أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - عماد علي - موقف المثقف من الاحداث و مدى تفاعله مع الواقع و ما فيه















المزيد.....

موقف المثقف من الاحداث و مدى تفاعله مع الواقع و ما فيه


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 2900 - 2010 / 1 / 27 - 22:15
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


يجب ان نضع في الاعتبار قبل اي شيء اخر دور المثقف في التغييرات الواجب حدوثها بعد كل مرحلة من التطور العام و ما وصلت اليه المرحلة من المستجدات و التاثير المتبادل على الاحداث و الواقع و التفاعلات و ما تفرضها العلاقات الجدلية بين الماضي اي المرحلة السابقة و الحاضر او الاصلاح و التغييرات المستمرة. لو اختزلنا ما نريد قوله على العراق و التغييرات السلبية التي احدثتها الشمولية و دكتاتورية النظام السابق في عقلية و عمل المثقف دون ارادة اكثريتهم ، بحيث لم يكن بالامكان تمييز ما ينتجه المثقف لوحده بعيدا عما فرضه النظام و ما اصر عليه و حقق نسبة كبيرة منه و هو خلط مهام السياسي و المثقف رغما عنهما، و ما كانوا يحلمون به من الحرية، و الذين كانوا مقيدين لابعد الحدود، وما كانوا عليه من تحديد نطاق عملهم و ما نتج منه ، اي من فرض المواقف و الاراء الايديولوجية الحزبية على المثقف و ما سلخ منه الاستقلالية الفكرية و فرض عليه بكافة السبل النهج السياسي باسترضاء او من دونه او دون ارادته. هذا ما خلط عليه اوراقه مع الخطابات السياسية و الشعارات و الاهداف و المهامات الحزبية، و تطابقها كليا مع المناهج التي اعتمده الحزب الاوحد، و كان هذا حقا سلب للعقلية الثقافية و دمجها بالايديولوجيا و ما تتطلبه السياسة و التحزب. و برزت اجيال لم تفرٌق بين صفات و سمات و مهامات المثقف الخاصة و بين التحزب و الصراعات السياسية ، و ما تريده الثورة في المراحل المختلفة و اية ثورة كانت، و الذي عمل من اجله البعث في العراق ابان الدكتاتورية البغيضة، و مع الاسف ان كان بقصد او من غفلة البعض لم يدركوا مدى وقوعهم في الفخ و ما فرضه الصراع السياسي وفق ما كان الواقعة السياسي الثقافي في تلك المرحلة. فلم نسمع يوما مثقفا محايدا صاحب الراي و الموقف المعلوم و محايد و برزه النظام او الوسائل المحتكرة من قبله منذ نجاحه في اعتلاء سدة الحكم، و لم يتمكن مثقف مستقل فكرا و انتمائا و عقيدة و عقلية و ايمانا، من التقدم ولو خطوة واحدة دون الاتكاء على النظام، و لم يجرؤ مثقف من اي اختصاص كان ان ينتقد بملأ فمه، لا بل حتى بشكل غير مباشر و هو يعتقدو يطمئن بانه سينام ليلته قرير العين مستريح النفس، و لم يقض مضجعه القلق و الارق و الخوف من ردة فعل النظام، لذا ان المثقفين الذين نشئوا في تلك الفترة بالذات نرى العديد منهم يحنون اليوم الى الماضي القريب و يترحمون على تلك المرحلة، اما من فرً و هرب من الواقع المرير و لم يتحمل، فاستقرت به الحياة بعيدا مغتربا و قدره بعيد عن الارض التي حُرق عليها الاخضر و اليابس، و لم يقدر من كان في الداخل ان ينبس ببنت شفة، و لم يعد من المهاجرين الا القليل و تعرضوا الى المضايقة و ما صعب حياتهم شظف العيش و التهميش.
و بعد التغيير و سقوط النظام و فناء المؤسسات الثقافية كافة دون اعادة التنظيم و التاسيس ،صعق المثقفون من هول الحادث معنويا ، و هذا ما يدعنا ان نعتقد باننا نحتاج لسنين وجهود جبارة من اجل فرز المثقف الحقيقي الاصيل عن السياسي المحترف، و هذا لا يعني ان لا يمكن ان نعتبر السياسي مثقفا او بالعكس، بل النظام العصري التقدمي يتطلب ثقافة عالية من السياسي الى جانب عيون مراقبة ساهرة محايدة في تقييم و تقويم الحياة العامة الجديدة التي يتمناه و يضحي من اجله العديد من الخيرين و من المثقفين و المناضلين الثوريين المبدئيين.
ربما، او يمكن ان نعتقد بعد تحليل متعدد الجوانب، ان المثقف و ما يتميز به و ما يملكها من الصفات تجعله متاثرا بما هو في تماس مباشر مع الشؤون العامة و يقتحم نفسه فيها مهما كانت النتائج، فيتاثر بالنظام و السلطة بالدرجة الاولى و من ثم الاحزاب و متطلباتها، وما تفرضه ظروفه الخاصة و مصالحه من جهة اخرى، و يكون المثقف محصورا بين مطرقة ظروفه الخاصة و مدى تحمله للصعاب و ما يعانيه و ما يمتلكها من الانتهازية و بنسب مختلفة و ربما تكون متاصلة فيه او يكتسبها من مسار عمله و بين سندان من يعتمدون على الايديولوجيا و العقائد و المهتمين بشؤون السياسة، و يستغلون حتى الثقافة في ذلك السبيل، و يخلطون على المثقف الفكر و الفلسفة و الثقافة مع السياسة و الايديولوجيا و العقيدة، و يجب الا نبعد عن البعض ايمانه و تمسكه بالحياة و الملذات و مافيها و ما يكسبها جراء ذلك من المصلحية و الجبن المستدام، و يجب ان لا نبعد المثقفين الثوريين و المنخرطين في النضال المسلح و ما تفرضه صعوبات الاستناد على مقارعة النظام الدكتاتوري بالوسائل المختلفة، من الصفات الايجابية و الجراة و الشجاعة.
اما ما نلمسه اليوم في العراق بعد التغيير، و هو ما يؤسف له، نفور المثقف الاصيل الذي له بصمته و وقعه الجميل في الحياة العامة من النظام و الاحزاب و التيارات السياسية ، و لم نرى الا القليلين منهم و هم يخوضون في غمار العمل الشاق الاكثر ضرورة و مطلوبا من اجل تصحيح المسار في كافة المجالات و منها الثقافة و السياسة و الاقتصاد و غيرها، و لاسباب موضوعية و ذاتية و في مقدمتها فقدان الثقة بالاحزاب على الساحة و ببرامجها و مناهجها و اهدافها و مصداقيتها و ادعائاتها، او وقوفهم هم عن بعد من العملية و تعاملهم مع المستجدات بحذر و من موقع المتفرج و غير مهتمين بما تتطلبه المرحلة منهم و من خبراتهم، و هذا نابع لما يمكن ان يتصف به المثقف من الخصائص السلبية الانتهازية و المصلحية التي تمنعه من اقتحام ذاته في العمل و المشاركة في البناء بالشكل الصحيح و وضع الاسس المطلوبة لما يصب في تقدم البلد ولسعادة و خير الشعب و رفاهه.
و من اهم الاسباب و الظروف الموضوعية التي تعتبر عائقا كبيرا امام دفع المثقف و اثارته و تفاعله مع المستجدات ،هو خلط الاوضاع السياسية و سيطرة الاحزاب و التيارات و الجهات التي تضع جل ثقلها و امكانياتها في الصراع السياسي و محاولاتها للسيطرة على الوضع و انفرادها و نجاحها في استعلاء سدة الحكم مهملة العلم و المعرفة و الثقافةو تاركة اياها للقدر، و ربما المرحلة و ما فيها و متطلباتها تفرض ما تداب عليه هذه الجهات في السير على الاتجاه السياسي فقط دون المام يذكر بالثقافة العامة، هذا ناهيك عن النقص في الخدمات العامة للمواطن التي هي من الاولويات الاكثر ضرورية و تفرض نفسها اكثر مما تتطلبه الثقافة العامة و ما يمكن ان تفرض نفسها على الجهات السياسية.
و يجب ان لا ننسى ما تحتويه كافة الاتجاهات السياسية من النخب المثقفة المؤمنة بالحياة الحرة و بالعصر و التقدم و التطور المنشود، و التي لها الدور البارز و ان كان مخفيا في هذا الجانب، و اننا نعتقد عند الانتقال الى المرحلة المقبلة و عند ترسيخ و تجسيد السلم و الامان و الاستقرار سيفرض الواقع نفسه و ما يحتاج اليه من الثقافة العامة و المثقفين و الابداعات في كافة الميادين، و سيتضاعق دور المثقف و يكون اكثر ضرورة من السياسي للشعب في حينه .



#عماد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دور الاخلاق في تجسيد السلوك السياسي
- لا لعودة البعث مهما فرضت المصالح و السياسة العالمية
- سبل الحد من التاثير السلبي على العملية السياسية باسم الاختلا ...
- ديموقراطية العراق الجديد يضمنها تهميش اللاديموقراطيين
- يتجسد الواقع الاجتماعي الجديد ما بين تغييرات الثقافة و السيا ...
- الجوانب الايجابية و السلبية لقرارات هيئة المسائلة و العدالة
- لماذا التوسل من ما سموها بقوى ( الاحتلال ) حتى الامس القريب ...
- ازدواجية تعامل الجامعة العربية مع القضايا العامة
- هل الخلافات بين القوى العراقية مبدئية ام مصلحية؟
- كافة المؤسسات بحاجة دائمة الى الاصلاح و التغيير
- هل من المعقول ان نحتفل بعيد الجيش في هذا اليوم
- كيف يختار الناخب افضل مرشح في الانتخابات
- ايران تغلي و ستكتمل الطبخة
- المرحلة القادمة تقربنا خطوات من عملية قطع دابر الارهاب
- استراتيجية عمل القوى السياسية في مجلس النواب القادم
- تكمن المشكلة في استقلالية العمل او عدمها
- لمن يصوت الكادح في الانتخابات البرلمانية المقبلة؟
- هل المهرجانات تستنهض الثقافة العامة للمجتمع ؟
- هل التصويت في الانتخابات القادمة يكون عقلانيا ؟
- المحطة الحاسمة لتخطي الصعاب في العراق الجديد


المزيد.....




- الهجمة الإسرائيلية المؤجلة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...
- أصولها عربية.. من هي رئيسة جامعة كولومبيا بنيويورك التي وشت ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- الشرطة الفرنسية تستدعي نائبة يسارية على خلفية تحقيق بشأن -تم ...
- السيناتور ساندرز يحاول حجب مليارات عن إسرائيل بعد لقائه بايد ...
- إعادة افتتاح متحف كانط في الذكرى الـ300 لميلاد الفيلسوف في ك ...
- محكمة بجاية (الجزائر): النيابة العامة تطالب بخمسة عشر شهرا ح ...
- تركيا تعلن تحييد 19 عنصرا من حزب العمال الكردستاني ووحدات حم ...
- طقوس العالم بالاحتفال بيوم الأرض.. رقص وحملات شعبية وعروض أز ...


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - عماد علي - موقف المثقف من الاحداث و مدى تفاعله مع الواقع و ما فيه