أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - عماد علي - كيف تكون الاوضاع الامنية بعد الانتخابات النيابية المقبلة في العراق؟














المزيد.....

كيف تكون الاوضاع الامنية بعد الانتخابات النيابية المقبلة في العراق؟


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 2923 - 2010 / 2 / 20 - 22:04
المحور: ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق
    


كلنا على اتفاق تام بان الظروف الامنية السائدة ليست على ما يرام و هي غير مستقرة و تختلف نسبيا بين حين و اخر في شدتها ، بحيث لم يمر شهر الا و يتخلله عنف و انفجار و ارهاب و خطف و قتل و سلب و نهب و اعتداء على المواطنين، و تختلف الاضرار و مستويات الانفلات الامني من وقت لاخر،و تصل في حالات الى الفوضى العارمة. الجميع يعترف الان و عند مقارنة الوضع القائم مع ما سبق بعد سقوط الدكتاتورية مباشرة، بان الوضع قد تحسن بشكل بطيء و نسبي، و هناك اختلاف واضح في نوعية و قوة الاعتدائات و تاثيراتها و كيفية تنفيذها و التكتيكات و الادوات المستخدمة فيها ، مما يثير الشكوك اكثر في اختلاف مصادرها والغرض منها .
المعلوم في الامر، ان شدة العنف و ازدياده بين فينة و اخرى بشكل متقطع، مرتبط بالوضع السياسي العام للبلد و ما تفرضه المعادلات السياسية و المستجدات اليومية اكثر تاثيرا من الامكانيات العسكرية المتدنية لدى العراق في مدى تدخل المعنيين في شؤون العراق الداخلية من دول الاقليم ،و تصفية الحسابات المتعددة بين القوى الكثيرة العالمية كانت ام الاقليمية او الداخلية المرتبطة بهنا و هناك، او منها ما تكون منفذة لاجندات معينة لمصلحة شخصية ام حزبية او فئوية، و هذا لا خلاف عليه.
لو صنفنا انواع الاعتدائات و العمليات الارهابية استنادا على مصادرها و اسبابها و اهدافها، يجب ان نحلل ما هو المؤثر على الواقع و الساحة السياسية العراقية و خصائص كل القوى المتحكمة على الارض و ارتباطاته و مصالحه داخليا او خارجيا كانت، و الايدي الخارجية و وسائلها و كيفية تنفيذ مخططاتها وفق ما تتطلبه ظروفها السياسية و صراعاتها الخارجية، محاولة ان تبقى زمام الامور بين ايديها و تكون هي المسيطرة و تبعد الافرازات السلبية على نفسها من خضم تنافساتها و احتكاكاتها مع بعضها في الساحة السياسية العراقية مهما كانت النتائج. و هم يستغلون نقاط الضعف و الثغرات الكبيرة في البنية السياسية العراقية ، من عدم كفاءة الحكومة و اجهزتها الامنية و العسكرية، و عدم قدرتها على حفظ الامن و الامان و لاسبابه الذاتية و الموضوعية، من التنافس و المحاصصة و المصالح الذاتية و الحزبية و الاستحواذ و الاستئثار بالسلطة و الفساد و خرق الاجهزة كافة من قبل اكثر من جهة غير محبة للعراق و شعبه ، و نشر حالة انعدام الثقة بين المواطن و الحكومة، و عدم ترسيخ النظام و اتسام المرحلة بالهشاشة و ضعف الاعمدة و الركائز و المباديء الاساسية للنظام الجديد و حداثة المفاهيم المراد تطبيقها و عدم انسجام المجتمع بشكل كامل معها كالديموقراطية و الفدرالية و الحرية و ما تفرضها من التداعيات و المعطيات، و مدى احتياجها للارضية المناسبة و توفير العوامل الهامة المطلوبة لنجاحها.
و اكبر العوائق امام فرض النظام الجديد بشكل صحيح وقطع دابرالارهاب هو المستوى الثقافي العام للمجتمع العراقي و مدى تجاوبه مع المستجدات و تفهمه للواقع و الحداثة و عدم خلط المتطلبات العامة مع المصالح الخاصة، و كيفية الاستناد على الدستور و القوانين بعيدا عن العنف و الانفراد بالسلطة و تسقيط الاخر، و ما يزيد الطين بلة عدم توفر الخدمات العامة للمواطن و تفشي حالة الفقر و البطالة و دخول الصفات الشاذة الاخلاقية و الادبية الى مكامن معيشة الشعب العراقي، و استغلال الحرية بشكل سلبي في غير محلها و عدم قراءة الوضع العام من قبل الفرد و المجتمع كما هو مطلوب منه.
كل هذا يدفعنا الى ان نجزم بان العنف و الارهاب و ان لم يكن من صنع ايدي ابناء الشعب العراقي بذاتهم الا ان ظروفهم المعيشية العامة اجبرتهم على الانحراف و الانجرار وراء ما يضرهم مضطرين لضمان لقمة العيش من جهة، و استغلال القوى الخارجية لهم او لفئة معينة منهم و هي ضعيفة النفوس باسماء و دواعي واهية و مختلفة لتضليلهم في الخوض في هذا المضمار و اجبارهم في تنفيذ الاوامر الصادرة لهم سوى كانت لاسباب اقتصادية او عقيدية متشددة اومن اجل اهداف معينة او بدافع من المراكز الاستخباراتية المختلفة المنتشرة على ارض العراق.
فان كانت الاسباب متنوعة و مختلفة و المصادر متعددة و الاهداف و الاغراض خارجية و داخلية و التخطيط و البرمجة متعددة المنابع ، فلا يمكن لاي محلل محايد ان يتفائل كثيرا لحال العراق و وضعه الامني لمابعد الانتخابات بشكل مطلق، و كأن العملية الانتخابية محطةفاصلة و مصنع لعصا سحري تفعل المفاجئة و تقطع دابر العنف في ساعتها .
نعم سوف تتغير الخارطة السياسية بشكل ملحوظ و نسبي و ليس مطلق ، و وفق المتغيرات سنلمس تحسنا لحدما في العديد من الجوانب و ظهور الايجابيات التي يمكن ان تجف بها منابع العنف و تزيل اسبابه، و لكن يجب ان توضع في الاعتبار الاحتمالات الاكثر سوءا مما يمكن ان نصل اليه ايضا، نتيجة ردود الافعال لجهات مختلفة ان لم تكن الاوضاع و النتائج النهائية في مصلحتها. و في احسن الاحوال ، اننا نتقدم خطوة بسيطة في الاتجاه الصحيح عند نجاح العملية السياسية و هذا ما يؤثر على نواحي الحياة كافة و من ضمنها خفة حدة العنف و استتباب الامن و الاستقرار.



#عماد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يشمل التغيير كافة جوانب الحياة اينما كان
- الانتخابات تحدد توجه العراق نحو المركزية او الفدرالية
- ارتباك واضح في تحضيرات العملية الانتخابية في العراق
- لم تترسخ المهنية في عقليتنا و عملنا بعد
- الوضع النفسي العام للفرد العراقي و تداعياته في المرحلة الراه ...
- نجاح العملية الديموقراطية مسؤولية الجميع في العراق
- موقف المثقف من الاحداث و مدى تفاعله مع الواقع و ما فيه
- دور الاخلاق في تجسيد السلوك السياسي
- لا لعودة البعث مهما فرضت المصالح و السياسة العالمية
- سبل الحد من التاثير السلبي على العملية السياسية باسم الاختلا ...
- ديموقراطية العراق الجديد يضمنها تهميش اللاديموقراطيين
- يتجسد الواقع الاجتماعي الجديد ما بين تغييرات الثقافة و السيا ...
- الجوانب الايجابية و السلبية لقرارات هيئة المسائلة و العدالة
- لماذا التوسل من ما سموها بقوى ( الاحتلال ) حتى الامس القريب ...
- ازدواجية تعامل الجامعة العربية مع القضايا العامة
- هل الخلافات بين القوى العراقية مبدئية ام مصلحية؟
- كافة المؤسسات بحاجة دائمة الى الاصلاح و التغيير
- هل من المعقول ان نحتفل بعيد الجيش في هذا اليوم
- كيف يختار الناخب افضل مرشح في الانتخابات
- ايران تغلي و ستكتمل الطبخة


المزيد.....




- بتدوينة عن حال العالم العربي.. رغد صدام حسين: رؤية والدي سبق ...
- وزير الخارجية السعودي: الجهود الدولية لوقف إطلاق النار في غز ...
- صواريخ صدام ومسيرات إيران: ما الفرق بين هجمات 1991 و2024 ضد ...
- وزير الطاقة الإسرائيلي من دبي: أثبتت أحداث الأسابيع الماضية ...
- -بعضها مخيف للغاية-.. مسؤول أمريكي: أي تطور جديد بين إسرائيل ...
- السفارة الروسية في باريس: لم نتلق دعوة لحضور الاحتفال بذكرى ...
- أردوغان يحمل نتنياهو المسؤولية عن تصعيد التوتر في الشرق الأو ...
- سلطنة عمان.. مشاهد تحبس الأنفاس لإنقاذ عالقين وسط السيول وار ...
- -سي إن إن-: الولايات المتحدة قد تختلف مع إسرائيل إذا قررت ال ...
- مجلة -نيوزويك- تكشف عن مصير المحتمل لـ-عاصمة أوكرانيا الثاني ...


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - عماد علي - كيف تكون الاوضاع الامنية بعد الانتخابات النيابية المقبلة في العراق؟