أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية - عماد علي - اي حزب يبني مجتمع مدني تقدمي في العراق ؟














المزيد.....

اي حزب يبني مجتمع مدني تقدمي في العراق ؟


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 2802 - 2009 / 10 / 17 - 09:30
المحور: التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية
    


لن اعود لتاريخ نشوء و تاسيس الاحزاب و كيفية انبثاقها في القرن العشرين و قبله كجزء هام من ثمار الفلسفة التمدنية الحداثوية في المجتمعات، و كاهم الخطوات التقدمية في مسار حياة المجتمع، و كمشاريع ولدتها الضرورات التاريخية و الظروف الموضوعية من كافة جوانبها،و كانت لها الاهداف العامة المختلفة و المهامات المتباينة حسب الواقع الذي ادت فيه واجباتها و نضالاتها في سبيل تحقيق ما تاسست من اجله .
لو تكلمنا بصراحة و اكثر وضوحا فانها كانت من المؤسسات المدنية التي تميزت بالايجابيات الكثيرة اضافة الى السلبياتايضا في جوانب اخرى، و اختلفت تركيبتها وفق الارضية التي ولدت فيها، بحيث يمكن ان نصنفها الى عدة تكوينات مختلفة الطبيعة ، هذا ناهيك عن الاختلافات في الفكرو الفلسفة و الايديولوجيا و الية التنظيم و الاهداف و الشعارات و الخطابات، بحيث كانت قابلة التصنيف من الجوانب العديدة و من باب العمل و الاداء، الى الثوري بمختلف توجهاته، و السلمي المدني حسب الموقع او الظروف، ان كانت في حال تتسم بضرورة وجود الحركة التحررية من اجل التحرر او في بلد امن مستقل انبثقت من اجل التقدم في المجتمع في مختلف الاتجاهات.
من المعلوم ان للاحزاب ادوارا عديدة في المجتمع سوى كانت من الجانب التثقيفي او التنظيمي او الاجتماعي بشكل عام او الاقتصادي باتباع فلسفات معينة في تسيير سياساتها المتعددة المتعلقة بالموقع الذي تعيش فيه. و لا ينكر احد بان الاحزاب التقدمية هي التي وصلت الدول المتقدمة الى التمدن و التقدم و الحداثة التي تتسم بها اليوم من خلال دورها الهام في بناء المجتمع المدني . و في المقابل كم من تكتلات و تجمعات و احزاب متطرفة و متشددة و متعصبة في فكرها و عملها و اهدافها كانت سببا لخراب العالم و كانت عائقا امام التطور الطبيعي لحياة البشر المعيشية العامة ، و سببت الحروب و الدمار في الحياة الانسانية المادية و المعنوية، و كانت حجر عثرة امام التقدم العلمي الذي يخدم البشرية و مسيرتها الدائمة و غيرت وجهة العالم و اخرً السلم و الامان العالمي، و بعض منها كانت بسبب فكر او تصرف او اعتقاد جزء من تركيبتها او قائدها الاول.
اما فيما يخص الظروف العامة و ما يتصف به العراق بعد تاريخ طويل و ما مرً به و هو منبع الحضارات و يمتلك القدرات و الامكانيات و وارث لمجموعة كبيرة من الثمار العقلية و العلمية التي سهرً الاقدمون و ضحوا من اجلها و استفادت منها الناس من مشارق الارض الى مغاربها و تاريخ مفعم بالتفاعلات و الحيوية و الايجابيات من جهة، و في المقابل السلبيات و الحروب و الدمار و التطرف و التعصب و العقليات الضيقة المنغلقة و التمسك بالتقاليد و العادات الضيقة الافق و نشر الحقد و الضغينة من جهة اخرى، فانه امتاز بولادة احزاب حسب تكوين مجتمعا و نظامه السياسي لحين ورود الفكر اليساري و ضوابط و شروط الحزب العصري .
من الاصح ان يكون الحزب من ولادة الواقع و يجب ان يتميز بما يتسم به المجتمع، كما وهو احد المؤسسات الهامة التي ترتبط بما يمس المجتمع و يجب ان يكون جزءا منه، غير انه يجب ان يكون مؤسسة لها الدور الهام في تصفية ما يتميز به المجتمع من الجوانب الاجتماعية و الثقافية و الاقتصادية لفصل ما يضر بمستقبل الاجيال و محاولة اصلاحه و تغييره باساليب مختلفة .
و ما يهمنا ان نقف عليه ما يسمح به هذا المكان هو دور الحزب في بناء المجتمع المدني و الذي يعتبر من اهم الركائز الاساسية لتجسيد متطلبات الواقع للتغيير و الاصلاح الذي يكون الحزب هو المحرك الاساسي و الالة الفعالة في تامين شروطه . و من دون شك ان الواقع الثقافي العام يبرز ما يكون فيه الحزب و لكن نوع الحزب و شكله و جوهره و فكره و توجهاته و خطابه و تركيبته هو الذي يحدد ما اذا كانت نتاج عمله هو الدافع الرئيسي للاصلاح و التغيير و التحول العام نحو الحداثة و التمدن و بما يتلائم مع النظام العالمي و ان كان بخصوصيات غير سليبة او غبر ذلك.
ما نراه اليوم هو وجود العديد من الاحزاب و هي مختلفة عن بعضها في كثير من الجوانب و هناك العدد منها متقاربة من بعضها في جميع النواحي و ليس لها اي دور يذكر في تقدم العملية السياسية، بل الهدف الرئيسي من وجودها ضمان مصالح كتلة او مجموعة معينة و تعمل بطرق لا يسمح اي حزب بمعنى الكلمة من اتباعها. اذن الحزب كمفهوم و منظومة و ما يتميز به هو لصالح التقدم العام ان كان تاسيسه طبيعي و اهدافه معلومة و يمكن ان يسمى بهذا الاسم، و الا فان العديد من التكتلات الاجتماعية من العشائر و القبائل و المذاهب و الاديان و الاعراق التي تعمل من اجل اهداف ضيقة لا يمكن وضعها في خانة الاحزاب الهامة التي يُبنى المجتمع المدني على يدها و لا يمكن ان يكون احد عوامل التقدم للمجتمع، بل تضربالمجتمع والاحزاب الحقيقية و اهدافها . لذا الظروف الحالية تفرض على ما يمكن ان نسميهم التيارات، بانهم يعملون استنادا على الصراع من اجل زيادة الجماهيرية و الانتماء العددي لهم و ليس على مقدار تامين ما يؤمٍن المصالح العامة للشعب من المرتكزات و العوامل المساعدة للتقدم و التمدن و الحداثة و التطور العام و توفير النظام السياسي التقدمي في العراق، و كما هناك من الاحزاب التي يمكن ان نسميها بالنخبة التي لم يزكيها الوضع العراقي الثقافي و الاجتماعي و الاقتصادي الحالي، و عليها مقاومة الظروف غير الملائمة و تكثيف محاولاتها لازالة العوائق الكبيرة امام وجودها و تحقيق اهدافها لحين الانتقال من هذه المرحلة و امكانية اعادة الحياة السياسية الطبيعية الى حالها التي من المفروض وجودها فيها ليكون للاحزاب دوره المؤثر في بناء المجتمع المدني التقدمي و الاستناد على الديموقراطية الحقيقية في تحقيق تلك الاهداف .






#عماد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تصادم المواقف و تقاطع الاراء يؤثر سلبا على المجتمع ان لم يست ...
- هل الفساد نخر الهيكل الاداري العام في الدولة العراقية ؟
- ملامح ما ستسفر عن المتغيرات الجديدة في المنطقة
- التنبؤ بالمستقبل يحتاج الى خبرة و عقلية منفتحة
- هل من الضرورة الالتزام بالقيم الاجتماعية في السياسة ؟
- التحزب القح و مصالح الوطن
- ضرورة التعددية في العملية الديموقراطية و لكن.......
- تغيير ميزان القوى في المواجهات المستديمة بين الشعب و الحكومة ...
- هل وجود الاحزاب الغفيرة ضرورة مرحلية في العراق؟
- هل نظرية الموآمرة سلاح الضعفاء ؟
- هل يكون التكتيك في خدمة الاستراتيجية دائما ؟
- هل محاولات الامبريالية العالمية مستمرة في تحقيق غاياتها؟
- كيف نخفف تاثيرات الحملات الانتخابية على اداء الحكومة
- كيف و لمن نكتب ؟
- الوحدة الوطنية ام محاربة الاختلافات
- على الاقل قدر حقوق الاخرين بقدر منديلك
- سبل اطمئنان المكونات الاساسية في العراق الجديد
- الوضع العراقي الراهن بحاجة الى تعامل خاص
- من هو رئيس الوزراء العراقي القادم
- سبل تمدن المجتمع الشرق الاوسطي


المزيد.....




- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية
- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية
- انتصار جزئي لعمال الطرق والكباري
- باي باي كهربا.. ساعات الفقدان في الجمهورية الجديدة والمقامة ...


المزيد.....

- هل يمكن الوثوق في المتطلعين؟... / محمد الحنفي
- عندما نراهن على إقناع المقتنع..... / محمد الحنفي
- في نَظَرِيَّة الدَّوْلَة / عبد الرحمان النوضة
- هل أنجزت 8 ماي كل مهامها؟... / محمد الحنفي
- حزب العمال الشيوعى المصرى والصراع الحزبى الداخلى ( المخطوط ك ... / سعيد العليمى
- نَقْد أَحْزاب اليَسار بالمغرب / عبد الرحمان النوضة
- حزب العمال الشيوعى المصرى فى التأريخ الكورييلى - ضد رفعت الس ... / سعيد العليمى
- نَقد تَعامل الأَحْزاب مَع الجَبْهَة / عبد الرحمان النوضة
- حزب العمال الشيوعى المصرى وقواعد العمل السرى فى ظل الدولة ال ... / سعيد العليمى
- نِقَاش وَثِيقة اليَسار الإلِكْتْرُونِي / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية - عماد علي - اي حزب يبني مجتمع مدني تقدمي في العراق ؟