أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد علي - لماذا الانتقائية في مقارنة فدرالية العراق مع دول العالم















المزيد.....

لماذا الانتقائية في مقارنة فدرالية العراق مع دول العالم


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 2824 - 2009 / 11 / 9 - 14:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ان النظام السياس العراقي الحالي ليس وليد الساعة او انفلاق اني مفاجي دون الاخذ بنظر الاعتبار الماضي و ما كان فيه، و من دون سابق انذار مفروض من قبل شخص او مجموعة، المراحل السابق للعراق ذو خصوصية اوصلته الى ما مر به و هو يتسم بما لا يمكن ان يقارن باي دولة اخرى في العالم من حيث التاريخ و الجغرافية و المجتمع وطبيعة مكوناته و المستوى الثقافي و الوعي العام و نسبة التعليم و الامية و الماسي و الويلات و الحروب التي فرضت عليه، مع ما يتصف به من خصائص المجتمع و العادات و التاقليد و الروابط الاجتماعية التي يتميز بها، و العقلية التي يتمتع بها الفئات المختلفة و العقائد و الافكار المنتشرة فيه منذ تاريخه الغابر، اضافة الى الديانات و المذاهب و الرؤى العقيدية المثالية، و اللهجات و اللغات المختلفة بشكل كبير ، الى غير ذلك من الصفات الخاصة لكل فئة دون اخرى و من الخصائص و الاخلاقيات و القيم و المباديء المتنوعة، في بيئات و ارضيات متباينة جدا و التي تختلف بشكل مطلق عن الاخرى .
ان كانت هذه هي الصفات التي يتصف بها و هذا هو العراق، ناهيك عن الظروف الموضوعية و الذاتية لمرحلة و زمن تاسيسه كدولة و مدى ايمان المكونات بها و احساسهم بالانتماء اليها و شعورهم بالمواطنة و عدم الاغتراب الى ما غير ذلك من الافعال الشاذة التي مرت به و غيرت من تركيبتها و جوهرها من الظلمات و الغدر و التعدي على الحقوق و الاستعلاء لفئة على الاخرى ، و مما عمق تجسيد و ترسيخ الصفات السلبية في كيان اكثر مكوناتها. و هذا ما يدعنا ان نفكر في الوقت الذي يحتاجه لقبول الاخر و الاعتراف بكيانه و وجهة نظره و مصالحه و مستحقاته و رايه و مواقفه تجاه القضايا و التي لا يمكن اختزالها الى يوم و ليلة، و حتى ان طابقناه مع الدول الاخرى المتمتعة بنفس النظام فلا يمكن ان نصل الى المراحل النهائية و ما هم توصلوا اليه باقل من المراحل التي مروا بها مع الاخذ بنظر الاعتبار الفروقات الجسيمة بين جميع الدول و مع العراق من كافة النواحي . انما يصدر من المكونات و ما يشاهد على الارض بان العقليات لم تجر عليها التغيير المطلوب رغم الاصلاحات العفوية الملحوظة و ما افادنا التقدم التكنولوجي و ما مستنا من الاحتكاك مع النظام العالمي و متطلبات العصر . لماذا يُطلب من المكونات ان يُطبقوا فدرالية كندا او الهند او المانيا او الولايات المتحدة و نحن نعيش و نتلمس بقاء النظرات الدونية الى الاخر و الافعال و العقليات السابقة لازالت مسيطرة في كيان فئة و تريد حصر الاخر و ان امكن و تمكن من تدميره و انهائه لا يغض له طرف، اضافة الى عدم الاحساس بالمواطنة و وجود الاحساس بالاستعلاء و روح الاستحواذ على مقدرات الشعب في فكر و عقلية فئة معينة، و من الممكن ان تحين الفرصة السانحة لاعادة كما يسميها امجادها فلا تنتظر لحظة، اليس هذا عائقا امام الفدرالية المستندة على المساواة و حقوق الانسان و المواطنة و عدالة توزيع الثروات و الخيرات، ثم يجب ان نضع في الاعتبار باننا شعب شرقي و ما موجود هنا لا يمكن ايجاده في الغرب في اية مرحلة من تايخه لكي نقارن حالنا معهم في النظام المطبق عليهم، و حتى في الدول الشرقية ايضا ليس هناك وجه مطابقة مع العراق، و لذلك يجب ن يكون لهذا البلد و الشعب الخصوصية حتى في اختيار و اقرار نوعية الفدرالية المرادة، و ان حسبها اي متتبع بالكونفدرالية او الاستقلال التام لاقليم ما، والمهم ان تكون الفدرالية العراقية الخاصة الملائمة به و من صنع يده. و حتى حق تقرير المصير و الاستقلال، حق من حقوق اي شعب في عصر يتسم بتامين و ضمان حقوق الانسان و الرضا في التعايش و تحقيق الاهداف ان طالبت بها الاكثرية من مكون او قومية او شعب له مقوماته الاساسية لامتلاكه الكيان المراد و ليس اقليم فدرالي فقط كما يستكثره على اقليم كوردستان حتى بعض المثقفين دون وجه حق.
و لهذه الاساب الموجبة، و من آمن بالخصوصيات الكثيرة لمكونات الشعب و كان هدفه التعايش السلمي في ظل اقرار المواطنة و تحقيقيق العدالة الاجتماعية في جو من الحرية و في ارضية خصبة للتعاون على النقاط المشتركة، لابد من ان يؤمن الجميع بالفدرالية العراقية و التي تؤمن العيش بالسعادة و السرور و الرفاه و العزة للمواطنين جميعا و ليس لفئة دون اخرى كما حصل من قبل. و هذه اسمى الاهداف الحياتية لجميع الشعوب، و فدراليات العالم و ما وضعوها من القوانين ليست بآيات منزلة غير قابلة للتغيير ، بل هي بنود دساتير و قوانين وضعية اتفق عليها المعنيون و كان اهم نقطة في عقلياتهم و مؤمنين بها هي تكيف هذه القوانين مع الظروف الخاصة لشعوبهم، و لهذا يمكن اجراء التعديلات المناسبة عليها بعد التغيير و المستجدات الحاصلة في كل مرحلة من المراحل المتعاقبة، فعليه انه من واجب المحللين ان ينظروا بعيون عراقية شرقية الى اول فدرالية لشعب موزائيكي التركيب من كافة النواحي، و اي نظام و ان كان عراقيا فريدا و وحيدا و ان كان لصالح المكونات كافة و يدفع العملية السياسية و الاجتماعية و الثقافية و الاقتصادية الى التطور و التقدم في ظل قناعة المكونات بعيدا عن المصالح الضيقة، فاهلا به.
و ليعلم الجميع ان اختيار مفهوم الفدرالية لكونها حالة متطورة من انظمة الحكم في العالم، و لكن ليس من المفروض ان تقلد كما هي و بشكل مطلق في الدول الاخرى في جميع تفصيلاتها ، و بعيدا عن الانفصال و تجزئة العراق،ان لم تُعتمد الفدرالية العراقية لايمكن الاستقرار في الاوضاع و التعايش السلمي دون احقاق الحق لجميع الفئات، و تاريخ الدولة العراقية شاهد على سيطرة و استحواذ فئة معينة دون اخرى و استغلالها جميع مرافق الحياة السياسية وامكانيات البلد لصالح مجموعة او فئة او مذهب او عشيرة او عائلة في كل مرحلة من مراحله، و ان كانت الفدرالية استثنائية او شاذة و خاصة بالعراق و وحيدة الشكل و التركيب و الجوهر وفريدة النوع و لم تتطابق مع فدراليات العالم، لا تهم الشعب اكثر من النتيجة و ما سيصدر عنها و بما يسترضي بها الفئات كافة و بالاخص الاطراف المهمشة طيل فترة الحكم الانظمة السابقة، و الاهم انها السبيل الوحيد للامركزية و عدم تجمع السلطات بيد طرف معين، بل الطريق العادل السهل لتوزيع السلطات و تمتع مكونات الشعب كافة بخيرات البلاد و ثرواته .



#عماد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيفية التعامل مع عقلية الاخر لتطبيق مادة 140 الدستورية
- ضرورة تجسيد التعددية الحزبية في العراق ولكن!
- هل تثبت تركيا مصداقية سياستها الجديدة للجميع
- المركزية لا تحل المشاكل الكبرى بل تعيد التاريخ الماساوي للعر ...
- من يمنع اقرار قانون الانتخابات العراقية
- لازالت عقلية الواسطي منغمصة في عهد ذي القرنين
- هل بامكان احدما اعادة البعث الى الساحة السياسية العراقية
- فلسفة التعليم في العراق بحاجة الى الاصلاحات و التغيير
- تكمن الخطورة في تصادم استراتيجيات الاطراف العراقية
- كيف تُحل القضايا الشائكة العالقة في العراق
- هل بعد الاحد و الاربعاء يوم دامي اخر
- ألم تستحق مجموعات السلام الاستقبال المشرٌف
- سلامي و عتابي ل(الاتحاد) الغراء
- ما العائق الحقيقي امام اقرار قانون الانتخابات العراقية
- ما مصير قانون الانتخابات العراقية
- ان كانت الدائرة الواحدة هي الحل في الانتخابات ، فما المانع؟
- تصريحات مسؤولي دول الجوار تدخل في شؤون العراق الداخلية
- فيما يخص ايجابيات و سلبيات القائمة المفتوحة و المغلقة
- تطورات الاوضاع العالمية تتطلب يسارا واقعيا متعددة الاوجه
- اي حزب يبني مجتمع مدني تقدمي في العراق ؟


المزيد.....




- وزير دفاع أمريكا يوجه - تحذيرا- لإيران بعد الهجوم على إسرائي ...
- الجيش الإسرائيلي ينشر لقطات لعملية إزالة حطام صاروخ إيراني - ...
- -لا أستطيع التنفس-.. كاميرا شرطية تظهر وفاة أمريكي خلال اعتق ...
- أنقرة تؤكد تأجيل زيارة أردوغان إلى الولايات المتحدة
- شرطة برلين تزيل بالقوة مخيم اعتصام مؤيد للفلسطينيين قرب البر ...
- قيادي حوثي ردا على واشنطن: فلتوجه أمريكا سفنها وسفن إسرائيل ...
- وكالة أمن بحري: تضرر سفينة بعد تعرضها لهجومين قبالة سواحل ال ...
- أوروبا.. مشهدًا للتصعيد النووي؟
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة بريطانية في البحر الأحمر وإسقا ...
- آلهة الحرب


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد علي - لماذا الانتقائية في مقارنة فدرالية العراق مع دول العالم