أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - ذكريات الطير المسافر














المزيد.....

ذكريات الطير المسافر


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 4766 - 2015 / 4 / 2 - 18:42
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    



نحن المعلمون الذين رضينا بمنفى التعليم في مدارس الأهوار من اكثر أصدقاء المعاهد العلمية التي تعنى بالطيور المهاجرة في شنغهاي وستوكهولم وأوتاوا وسيبيريا وبراغ ، فأنا شخصيا نمتْ عندي هواية غير هواية جمع الطوابع وصور ممثلي السينما الهندية شامي كابور وأخوته وفاجنتي مالا وآشاباريخ وراجندر كومار وغيرهم. وأضفت لهواياتي الطفولية هواية غير القراءة وسماع اغاني نجاة بعد منتصف الليل واجملها اغنيتها الطير المسافر ، فوحدها هذه الاغنية من تمنحني بساط الريح وارتدي طاقة علاء الدين وأسافر مع احلامي الى روما وباريس وبكين ودلهي ولندن ولاس فيغاس.
هذه الهواية الجديدة هو الذهاب بالزورق صباح كل جمعة الى سوق السمك والطيور في مركز قضاء الجبايش من أجل العثور على أوسمة الطيور المهاجرة ، وهو عبارة عن قطعة معدنية تشبه الدرهم عليها أسم وختم معهد الطيور في الدولة التي ينطلق منها الطير ويعلق هذا الدرهم في قدميه ، وقد جاءنا مرة تعميم من وزارة التربية يناشد الهيئات التعليمية في مدارس الأهوار بتثقيف التلاميذ وابناء القرى بأنهم إن وجدوا هذه القطع في ارجل الطيور فيرجى ارسالها لعنوان المعهد المثبت في القطعة المعدنية مع ذكر اسم وبلد المكان الذي وجد فيه الطير.
كنا نعتبر هذه المهمة ، هواية جميلة وعمل انسائي رائع وهو أول أخلام العولمة في خواطرنا حيث يصبح الطير المسافر ليس هذا الذي يشع غراما في اغنية نجاة الصغيرة بل هو طير الحذاف والخضيري والبط الصيني ودجاج الماء الاسود والسنونو وطائر ملون يغرينا شكله والوانه الزاهية ولكن صوته قبيح جدا يسمونه ( الشكركه ).
وهكذا صار سوق الطيور والسمك طقسيَّ الاسبوعي وصرتُ اعيش هاجس صياد الجوائز الذي كنا نراه في افلام الويسترن ، ولكن صيدي هو الطير المهاجر الذي هرب من ثلوج بلدان الاسكندنافية وجاء الى مشاتي الاهوار الدافئة ليتنعم ، وكنت احصل على هذه الطيور واشتريها ان كانت مذبوحة او حية او جريحة .
المذبوح ازيل عنه قطعة المعدن ونطبخه للعشاء عند العودة ، فيما اطلق الطائر الحي بعد أن انزع عنه المعدن فيما اذهب بالطائر الجريح الى المستوصف البيطري القريب لمداوته. وفي كل شهر يتجمع عندي عدد قليل أو كثير من هذه القطع ارسلها بمظاريف الى عناوين الامكنة التي جاءت منها طيورها ، واظن أن هذه الطرود صارت عبئ مادي لم احسب حسابه ولكني عشقت هذه الهواية وكل هواية ينبغي أن تكلف صاحبها مالا من أجل متعته.
أعوام عديدة وأنا أمارس هذه الهواية بمتعة ، وكنت في كل زيارة للمشرف الإداري لمدرستنا اخبره وأريه ايصالات الارسال فأحصل على شكر وتقدير وكان يمزح ويقول "انك تستحق النقل الى مركز المدينة ، لكن الواجب الوطني يحتم ببقائك هنا من أجل طيور الصين والسويد وروسيا ، وأهم شيء روسيا أيها البلشفي.
نضحك ، ويكون غداءه معنا وغالبا ما يكون ذكر بط من تلك التي نجد معلقة في ارجلها تلك القطع المعدنية.
ذات يوم جاءت رسالة بالبريد الى مديرية التربية وارسلوها الي وهي دعوة مجانية مع تحمل نفقات السفر الى السويد من معهد الطيور المهاجرة في ستوكهولم تكريما لجهدي في متابعة الامكنة التي تصل اليها الطيور المهاجرة.
فرحت كثيرا وقدمت الدعوة الى التربية للحصول على موافقة السفر ، لكن الموافقة الامنية لم تتم وجاءت بنتيجة سلبية .
عندها عدت الى سوق الطيور افتش عن قرص جديد في ساق طير مهاجر واغنية نجاة الصغيرة تدندن في أذني عن الطير المسافر الذي لم يحصل على الموافقات الأمنية.



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السوابيط ومنصات ناسا
- موزارت في قريتنا
- إسكافي الخيول والعريف ديغول
- هل لدى لينين حَظْ وبَخت ؟
- مدافع أم البنين
- هناك بريمر وهنا مطشر
- الفيمتو ينافس حليب الجاموسة
- المشحوف وحصان دون كيشوت
- الرقصة الغجرية في حرب نجم والي
- مدافع نافارون وصرائف أم شعثه ..!
- أيتاليو كالفينو في الكحلاء
- العربانةُ من جلجامش الى هادي ماهود
- الشامُ بعيدةٌ يا سورية دشر...!
- رامبو وزمن العزلة
- الأذربيجاني يشتري الخِشالة
- اليهودي وزورق البازة والشخاط...!
- الأحتفاء بفخذ الثور المجنح
- ماري العاشقة وشبوط المتيم
- رابطة أصدقاء ماركيز في الجبايش ....!
- فوبرتال ومواليد الأمكنة النائية


المزيد.....




- الجيش الإسرائيلي: عثرنا على جثث 3 رهائن في قطاع غزة
- بريطانيا تتهم روسيا بتزويد كوريا الشمالية بالنفط مقابل السلا ...
- خطاب عباس وصورة تميم وبشار، ماذا حدث في القمة العربية بالبحر ...
- طفلة سورية تتعرض للتنمر بسبب تشوه خلقي في عمودها الفقري
- غضب بعد اعتداء تركي على مصري في إسطنبول والسلطات تحقق
- بطاقة حمراء وغرامة مالية لمدرب يوفنتوس بسبب ركله لوحة إعلاني ...
- مطر في بلا قيود: حب الدكتاتوريين لبلادهم هو حب الرغبة في الت ...
- -كنا جميعا تحت الماء-: أفغان يروون لبي بي سي مأساة الفيضانات ...
- بوتين: هجوم خاركيف هدفه إقامة -منطقة عازلة- لمواجهة هجمات كي ...
- -محاولة لصرف النظر وتشكيك في النوايا- جنوب إفريقيا تنتقد رد ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - ذكريات الطير المسافر