أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عماد علي - هل بالامكان اختزال الديموقراطية في العملية الانتخابية فقط؟














المزيد.....

هل بالامكان اختزال الديموقراطية في العملية الانتخابية فقط؟


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 2968 - 2010 / 4 / 7 - 19:26
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


على الرغم من ان الانتخابات تعتبر من المباديء الاساسية للديموقراطية الحقيقية الا انها ليست العامل الحاسم الوحيد في ترسيخها في ظل انعدام المقومات الرئيسية المطلوبة تواجدها على ارض الواقع. يمكن اجراء الانتخابات بكافة اشكالها و بوجود نظام غير ديموقراطي و حتى قمعي ايضا ، و في ظروف تنعدم فيها العقلية الديموقراطية و المؤسسات المدنية و السلطات المستقلة .
يمكن ان نحس اننا على ضفاف الديموقراطية حال احساسنا بوجود مؤسسات مدنية و سياسية و قضائية مستقلة، بعيدة عن تدخلات و هيمنة السلطة التنفيذية و الحزبية.
عندما تكون المؤسسات فعالة فانها تضمن الحرية السياسية و المدنية و هي تدافع عن الفرد و حقوقه القانونية و السياسية ، و لا يمكن لاي حادث طاريء ان يغير ما هو الموجود و متجسد ، و تسير الامور بهدوء بعيدا عن التسقيط و رفض المترسخ، و لا يمكن الاعتماد على الانتخابات العامة كطريقة فريدة لحدوث التغييرات و بشكل فجائي. و بمرور الزمن و تكرار التجربة والممارسة تسيطر الثقافة الديموقراطية على الوضع و تتم الاصلاحات المطلوبة مع ظهور المستجدات في فضاء واسع و اعتدال في التعبير و الموقف و الاطروحات و العمل.
في واقع يكون القضاء المستقل هو السائد للدفاع عن الحقوق العامة و الخاصة للفرد، و في جو تنتشر فيه المؤسسات المدنية ، يمكن ايجاد الاعلام الحر المساعد و الداعم لتطبيق الديموقراطية و تثبيت العقلية العلمية معتمدا على البحث و الدراسات العلمية العميقة لتحديد الطريقة المؤدية الى ارساء معالم الديموقراطية و ايجاد الحلول للخلل اينما وجد، و يمكن التاكد من وجود مفهوم المواطنة كصفة عامة ، وللراي العام دوره و الثقافة و الوعي مهامهما الحاسم في تامين الارضية اللازمة لتطبيق الديموقراطية الحقيقية، و هناك عوامل اجتماعية اقتصادية عديدة تعتبر مهمة في هذا الجانب و لها ادوارا كبيرة لترسيخ هذا المفهوم وهي الحداثة في الفكر و التوجه التقدمي لاية بقعة يراد ان تعتمد الديموقراطية في سائر جوانب الحياة و نظامها العام، و يجب ان يكون لها تاريخ في فصل السلطات و الاختصاص في العمل.
لو قارننا بين ما مراد ان يتوفر كشروط او عوامل مسبقة و من ثم الحديث عن الديموقراطية و ما نحن فيه في العراق ، يجب ان نعترف باننا اختزلنا الديموقراطية كمفهوم عميق الجوهر في الانتخابات و ما يجري فيها، من اجل سيطرة جهة على اخرى في ظل مجموعة من القوى الخطرة بذاتها على العملية الديموقراطية و بغياب كلي للعقلية الديموقراطية و انعدام التجارب و الممارسة بعيدا جدا عن اية مشاريع مدنية مهمة، لم نجد قوة ديموقراطية بهذا المعنى و حتى من يحسب نفسه على العلمانية و يحمل في جوفه ما هو بالضد منها و يضلل الجماهير استنادا على مواقفه و افكاره و تعامله مع الاحداث و ما يجري في العراق الجديد.
ما نلمسه من التخبط و الفوضى و التغييرات الجذرية و القفزات المفاجئة لا يمكن حدوثها في بلد يعتمد الديموقراطية و له تاريخ فيها، و لن تكون الانتخابات الا محطة لتقييم و قياس القوى المشاركة و مدى تاييدهم الشعبي و جماهيريتهم ، و من ثم تداول السلطة ، اما الجوانب الاخرى للدولة لم تتاثر مهما حصل او انعكس النتائج، و عدم ادلاء الملايين من الناس باصواتهم في الانتخابات لم تدع اية حكومة ان تؤثر في مكانتهم و هي مثبتة على الارض، ان التصويت هو حق يمكن للمواطن عدم ممارسته ، و التغييرات الطفيفة لن تصل الى التاثير على حياة الفرد الخاصة من النواحي المادية و المعنوية مهما كانت النتائج، و الخارطة السياسية لم تتغير بشكل جذري لاي بلد استنادا على نتائج الانتخابات، و حتى من النواحي الاخرى كالثقافة و الاقتصاد و الوضع الاجتماعي و الاعلام ، لا يمكن ان يتاثر كما هو حال العراق و ما هو سائر عليه و التاثيرات المباشرة لكل عملية انتخابية حتى على الحياة الخاصة للافراد. و هذا ما يدعنا ان نعتقد بان الديموقراطية اذا ما سارت بهذه الشاكلة بعد ممارسات و تجارب عدة فانها تسير عكس الاتجاه و تؤدي الى حدوث عكس ما هو المراد و المنتظر في النتائج على المدى البعيد، و تعطي نتائج معاكسة و تتحقق اهداف مغايرة ، و من ثم تؤثر على العملية الديموقراطية برمتها. و على الشعب العراقي و في مقدمته النخبة ان يدركوا بان العملية الديموقراطية بحاجة الى عوامل يجب توفيرها قبل الاهتمام الحصري بالعملية الانتخابية و اختزال مفهوم الديموقراطية بكافة معطياتها و جوهرها و متطلباتها في العملية الانتخابية فقط. و لا يمكن ان نتشائم كثيرا لما ياتي من الايام لان هناك سعة في المجال و نحن في البداية و لكن الحذر واجب من اجل النجاح .



#عماد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من يتحمل مسؤولية عبور المرحلة القادمة في العراق؟
- ما يرن باستمرار في اذاننا هو العراق الى اين ؟
- الى متى تطول مخاض ولادة الديموقراطية الحقيقية في هذه المنطقة ...
- هل ما نحن فيه ازمة ام صراع مصالح القوى؟
- هل هناك ازمة الشرائح المؤثرة في تنوير المجتمع ؟
- الامن القومي لمجتمع موزائيكي الشكل و التركيب
- مابين الاصلاح و التغيير في اقليم كوردستان
- احذروا تبجح البعث باسم العلمانية
- دور المثقف العراقي في الانتخابات البرلمانية
- هل من متضرر في العملية الانتخابية العراقية ؟
- ما يحصده المواطن من التعقيدات السياسية في العراق
- دروس الانتخابات تدفع العملية الديموقراطية الى الامام
- من اخفق في الانتخابات النيابية العراقية؟
- ما الضير في اعادة عملية العد و الفرز للاصوات ؟
- نتائج الانتخابات كشفت المستور للجميع
- هل تُستغل نتائج الانتخابات النيابية لتنفيذ الاجندات المختلفة ...
- الانتخابات كمحطة لتقييم الذات و اتخاذ القرارات المصيرية
- من يفوز في الانتخابات البرلمانية العراقية ؟
- البرلمان القادم يثبت الشرعية ام يكرس الحزبية؟
- لماذا التلكؤ في حل القضية الكوردية باسم تعقيدات المسالة في ت ...


المزيد.....




- إزالة واتساب وثريدز من متجر التطبيقات في الصين.. وأبل توضح ل ...
- -التصعيد الإسرائيلي الإيراني يُظهر أن البلدين لا يقرآن بعضهم ...
- أسطول الحرية يستعد لاختراق الحصار الإسرائيلي على غزة
- ما مصير الحج السنوي لكنيس الغريبة في تونس في ظل حرب غزة؟
- -حزب الله- يكشف تفاصيل جديدة حول العملية المزدوجة في عرب الع ...
- زاخاروفا: عسكرة الاتحاد الأوروبي ستضعف موقعه في عالم متعدد ا ...
- تفكيك شبكة إجرامية ومصادرة كميات من المخدرات غرب الجزائر
- ماكرون يؤكد سعيه -لتجنب التصعيد بين لبنان واسرائيل-
- زيلينسكي يلوم أعضاء حلف -الناتو- ويوجز تذمره بخمس نقاط
- -بلومبيرغ-: برلين تقدم شكوى بعد تسريب تقرير الخلاف بين رئيس ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عماد علي - هل بالامكان اختزال الديموقراطية في العملية الانتخابية فقط؟