الحضارة العالمية وفلسفة إخوان الصفا 5/5


ضياء الشكرجي
الحوار المتمدن - العدد: 6073 - 2018 / 12 / 4 - 15:04
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني     

الحضارة العالمية وفلسفة إخوان الصفا 5/5
ضياء الشكرجي
[email protected]o
www.nasmaa.org
تكملة تعليقي على مقالة الحضارة العالمية وفلسفة إخوان الصفا للباحثة سهى الطريحي جاعلا النصوص المختارة من مقالتها بين «علامتي تنصيص».
«من أهدافها إحلال العدالة الاجتماعية.»
وهذا ما يؤيده النص القرآني «وَلَقَد أَرسَلنا رُسُلَنا بِالبَيِّناتِ وَأَنزَلنا مَعَهُمُ الكِتابَ وَالميزانَ لِيَقومَ الناسُ بِالقِسطِ». إذن قيام الناس بالقسط هدف مركزي. [ولكن الكثير من مفردات أحكام الشريعة الدنيوية، والكثير من مفردات الجزاء الأخروي، لا ينسجم لا مع العدل الإنساني، ولا مع العدل الإلهي، لذا وجب تنزيه الله عن ذلك؛ هذا الوجوب الذي يفرضه نفس الإيمان بالله، إذا نُقِّي من الشوائب ودعاوى تقديس ما هو ليس بمقدس، ثم إن العدالة الاجتماعية رسالة إنسانية لا تحتاج إلى دين.]
«تخليص الدين من بعض الشوائب.»
والشوائب بلغت من السعة بحيث غطت جُلَّ مساحة الدين، ولذا لا بد من تحكيم العقل والضمير، أي العقل الفلسفي والعقل الأخلاقي.
«الرقي بالغد والمجتمع عن طريق العقل.»
هدف سام وعظيم لإخوان الصفا [[صالح لزمانهم]] واستنتاجات رائعة ودقيقة للباحثة.
«دعوة لحوار بين مختلف الأطياف والمعتقدات.»
وهذا هو مبدأ الديمقراطية العلمانية؛ العلمانية ليس فقط على الصعيد السياسي، بل الثقافي والفكري والديني والاجتماعي.
«أخيرا من السهل الهدم ولكن البناء صعب.»
ولكن البنّائين يضع كل منهم حجرا ويمضي، حتى يكتمل صرح بناء المستقبل المشرق للبشرية، حيث يحل الإيمان العقلي، أو المنهج العقلاني-الإنساني، بدلا من النص الديني، أي بتعبير آخر العقل بدل (المقدس). [والبناء في كثير من الأحيان يحتاج إلى عملية هدم تسبقه أو تتزامن معه.] [إذن الهدم هدمان؛ هدم بنّاء، لأنه ضرورة تمهيدية لعملية البناء الجديدة، وهدم هدّام، ولو إننا نعتمد اهدم بمعناه المجازي المعنوي، وندعو ليكون هدما سِلميا حكيما، وليس هدما عنفيا قمعيا عشوائيا.]]
هذه ملاحظاتي باختصار، وأعتذر لإقحام مشروعي في تعليقاتي، وأرجو ألا تفسر على أنها نرجسية، ولو إني لا أبرئ نفسي منها مئة بالمئة فـ «إِنَّ النَّفسَ لَأَمّارَةٌ بِالسّوءِ إِلّا ما رَحم رَبّي» [[ففي بعض نصوص القرآن رغم رفضنا لدعوى إلهيته ورفضنا لكل ما يتعارض مع العدل والمساوة وحقوق الإنسان في، وما يتعارض مع عدل الله وحكمته ورحمته وجلاله وجماله؛ ففي بعض نصوصه حكمة تألق فيها مؤلفه]]، بل لأن المشروع يعيش معي هاجسا وقلقا، [ثم إن النرجسية ليست سيئة، إلا إذا تجاوزت حدودها، فاستحالت إلى تأليه للذات]. وأخيرا إنه بحث قيم ومفيد وجهد يستحق الاحترام.
تحياتي وتقديري ومودتي واعتزازي.
ضياء الشكرجي
12/03/2008
[[مع إضافات في 30/11/2018]