أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - ساطع راجي - جولات المصالحة العراقية














المزيد.....

جولات المصالحة العراقية


ساطع راجي

الحوار المتمدن-العدد: 2273 - 2008 / 5 / 6 - 09:25
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


من شرق الارض الى غربها، ومن شمالها الى جنوبها، تنقلت وفود وشخصيات وقوى عراقية لتعقد مؤتمرات متلاحقة للمصالحة الوطنية، فمن اليابان الى النرويج، مرورا بمصر فضلا عن دول أخرى لا تستطيع الذاكرة إستحضارها جميعا هذا إذا ما إستثنينا تلك المؤتمرات التي عقدت في العراق.
تحول البحث عن (رأس خيط المصالحة) الى مبحث غيبي غامض حاول بعض أصحاب النوايا الحسنة تقريبه من خلال الاستعانة بمؤسسات عالمية لها خبرة في التقريب بين الخصوم السياسيين في أكثر من مكان، كما تم اللجوء الى شخصيات نجحت في التغلب على النزاعات الداخلية في بلدانها أثناء وجودها في السلطة أو تزعمها لحركات وجماعات معارضة، ولتقريب معضلة المصالحة الوطنية العراقية من اذهان المتخاصمين العراقيين تم الاستشهاد بعدد من تجارب المصالحة في بعض الدول، وبالاخص جنوب أفريقيا وأيرلندا الشمالية، ومع ذلك لم يجد كل ذلك نفعا، بدليل أن أيا من الجماعات المنظمة التي تحمل السلاح لم تعلن يوما عن مشاركتها في مؤتمر أو ملتقى لبحث المصالحة الوطنية العراقية، وأقصى ما يحدث هو أن يحضر أشخاص عرفوا عبر الفضائيات بإنتقادهم للحكومة أو للعملية السياسية كمتحدثين أو زعماء لتنظيمات يمكن أن توصف بالوهمية لأنها لا تكاد تتجاوز في تمثيلها أعضاء قياديين معدودين يعيشون في خصومات دائمة وهم متوزعين على عواصم الدول المختلفة يمارسون المعارضة التلفزيونية. أما التنظيمات المعادية للعملية السياسية أو الرافضة لها فهي غالبا ما تسارع لتكذيب أي حديث أو خبر عن حضورها أي من ملتقيات ومؤتمرات المصالحة، وكان الجزء الحاضر دائما في هذه المؤتمرات هي القوى المشاركة في السلطة أو في العملية السياسية، وحتى هذه القوى يرفض بعضها أحيانا حضور مؤتمرات المصالحة.
في الحالة العراقية لاينفع إستحضار التجارب الاخرى لأنها حالة فريدة، ففي معظم حالات المواجهة الاهلية يعلن كل طرف عن نفسه بمنتهى الوضوح ويعلن كذلك عن أهدافه، في حين يسود الغموض في العراق كلا الامرين، أي الجهات والاهداف، حتى يمكننا وصف ما يحدث بإنه معارضة كيدية، أكثر من أن يكون معارضة سياسية أو مقاومة أو إرهاب أحيانا.
لقد تبين أكثر من مرة إن أسوأ حالات الاحتقان والعنف في العراق تسببت بها قوى موجودة في داخل العملية السياسية وغالبا من داخل السلطة نفسها وتكشفت تورطات مفجعة لشخصيات سياسية في عمليات التهييج الطائفي والقتل والتهجير والتحريض على التطرف وصارت هناك صورة واضحة تشير الى الطريق الذي يمكن أن تسير فيه عملية المصالحة ومع ذلك أصر المتقاتلون على إنهم لا يضمرون لبعضهم بعضا أي سوء، وإن المتقاتلين من كل الاطراف إما غرباء غير عراقيين أو مندسين يحسبون على هذا الطرف أو ذاك من المكونات العراقية، بل إن زعماء العنف والتهييج غالبا ما يظهرون متصافحين أو متمازحين بما يدعو للتفكير بإن حالة الاحتقان والاقتتال ليست إلا قضية مهنية يتصرف فيها القادة ببرود وذكاء بحثا عن المكاسب دون أي ضغائن شخصية مثل أي متصارعين أو متلاكمين في حلبات المنافسات الرياضية، فهم يضربون من أجل الفوز مع فوارق (تبدو طفيفة بشكل كارثي!!!) تتعلق بعدم وجود قوانين أو حدود للصراع في الحالة العراقية وكذلك في عدم تسديد الضربات للخصم مباشرة بل توجيهها الى كيسه الرملي (الطائفة التي يتحدث بإسمها).
في العراق عدة أطراف تشارك في الخصومة الدموية الدائرة على أرضه تتدرج في درجة الاذى الذي تلحقه بالعراق شعبا ودولة، يأتي في مقدمتها الأهون شرا والاضعف ويتمثلون في (الزعلانين على طول الخط) دون سبب مفهوم سوى إنهم لا يقدرون على فعل شيء غير (الزعل) وغالبا هم من القوى التي لا تقدر على الفوز بمقعد واحد في مجلس النواب وهؤلاء يحضرون مؤتمرات المصالحة ويكيلون المديح بصورة مؤقتة، أما الطرف الثاني فيتمثل بالفصائل المتشددة من غير العراقيين وهؤلاء غير مشمولين بفكرة المصالحة قطعا، الطرف الآخر الجماعات العراقية المسلحة سواء من أنصار النظام السابق أو من غيرهم وهم يرفضون العملية السياسية جملة وتفصيلا ورغم إن المصالحة تعنيهم بشكل مباشر لكنهم يبدون غير مهتمين بها وينكرون صلتهم بمن يحضر مؤتمراتها كما إن الحكومة تتجاهل غيابهم ولم يحدث ما يشذ عن هذا الوضع إلا حالات المواجهة التي حدثت بين هذه الجماعات وتنظيم القاعدة الارهابي، حيث شهدنا زواج متعة بين بعض هذه الجماعات والجهات الحكومية، أما الطرف الاشد تأثيرا على إستقرار البلاد وتقدم العملية السياسية فيتمثل في المكونات السياسية الموجود في السلطة وتحتفظ بقوى مسلحة مرئية وغير مرئية وتدخل في مواجهات فيما بينها، ويستحق كل التعاطف أولئك الوسطاء الاجانب الذين يعقدون ملتقيات المصالحة وهم يعيشون أياما مفعمة بالرطانات والطلاسم التي يتبادلها الفرقاء العراقيون بكل حسن نية لتسجل المنظمات والهيئات المنشغلة بتفعيل الحوار بين الخصوم نمطا جديدا من التحاور السياسي الملغز والمفخخ والمصحوب بالكثير من القبل والمصافحات المطولة والعناق والمسامرات في منتجعات هادئة إختيرت لتصفية الاجواء العراقية الملبدة بينما الصورة تعطي صفاء كاذبا سرعان ما يتبدد ويعلو الصراخ بمجرد هبوط الطائرة التي تقل المشاركين في إحدى لقاءات المصالحة العراقية في مطار بغداد.
إن العتبة الاساسية في المصالحة الوطنية لم يجتزها العراقيون حتى الآن وهي تتطلب الكثير من الشجاعة من جميع الاطراف ليس فقط للتسامح وتقاسم السلطة وإنما الاعتراف بالمسؤولية عن العنف أو على الاقل التعهد بوقفه فآنذاك فقط يتبدد بعض الغموض.



#ساطع_راجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأول من آيار 00 العمال في عالم متغير
- طرق مهملة في العراق
- جيران العراق...آمال محبطة
- السياسة الإمامية ( نظرية السيد محمد الصدر )
- الخروج من حلقة التناقض
- سياسة الكتمان
- سيادة الدولة...مبادئ ومصالح
- الحاجة الى معايير جديدة
- عوامل العنف الكامنة
- خصخصة الحرب في العراق
- تفعيل قانون الأقاليم
- كفاءة الديمقراطية في العراق
- مسارات السياسة في الإقتصاد العراقي
- شفير المواجهة
- الملامح العراقية للإتفاق القادم
- خرائط معقدة
- محنة قانون المحافظات
- المستقبل في الجدل السياسي
- القدرة على التغيير
- الموازنة ..حكاية طويلة


المزيد.....




- بالتعاون مع العراق.. السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية ...
- مسؤول إسرائيلي حول مقترح مصر للهدنة في غزة: نتنياهو لا يريد ...
- بلينكن: الصين هي المورد رقم واحد لقطاع الصناعات العسكرية الر ...
- ألمانيا - تعديلات مهمة في برنامج المساعدات الطلابية -بافوغ- ...
- رصد حشود الدبابات والعربات المدرعة الإسرائيلية على الحدود مع ...
- -حزب الله-: استهدفنا موقع حبوشيت الإسرائيلي ومقر ‏قيادة بثكن ...
- -لا استطيع التنفس-.. لقطات تظهر لحظة وفاة رجل من أصول إفريقي ...
- سموتريتش يهاجم نتنياهو ويصف المقترح المصري لهدنة في غزة بـ-ا ...
- طعن فتاة إسرائيلية في تل أبيب وبن غفير يتعرض لحادثة بعد زيار ...
- أطباق فلسطينية غيرتها الحرب وأمهات يبدعن في توفير الطعام


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - ساطع راجي - جولات المصالحة العراقية