أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - عماد علي - ايران تغلي و ستكتمل الطبخة















المزيد.....

ايران تغلي و ستكتمل الطبخة


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 2871 - 2009 / 12 / 28 - 19:02
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


كما اعلنا من قبل في مقال منذ مدة قليلة واثناء ما يمكن ان نسميه الانتفاضة الاصلاحية الاولى بعد الانتخابات ،و كتبت حيال المستجدات ما اعتقدته، و خلاصة الاراء التي وردتها كانت هو استدامة الحال و تتم تاجيجها بين الحين و الاخر، و تاكدت من ان الاسباب غير ما تعلن و الاهداف ابعد مما تطرح على الساحة. عندما بدات الاعتراضات و الاحتجاجات الواسعة في الشارع الايراني بعد الانتخابات الرئاسية و ما افرزته النتائج وما اطفى الى السطح ما هو المكبوت القديم الجديد، و شددنا القول اكثر في تحديد الاسباب الحقيقية لما يجري و بينا ان الحجة التي وفرت الارضية للانطلاقة مجرد الكبريت لاشعال الوقود المتوفر منذ امد طويل و ليس السبب المعلن ذاته اليوم، و حتى ما حدث لم يكن نتيجة رد فعل بل مجرد التفكير القليل فيه يبين انه الدفعة الاولى للعملية، و هي سياسية فكرية عقيدية متنوعة و مختلفة الاسباب و العوامل ، و مهما كان نوع المشعل فان الاحتجاجات كانت و لحد اليوم حاصل عمل ما اقدمت عليه السلطة الايرانية طيل عقود. و اليوم بعد هدوء نسبي لايام، نرى مجددا بمرور اية مناسبة تشتعل الساحة و تُستغل كحجج و تعاد الكرة مرات، و ربما اشد بعد كل مرحلة، و هذا ما يثبت قولا و فعلا ما ذهبنا اليه ايضا من ان العملية الاعتراضية مستندة على مجموعة غفيرة من العوامل و الظروف الموضوعية و الذاتية التي ليس لها حتى اية صلة تذكر بالحجج المعلنة اوما يحدث على الارض بشكل مطلق، اي الدوافع متراكمة منذ امد نتيجة انعدام المستوجبات الضرورية للعملية السياسية الحقيقية العصررية الصحيحة الملائمة مع المتغيرات العالمية من الحرية و الديموقراطية و الانفتاح و العدالة الاجتماعية و المساواة التي اصبحت شعارات كافة الاحرار في العالم، و في المقابل استمرار السلطة في نهجها استنادا على ايجاد معوقات تلك الاهداف العامة، و وقفت ضد العوامل المشتركة للمظلومين في العالم ، و اصرارهم على السيطرة على الاوضاع الداخلية الايرانية بوسائل لم تتلائم مع العصر الجديد و ما تتطلبه العولمة ، و ارتكانهم في زاوية ضيقة مستندين على المصالح الخاصة للمقربين باستغلال الوسائل المتوفرة لديهم للحكم الشمولي و سيطرة الشخص المؤله و الكاريزما السياسي العقيدي الايديولوجي و القمع بكافة الطرق الملتوية ، و بقوة لاتحصى من قوات الامن معبئة فكريا و دينيا لمحاربة الاراء و المواقف و الاطروحات المغايرة لما يعلنه او حتى ينويه الاخر ، و استخدام كافة الطرق لاسقاطه مهما بلغ الامر من خرق للحقوق الانسانية و القتل و الدمار، و من اجل بقائهم على قمة السلطة و الحكم لمدة اطول فقط و البقاء على الوسائل و الطرق و القوانين كما هي دون تغيير او اصلاح .
ان كانت هذه الاحتجاجات السلمية من قبل عموم الشعب سائرة كما هي و دامت لاشهر و لم تتمكن السلطة المتنفذة الممتلكة للامكانيات الغفيرة المادية و البشرية من اخمادها و اطفائها نهائيا ، فلم تمر مناسبة الا و استغلت للتعبير عما يشيج في الدواخل و استغلت من اجل اشعال جذوة ما سكنت مؤقتا ، فلابد للحكومة ان تعيد حساباتها و تقيٌم ذاتها و ماهي عليه و تعتبر من التاريخ الايراني المليء بالهيجانات المؤدية الى الانتفاضات العارمة و الثورات ، و عليها ان تقرا ما يجري بعقلانية و تاني و الا لابد من ان تمنع المناسبات العديدة المتكررة الموجودة في تقويمها السنوي و التي اعتمدتها هي لاغراض سياسية ، و هذا غير ممكن.
و نشاهد تطورا و تحولا نوعيا كبيرا للاعتراضات من المطالبات السياسية البسيطة البدائية و التي لم تستقبلها و تحلها السلطة منذ البداية الى العمل الى سقوط النظام القائم و ارتفعت الشعارات ضد الرموز التي كانت من المحظورات على الجميع حتى الامس، و انكسرت الحواجز الباقية في عمل المعارضة نهائيا، و سفكت دمائا اكثر و هذا مما يزيد من فرص اعتلاء الاصوات و الخروج الى الشارع و استغلال الممارسات الدينية و الاجتماعية من قبل المعارضة ، و اطالة الاعتراض رغم ممارسة السلطة لابشع الطرق في التصديات و فشل محاولاتها لكبت ما تمكنت منه من قبل، و يمكن ان يعلم الجميع ان الطريق التي تسير اليه ايران باتت واضحة و خرجت زمام الامور من تحت الايدي و القبضة الحديدية التي امسكت بها بالقوة المفرطة، و تظاهرات هذه الايام و ما رافقتها احدثت هزة كبيرة لجميع الجهات و فرضت ما لم ترد السلطة ان تصل اليه من الشروخ و صرفت جهدا في منع وصول الحال الى ماهي عليه الان.
انزلقت السلطة الايرانية الى الهاوية و لاول مرة بهذا الحجم منذ بداياتها الاسلامية دون ان تعلم ، و ارغمت على ان تستعمل اشد الطرق من القمع منذ اليوم الاول و لم تفدها بعد و كلما اتجهت الى القسوة ستتلقى ردود فعل اكبر و ليست في حسبانها كما اعتقدت من قبل انها انهت ما حدث، و ان تمكنت من اخماد الاحتجاجات لمدة قليلة و فرضت حالات الطواريء فانها ستصطدم باخرى بعد الهدوء النسبي كما حصلت هذه الايام.
و هذا ما يدعنا ان نقول ان الظروف الماساوية التي حلت بالشعب الايراني من جميع الجوانب و ما حلت بالمرحلة الجديدة و ما رافقتها الاحتجاجات و التظاهرات العارمة قد اقتربت كثيرا من قمتها للوصول الى نهاية المطاف، و ان لم نكن معتقدا ان النهاية قد بدات فعلا لاسبابها العديدة ، و التاخير في الوصول الى المبتغى لها الاسباب و العوامل التي رسختها العملية السياسية طول حكم السلطة الحالية و استنادها على العقيدة و المثاليات اكثر من غيرها، و ان وصلت الى النهاية تعني بداية لانهاء السيطرة العقيدية الدينية و تكون مثالا و اسبقية للتغيرات المقبلة، و ما نشاهده هو عدم نضوج ما يتمم العملية و يساعد على الانتقال الى جميع مناطق ايران، و ليس بشكل مقتضب و لمناطق معينة كما يحدث اليوم، و يجب ان يكون بنفس المستوى من الشدة و العمل .
و ما يعتقد عدم اندماج كافة الفئات و الطبقات و المكونات لاسباب عديدة و في مقدمتها المصالح الاقتصادية التي لازالت مانعا و تفرض على العديد البقاء في موالاتهم للحكم لحد اليوم، و لكن نسبة الاعتراض و الاحتجاج في ازدياد مستمر مما تزيد من وقود العملية و لم تصل لحد مشاركة القوى العسكرية و الوقت اللازم للدفاع عن الشعب و ليس السلطة.
بعدما خفت حدة الاحتجاجات الماضية لمدة ، اقدمت السلطة على القمع و التعسف و البحث عن الناشطين و عقوبتهم، و كان ظنها الاكبر انها تمكنت من انهاء فتيل الاعتراضات نهائيا، و اخطئت و اضرت بنفسها اكثر ، و لكن ما بدر من المعارضة خلال الايام الماضية اقلبت ما ذهبت اليه السلطة راسا على العقب ، و لابد لها ان تفكر بشكل ادق و جوهري في ايجاد الحلول التي خرجت من تحت ايديها و ان كانت مستحيلة لانها وصلت الى حال لا رجعة فيها، و ان القراءات الاولية تظهر لنا ان النظام ابتلى بعمله بفعل يده و قراراته و شدته،بحيث تعلق في الوحل و لم يتمكن الخلاص ، و ان اراد التحسن لابد من ان يعلن عن الاخطاء التي ارتكبتها و تعيد النظر و تبدا الاصلاحات و التغييرات و التي تجلب مع نفسها ايضا المستجدات التي يمكن ان تفلت الامور ن تحت ايديها و تصل للتغيير الكامل خلال المراحل القادمة ، و ليس من المؤكد ان يبقى النظام على ما هو عليه اليوم بعد المرحلة لحالية في ظل اكتساح الاحتجاجات العدد الاكبر من المحافظات، و هذا ما يدفعنا الى ان نعتقد ان الغليان قد ازدادت في حدتها و فارت المياه التي ستكتمل الطبخة بها، و باقترابنا من المرحلة التي تبدا بظهور مستجدات اخرى و ما هو المخبأ ستتوفر من العوامل الضرورية لايجاد و اكمال الوسائل التي تحتاجها العملية المتعددة الجوانب، و سنرى النهاية مهما طال الزمن.





#عماد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المرحلة القادمة تقربنا خطوات من عملية قطع دابر الارهاب
- استراتيجية عمل القوى السياسية في مجلس النواب القادم
- تكمن المشكلة في استقلالية العمل او عدمها
- لمن يصوت الكادح في الانتخابات البرلمانية المقبلة؟
- هل المهرجانات تستنهض الثقافة العامة للمجتمع ؟
- هل التصويت في الانتخابات القادمة يكون عقلانيا ؟
- المحطة الحاسمة لتخطي الصعاب في العراق الجديد
- لم يخسر الكورد في كوردستان تركيا شيئا
- ما يحمله المتطرفون يزيحه العراق الجديد
- الديموقراطية التركية امام مفترق الطرق
- الحوار منبر لليسار الواقعي ايضا
- استئصال البعث بمحو فلسفته ومضمونه و اثاره و ليس باشخاصه
- الجهات السياسية بين الواقع و التغيير المطلوب
- المعارضة البديلة للحكومة الاصيلة
- من يستهدف الصحفيين في العراق ؟
- النظر الى قضية الحوثيين بعيون انسانية بحتة
- اعيد السؤال، لماذا أُرجيء التعداد العام لسكان العراق ؟!
- ماطبقت في اليابان و المانيا لا يمكن تكرارها في العراق
- لماذا الانتقائية في مقارنة فدرالية العراق مع دول العالم
- كيفية التعامل مع عقلية الاخر لتطبيق مادة 140 الدستورية


المزيد.....




- شاهد رد مايك جونسون رئيس مجلس النواب الأمريكي عن مقتل أطفال ...
- مصادر تكشف لـCNN كيف وجد بايدن حليفا -جمهوريا- غير متوقع خلا ...
- إيطاليا تحذر من تفشي فيروس قاتل في أوروبا وتطالب بخطة لمكافح ...
- في اليوم العالمي للملاريا، خبراء يحذرون من زيادة انتشارالمرض ...
- لماذا تحتفظ قطر بمكتب حماس على أراضيها؟
- 3 قتلى على الأقل في غارة إسرائيلية استهدفت منزلًا في رفح
- الولايات المتحدة تبحث مسألة انسحاب قواتها من النيجر
- مدينة إيطالية شهيرة تعتزم حظر المثلجات والبيتزا بعد منتصف ال ...
- كيف نحمي أنفسنا من الإصابة بسرطانات الجلد؟
- واشنطن ترسل وفدا إلى النيجر لإجراء مباحثات مباشرة بشأن انسحا ...


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - عماد علي - ايران تغلي و ستكتمل الطبخة