أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عماد علي - مابين الاصلاح و التغيير في اقليم كوردستان















المزيد.....

مابين الاصلاح و التغيير في اقليم كوردستان


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 2959 - 2010 / 3 / 29 - 12:18
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


هناك جدل كبير يدار رحاه بين فينة و اخرى حول ما تحتاجه كوردستان العراق في هذه المرحلة بعد مرور عقدين من تحرره من جور الدكتاتورية،و بانتفاضة مجيدة شاركت فيها جميع الفئات من ابناء الشعب الكوردستاني، و اثرت بشكل جذري على الحياة العامة، مما احدثت تغييرات شتى في الظروف والاوضاع و تجسدت العديد من المفاهيم التي كانت ممنوعة عن التداول حتى، و تنفس الشعب الكوردستاني بعد عقد تقريبا الصعداء مع الشعب العراقي في الوسط و الجنوب بعد سقوط الطاغية مباشرة، و انتقلنا الى مرحلة مغايرة تماما، و الواقع فرض العديد من الامور و منها اعادة النظر في ادارة الاقليم و محاولة ازالة السلبيات الناتجة من النواقص التي كانت العائق الكبير في تقدم المجتمع الكوردستاني، و منها قلة الخبرة و الممارسة و التجربة و التعمق في تعلم كيفية ادارة السلطة في خضم الظروف الصعبة لادارة البلد و اتباع الاساليب الحديثة في السلطة المحلية الجديدة طوال عقدين منصرمين، و ما رافقهما من التغييرات المختلفة على الصعيدين الاقليمي و العالمي. اما الوضع الداخلي لم يشهد ما يمكن ان نشير اليه بشكل جدي من التحولات الا مؤخرا و على كافة الاصعدة، و في حال كنا لم نذق طعم المستجدات التي حصلت، لما كنا نعيش الظروف التي فرضت عليناس القلق بوجود الدكتاتورية بقربنا قبل السقوط، و من ثم انتقلنا الى مرحلة اخرى و شاهدنا نمو و بروز اجيال مابعد الانتفاضة و ما تتطلبه مستلزماتهم المادية و المعنوية و ظروفهم المغايرة تماما لما عاشه من كان قبلهم.
بداية لابد ان نشير الى وضع اقليم كوردستان الحالي، و هو على حال يمكن ان نسلط الضوء على مجموعة كبيرة من المنجزات الحاصلة فيه التي لا يمكن انكارها او غض الطرف عنها على الرغم من عدم التوصل الى درجة الطموح التي يملكه اي مواطن كوردستاني، و هذا ما يفرض علينا انتقاده بشكل صريح و بناء، و عليه ، عند تقييم الظروف الانية لاقليم كوردستان علميا و حياديا لابد ان نعود و ننظر الى ماضيه كيفما كان من كافة الجوانب السياسية الاقتصادية الاجتماعية و القفزات التي حصلت فيها، و ثم نحدد الثغرات و النواقص الباقية من اجل ردمها بشكل صحيح.
ان لم نكن من الذين يؤمنون بالثورة و الانقلابات، و نركز على الجانب المدني السلمي في الاصلاح و اللتغيير و طرق التنمية و التقدم الواجب العمل من اجله، لابد ان نفهم المعادلات التي تربط الجوانب المختلفة لحياة الشعب و ما يخصه ، و عند اجراء اية حركة في اية زاوية كانت لابد ان تؤثر على المواقع المختلفة ، وحصول اية درجة من التقدم في المجال الاقتصادي لابد ان يكون له التاثير على السياسة و الوضع الاجتماعي ايضا هذاكمثال . و انطلاقا من ا الراي السابق و الموقف الواجب اتخاذه حيال اية خطوة، نتاكد بان الاصلاحات المتتالية التي يجب ان تحصل هي التي ستخلق التغيير المامول استنادا على الاليات الدقيقة ، و يجب ان يؤخذ بنظر الاعتبار كل الاحتمالات الممكنة في العملية الطويلة التي تحتاج الى ركائز و عقليات مدبرة و خطط علمية مثبتة لانجاحها .
و عند معرفة الماضي بشكل جيد و قراءة الحاضر يمكن ان نستدل و نستقرا المستقبل و معالمه بشك نسبي ، و على ضوئه يمكن اتخاذ المواقف و القرارات بعد دراسة مستفيضة لها.
ان الاصلاحات الضرورية تبدا من النقطة المحددة التي يتاكد الجميع من ضرورة العمل عليها، و بان الحال الموجود لا يمكن الاستمرار عليه دون اتخاذ الاجراءات اللازمة لما تفرضه المستجدات و ما تتطلبه المرحلة، و لا يمكن استدامة القاعدة التي تسير عليها النظام بشكل يرضي الجميع من دون التوجه نحو التغيير و العبور من المرحلة، و الواقع هو الذي يدفع بهذا الاتجاه و الصراعات الجارية على ارض الواقع تستغل ما يفرضه الواقع. و هنا يمكن ان يبرز حجر عثرة امام تقدم هذه المسيرة سوى من نتاج الظروف الموضوعية العامة او الذاتية المعيقة ومن افكار و مصالح تطرحها الحراس القدماء، و هنا تواجه العملية و ان سارت حتى بشكل سلس مخاطر كثيرة و ربما تحدث مفاجئات او ردات لم يُحسب لها .
و عند نضوج كافة العوامل و تتخصب الارضية ستبرز الاهداف و تتفق الجهات حول الطرق و الوسائل و التي من الواجب اتباعها بعيدا عن الخيال او الديماغوجية و الانتهازية و ما تفرضه السياسة في بعض الاحيان، للابتعاد عن احتمال التشدد و التطرف و البدء بخطوات سهلة ممكنة التطبيق كي تندفع العملية بشكل طبيعي بعد ذلك.
الصراع القوي الذي يبرز و يمكن ان يضرب العملية منذ بداياتها هو الصراع المتولد من بداية الاصلاحات بين الجيل القديم و الجديد و الافكار و القناعات المختلفة بينهما، و هنا تنقسم الجهات الى المتشددة المتطرفة و المعتدلة و المحافظة ، و هكذا تكون الخطوة الاولى في غاية الصعوبة ، و يتوجب الحذر من الخطا الذي يقع و يمكن ان يضر بالمراحل التالية من الاصلاحات بشكل اكبر. و هنا يجب الاصرار على الديموقراطية و مبادئها التي ستكون هي الفيصل لرد كل المعترضين من اجل الاستمرار في الاصلاحات و احداث التغيير الجزئي المتتالي و من ثم تبدا ولادة مرحلة جديدة متغيرة كاملا بشكل سلمي.
انطلاقا من هذا الاعتقاد يمكننا ان نقول بان الاصلاحات تولد التغيير في النهاية استنادا على الديموقراطية الحقيقية و بكل مبادئها من اجل ضمان عدم التراجع في اية خطوة، و التقدم الهادف و ما يقع لصالح الشعب سيزيد الثقة بما يجري ، و الاعتماد على الشعب سيقوي و يرسخ العملية بكل جوانبها في ظل نظام مبني على الاسس المتينة الهادفة للعدالة الاجتماعية و المساواة في البلد، و في وسط يتجسد فيه فصل السلطات التشريعية و التنفيذية و القضائية و المؤمن بالتمدن و التجديد و الحداثة في العمل و النظرة و الايمان و الفكر. و الاهم في كل تلك الاهداف المصيرية هو ما يهم الشعب و مصيره و دوره الفعال في اية عملية من دون تهميشه ، و يجب ان يكون الحوار سيد المواقف في حل كافة العوائق التي تقف امام العملية المتعددة الابعاد و المعطيات ، اي عند الاصلاح و التغيير، و الاهم هو تجسيد المواطنة كاهم مفهوم قبل اي شيء اخر، و اعطاء الدور الابرز الذي يجب ان يتمتع به اي فرد في هذا الاقليم الذي يمكن ان يساعد في تسارع العملية الاصلاحية و من ثم التغيير.
ان هذا يدلنا على ان الاصلاحات و التغيير يلازمان بعضهما لو نفذا بشكل علمي و بدراسة و تعمق في خصوصيات الاقليم من كافة الجوانب لاخذها بنظر الاعتبار في خطوات الاصلاح و التغيير. و به نتاكد بانه ليس هناك تغيير كامل شامل بشكل سلمي و امن و بطريقة مقنعة و بآلية ديموقراطية دون اصلاحات متكررة في كافة الجوانب، و العكس صحيح ايض، و ان برز شيء مخالف او طفح ما يعيق اي منهما يمكن ان تتعرقل الخطوات و لكن الزخم الكبير للمستجدات ستُهدا من الوضع لحين بدء الخطوات من جديد بعد حين .



#عماد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- احذروا تبجح البعث باسم العلمانية
- دور المثقف العراقي في الانتخابات البرلمانية
- هل من متضرر في العملية الانتخابية العراقية ؟
- ما يحصده المواطن من التعقيدات السياسية في العراق
- دروس الانتخابات تدفع العملية الديموقراطية الى الامام
- من اخفق في الانتخابات النيابية العراقية؟
- ما الضير في اعادة عملية العد و الفرز للاصوات ؟
- نتائج الانتخابات كشفت المستور للجميع
- هل تُستغل نتائج الانتخابات النيابية لتنفيذ الاجندات المختلفة ...
- الانتخابات كمحطة لتقييم الذات و اتخاذ القرارات المصيرية
- من يفوز في الانتخابات البرلمانية العراقية ؟
- البرلمان القادم يثبت الشرعية ام يكرس الحزبية؟
- لماذا التلكؤ في حل القضية الكوردية باسم تعقيدات المسالة في ت ...
- لمن تكون تبعية البرلماني العراقي في المرحلة المقبلة ؟
- نقطة تحول لدور الاطراف المختلفة في العراق
- من يدير دفة الحكم بعد الانتخابات البرلمانية في العراق؟
- هل ستكون الحكومة المقبلة كفوءة ام ستولد من رحم المحاصصة ايضا ...
- كيف تكون الاوضاع الامنية بعد الانتخابات النيابية المقبلة في ...
- يشمل التغيير كافة جوانب الحياة اينما كان
- الانتخابات تحدد توجه العراق نحو المركزية او الفدرالية


المزيد.....




- مؤلف -آيات شيطانية- سلمان رشدي يكشف لـCNN عن منام رآه قبل مه ...
- -أهل واحة الضباب-..ما حكاية سكان هذه المحمية المنعزلة بمصر؟ ...
- يخت فائق غائص..شركة تطمح لبناء مخبأ الأحلام لأصحاب المليارات ...
- سيناريو المستقبل: 61 مليار دولار لدفن الجيش الأوكراني
- سيف المنشطات مسلط على عنق الصين
- أوكرانيا تخسر جيلا كاملا بلا رجعة
- البابا: السلام عبر التفاوض أفضل من حرب بلا نهاية
- قيادي في -حماس- يعرب عن استعداد الحركة للتخلي عن السلاح بشرو ...
- ترامب يتقدم على بايدن في الولايات الحاسمة
- رجل صيني مشلول يتمكن من كتابة الحروف الهيروغليفية باستخدام غ ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عماد علي - مابين الاصلاح و التغيير في اقليم كوردستان