحالف الكوردستاني و ما يتمتع بالابعاد على الارض و لكل منهم ميوله المختلفة و عدم توازن ثقله، اضافة الى قوى اخرى يمكنها ان ترسخ و تقوي اي اتفاق يحصل بين الكتل. و لم يحصل اي طرف ما انتظره و ما ادلى به مسؤوله من التصريحات استنادا على ماتوقعها من النتائج، فلم يتحقق الغالبية المريحة و الاستحقاقات الانتخابية التي كانت منتظرة في تطبيقها، و كان بالامكان ان تنبثق الحكومة منها و تدع الاطراف الاخرى في المعارضة، و النتائج المتقاربة تفرض العديد من الاحتمالات ما اجبرت القوى على تغيير توجهاتها و نبرة صوتها بشكل واضح، و لم تدع النتائج ان تنجح المخططات في هذه المرحلة الحساسة الحاسمة.
توجهت الانظار الى المحكمة الاتحادية العليا بعد الانتخابات مباشرة لتفسير المادة 76 من الدستور العراقي حول الكتلة الكبرى المشكٍلة للحكومة و اجابت بشكل صريح على الرغم مما تحمل هذه المادة من التفسير و التاويل، و جاء الجواب بما يحمل من الاجتهادات و يطيل من عمر المحادثات حول تشكيل الحكومة الجديدة و ازداد من الفترة المنتظرة لانهاء المحادثات حسب التوقعات لتشكيلها، و ليس بشرط ان تقع النتائج بما يشتهي البعض.
ربما يصل الحال الى حدوث انشقاقات في تركيب التكتلات بشكل طبيعي او باثارة من الجهات التي تستفيد منها في تشكيل الحكومة، و المحاولات جارية بطرق و اخرى منها خفية و الايام القادمة تكشف لنا المزيد . النقطة البارزة التي تتحمل التوقف عندها في هذه المرحلة هي اصرار كافة الكتل على التنعم بالمناصب دون البرامج الحكومية التي تُعتمد بعد تشكيلها و لاسبابه البينة و هو الاعتقاد بان السلطة التنفيذية و خلال هذه السنوات الاربع يمكنها ان تفصل الكثير و تعمل على سيطرة طرف دون اخر، و تهمش الاخر مهما كانت نتيجته او كراسيه، و لم تبق البرامج الا حبرا على الورق. الواضح في الامر لحد الان ان الازمة الحالية برزت على منصب رئيس الوزراء ذو السلطات الواسعة، ولم نشعر بان هناك خلاف على ستراتيجيات معينة لقوة ما و هي لم تلتق في الرؤى بالاخرى، و هي التي سببت المشاكل و ابعدت هذه القوى عن بعضها، لا ليس هذا بسبب تلك الرؤى بل كل المصالح اختزلت في هذا المنصب و لاسباب حزبية ضيقة، و لم يحسب اي حساب يذكر لما يهم الشعب و مصالحه من قريب او بعيد. النتائج ذاتها التي رتبت او كما فرضتها الصدفة او بقدرة القادر هي التي اختارت النزاع من اول الطريق، و جعلت الوضع الحالي في مهب الريح عند اقل غلطة، و هذا ما جعلنا ان نعتقد بان تجري الرياح بما لا تشتهي السفن لبعض الاطراف على الاقل ، و ما تتطلبه العملية الديموقراطية الجارية و التجربة الفتية الفريدة في العراق و ما تتمخض عنها تستاهل ان يضحي الجميع من اجل نجاحها .
ان جلست الفرقاء بهدوء و اعادوا النظر فيما هم عليه بتمعن، ربما درسوا الحالات النفسية و السياسية و الجغرافية و القومية و الدينية المذهبية و حتى المصالح المشتركة بشكل دقيق و استندوا عليها في تفاصيل المحادثات و عقد التحالفات الاستراتيجية و ابعدوا انفسهم عن البحث في تامين المنصب المعين و الانفراد به فقط لوجدوا الطريق الملائم السهل.
المستجدات و التغييرات التي حصلت على ارض الواقع قد خففت من التحالفات القديمة الحديثة و فرضت البحث في تحالفات جديدة وفق مصالح برزتها الايام، و لم يبق تاثير ما لجوهر تلك التحالفات السابقة على الساحة السياسية بشكل قاطع ، و هذا ما تاكدنا فيه حتى قبل الانتخابات، و لكن النتائج الحالية تفرض على القوى من جديد ان يدعوا ما كان السبب في توسيع الهوة بينهم، و هو من فعل الزمن و التطورات ، و هذا طبيعي في عالم السياسة ، و بعد الانتقال الى مرحلة مغايرة، عليهم ان يجمعوا على ما هو الاكثر نفعا لهم بعد بروز مصالح جديدة مع ظروف مغايرة ، و منه ما يفرض انعاش روح بعض التحالفات بشكل و صورة اخرى و بنفس الجوهر الذي اعتمد من قبل و وفق مقاييس جديدة افرزتها التحولات في العملية السياسية، و خاصة ما خلقت من بعد المسافة بين الخطاب السياسي للتكتلات، و حتى بين جهات الكتلة الواحدة ايضا. و ما ينتج عن جمع تلك المعادلات ربما يبني ظروف و اوضاع سياسية تنقل المرحلة الى ظروف اخرى ذات ابعاد مختلفة و تكون لها معطيات مغايرة تماما لما كانت من قبلها.
ما نحن فيه يمكن ان نصفه بازمة سياسية حقيقية مرحلية عابرة، و غير واضحة النتائج لحد الان سوى كانت قابلة للحل ام تستفحل و تعقٌد المرحلة و تنتج ما لا تحمد عقباه و تصعب من الحلول نتيجة الصراعات الحزبية و معركة الاستحواذ على المناصب التي تمطر الملذات في هذا البلد الجريح، و ما يعقدها اكثر هو تدخل جميع الاطراف الخارجية في تفصيلاتها، لا بل اصبح العراق ساحة واسعة و ميدان كبير لبحث الموضوعات الدسمة و ما تتقاتل عليها القوى العديدة الاقليمية كانت ام العالمية ام الداخلية. و ننتظر من يستقر على كتفه النسر في نهاية المطاف و ينقذنا من المحنة الحالية التي اوقعتنا فيها نتائج الانتخابات و نحن نسير في دوامة الازمة بكل ما فيها.



#عماد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل هناك ازمة الشرائح المؤثرة في تنوير المجتمع ؟
- الامن القومي لمجتمع موزائيكي الشكل و التركيب
- مابين الاصلاح و التغيير في اقليم كوردستان
- احذروا تبجح البعث باسم العلمانية
- دور المثقف العراقي في الانتخابات البرلمانية
- هل من متضرر في العملية الانتخابية العراقية ؟
- ما يحصده المواطن من التعقيدات السياسية في العراق
- دروس الانتخابات تدفع العملية الديموقراطية الى الامام
- من اخفق في الانتخابات النيابية العراقية؟
- ما الضير في اعادة عملية العد و الفرز للاصوات ؟
- نتائج الانتخابات كشفت المستور للجميع
- هل تُستغل نتائج الانتخابات النيابية لتنفيذ الاجندات المختلفة ...
- الانتخابات كمحطة لتقييم الذات و اتخاذ القرارات المصيرية
- من يفوز في الانتخابات البرلمانية العراقية ؟
- البرلمان القادم يثبت الشرعية ام يكرس الحزبية؟
- لماذا التلكؤ في حل القضية الكوردية باسم تعقيدات المسالة في ت ...
- لمن تكون تبعية البرلماني العراقي في المرحلة المقبلة ؟
- نقطة تحول لدور الاطراف المختلفة في العراق
- من يدير دفة الحكم بعد الانتخابات البرلمانية في العراق؟
- هل ستكون الحكومة المقبلة كفوءة ام ستولد من رحم المحاصصة ايضا ...


المزيد.....




- رصدته كاميرات المراقبة.. شاهد رجلًا يحطم عدة مضخات وقود في م ...
- هل تعلم أنّ شواطئ ترينيداد تضاهي بسحرها شواطئ منطقة البحر ال ...
- سلطنة عُمان.. الإعلان عن حصيلة جديدة للوفيات جراء المنخفض ال ...
- في اتصال مع أمير قطر.. رئيس إيران: أقل إجراء ضد مصالحنا سيقا ...
- مشاهد متداولة لازدحام كبير لـ-إسرائيليين- في طابا لدخول مصر ...
- كيف تحولت الإكوادور -جزيرة السلام- من ملاذ سياحي إلى دولة في ...
- محاكمة ترامب -التاريخية-.. انتهاء اليوم الأول دون تعيين مُحل ...
- حزب الوحدة الشعبية الديمقراطي الأردني في عمان يتقبل التهاني ...
- كاتس يدعو 32 دولة إلى فرض عقوبات على برنامج إيران الصاروخي
- -بوليتيكو-: الاتحاد الأوروبي بصدد فرض عقوبات جديدة على إيران ...


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - عماد علي - هل ما نحن فيه ازمة ام صراع مصالح القوى؟