مع دعوة عادل حكيم لدولة المواطنية ورفضه لكل من الدينية والعلمانية 6/7


ضياء الشكرجي
الحوار المتمدن - العدد: 6614 - 2020 / 7 / 9 - 14:28
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني     

www.nasmaa.com
عادل حكيم:
نقول خير الأمور أعدلها، لا إفراط ولا تفريط، نعم المواطنية أكثر عقلانية من الدولة الدينية المذهبية ومن الدولة الدنيوية العلمانية.

ضياء الشكرجي:
وأنا أقول خير الأمور أصلحها وأنفعها وأعدلها، وهي الدولة الديمقراطية العلمانية الإنسانية العادلة التي تحترم حرية الدين والعقيدة، وتفصل بينهما من جهة، وبين كل من شؤون الدولة والسياسة، بل أتطلع، ليس الآن، بل مستقبلا إبعاد كل تلك العقائد بما فيها الإلحاد واللادينية عن الشأن العام والحياة العامة، فميدانها القناعات الشخصية، والحياة الشخصية، كما ميدانها الفكر، لم يريد أن يعبر عن قناعاته، التزاما بحرية الفكر والعقيدة والتعبير، وهذا يشمل حرية التعبير عن الفكر اللاديني والعقيدة اللادينية، إلهية كانت أو مادية.

عادل حكيم:
هذا ما ترى وتدعو وتعمل به وله العدالة الحكيمة في وضع الأشياء في موضعها الطبيعي، وبخلاف هذا لا تستقيم الحياة البشرية الكونية والخراب والفناء مصيرها.

ضياء الشكرجي:
عزيزي أنا أدعو للدولة العلمانية الديمقراطية الحديثة العادلة، لكني لم أسمها على اسمي بأن أقول مثلا (الدولة العلمانية المضيئة) حتى لا أكون مباشرا وأقول الضيائية، لكنك ربما بلا قصد ابتكرت لنظرياتك اسما استوحيته من اسمك، فتتكلم دائما عن (العدالة الحكيمة) من اسمك (عادل حكيم).

عادل حكيم:
أعزائي الكرام الآن جاء دوركم فعليكم الاختيار ما بين الدولة الدينية (الإسلاموية) أو الدولة الدنيوية (العلمانية) أو دولة المواطنية خيارنا العراقي العقلاني الطبيعي السليم. ولندع الحكم بيننا في هذه الأمور العامة للأمة العراقية عبر استفتاء عام أو تصويت دوري يتكرر كل مدة زمنية معينة. ولنر ماذا تقرر أمتنا العراقية وليطرح كل منا رؤيته بكل وضوح وبدون تورية، المهم السلمية بين أبناء الوطن.

ضياء الشكرجي:
والدولة العلمانية التي أدعو إليها أرفضها عندما لا تكون بموافقة أغلبية الشعب العراقي، وإن طال أمد تحقيقها، فأنا مع الترويج والتجذير لثقافة العلمانية الديمقراطية، ولا أوافق على الاستعجال في فرضها رغم إيماني العميق بها، ما لم تحصل قناعة من قبل أكثرية الشعب العراق، فليس العبرة في سرعة تحقيق الأاهداف الإنسانية الوطينة السامية، بل العبرة في بنائها على أسس رصينة تضمن ديمومتها، وليس كعلمانية أتاتورك الديكتاتورية العنصرية، التي هدم أركان علمانيتها أردوغان وأبقى على عنصرين منها ألا هما الديكتاتورية والنهج القومي العنصري، مع إضافة الإسلام السياسي الإخوانچي. كما رأينا محاولتي رضا شاه مؤسس المملكة الپهلوية والحبيب بوقيبة لعلمنة الدولة قد فشلتا، لأنهما جاءتا بقرار فوقي، وليس باختيار شعبي,

عادل حكيم:
تحياتي الصادقة للجميع.
العدالة الحكيمة
في وضع الأشياء في موضعها الطبيعي.
نؤمن بالله ونعمل للوطن.
وجب الإيضاح:
1. لمنع الأشكال وجدنا استخدام كلمة الدنيوية أوضح من استخدام كلمة العلمانية التي تعني العالم (الدنيا) وليس العلم والمعرفة.

ضياء الشكرجي:
(العلمانية) أصبحت مصطلحا، ولا يمكن أن يستبدل بمصطلح آخر، حتى لو كان المصطلح الجديد أدق تعبيرا، فهذا ما كان الإسلاميون يحاولونه مع الديمقراطية باقتراحهم استبدالها بالشورى. نعم الدينوية ترجمة دقيقة، لأن من تعريفات العلمانية هي حسب المصادر الألمانية weltlich مشتقة من كلمة Welt بمعنى العالم، بالإنگليزية (World) أي كوكب الأرض، وتستعمل بمعنى الدنيوي. لكن الدنيوية المستخدمة كمصطلح ديني عندنا تحمل معنى سلبيا، بمعنى الاستغراق في حب الدنيا على حساب القيم وعلى حساب العدالة، أي الجشع المادي، وهذا ما لا نقبل فرضه علينا، فأصحاب الانتماء إلى نظرية ما هم الذين لهم الحق في تحديد مصطلحهم. نعم صحيح البعض ناقش ما إذا نقول العَلمانية بفتح العين نسبة إلى العالم، أم العِلمانية بكسر العين من العلم، وذهب البعض إلى اعتماد الثانية لعلاقة العلمانية بالعلم حسب تقديره، دون أن يقرأ من المصادر الأصلية، ولو إنه صحيح إن العلمانية تعتمد فيما تعتمد المنهج العلمي في مقابل الغيبي، وكنت أتمنى لو كنا قد نقلنا الكلمة الأجنبية كما هي لنقول السيكولارية من secular، كما استخدمنا الديمقراطية والليبرالية، دون أن نحاول ترجمتهما إلى العربية.