أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - عماد علي - من اخفق في الانتخابات النيابية العراقية؟















المزيد.....

من اخفق في الانتخابات النيابية العراقية؟


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 2952 - 2010 / 3 / 22 - 02:57
المحور: ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق
    


من النتائج الاولية التي اعلنت يمكن ان نحكم على من افلح او اخفق في الانتخابات البرلمانية العراقية في هذه المرحلة. التكتلات التي تشكلت و رتبت امرها قبل الانتخابات لم تات من الفراغ و لم تعمل من النوايا الذاتية فقط او لم تفكر و تخطط لوحدها ابدا، و لم تعتمد على قوتها الذاتية فقط، منها تتكون من قوى تاريخية و قاعدتها و امكانياتها واضحة و يزكيها الواقع و الظروف الاجتماعية الثقافية العامة في العراق، و استراتيجياتها لم تتقاطع مع الوضع و الارضية التي تعمل عليها و لم تحتاج لغير العمل الذاتي و بشكل مباشر بين ابناء الشعب ، و لا يوجد حاجز ما في منعهم من تماسهم و خطابهم للعقل العراقي بمجموعه و اكثريته بشكل عام. ان ما يتصف به الفرد من التدين و التحفظ على امور و العاطفة المسيطرة على العمل و العلاقات و الروابط الاجتماعية القوية المساندة لعمل هذه الاحزاب و التوجهات بشكل لا يمكن ان تكوٌن اي غبار عليه، و بالاخص في وقت اصبح لكل فرد و عائلة و قبيلة علاقة و مصلحة مع جهة سياسية بعينه لضمان مصالحه و تامين معيشته اليومية و ليس العكس كما هو المفروض، وما يؤكد راينا في دور الدول الاقليمية من ابراز من ليس لديه اية قاعدة جماهيرية هو وجود شخصيا ت و احزاب تصل في بعض الاحيان الى حد الاختفاء و من ثم تبرز بقدرة قادر و تولي امورا و تكون راسا و على قمة الهرم ، ان لم تكن هذه نتيجة لمعادلات حسابية اقليمية و مذهبية بالذات فبماذا نسميه، و بالاخص اثناء الاوقات الحساسة نرى الدعم و الزيارات المكوكية لهم دون توقف. ان من يحمي و يعيٌش الفرد العراقي في هذه المرحلة هو الحزب و ما لديه من الامكانية المادية و المعنوية و ليس العكس كما هو المعلوم، و هذا لاسباب ذاتية و موضوعية ليس لنا هنا المجال لذكرها و تحليلها، لهذا السبب بالذات نرى الجهات كافة تتدافع و تعمل بكل جهدها من اجل المشاركة في السلطة و الاستئثار بها لضمان بقائها لحين تهدئة الامورو تتغير الاحوال و تعاد الاوضاع الى نصابها الصحيح ان امكن. الوضع السياسي الاجتماعي العام يشوبه الخلل و يمكن وصفه بالحالة الطارئة غير الطبيعية، و علاقة المواطن و انتمائاته الى الاحزاب لا يمكن اعتبارها فكرية عقيدية و من زاوية ايمانه بالخطاب و المنهج و الفكر و القناعة الكاملة بالاهداف و الشعارات.
شاهدنا نتائج يمكن ان تثبت لنا هذا الكلام، هناك تكتلات ساعدت مصالح اقليمية على تشكيلها و تحتوي في بنيانها المؤقت على مجموعة من التوجهات المتناقضة ستبقيها هشة و تتناثر عند تعرضها لهبة نسيم سياسي عندما يتقاطع مع مصالحها، لذلك لا يمكن الاعتماد على تماسك هذه الكتل او ذاك كي نعلن مدى نجاحها في هذه العملية ، و هي متكونة اصلا لاهداف انية انتخابية فقط، ولو دخلت مكونات هذه الكتلة على انفراد في العملية الانتخابية لكانت النتائج على غير هذه الشاكلة و لا يمكن ان نحسب نجاح كتلة كحاصل جمع نجاح مكوناتها مهما كانت نتائجها، لذا لا يمكن ان نعتبرها ناجحة او فاشلة بشكل قاطع.
من التجارب العالمية التي تفيدنا ان نعتبر منها فننا لم نر او نسمع يوما بتحالفات قوية متماسكة بين الكتل و الاحزاب قبل دخولهم الانتخابات الا نادرا و في العالم الثالث ان وجدت ايضا، و جميع الائتلافات تنبثق بعد حصول كل جهة على نصيبها من المقاعد بعد اجراء الانتخابات من اجل تاليف حكومة او تبقى في المعارضة ؟
في هذه الانتخابات العامة لمجلس النواب العراقي، نلاحظ اخفاق قوى و جهات عريقة بحيث لم تكن تتوقع هذا الفشل ، و هذا ما يفرض عليهم اعادة النظر و تقييم الذات و الاقدام على الاصلاحات و التغييرات المطلوبة التي يفرضها الواقع و الظروف العامة للشعب العراقي و ما يتسم به و يؤمن، عليهم قراءة هذه المرحلة بكل ما فيها و بيان موقع الفشل في التعامل مع ما يتطلبه الواقع و المرحلة دون خجل او احراج، و عدم الغرور و الانتظار و النوم على انجازات التاريخ و السبات لحين تهيء الظروف و الارضية الملائمة في المراحل المقبلة بعيدة كانت ام قريبة، او التوجه في العمل المدني و التحويل و التغيير لحين انقضاء المرحلة و الحفاظ على الذات كمنظمة مدنية تقدمية من العاصفة ، و هذا لا يتلائم مع العمل السياسي الفكري العقيدي الذي يستند على الوسط و المنتمين في ادارة العمل و التقدم للوصول الى الاهدف.
ان من اخفق هم المتنورون التقدميون الذين يعتبرون انفسهم علمانيين و يساريين متحفظين بالاخص و المعتمدين على افكار تاريخية دون تكيف او تلائم مع الواقع الجديد و مستندين على الافكار ما ذهب مفعولها مع الريح . ان من نجح لم يكن مفاجئا و قد حللنا و ذكرنا بالتفصيل ما يحصل في مقالات سابقة و ما تؤول اليه الاوضاع و من يفلح او يخفق و جاءت النتائج كما كنا نستقرا و ما نحن فيه الان اتى طبقا لما قلنا، لذا السمات و الصفات العامة هي التي زكت الجهات الواقعية و التي تؤمن بما يؤمن به مجموع الشعب اما دينيون او مذهبيون او قوميون و انخرطت بين ظهرانيهم الشخصيات و القوى الليبرالية كي تنال موطيء قدم في خضم هذه التخبطات التي اصابت المجتمع العراقي . و لكن ما يفكر به الشعب العراقي و ما فيه من المستوى الثقافي اظهر بشكل جلي في هذه العملية الانتخابية ، و على القوى التي لم تطا قدمها عتبة البرلمان ان تخطط منذ اليوم و تشد من عزمها و تقوي ارادتها و تحضٌر نفسها و تعمل خلال هذه الدورة الانتخابية عسى و لعل ان تتغير الاوضاع و تتهيا الظروف و ربما تحدث المفاجئات ، و الا فالواقع لم يبين او يوضح لنا نسبة الاصلاح و التغيير في الدورة البرلمانية المقبلة.
تشتت القوى الوسطية المعتدلة من العلمانية و اليسارية بشكل عام ازداد من ضعفها ، الاتكاء على منجزات التاريخ و التامل في الاطلال و عدم قراءة الذات بصورة حيادية و الابتعاد عن اتخاذ الاجراءات الضرورية و الخطوات المطلوبة و الاصلاحات الجذرية من الاسباب الهامة في فشلهم الذريع ، عليهم الاعتبار منها.
هذا لا يعني ان يياس الجميع، لان الاسباب الموضوعية في تغيير مستمر و الاهم هو علاج موقع الضعف الذاتي و محاولة جميع الاطراف للتقارب و التوحد لبناء كيانات جديدة واقعية تعتمد على ما يتطلعه الشعب من العدالة الاجتماعية و المساواة و بعوامل و ادوات و اليات واقعية بعيدة عن الخطابات النظرية و الكلمات الرنانة و الفلسفات المعلبة، و اتباع تكتيكات سياسية ايديولوجية ضامنة للتقدم خطوة بعد اخرى للوصول الى مرحلة اخرى للعمل من اجل استراتيجية هادفة.
و هذا لا يعني اننا نحدد الاسباب و نقصرها على ما وجود من النقص في الذات فقط ، لان العراق اليوم ليس ملك لشعبه فقط و ما يتدخل في شؤونه قوى اقليمية و عالمية كثيرة لها مصالح في ان يبقى على ما هو عليه ، و لكن ما نحن ماضون فيه لم يدع شك باننا نقطع دابر تلك التدخلات بالعمل و الاصرار و الارادة ، و ما يتصف به هذا الشعب و ما توارثه من الحضارات و ما يتمتع به من الامكانيات المادية و البشرية و من كافة الجوانب يدعنا ان نبقى على قدر من التفاؤل لنجاحه في المستقبل القريب، و على الجميع ان يعتبر من اخفاقاتهم و فشلهم و العمل على الترجل من الكبوة التي اصابتهم في هذه العمليات الديموقراطية المستمرة و التي هي غير خالية من السلبيات ايضا.



#عماد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما الضير في اعادة عملية العد و الفرز للاصوات ؟
- نتائج الانتخابات كشفت المستور للجميع
- هل تُستغل نتائج الانتخابات النيابية لتنفيذ الاجندات المختلفة ...
- الانتخابات كمحطة لتقييم الذات و اتخاذ القرارات المصيرية
- من يفوز في الانتخابات البرلمانية العراقية ؟
- البرلمان القادم يثبت الشرعية ام يكرس الحزبية؟
- لماذا التلكؤ في حل القضية الكوردية باسم تعقيدات المسالة في ت ...
- لمن تكون تبعية البرلماني العراقي في المرحلة المقبلة ؟
- نقطة تحول لدور الاطراف المختلفة في العراق
- من يدير دفة الحكم بعد الانتخابات البرلمانية في العراق؟
- هل ستكون الحكومة المقبلة كفوءة ام ستولد من رحم المحاصصة ايضا ...
- كيف تكون الاوضاع الامنية بعد الانتخابات النيابية المقبلة في ...
- يشمل التغيير كافة جوانب الحياة اينما كان
- الانتخابات تحدد توجه العراق نحو المركزية او الفدرالية
- ارتباك واضح في تحضيرات العملية الانتخابية في العراق
- لم تترسخ المهنية في عقليتنا و عملنا بعد
- الوضع النفسي العام للفرد العراقي و تداعياته في المرحلة الراه ...
- نجاح العملية الديموقراطية مسؤولية الجميع في العراق
- موقف المثقف من الاحداث و مدى تفاعله مع الواقع و ما فيه
- دور الاخلاق في تجسيد السلوك السياسي


المزيد.....




- ترامب يفشل في إيداع سند كفالة بـ464 مليون دولار في قضية تضخي ...
- سوريا: هجوم إسرائيلي جوي على نقاط عسكرية بريف دمشق
- الجيش الأميركي يعلن تدمير صواريخ ومسيرات تابعة للحوثيين
- مسلسل يثير غضب الشارع الكويتي.. وبيان رسمي من وزارة الإعلام ...
- جميع الإصابات -مباشرة-..-حزب الله- اللبناني ينشر ملخص عمليات ...
- أحمد الطيبي: حياة الأسير مروان البرغوثي في خطر..(فيديو)
- -بوليتيكو-: شي جين بينغ سيقوم بأول زيارة له لفرنسا بعد -كوفي ...
- كيم جونغ أون يشرف بشكل شخصي على تدريب رماية باستخدام منصات ص ...
- دمشق: دفاعاتنا الجوية تصدت لعدوان إسرائيلي استهدف ريف دمشق
- هبوط اضطراري لطائرة مسيرة أمريكية في بولندا بعد فقدان الاتصا ...


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - عماد علي - من اخفق في الانتخابات النيابية العراقية؟