جوهر الإسلام


كامل النجار
الحوار المتمدن - العدد: 6600 - 2020 / 6 / 23 - 17:24
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني     

المقدمة:
منذ أن بدأ الإنسان العاقل (Homo sapiens) دبيبه في سهول السافانا الإفريقية قبل حوالي 50 ألف إلى 75 ألف سنة لم يفارقه الخوف من الظواهر الطبيعية مثل صوت الرعد، والصواعق التي تشعل النيران في الغابات، وكذلك الخوف من الحيوانات المفترسة. تعجب الإنسان لماذا تغيب الشمس عنه يومياً وتتركه في الظلام تحت رحمة الحيوانات المفترسة، وسأل نفسه أين تذهب الشمس عندما تغيب. ومن الذي يجعلها تشرق فجراً كل يوم. ثم بدأ كبار السن في المجموعة يموتون موتاً طبيعيا، أو تفترسهم الحيوانات، ويفقد بذلك الحكمة التي كان يستقيها منهم. فنصبت كل مجموعة من الناس طوطماً من الحجارة أو جذوع الأشجار لأرواح الأسلاف، وبدأوا بعبادة هذه الطواطم. ولكن هذه الطواطم لم تدرأ عنهم الأخطار فبحثوا عن قوى أخرى يمكن أن تكون أقوى من الطوطم لتحميهم وتجلب لهم رزقهم من الحيوانات، فتوسلوا للشمس والقمر والنجوم دون فائدة محسوسة.
لجأ الإنسان الأول بعد ذلك إلى السحر ليحقق ما يصبو إليه أو ليجلب الأذى لمن يعتقد أنهم يحاولون أن يؤذوه. هذا ما يسميه جيمس فريزا James Frazer هوميوباثيك (1) Homoeopathic magic . في هذا النوع من السحر يحضر الساحر دمية إنسان يود طالب السحر أن يؤذيه، فيغرز الساحر إبرة أو أي شيء حاد في مكان معين من الدمية ويقرأ بعض التعاويذ ويوهم الشخص الذي أمامه أن عدوه سوف يصيبه ما أصاب الدمية أو الصورة من أذى. وهذا النوع من السحر ما زال ممارساً في جزر الكاريبي وفي جزيرة هيتي في المحيط الهادي، ويسمونه Voodoo. وهناك أنواع عديدة من السحر سوف نناقشها في حينها.
مع مرور الزمن تعلم الإنسان من تجاربه في الحياة واكتشف أن الطوطم والسحر لا يكفيان لتفسير كل ما حوله ولا يستجيبان لكل متطلباته، لذلك لجأ إلى ما فوق الطبيعة وتخيل أن هناك قوى في السماء فوق الطبيعة تتحكم في هذا العالم تمنحه الحياة وتصيبه بالمرض والموت، وسمى هذه القوى الميتافيزيقية "آلهة". وبهذا خلق الإنسان الآلهة وخلق لها أساطير تحكي فهمه لخلق الكون والإنسان والحيوان. وسجل لنا الإنسان الأول هذه الأساطير قي ألواح طينية. وكانت هذه الأساطير بداية الأديان السماوية. فالإنسان خلق الآلهة والأديان لتزيل خوفه من الطبيعة ولتمنحه الراحة النفسية. أصبح الإنسان ينام مطمئناً لأن إله السماء يرعاه ويقدّر أفعاله خيرها وشرها، وعندما يموت له فرد من أفراد عائلته فهي إرادة الله التي لا راد لها.
ثم جاء العبرانيون الرعاة من أواسط آسيا إلى الشرق الأوسط وزعموا أن إله السماء، يهوه، قد اصطفاهم وأرسل لهم الرسول أبراهام ومن بعده ابنه إسحاق، ثم ذريته إلى أن أتى موسى بالديانة اليهودية. ثم جاء عيسى (يسوع) بالديانة المسيحية، وبعد حوالي ستة قرون من يسوع جاء محمد بن عبد الله بخليط من اليهودية والمسيحية والمعتقدات الأخرى في الشرق الأوسط وسمى هذا الخليط "الإسلام".
الإسلام، كالفيروسات، لا يستطيع العيش معتمداً فقط على نفسه وعلى التعاليم التي أتى بها وعلى نشرها بالتبشير السلمي. لا بد للإسلام من مهاجمة الأديان الأخرى وإقصائها من حلبة الصراع ومن ثم الاعتماد على معتنقي بقية الأديان لمد المسلمين بالمال والمحاصيل الزراعية والإماء والعبيد لخدمة المسلمين. الإسلام لم يأت بأي قيمة إنسانية أخلاقية أو حضارية جديدة. كل عباداته وطقوسه قد سبقته إليها اليهودية أو المسيحية أو المانوية والزرادشتية. الشيء الوحيد الجديد الذي أتى به الإسلام هو السيف. لم يسبق في تاريخ الأديان أن أتى رسول يحمل سيفاً قبل محمد بن عبد الله، الذي سن الجهاد، وكانت له تسعة أسياف (2).
بعد ظهور الإسلام رجع الخوف ليسيطر على حياة الإنسان. الإنسان المؤمن أصبح يعتريه الخوف المعنوي الناتج من الوصف الدقيق، والمبالغ فيه، للعذاب السادي الذي سوف يتعرص له من يحيد عن تطبيق تعاليم الإسلام (الذين إذا ذُكر الله وجلت قلوبهم) (الحج 35). وهذا ما جعل المسلمين، خاصةً الأوائل منهم، يبكي أحدهم عندما يقرأ وصف جهنم. أما الإنسان غير المسلم فقد عاوده الخوف الفعلي من الغزوات والفتوحات الإسلامية التي هددته بالقتل وسبي نسائه وأطفاله. وفي وقتنا الراهن أصبح الخوف يهددنا في المطارات وسبل المواصلات الأخرى بسبب التفجيرات التي يقوم بها أنصار "القاعدة" و"داعش" من المسلمين الحادبين على نشر الإسلام. الإسلام أرجع الناس إلى مرحلة ما قبل اختراع الآلهة والأديان. يحتوي هذا الكتاب على خمسة فصول:
الفصل الأول: الإسلام ليس ديناً
الفصل الثاني: الصحابة لم يكونوا عدولاً أو راشدين
الفصل الثالث: الحضارة الإسلامية اسطورة لا مكان لها في الواقع
الفصل الرابع: الإرهاب الإسلامي
الفصل الخامس: الفساد المالي والإداري في البلاد التي حكمها ويحكمها الإسلام السياسي.

مصادر المقال
(1) (1) James G Frazer, the Golden Bough, Macmillan & Co., London, 1920, p xxx
(2) (2) ابن قيم الجوزية، زاد المعاد في هدي خير العباد، ج 1، ص 55