أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - عماد علي - فلسفة التعليم في العراق بحاجة الى الاصلاحات و التغيير














المزيد.....

فلسفة التعليم في العراق بحاجة الى الاصلاحات و التغيير


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 2815 - 2009 / 10 / 30 - 09:45
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


عندما يفكر و يتمعن اي منا في الوضع التربوي و التعليمي العام في العراق و ما يتصف به من كافة الجوانب، ينصدم لوهلة و يتبادر الى ذهنه مجموعة من التساؤلات حول كافة الجوانب المرتبطة بفلسفة و اليات و النظام التعليمي و التربوي بشكل عام، و السؤال المحوري العام هو السبب في انعدام الابتكارات و الابداعات و الاختراعات في المراكز التعليمية العراقية بينما نرى ذلك و بوضوح كامل على الصعيد الفردي ما يمكن ان نسميه الاختراعات و التي لم يتمكن اي فرد اخر من منافستهم و خاصة في الدول المتقدمة و في اكثر من مجال ،و يبرز بين يوم و اخر مبدع يبرع في اختصاصه و يقدمه للموقع الذي فيه ، و هذا يشمل الاكثرية و ليس الكل او المهتمين بالعلم و التعليم بشكل مطلق، و هذا دليل واضح و بيٌن على ان الخلل في النظام و الفلسفة التعليمية المتبعة و ليس في الفرد العراقي المعروف عنه بالذكاء العالي، و هناك امثلة عديدة لا تحصى فيما ابتكروا و ابدعوا في اختصاصات متميزة ايضا في كافة انحاء العالم .
من المعلوم ان ادارة الجامعات و النظام المعتمد مرَ عليه الزمن و لم يعامل المركز التعليمي على انه موقع و ورشة للانتاج و الابداع و تطوير للعقلية و التجارب ، و ليس كذلك كمؤسسة ترتبط بعلاقات مع الشعب و عليه ان يؤثر عليه، بل اصبح كاية دائرة حكومية اخرى لتسير معاملات المواطنين، و كأن الشهادة العلمية هي كتاب رسمي و ينجزه الطالب بعد اربع سنوات و باي طريقة كانت، و كما نعرف الان الاساليب المنتشرة و ضرورات الاحتياجات التي احدثت الخلل في اتباع الطريق السوي في هذا كذلك ،والمعلوم انه يملى علي الطالب ما في جعبة الاستاذ دون تشجيع او تحفيز في ابداع اي جديد من جميع الاختصاصات، و ينتظر وصول المكتشف الحديث او المبتكر من الاخرين و من خارج الحدود لتدريسه، هذا ان لم يعتمد على الاكثرعلى المناهج القديمة المعتمدة في العقود الماضية.
و هكذا اصبحت المؤسسات التعليمية كأية دائرة حكوميةاخرى ايضا تتصف بالسلبيات و فيها من الفساد و التحزب و المحسوبية و المنسوبية و المحاصصة ، و غيرها من الامراض المنتشرة المتفشية في جميع الجوانب و الاداري بالاخص .
يحس من يتابع مجريات الامور بوجود سلطتين الادارية و الحزبية في ادارة المؤسسات التعليمية كافة ، هذا عدا المنظمات الطلابية التابعة للاحزاب المتنفذة التي تقرر ما تشاء و تفرض الاراء في اكثر الاحيان. و الاخطر عدم وجود الاستقلالية في ادارة المؤسسات التعليمية كافة و الحساسة المرتبطة بمستقبل الاجيال و تقدمهم ايضا، ناهيك عن مخالفات في كيفية توزيع المناصب الادارية من رؤساء الجامعات و العمداء الكليات و حتى الوزراء المختصين مستندين على التزكيات الحزبية و الاخلاص للحزب و اثبات نجاح انتمائهم اليه و ليس الكفاءة و ما يقدموه للمؤسسة العلمية، و بعيدا جدا عن الرجل المناسب في المكان المناسب، والغريب بقاء هؤلاء على راس المؤسسات لمدة طويلة دون ان يقدموا شيئا و لم يحرك احد ساكنا في تفسير الامر و اتخاذ الاجراء اللازم، و هذا ما يؤكد انعدام الروح و النفسية التقدمية، والاستمرار في اداء الاعمال و الواجبات بعيدا عن الديموقراطية المطلوبة في هذه المؤسسة اكثر من غيرها لانها المعلمة للجميع في جميع النواحي ، و لم نشاهد الاصلاح و التغيير المستمر المطلوب من اجل التقدم، و عدم معرفة مساحة سلطة اي موقع و صلاحياته مما يشكل تداخلا و تضاربا بين المناصب الادارية و تحمٌل كل طرف للمسؤولية التي على عاتقه، وهذا مكمن الخلل في مراوحة الحال على ما هي عليه.
اما في الجانب المهم الاخر و هو المنهج المتبع و مضمون ما يدرس و كيفية التدريس و فلسفة العمل، فانه بحاجة ماسة لاعادة التنظيم وفق فلسفة حديثة من التجديد في البرامج العلمية و الادبية و ربط الجامعة عالميا مع نظيراتها، و في نفس الوقت مع المجتمع و بيان تاثيراتهما المتبادلة على البعض من جميع النواحي بحيث يجب ان يُحس بمدى تغيير المجتمع بتطور و تقدم المؤسسات العلمية و بالتالي المجتمع باكمله، و الطريق السليم هو تنظيف الساحة لافساح المجال امام ابعاد الايديولوجيا و المناهج و الافكار و الفلسفات السياسية البحتة عن الفلسفة التعليمية، و المحافظة على استقلالية الاختصاصات العلمية المجردة خلال مرحلة التعليم .
كل ذلك لا يمكن ان يتم بدفعة واحدة و لكن الخطوات البدائية مطلوبة من جانب تحسين الوضع المعيشي العام للكادر التدريسي الذي لا يحتمل التاجيل و احترامه و الحفاظ على شخصيته و هيبته و مكانته المرموقة و موقعه و امكانية تطبيق المساواة و العدالة بينهم و مكافئته استنادا على القدرة و الكفاءة بشكل مادي و المعنوي و تفيذ متطلباته الضرورية ، و يجب ان تُعتمد ارائه و توجهاته العلمية المخلصة.
اي المؤسسات التعليمية كافة، بحاجة الى الاصلاح و التغيير الضروري المتعدد الجوانب و في مقدمته نظام العمل و الفلسفة المعتمدة و النهج المتبع في كيفية التعامل مع المؤسسات لتعليمية من قبل الدولة و بشكل عام .



#عماد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تكمن الخطورة في تصادم استراتيجيات الاطراف العراقية
- كيف تُحل القضايا الشائكة العالقة في العراق
- هل بعد الاحد و الاربعاء يوم دامي اخر
- ألم تستحق مجموعات السلام الاستقبال المشرٌف
- سلامي و عتابي ل(الاتحاد) الغراء
- ما العائق الحقيقي امام اقرار قانون الانتخابات العراقية
- ما مصير قانون الانتخابات العراقية
- ان كانت الدائرة الواحدة هي الحل في الانتخابات ، فما المانع؟
- تصريحات مسؤولي دول الجوار تدخل في شؤون العراق الداخلية
- فيما يخص ايجابيات و سلبيات القائمة المفتوحة و المغلقة
- تطورات الاوضاع العالمية تتطلب يسارا واقعيا متعددة الاوجه
- اي حزب يبني مجتمع مدني تقدمي في العراق ؟
- تصادم المواقف و تقاطع الاراء يؤثر سلبا على المجتمع ان لم يست ...
- هل الفساد نخر الهيكل الاداري العام في الدولة العراقية ؟
- ملامح ما ستسفر عن المتغيرات الجديدة في المنطقة
- التنبؤ بالمستقبل يحتاج الى خبرة و عقلية منفتحة
- هل من الضرورة الالتزام بالقيم الاجتماعية في السياسة ؟
- التحزب القح و مصالح الوطن
- ضرورة التعددية في العملية الديموقراطية و لكن.......
- تغيير ميزان القوى في المواجهات المستديمة بين الشعب و الحكومة ...


المزيد.....




- -الأغنية شقّت قميصي-.. تفاعل حول حادث في ملابس كاتي بيري أثن ...
- شاهد كيف بدت بحيرة سياحية في المكسيك بعد موجة جفاف شديدة
- آخر تطورات العمليات في غزة.. الجيش الإسرائيلي وصحفي CNN يكشف ...
- مصرع 5 مهاجرين أثناء محاولتهم عبور القناة من فرنسا إلى بريطا ...
- هذا نفاق.. الصين ترد على الانتقادات الأمريكية بشأن العلاقات ...
- باستخدام المسيرات.. إصابة 9 أوكرانيين بهجوم روسي على مدينة أ ...
- توقيف مساعد لنائب من -حزب البديل- بشبهة التجسس للصين
- ميدفيدتشوك: أوكرانيا تخضع لحكم فئة من المهووسين الجشعين وذوي ...
- زاخاروفا: لم يحصلوا حتى على الخرز..عصابة كييف لا تمثل أوكران ...
- توقيف مساعد نائب ألماني في البرلمان الأوروبي بشبهة -التجسس ل ...


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - عماد علي - فلسفة التعليم في العراق بحاجة الى الاصلاحات و التغيير