الفصل الخامس الجزء الأول


كامل النجار
الحوار المتمدن - العدد: 6609 - 2020 / 7 / 4 - 12:10
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني     

الفساد المالي والإداري في الدول التي يحكمها الإسلام السياسي
كما استعمل محمد الدين كغطاء لأهدافه السياسية التي كان الهدف منها سيطرة قريش على العرب والعجم، وسيطرته هو على قريش، استغلت جماعة الإخوان المسلمين الدين الإسلامي كغطاء لأهدافها السياسية الماسونية التي كانت تصبو إلى الاستيلاء على الحكم في مصر ثم في بقية دول العالم وإنشاء الخلافة الإسلامية.
كانت ثورة الخميني الإسلامية في عام 1979 أول تجربة حكم إسلامي باسم الإمام الغائب الذي تولى الحكم بالإنابة عنه الولي الفقيه. ورغم أن الولي الفقيه يحكم باسم الإمام الغائب، فإن حكم الولي الفقيه قد أثبت أنه حكم ديكتاتوري متعسف يعمل لمصلحة الفقهاء فقط. فمنذ أول يوم بعد نجاح الثورة عيّن الخميني القاضي صادق خلخالي قاضياً للثورة. ولم يكن خلخالي قاضياً للثورة إنما جزاراً أعدم الناس دون محاكمات ثم قال قولته الشهيرة "نحن نعدم المتهمين. إن كانوا أبرياء فسوف يعوضهم الله بالجنة، وإن كانوا مذنبين فلهم جهنم". أعدم رئيس وزراء الشاه أمير عباس هويدا بعد ساعات من نجاح الثورة. رفض قائد حرس الشاه مهدي رحيمي وضع قماش على عينيه وقال سأموت بشجاعة ثم أدى التحية للشاه فأمر خلخالي بقطع ذراعه وأعدمه. وأعدم خلخالي المئات دون محاكمات. ومات هو في عام 2003 بعد أن عانى من مرض الزهايمر(90) .
استهل حكم الفقيه حكمه بالاعتقالات الكثيرة والتعذيب في المعتقلات لانتزاع الاعترافات، ثم الأحكام الجائرة. وبعد أن تعرضوا لانتقادات لاذعة كثيرة أصدر البرلمان الإيراني قانونا جديدا يحظر التعذيب ويضمن حقوق المواطن خلال جلسة نقلت الاذاعة الرسمية وقائعها مباشرة. وتشير القوانين الايرانية الى حظر التعذيب والى ضرورة احترام الحقوق الاساسية للإنسان. فان النص الجديد يضيف الى القانون السابق نص مذكرة وزعتها السلطات القضائية الايرانية وتشكل اعترافاً بان هذه المبادئ الاساسية ليست مطبقة.
وكان القضاء المحافظ قد أصدر تعليمات بشأن احترام حقوق الانسان بالنسبة للمتهمين تمنع التعذيب والمعاملة المهينة لدى استجواب المشبوهين. وتنص التعليمات الموجهة الى القضاء والشرطة والقوى الامنية وعددها 15، على ان اي شكل من اشكال التعذيب بهدف الحصول على اعترافات ممنوع، والاعترافات التي تنتزع بهذه الطريقة لا قيمة قانونية او دينية لها. واضافت الوثيقة التي تحولت في غضون ايام قليلة الى قانون، وهو امر نادر في الجمهورية الإسلامية، أنه خلال الاعتقال أو الاستجواب يجب عدم عصب العيون أو تقييد الاطراف أو اهانة المتهم"(91) .
وأكدت المذكرة أيضا بعض المبادئ الأساسية مثل التطبيق الدقيق للقانون و"احترام القيم الانسانية والحريات المشروعة والسلامة الجسدية" للمواطنين، فضلا عن افتراض براءة المشبوهين وحق المتهمين في توكيل محام ورفض تجاوز الصلاحيات والاعتقالات الاعتباطية. وفي حال أقر القانون الجديد بشكل نهائي، فسوف يتحتم على جميع المحاكم وجميع عملاء القضاء الالتزام به بشكل حصري وإلا تعرضوا لعقاب شديد بحسب وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية. غير أنه يتوجب أن يحصل القانون على موافقة هيئة صيانة الدستور المحافظة التي سبق أن رفضت في السنوات الماضية أهم المشاريع السياسية لمجلس الشورى، وقد عارضت إبرام إيران المعاهدة الدولية ضد التعذيب".
بالطبع كان قرار البرلمان للاستهلاك العالمي فقط واستمر التعذيب في المعتقلات والسجون حتى الآن.
وقد "أعربت رئاسة الاتحاد الاوروبي التي تتولاها فنلندا حالياً عن «قلق شديد» بشأن حقوق الانسان في إيران والمدافعين عنه، داعية للتحقيق في وفاة الناشط الطلابي أكبر محمدي في السجن. وقالت فنلندا في بيان صادر عنها أمس: «يشعر الاتحاد الاوروبي بقلق شديد بخصوص وضع المدافعين عن حقوق الانسان الايرانيين». ونددت رئاسة الاتحاد الأوروبي بـ«الظروف الغامضة» لوفاة الطالب أكبر محمدي، معتبرة ان محاكمته تضمنت «تجاوزات خطيرة»، وأن الطالب شكا من معاملة سيئة. وجاء في البيان: «يتساءل الاتحاد الاوروبي ما إذا كان محمدي تلقى العناية الطبية المناسبة خلال اضرابه عن الطعام»، مضيفة: «يطلب من السلطات الإيرانية فتح تحقيق مستقل حول ظروف وفاته». وقال الاتحاد إنه «سيتابع عن كثب حالة منوشهر محمدي، شقيق أكبر محمدي، كما يتابع حالة جميع الناشطين الطلاب الإيرانيين المسجونين حاليا». وتوفي أكبر محمدي نهاية يوليو (تموز) الماضي بعد اسبوع من اضرابه عن الطعام للاحتجاج على اعتقاله. وكان قد حكم عليه بالإعدام في سبتمبر (ايلول) 1999 ولكن الحكم خفف الى السجن لمدة 15 عاماً في ابريل (نيسان) 2001."(92)
حتى النساء لم يسلمن من بطش الملالي في إيران "إحتجت منظمة مراقبة حقوق الإنسان (هيومن رايتز واتش) في بيان لها أصدرته على صدور أحكام السجن على 5 من الناشطات الإيرانيات. وطالب البيان رئيس السلطة القضائية محمود هاشمي شاهرودي بإلغاء هذه الأحكام فورًا، وأن ينهي مطاردة الذين يعملون في مجال حقوق الإنسان. وأشار البيان إلى نوشين احمدي خراساني و بروين اردلان و فريبا داوودي مهاجر وسوسن طهماسبي وآزادة فرقاني وشهلة انتصاري كناشطات صدرت أحكام بالسجن ضدهن خلال الأسبوعين الماضيين من قبل محاكم الثورة الإسلامية." (93)
ورغم أن إيران دولة غنية بالنفط وقد جنت ترليونات الدولارات منذ ثورة الملالي فقد صرف الملالي بعض هذه الأموال على تصدير الثورة إلى دول الجوار لزعزعة استقرارها. وصرفت المليارات من الدولار في تكوين حزب الله اللبناني وتسليحه ليكون ذراعها في التفجيرات في الأرجنتين، وسوريا ولبنان واليمن. كما صرفت أموالاً طائلة في تصنيع السلاح في السودان وإرساله إلى غزة عن طريق شرق السودان وصحراء سيناء. وقد فجرت الطائرات الحربية الإسرائيلية السيارات المحملة بالسلاح في شرق السودان مرتين دون أي اعتراض أو رد من السودان.
نقلت وكالة مهر الإيرانية للأنباء عن مسؤول كبير بقطاع النفط قوله إن إيرادات البلاد من صادرات النفط تجاوزت 29 مليار دولار في الاشهر الاربعة الأولى من السنة الفارسية التي بدأت في 20 مارس اذار. وحققت إيران رابع أكبر دول العالم تصديرا للنفط مكاسب كبيرة من ارتفاع أسعار النفط التي تجاوزت 145 دولارا للبرميل في يوليو تموز الماضي(94) .

أما الملالي أنفسهم فقد تملكوا الشركات والمصانع وأصبحوا من الأثرياء الذين يشار إليهم بالبنان. وأنشأوا الحرس الثوري الذي ملكوه شركات ضخمة وأصبح هو الفائز بكل عطاءات الإنشاء والتصنيع والاستيراد مما أدى إلى خروج رجال الأعمال في عهد ما قبل الثورة من السوق.
أدى الصرف الباذخ على تصدير الثورة مع جشع وفساد الملالي والعقوبات الأمريكية على إيران إلى إفقار الشعب الإيراني الذي أدمن على المخدرات لينسى الآلام التي يعيشها. وقدرت تقارير رسمية وصول عدد المدمنين إلى نحو مليونين منذ العام 2007، لكن الخبراء يقولون إن الرقم يصبح 16 مليون، إذا شمل أسر المدمنين الإيرانيين الذين يعانون مباشرة من تأثير تعاطي المخدرات، وهو رقم ضخم نسبة إلى عدد السكان البالغ 75 مليون نسمة. وبالرغم من أن العقاقير التقليدية، مثل الأفيون والهيروين، لا تزال الأكثر انتشارًا، يحذر العديد من الخبراء من تغيير أنماط التعاطي نحو استخدام المواد الاصطناعية، وخصوصًا بين النساء. يشعر الخبراء أيضًا بالقلق إزاء ارتفاع الجرائم التي يرتكبها مدمنو المخدرات، لا سيما وأن مستخدمي هذه المواد يمكن أن يعانوا على المدى الطويل من ثقوب في الذاكرة وصعوبة في اتخاذ القرارات وتباطؤ في التفكير اللفظي، مع أعراض تشبه الفصام أو جنون العظمة.(95)
أما النساء فحدث عنهن ولا حرج. أصبح عدد الأرامل والمطلقات، مع عدد النساء اللاتي يرزح أزواجهن في السجون في إيران الملايين. لا يجد هؤلاء النساء وأطفالهن من يعولهن فيلجأن إلى الدعارة، سواءً الخفية أو المقننة من الدولة باسم بيوت العفة. وبيوت العفة عبارة عن بيوت دعارة معترف بها من الدولة تسمح للرجال بالحضور إلى تلك البيوت باسم زواج المتعة، حيث يتعاقد الرجل مع المرأة على الزواج لمدة ساعة أو أطول، ويتفق الطرفان على المبلغ المالي، وتتم المعاشرة.
لم تكن قليلة الأخبار المرتبطة بسرقة الفتيات الايرانيات وتهريبهن الى دول الخليج الفارسي في الصحافة الايرانية، ولكن اللافت للنظر في الآونة الاخيرة انتشار اخبار في وسائل الاعلام الايرانية تحدثت عن شبكات تهريب الفتيات والنساء استخدمت الاراضي الايرانية كممر من أجل نقل الفتيات من دول اسيا الوسطى الى دول الخليج الفارسي.
وقد ذكر محسن شهبازي أحد مسؤولي شعبة مكافحة الفساد في طهرأن في حوار نشرته الصحف الايرانية بتاريخ 4 سبتمبر "لقد وصلتنا قبل شهرين معلومات عن وجود شبكة للاتجار بالفتيات والنساء في المناطق الجنوبية المحاذية لدول الخليج الفارسي، وقد تدخلت قوات الأمن السري التابعة لجهاز الشرطة الايرانية بالتحري وجمع المعلومات الاساسية، وقد حصلت على أدلة قاطعة عن وجود شبكة منظمة لتهريب النساء اللواتي تتراوح اعمارهن بين 28 و40 عاما تقوم بتهريب النساء من طاجيكستان واذربايجان تحت ذريعة زيارة العتبات المقدسة في ايران.

"وقد توصلت الشرطة الايرانية ان شبكات الدعارة هذه تدار من قبل مواطنين ايرانيين ينقلون الفتيات الى مدينة مشهد شرق ايران لزيارة ضريح الامام الرضا ثامن ائمة الشيعة ومن ثم يتم نقلهن الى مطار الامام الخميني القريب من العاصمة طهران، ومن هناك الى مدينة كرج حيث الفلل الضخمة والمعدة لضيوف مجهولين يستغلون الفتيات جنسيا ويتم تزويدهن بمبالغ مالية تمكنهن من السفر الى دول الخليج الفارسي، عبر الطرق البحرية، وقد استطاعت شرطة الحدود القاء القبض على عدد من رحلات التهريب واعتقال عشرات الفتيات وأعضاء شبكات التهريب".(96)
حتى رئيس شرطة إيران كان متورطاً في التعامل مع العاهرات "أعلن المتحدث باسم القضاء في إيران علي رضا جمشيدي، أن رئيس الشرطة الإيرانية موجود في السجن حاليا وان السلطات تنظر في قضية ضده. ورفض جمشيدي في تصريحات للصحافيين، أمس، في طهران الاستفاضة حول الاتهامات او القضية التي تشغل الرأي العام الإيراني حاليا، موضحا أنها في «يد القضاء»، وأنه ليس مخولا اعطاء المزيد من المعلومات حولها. لكن الصحف ووسائل الاعلام الإيرانية المحلية قالت ان رئيس شرطة طهران الجنرال رضا زاري اقتيد للسجن بعد ان ضبط مع 6 نساء في مكان للدعارة بطهران، كما أجبر على الاستقالة مما جعل القضية تصبح مادة خصبة جدا لوسائل الاعلام والمواقع الانترنتية خلال الاسابيع الماضية. وقالت وكالة «اسوشييتدبرس» إن مسؤولين ايرانيين، تحدثوا اليها شريطة عدم الكشف عن هوياتهم، أكدوا ملابسات ضبط واعتقال رئيس شرطة طهران. وقالت المصادر ان امر الهجوم على بيت الدعارة أعطي مباشرة من رئيس الهيئة القضائية في إيران آية الله محمود هاشمي شهرودي. وكان زاري مسؤولا عن حملة مقاومة الفساد في طهران"(97)
لسنوات عديدة، كان مسعود دهناماكي، 36 سنة، معروفا بكونه محافظاً يؤيد الاجراءات التي تحد من حرية النساء والمجتمع. غير أنه في السنوات الأخيرة أصبح ما يمكن أن نطلق عليه «مايكل مور إيران»، اذ أخرج فيلما وثائقيا حول الدعارة وآخر ينتظر العرض حول كرة القدم كرمز للصراع السياسي.
ويتعرض دهناماكي إلى انتقادات من المحافظين والإصلاحيين لإخراجه الفيلم الأول، «الفقر والدعارة»، فقد اشتاط المحافظون غضبا شديدا، ليس لأن واحداً منهم سلط الأضواء على مرض اجتماعي، وإنما لكونه بدا متعاطفا مع المومسات. ويعتقد الإصلاحيون أنه تعمد المبالغة في تصوير حجم المشكلة.
وفي مقابلة معه في مكتبه تحت الطابق الأرضي في عمارة وسط طهران، قال دهناماكي إن المعسكرين فهما الفيلم بطريقة خاطئة. ونفى أن تكون وجهات نظره تعرضت لتغيير راديكالي. وقال: «لقد كنت مهتما دائما بالعدالة الاجتماعية، كنت أؤمن في فترة ما أن الناس هم المشكلة، لكن ذلك كان خطأ. المشاكل الحقيقية هي حكامنا الذين اعتادوا الفساد ولا يمكنهم تحقيق تعهدات الايام الأولى من الثورة بخصوص العدالة والمساواة.
وروت شابة أخرى قصة والدها المريض الذي يحتاج الى عملية جراحية، وقررت بناته الأربع اجراء قرعة لمعرفة من تتوجه الى دبي، حيث يمكن للمرأة ان تحصل على أموال أكثر، بهدف الحصول على ما يكفي لدفع تكاليف العملية.
ووقعت القرعة على الفتاة الأصغر التي عادت من دبي مُحطمة. وفي السيارة مع دهناماكي حيث استقبلها في المطار بعد عودتها، انفجرت بكاء، وقالت انها تشعر بان شقيقاتها خاننها.(98)
عندما كان أحمدي نجاد رئيساً للجمهورية الإسلامية أعلن أن الأموال في إيران كلها أموال إمام الزمان وأن أحمدي نجاد هو المسؤول عن توزيعها. ولكن أحمدي نجاد عيّن صهره رحيم مشائي مديراً لمكتبه وأُتهم الأخير بفساد مالي. وقد رفع أحمدي نجاد الدعم عن المحروقات فتضاعفت أسعار الضروريات المعيشية وسرحت بعض المصانع عمالها.(99) وزاد الفقر والدعارة والإدمان على المخدرات، وبالتالي زادت الجريمة.
وفي هذا السياق كانت تصريحات للدكتور صدر المدير العام لتخطيط شؤون الاغاثة في وزارة الرفاه الايرانية ادلى بها لوكالة الطلاب الايرانية قبل فترة أكد فيها أن ظاهرة هروب الفتيات من بيوت آبائهن شهدت نموا تصاعديا حيث ارتفع عددهن خلال الفترة 1996- 2002 نحو 28 في المئة. واضاف: بلغ عدد المدمنين وفقا للمصادر الرسمية الى اكثر من 4 ملايين شخص في ايران تشكل النساء 7 في المئة منهم. واكد المسؤول الايراني ان وتيرة الطلاق ارتفعت في الفترة 1995 – 2002 بنسبة 10 في المئة، فيما بلغت نسبة الزواج 5.4 في المئة.(100) في تقرير مثير يفضح الكثير عن سجل حقوق الإنسان في إيران، أزيح النقاب عن زواج ما يقرب من 850 ألف فتاة صغيرة، منهن من لم يتجاوزن عامهن الـ 9 أو الـ 10، وأن بعضهن تزوجن رجالاً كباراً في السن فقط لتسديد ديون مستحقة على أسرهن.
وكنتيجة حتمية لجهل الملالي بإدارة الاقتصاد، علاوةً على فسادهم وتركيز كل المال في يد الحرس الثوري، أصبح عدد كبير من سكان المدن الإيرانية، بما فيهم الأطفال، يعيشون على جمع ما يستطيعون من الطعام من أكوام القمامة. فحسب مصادر النظام يوجد حوالي 15000 مواطن إيراني في ظهران يعيشون على القمامة، منهم 5000 طفل تتراوح أعمارهم ما بين 10 و15 سنة.(101)
العراق:
أما العراق، ذلك البلد ذو التاريخ التليد، والذي كان شامخاً بين الدول العربية، أورده الملالي موارد الهلاك بسبب جهلهم وفسادهم الذي يزكم الأنوف. العراق الذي كان يملك واحدة من ثلاث كليات طب أنشأها الإنكليز في الشرق الأوسط، والثانية في الأردن والثالثة في الخرطوم، وكانت هذه الكليات الثلاث من أشهر وأعرق كليات الطب في الشرق الأوسط. وكان خريجو هذه الكليات معترف بهم في المجلس الطبي البريطاني ولا يجلس خريجوها لامتحان معادلة كبقية الدول. دمر الملالي الاقتصاد العراقي وحطموا التعليم والمستشفيات بالعراق مما أدى لنزوح أعداد كبيرة من الأطباء ذوي الخبرة وأصبحت المستشفيات هياكل فقط، وكليات الطب تدهور مستواها، كما تدهور مستوى التعليم عامةً
سرق النواب والوزراء وسكان المنطقة الخضراء من المعممين كل أموال العراق واشتروا بها القصور في لندن وباريس وغيرها من العواصم الأوربية. أصبح ملالي إيران هم الحكام الفعليين للعراق، وأصبحت مليشياتهم تقتل الشعب العراقي دون أن تطرف لهم عين. المعممون نهبوا حتى القطع الأثرية من المتاحف ليبيعوها في الخارج. ولم يشبع ملالي العراق وظلوا يجمعون الخمس من الشعب الفقير الذي لم يعد قادراً على شراء طعامه.
"أحد الأحياء في لندن أصبح به مدرسة الخوئي وقصر عبد المجيد الخوئي ومدارس الصادق والزهراء الأهلية لأبناء المترفين من ساكنيها. وفيها قصور العائلة النجفية، ووكلاء آل الحكيم، والذين دفع لهم علي الدباغ مؤخراً مبلغ 29 مليون دولار مقابل شرائه لبعض أعمالهم التجارية في منطقة أدجورد روود) في لندن ، ثم أبقى لهم مهمة إدارتها لصالحه مقابل أرباح متفق عليها ..!!
ثم مؤخرأ، ازدانت المنطقة ببركات السيد حيث انضمت اليها فيلات مرتضى كشميري ، ومحمد جواد شهرستاني، صهري الزاهد العابد، آية الله العظمى .. علي السيستاني دام ظله الشريف، ووكيلي أعماله !!! مرتضى كشميري، زوج بنت السيستاني، إشترى فيلته هناك بمبلغ 3 مليون جنيه إسترليني، أي مايعادل أيها المساكين. مبلغ 6 مليون دولار"(102)
حتى المجلس الإسلامي الأعلى أثبت أنه وكر للحرامية، فقد اعتدى المجلس الأعلى قبل حوالي عشر سنوات على أحد البنوك وسرق ما يعادل سبعة مليون دولار أمريكي. (103) أصبح المواطن العراقي يشكو قطوعات الكهرباء المستمرة، والعطش، وعدم توفر العلاج بالمستشفيات، بينما ينعم سكان المنطقة الخضراء بالنعيم والحراسة بالسيارات المصفحة.
وتماماً كما حدث في إيران زادت نسبة مدمني المخدرات بين الشباب في العراق كما زادت الدعارة بين النساء الأرامل والمطلقات، وزادت الجريمة.
السودان:
السودان حالة فريدة من نوعها إذ أنها الدولة الوحيدة التي حكمها الإخوان المسلمون ثلاثين عاماً على التوالي وحاولوا فيها تطبيق نظريات أبي الأعلى المودودي وسيد قطب التي تقول إن الحاكمية لله. استلمت الحركة الإسلامية الحكم في السودان عام 1989 عن طريق إنقلاب عسكري يقوده المقدم عمر البشير. قبل أن يستلم الإخوان الحكم كان التعليم حتى المستوى الجامعي مجاناً، وكان العلاج كله في المستشفيات الحكومية وبالمجان إذ لم تكن هناك مستشفيات خاصة. كانت الخطوط الجوية السودانية من انجح الخطوط الإفريقية وتأسست عام 1946. في ثمانينات القرن الماضي كانت تملك حوالي خمس عشرة طائرة من طراز بوينج وأيربص وبها حوالي 2700 موظف وعامل. وكانت تصل إلى ثلاثين مطاراً دولياً ومحلياً.
بمجرد أن استلم الإخوان الحكم قاموا باعتقالات واسعة وأنشأوا بيوتاً خاصة لتعذيب المعتقلين، سماها الناس بيوت الأشباح. عذبوا واغتصبوا نساءً ورجالاً في تلك البيوت. ثم اتجهوا إلى الخدمة المدنية وفصلوا عن العمل آلاف الموظفين ذوي الخبرات في مجال عملهم لأنهم لم يكونوا أعضاءً في جماعة الحركة الإسلامية. سموا هذه العملية "التمكين" لتمكنهم من الحكم منفردين. ثم حلوا كل الأحزاب السياسية ونقابات العمال. الخطوة التالية كانت تفكيك قطارات السودان. كانت السكة حديد السودانية أطول خطوط حديدية في أفريقيا ويبلغ طولها 5800 كيلومتراً.
اتجه الإخوان بعد ذلك إلى البنوك فأنشأوا عدة بنوك إسلامية لا تخضع لسلطة بنك السودان ولا للمراجع العام للدولة. وأنشأوا شركات خاصة يمتلكها أعضاء في الجبهة الإسلامية. كانت هذه الشركات معفية من الجمارك والضرائب التي تخضع لها الشركات الأخرى غير المملوكة لهم. وبالتدريج خرجت الشركات القديمة من السوق وأصبح الإخوان المسلمون يتحكمون في الصادر والوارد بدون أي منافسة.
المراجع:
90) https://twitter.com/Photostory_1/status/717722061368647682
(91) الشرق الأوسط، الثلاثاء 4 مايو 2004
(92) الشرق الأوسط، 25 أغسطس 2006

(93) الشرق الأوسط، السبت 28 أبريل 2007
(94) وكالة رويترز 8 أغسطس 2008
(95) إيلاف الإلكترونية 27/12/2012
(96) الشرق الأوسط الأحد 16 سبتمبر 2007
(97) الشرق الأوسط، 16 أبريل 2008
(98) الشرق الأوسط 27 نوفمبر 2005
(99) أحمد لاشين، أكاديمي مصري، 28 ديسمبر 2010
(100) الشرق الأوسط 6 يناير 2007
(101) فلاح هادي الجنابي، الحوار المتمدن، 19/6/2020

(102) علي الحمداني، موقع كتابات الألكتروني، بدون تاريخ

(103) أوان الكويتية، 9 أغسطس 2009