|
من يتحمل مسؤولية عبور المرحلة القادمة في العراق؟
عماد علي
الحوار المتمدن-العدد: 2967 - 2010 / 4 / 6 - 19:36
المحور:
ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق
حسب الصلاحيات التي يمنحها الدستور العراقي الدائم للسلطات الثلاث، فان اكبر المسؤوليات تقع على عاتق رئيس الوزراء، و هو الذي يدير دفة الحكم بشكل مباشر و السلطة الفاعلة بيده و يمكنه ان يوجه السلطة اينما اراد مهما كان الدستور محددا للصلاحيات، و وفق ما نشعره من ان الفرصة سانحة لان القوانين الاساسية التي تحدد الصلاحيات العديدة لم تقر لحد الان ، و يمكنه ان يغير الكثير من الامور خلال الدورة المقبلة والتي هي الاكثر حساسية من اي وقت مضى و خاصة بعد سقوط الدكتاتورية، و تستوضح فيها توجهات العراق الجديد و اين ترسي سفينته و على اية قاعدة او مساحة و شكل يستقر نظام حكمه على ارض الواقع. نتائج الانتخابات الاخيرة تحيٌر اي مراقب فيما يذهب للوصول به الى نسبة مما يمكن ان نصل اليه، و لا يمكن تحديد القوة و الثقل الفاعل و كفة الميزان لمن تميل، و نسر الحامل للحظ او العكس يجلس على كتف مَن من الشخصيات او القوائم ليكون رجل المهمات الصعبة في المرحلة الاتية، و من له القدرة ان يتحمل هذا المهام . لم يتمكن اي من رؤساء القوائم ان يحدد له موقعا قويا من حيث حصوله على الكراسي او يجمع له الراي العام و المواقف و يمكن ان توافق عليه الاكثرية ، و يفرض نفسه و يبين للجميع بانه المحق بان يكلف ليكون رئيس الوزراء القادم لحد هذه اللحظة. علاوي في بداية الطريق و لمع وجهه السياسي بعد ان اجمعتا عليه المواقف و التوجهات الداخلية و الخارجية المعينة لاسباب موضوعية، و كثفوا جهودهم على ان يفعلوا المستحيل لوصوله الى هذا الموقع بعد افول نجمه منذ مدة طويلة، و بعد الانسحابات التي حصل لمكونات قائمته، و يعلم جيدا انه لن يتمكن ان يضمن المنصب دون صوت و تاييد احد القائمتين الاخرين او بالاحرى بعيدا عن صوت المكون الشيعي. و يمكن ان تتهمش قائمته ان اتفق الاخرون على مجموعة من المواقف و التوجهات التي صعبتها الصراعات السياسية فقط و ليس فكرية او عقيدية و يمكن تجاوزها ان عقدوا العزم .و هناك احتمال قريب من المحال ان يرضى الكورد و المكون السني قاطبة مع جزء من المكون الشيعي ليحصل علاوي على الاغلبية البسيطة لمجلس النواب، بعيدا عن احدى القوائم الكبرى. لنقل فرضا حصل هذا الاحتمال ، فيجب ان ننتظر احد الاحتمالين ، اما الاشتراك الضعيف لجزء من المكون الشيعي في الحكومة مع ظهور معارضة شيعية قوية في البرلمان، او ميلان القوائم التي حصدت الاصوات في محافظات الوسط و الجنوب لتاسيس اقليم فدرالي من اجل خفض مستوى سيطرة المركز عليهم و ضمان مستقبلهم و خروجهم من معمعة الانتخابات العامة و الحكومة المركزية كل اربع سنوات بشكل رئيسي و يهتموا ببرلمان اقليمهم ، و معوضين في نفس الوقت ما يفقدوه من عدم استلامهم لمنصب رئيس الوزراء بصلاحياته المعلومة، و كما نعلم ظهرت منذ الان بوادر بدائية لهذا التفكير و تراجع البعض عن تقوية السلطة المركزية الذي كان يدافع عنها و بقوة للامس القريب . مهام اياد علاوي القادم معلوم من حيث نظرته الى المنطقة و محاولته تقارب العراق من محيطه العربي، ويعلم الجميع انه يجب ان يفي بوعوده التي قطعها على نفسه، و يخلص لما على عهدته من مساعدة دول الاقليم له لاعادة لمعانه السياسية بالدعم المادي و المعنوي، و من اجل تخفيف تاثيرات ايران على السياسة العراقية، و بالتالي يزيد من حدة الصراع الايراني السعودي على ارض العراق، ان نجح علاوي في مهامه. و هذا ما يفرٌح القوميين العروبيين و المكون السني و المعادين لامريكا و ايران ، و يترك اثارا غير محمودة العواقب على العلاقات بين المكونين السني و الشيعي في العراق و بشكل جذري. اما الاحتمال الثاني و في الطرف الاخر ، ان استقر الحال على ان يكون رئيس الوزراء من احدى القائمتين لو اتفقتا على تحديد الشخصية و هذا امر اصعب، فهنا ايضا يمكن ان يظهر احتمالين اما الاشتراك الضعيف للمكون السني او المقاطعة و بروز معارضة سنية قوية داخل مجلس النواب مما يفرض توجهات محددة امام رئيس الوزراء ليكون مهامه ليس سهلا و لا يمكن ان ينجح في عمله،مما يفرض عليه الابتعاد عن المركزية القحة و محاولة مسايرة المطالبات لتاسيس اقاليم و تطبيق الفدرالية الحقيقية بحذافيرها و التقليل من الضغوطات التي يمكن ان تفرضها دول الاقليم العربية عن طريق المعارضة التي تكون قوية لحد كبير، و يشتد الصراع الاقليمي على الساحة العراقية مع تشتت القوى. في كلتا الحالتين سيكون دور الكورد جانبي من حيث جوهر العملية و يكون عامل مساعد في تطبيق بنود الدستور كما يطالب به بما فيها الفدرالية و المواد المتعلقة بالمناطق المتنازعة عليها و توزيع السلطات و قانون النفط و الغاز و البيشمركة و غيره،و يجب ان لا يكون بيضة القبان في الاحتمالات التي يعمل من اجلها قوى اقليمية و داخلية عديدة ،و من هذه القوى الداخلية من لا يؤمن حتى اليوم بحقوق المكونات و المساواة و المواطنة و ينظر باستعلاء لغير طائفته و مكونه و كانه يعيش في زمن الدكتاتورية، وهو باق و يختبيء وراء تكتيك ما في هذه الايام. لذا تتطلب المرحلة من الجميع و خاصة من عانى من ظلم الدكتاتورية الحيطة و الحذر و الدراسة العميقة و التعامل مع كافة الاطراف و الاحتمالات بدقة، و لن تكون نسبة نجاح من يتحمل المسؤولية الكبرى مضمونا في المرحلة القادمة ، و يجب الحساب لجميع الردات .
#عماد_علي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ما يرن باستمرار في اذاننا هو العراق الى اين ؟
-
الى متى تطول مخاض ولادة الديموقراطية الحقيقية في هذه المنطقة
...
-
هل ما نحن فيه ازمة ام صراع مصالح القوى؟
-
هل هناك ازمة الشرائح المؤثرة في تنوير المجتمع ؟
-
الامن القومي لمجتمع موزائيكي الشكل و التركيب
-
مابين الاصلاح و التغيير في اقليم كوردستان
-
احذروا تبجح البعث باسم العلمانية
-
دور المثقف العراقي في الانتخابات البرلمانية
-
هل من متضرر في العملية الانتخابية العراقية ؟
-
ما يحصده المواطن من التعقيدات السياسية في العراق
-
دروس الانتخابات تدفع العملية الديموقراطية الى الامام
-
من اخفق في الانتخابات النيابية العراقية؟
-
ما الضير في اعادة عملية العد و الفرز للاصوات ؟
-
نتائج الانتخابات كشفت المستور للجميع
-
هل تُستغل نتائج الانتخابات النيابية لتنفيذ الاجندات المختلفة
...
-
الانتخابات كمحطة لتقييم الذات و اتخاذ القرارات المصيرية
-
من يفوز في الانتخابات البرلمانية العراقية ؟
-
البرلمان القادم يثبت الشرعية ام يكرس الحزبية؟
-
لماذا التلكؤ في حل القضية الكوردية باسم تعقيدات المسالة في ت
...
-
لمن تكون تبعية البرلماني العراقي في المرحلة المقبلة ؟
المزيد.....
-
قصر باكنغهام: الملك تشارلز الثالث يستأنف واجباته العامة الأس
...
-
جُرفت وتحولت إلى حطام.. شاهد ما حدث للبيوت في كينيا بسبب فيض
...
-
في اليوم العالمي لحقوق الملكية الفكرية: كيف ننتهكها في حياتن
...
-
فضّ الاحتجاجات الطلابية المنتقدة لإسرائيل في الجامعات الأمري
...
-
حريق يأتي على رصيف أوشنسايد في سان دييغو
-
التسلُّح في أوروبا.. ألمانيا وفرنسا توقِّعان لأجل تصنيع دباب
...
-
إصابة بن غفير بحادث سير بعد اجتيازه الإشارة الحمراء في الرمل
...
-
انقلبت سيارته - إصابة الوزير الإسرائيلي بن غفير في حادث سير
...
-
بلجيكا: سنزود أوكرانيا بطائرات -إف-16- وأنظمة الدفاع الجوي ب
...
-
بايدن يبدى استعدادا لمناظرة ترامب
المزيد.....
|