|
هل نظرية الموآمرة سلاح الضعفاء ؟
عماد علي
الحوار المتمدن-العدد: 2790 - 2009 / 10 / 5 - 03:06
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
بداية لابد ان نشير الى ان الضعفاء اشخاصا كانوا ام انظمة او احزابا ام قوى و حركات سياسية، هي مكونات هشة التركيب غير صحية البدن او مهزوزة لا تستند على ركائز او اعمدة قوية تربطها بشكل متين و صلب تمكنها من التصدي للعواصف المعادية مهما كانت قوتها . نقيض الضعيف ان كان فردا فيجب ان يتميز بشخصية واثقة متمكنة تملك من المواصفات التي يمكن ان تمنع اي تدخل في شؤونها الخاصة و هي ذات ثقافة و مكان يشار بها بالبنان ، لم نجد فيها نقطة ضعق سوى كانت في عقليتها او اخلاقيتها ام ثقافتها ، وليس لديها من المنافذ التي تعتبر من المفاتيح التي تفك الفجوات فيها و يمكن استغلالها من قبل الاخر، و هي مستقرة من جانب وضعها العام الفكري السياسي الثقافي الاقتصادي، و لها علاقات واسعة متوازنة مع الجميع ، و هي العامل الخير و المساعد و المحب للاخر دائما و لا تلغيه، بل تناقشه و تنافسه بالوسائل العصرية، و هي ديموقراطي التوجه و الفكر و التطبيق و تؤمن بالحرية و الانسانية في التعامل، ثابتة في مكانها بعيدة عن القلق و الشكوك . ان كان هذا ما يخص الفرد و مواصفاته، فما بال النظام الذي يحتوي على مجموعة من المكونات و التركيبات المعقدة و المميزات و المواصفات و الدعائم و الخطابات و العقليات و الاستراتيجيات و الخطط و البرامج و الفلسفات المختلفة في ادارة البلاد . النظام و مافيه، ان كان مدعوما من الشعب و علاقته وثيقة به و هو من اختاره بارادته و روابطه وثيقة و صفوفه متراصة و يؤمن ويثق به و يتعاون معه و ينفذ القوانين الصادرة منه و يحترمه و لا يشك في ديموقراطيته و يحس بانه جزء منه و يعمل من اجل اعلاء شانه و رفع همة اليلد و تقدمه في كافة الميادين، فيقف معه في الضراء و ينعم بسراءه، و لا يشك في نزاهته و عدالته و حرصه على المواطن و مستقبل اجياله، انه نظام خالي من الفجوات و لا يمكن ان يستغل من قبل الاخرين. و من لم يتميز بتلك الصفات فيكون هشا يستند على الاساليب الملتوية في الحكم و يتبع العنف و العقلية المنغلقة بعيد عن السلام و الاستقرار و الامن و يتسم بالفساد و الانحطاط في الاوضاع العامة بكافة جاونبها. سيكون مستغَلا من قبل الاخرين و طريق التدخل في شؤونه سهلة. يعمل الاخرين على ضمان مصالحهم و ان كانت على حساب هذه الانظمة ، فتسمى في هذه الحال بالتدخلات المستندة على الموآمرات المحاكة ضدهم. و لم نسمع يوما من هذه الانظمة ابدا بما فيها من الاحزاب و التيارات و الحركات عن اسباب تنفيذ الاخرين لهذه الموآمرات و عدم امكانهم لصدها بما لديهم ان كان الخلل ليس فيهم، و لماذا لم تتآمر هذه الانظمة بنفسها على الاخرين و تنفذها كما يعمل الاخرون لضمان مصالحهم . من يمنعهم من ان يكونوا ديموقراطيين و محبي السلام و الامان و المؤمنين بالعدالة و دولة القانون و ضامنين للحرية ان كان الشعب مسندهم، و يمكنهم تصعيب طريق المتامرين ان لم يتمكنوا من منعهم و يعملوا على فشلهم في تنفيذ خططهم و الوصول الى غيهم ان كانوا موجودين حقا، و كما يقول المثل الكوردي ، لماذا لم يغلقوا ابواب بيوتهم موصدة قبل ان يتهموا كلاب الجيران باللصوص . اي و ان كانت الموآمرة جزء من عمل الدول الكبرى المخابراتية من اجل المصالح الذاتية الضيقة فمن واجب كل نظام ان يحتمي بما يمنع تنفيذ تلك الموآمرات بسهولة، و هنا تدخل الجوانب السياسية و الاقتصادية و الثقافية و الاجتماعية و ارتباطاتها و علاقاتها الجدلية الواضحة مع بعضها في تحديد ثقل كل نظام او بلد، و هي من العوامل الاساسية لتقوية مكانته و منع اي قوة كانت من الظفر منه . هكذا نتاكد بان القاء اللوم على الاخر في حال عدم التقدم في اية خطوة لتحقيق الاهداق المنشودة يُعتمد على هذه النظرية كشماعة لالقاء الفشل عليها . اي الضعفاء هم الذين يتوجهون لمثل هذه النظريات و تعتبر نظرية الموآمرة جاهزة دائما كسلاح بيد الضعفاء جميعا . هنا يجب ان نستثني مخططات القوى الكبرى التي هي الضاغطة دوما من اجل بقائها حاكمة العالم باي شكل كان، و التي تتبع كل السبل من اجل السيطرة على العالم و النيل منها من اجل مصالح بلادهم الضيقة و لاهداف استراتيجية عظمى .
#عماد_علي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
هل يكون التكتيك في خدمة الاستراتيجية دائما ؟
-
هل محاولات الامبريالية العالمية مستمرة في تحقيق غاياتها؟
-
كيف نخفف تاثيرات الحملات الانتخابية على اداء الحكومة
-
كيف و لمن نكتب ؟
-
الوحدة الوطنية ام محاربة الاختلافات
-
على الاقل قدر حقوق الاخرين بقدر منديلك
-
سبل اطمئنان المكونات الاساسية في العراق الجديد
-
الوضع العراقي الراهن بحاجة الى تعامل خاص
-
من هو رئيس الوزراء العراقي القادم
-
سبل تمدن المجتمع الشرق الاوسطي
-
تجسيد المجتمع المدني مرهون بالنظام السياسي التقدمي
-
الى متى يحتاج العراق لنظام ديموقراطي توافقي؟
-
المماطلة في طرح الحلول على طاولة المفاوضات في تركيا
-
الطبقة الكادحة و المناسبات العامة
-
ظروف العمالة الاجنبية في دول الشرق الاوسط
-
مستقبل اليسار الكوردستاني و مصيره
-
حدود تدخل السلطة في امور المجتمع العامة و الخاصة
-
المسيرة الانسانية بين الظروف الدينية و القومية المسيطرة على
...
-
العقيدة بين المعرفة و الايديولوجيا
-
عام من الازمة المالية العالمية و افرازاتها
المزيد.....
-
إعلام: وفد مصري إلى تل أبيب وإسرائيل تقبل هدنة مؤقتة وانسحاب
...
-
-أنصار الله- تنفي استئناف المفاوضات مع السعودية وتتهم الولاي
...
-
وزير الزراعة الأوكراني يستقيل على خلفية شبهات فساد
-
ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب عنف- في
...
-
دراسة حديثة: العاصفة التي ضربت الإمارات وعمان كان سببها -على
...
-
-عقيدة المحيط- الجديدة.. ماذا تخشى إسرائيل؟
-
مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم
...
-
دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب
...
-
انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض
...
-
الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها
...
المزيد.....
-
في يوم العمَّال العالمي!
/ ادم عربي
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023
/ حزب الكادحين
المزيد.....
|