أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عماد علي - الامن القومي لمجتمع موزائيكي الشكل و التركيب














المزيد.....

الامن القومي لمجتمع موزائيكي الشكل و التركيب


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 2963 - 2010 / 4 / 2 - 11:37
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


طبيعة المجتمع العراقي و تاريخه و شكله و تركيبته معلوم للجميع، وهو يتمتع بمميزات لابد من الحساب لها للتعامل معه و تحديد الطريقة المثالية او الصحيحة في حل قضاياه للخروج بنتيجة باقل نسبة من المضاعفات الجانبية. انه شعب متعدد الصفات و متنوع التركيب و المكون، و لهذه المكونات سمات مشتركة يمكن الاعتماد عليها الا انها تتمتع باختلافات جوهرية لابد الكشف عنها و اعلانها بشكل صريح من اجل اتخاذ الخطوات الملائمة الصحيحة في حل مشاكلها لخير مستقبلها و ايجاد الوسائل الضرورية الملائمة لبقائها متماسكة بقدر الامكان او الاتفاق على حلول ترضي الجميع بشكل سلمي و التوافق بينها . اضافة الى التعقيدات في التكوين الطبيعي لها، انه ضحية المغامرات العديدة لقادته التي لم تهتم سوى لمصالحها و بقائها على سدة الحكم ، و هذا ما اثر بشكل عميق على كافة جوانب حياته منذ انبثاق الدولة العراقية وفق مصالح و هوى القوى الكبرى في حينه. الاختلافات في التركيب تنتج ما لا ينسجم الشعب على ارض الواقع، بحيث تكون لكل مكون مصلحته الخاصة و نظرته و صفاته و عاداته و تقاليده لا يتتطابق مع ما يتسم به الاخر، و لذلك لا يمكن ان يُفرض ما يجتمع عليه طرف مع يتمناه الاخر مهما كان، و في النتيجة لهم اهداف و امنيات مختلفة عن الاخر.
و هذا ما دعا كل المحللين السياسيين و الاجتماعيين الى ان يخرجوا بنتائج مختلفة في بحوثهم حول جوهر المجتمع العراقي و خصائصه و عدم توحيده و هشاشته بحيث آثر البعض الى ان يصفه بمجموعات و جماعات و استخلص الى انه لم يرتقي الى ان يسمى شعبا متكاملة الاوصاف ، و الباحث الكبير علي الوردي تعمق فيه و له باع طويل في تحديد صفات هذا المجتمع و دخل الى جوهر المجتمع و فحصه و عين مميزاته بدقة متناهية.
و من المعقول ان نقول انه على الرغم من غنى الشعب العراقي الثقافي و المعرفي و تاريخه المليء بالمآثر و الحضارات و المعالم الكبيرة الى انه لم يستفد من المدارس العالمية العديدة للاطروحات و الافكار والعقائد و الفلسفات و لم ياخذ بنظر الاعتبار الخصوصيات التي يتمتع بها في سبيل ضمان درجة مناسبة من الامن القومي له طيل هذه المدة الطويلة من تاريخه.
ان الامن القومي او الوطني بشكل عام متعددة الاوجه و له متطلبات و يتحمل تعاريف عدة و هو ضعيف من حيث المفهوم كتعريف و عكر او غابر من حيث النظرية و الفهم و لكن واضح من الناحية السياسية العسكرية و تحديد الاليات للحفاظ على حدود البلد فقط، بعيدا عن المهام الاقتصادية و الاجتماعية و الادارية و الثقل و الدبلوماسية الدولية ، في هذه المنطقة بالذات، و لا يمكن ان يستقر اي بلد او اي شعب دون الاعتماد على تعريف واضح معتمد خاص به للامن القومي ، و العمل على ارساء الركائز المطلوبة لضمانه من اجل توفير سعادة و رفاهية الشعب و ابعاده عن القلق و التوتر و تامين معيشته و مستقبله من كافة الجوانب.
دون ضمان الحد الادنى للامن القومي او الوطني لا يمكن الخطو نحو تامين العدالة الاجتماعية و المساواة و محاربة السلبيات العديدة للمجتمع و منها البطالة و الفقر و العوز ولو خطوة واحدة. و بتوفير المقومات و ضمان الامن القومي يمكن تحديد مدى الشخصية السياسية للبلد مع ما موجود منالهيمنة الدبلوماسية للقوى الكبرى ، و يجب نشر الثقافة السياسية التي لها الدور الهام في ترسيخ معالم البلد الامن.
و هناك عوامل عدة لها التاثير المباشر على مستوى الاستقرار و الامن العام لاي بلد و خاصة وهو صاحب مجتمع غير متجانس، و في مقدمتها ضمان الامن القومي، و هذا بدوره يستند على اعمدة رئيسية مثبتة له، كلما كانت القيم المفيدة للمجتمع كثيرة الانتشار كان المجتمع اقرب الى الامن و الامان، و كلما كانت التربية و النظام العام في مستوى عالي كلما ازدادت نسبة الاستقرار و ضمان الامن القومي و الوطني، و كلما كان الخطاب العام جزءا من الحلول كانت الفرصة اوفر لضمان الامن القومي، و كلما كانت الثمار العلمية المقطوفة عاملا مساعدا في ترفيه المجتمع كان منحنى الخط البياني للامن القومي عاليا، و كلما كان القانون سائدا و هو سيد الموقف و القرارات منصفة للمكونات كافة ازدادت التلاحم و دفعت الشعب للتصالح و التجانس و بالتالي اصبح الامن القومي مضمونا.
اذن الامن القومي له علاقة متبادلة مع الاوضاع الاقتصادية و الاجتماعية العامة و مع قناعة المكونات و طبقاتهم بمسيرة النظام السياسي السائد، مستمدا له و داعما في تقويته و ترسيخه و ضامنا لانتعاش و تنمية الشعب. و بعد توفر تلك المقومات فان الشعوب تحس بامان بعيدا عن الضغط السياسي و العسكري و الاقتصادي و هم ينمٌون قدرتهم بحرية و تزداد لديهم القدرة و الامكانية لتحمل الصعاب و المقاومة و الدفاع عن النفس، و ستضمن سيادة و استقلال الارض و الاقتصاد عندئذ . و هنا يجب ان تؤخذ بنظر الاعتبار التاثيرات المتبادلة للمتغيرات العالمية على اية دولة و اتخاذ الموقف الصحيح تجاه اي موضوع مراد بحثه لايجاد الحلول لاية مشكلة ظهرت، و سيكون اي موقف وفق العقلية المسيطرة حتما، سوى كانت ذات تفكير واقعي و نظرة تقليدية قديمة او عريقة، او بفكر و عقلية واقعية عالمية التوجهحديثة المنشا ، او بنظرة مثالية و حديثة، او ليبرالية كمباديء حيثة البروز و ما تملك من التعريف للامن القومي . لكن بلد كالعراق لابد ان تكون له خصوصيات استنادا على ظروفه و في العملية السياسية المستمرة لضمان امنه القومي و النظر الى تركيبة مجتمعه الموزائيكي و شكله المعلوم في اية خطوة تُتخذ.



#عماد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مابين الاصلاح و التغيير في اقليم كوردستان
- احذروا تبجح البعث باسم العلمانية
- دور المثقف العراقي في الانتخابات البرلمانية
- هل من متضرر في العملية الانتخابية العراقية ؟
- ما يحصده المواطن من التعقيدات السياسية في العراق
- دروس الانتخابات تدفع العملية الديموقراطية الى الامام
- من اخفق في الانتخابات النيابية العراقية؟
- ما الضير في اعادة عملية العد و الفرز للاصوات ؟
- نتائج الانتخابات كشفت المستور للجميع
- هل تُستغل نتائج الانتخابات النيابية لتنفيذ الاجندات المختلفة ...
- الانتخابات كمحطة لتقييم الذات و اتخاذ القرارات المصيرية
- من يفوز في الانتخابات البرلمانية العراقية ؟
- البرلمان القادم يثبت الشرعية ام يكرس الحزبية؟
- لماذا التلكؤ في حل القضية الكوردية باسم تعقيدات المسالة في ت ...
- لمن تكون تبعية البرلماني العراقي في المرحلة المقبلة ؟
- نقطة تحول لدور الاطراف المختلفة في العراق
- من يدير دفة الحكم بعد الانتخابات البرلمانية في العراق؟
- هل ستكون الحكومة المقبلة كفوءة ام ستولد من رحم المحاصصة ايضا ...
- كيف تكون الاوضاع الامنية بعد الانتخابات النيابية المقبلة في ...
- يشمل التغيير كافة جوانب الحياة اينما كان


المزيد.....




- جملة قالها أبو عبيدة متحدث القسام تشعل تفاعلا والجيش الإسرائ ...
- الإمارات.. صور فضائية من فيضانات دبي وأبوظبي قبل وبعد
- وحدة SLIM القمرية تخرج من وضعية السكون
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /25.04.2024/ ...
- غالانت: إسرائيل تنفذ -عملية هجومية- على جنوب لبنان
- رئيس وزراء إسبانيا يدرس -الاستقالة- بعد التحقيق مع زوجته
- أكسيوس: قطر سلمت تسجيل الأسير غولدبيرغ لواشنطن قبل بثه
- شهيد برصاص الاحتلال في رام الله واقتحامات بنابلس وقلقيلية
- ما هو -الدوكسنغ-؟ وكيف تحمي نفسك من مخاطره؟
- بلومبرغ: قطر تستضيف اجتماعا لبحث وجهة النظر الأوكرانية لإنها ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عماد علي - الامن القومي لمجتمع موزائيكي الشكل و التركيب