أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - رامبو وزمن العزلة














المزيد.....

رامبو وزمن العزلة


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 4753 - 2015 / 3 / 19 - 21:51
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


رامبو وزمن العزله
نعيم عبد مهلهل
كتب هنري ميللر كتابهُ المهم ( رامبو وزمن القتلة ) بترجمة رائعة من سعدي يوسف ، وقتها قرأته بتأن ومتعة وكنت ارى في ميللر أنه يحاول أن يلتحق بظل رامبو بالرغم من فضيحة مركبه السكران ، ومثل ميللر كنت اجد في عبقرية آرثر رامبو فهم لتحولات القوة في روح الشاعر وربما كلمته هذه تعني ما أردت الوصول اليه في فهم مهمة الشاعر في الحد من كبرياء السياسي عندما يقول : (إنّ اتّباع المبدأ يستلزمُ عذاباً أليماً يحتاج فيه الشاعر إلى كل قوّته الخارقة ).
الآن نحتاج رامبو وشجاعته في فهم ما يجري في زمنٍ تعاودهُ المقاربات بين أن يكون زمنٌ للقتلة ( داعش الشريرة بقساوة الذبح والحرق وملوك كواتم الصوت وسيارات الدفع الرباعي والمنفلت الذي يؤسس له عصابة لتسلبَ مكاتب صرف العملة ) والاخطر هو هذا الذي يرتدي عباءة العفة ووشاح ابي ذر الغفاري ولكنه يسرق الناس بمبررات وحجج وفتاوى لا تحصى واقلها أن راتبه يتجاوز العشرة الاف دولار وبلدية الناصرية قللت اجور منظفي شوارع المدينة الى 3 دولار في اليوم.
أتذكر أول يوم وقفت فيه قرب تمثال الشاعر الفرنسي في مدينة شارفيل الفرنسية مسقط رأسه ، يسكنني حماس مراهقة القراءة وتلك الايام الحنونة بلذة حليب جاموسة أم كاظم جارتنا ، حيث كنا نعيش نكران الذات ، المعلم والمدير والفراش ومدير التربية ، وكانت الكتب تؤسسُ لنا ملاذا آمنا للشرف بقيمه الروحية والاجتماعية ونحن نتمتع بما فيها من لهفة للتعلم ، قصائد رامبو ومذكرات جيفارا واخرون يقرأون بسرية كتاب فلسفتنا للشهيد محمد باقر الصدر فيما كان المعلمون اليساريون يحملون كتاب المختارات لفلاديمير لينين ويحاولون ان يؤدلجون رؤية رامبو الذي اظهرها لنا ميللر في زمن القتلة انها رؤية التحدي حتى عندما كان تاجر سلاح يبيع البنادق لملوك الحبشة ورؤساء عشائر تانجيقا ومدغشقر ومالي ، ولأنه كان شاعرا كان امينا حتى في البيع فلا يربح من البندقية الواحدة سوى جينها استرلينيا واحدا.
اليوم الشعراء لاحول لهم ولاقوة واغلبهم في خانة العوز وينتظرون بصبر رحلة ماجلان بين عام وعام ليستلموا المكافأة السخية ( 800 دولار ) من لدن وزارة الثقافة التي يحسبُ لها هذا العام تلك الخطوة والقرار الجيد انها منحت الادباء راتبهم السنوي بالرغم من التقشف واصابة خزينة الدولة بفقر الدم لهبوط النفط من 130 دولار الى 45 دولارا .
وفي ذات الجبهة والمكان والكابينة الحكومية هناك من يربح المليارات في صفقة متاجرة بيع السلاح وعقد الصفقات ، وما جرى في الصفقة الروسية والاحكام التي نطقها القضاة بحق وزراء ومسؤولين سابقين في وزارة الدفاع لدليل على أن رامبو الشاعر كان قديسا حتى وهو يبيع البنادق ، والذين يدعون الورع والوطنية ودعاة التغيير والديمقراطية أنما هم صُناع ماهرين لزمن القتلة والجهلة والسُحت ومنح نينوى وبقية المناطق الغربية الى داعش على طبق من ذهب.
رامبو وزمن القتلة اعدت قراءته في عيون تمثال الشاعر في شارفيل ، وفي مقهى تبيع القهوة البرازيلية السوداء قرب تمثال الشاعر وقبره رحت افكر ببلادٍ صَنعتْ الشعر والسيف في ذات اللحظة الذي قد تحتاج فيه الى ألف عزرائيل لهزيمة داعش والسُحت، لكن السيف يأبى أن يغادر خاصرة الشعر ليجعله يعيش مع فنتازيته وملائكته بأمان.



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأذربيجاني يشتري الخِشالة
- اليهودي وزورق البازة والشخاط...!
- الأحتفاء بفخذ الثور المجنح
- ماري العاشقة وشبوط المتيم
- رابطة أصدقاء ماركيز في الجبايش ....!
- فوبرتال ومواليد الأمكنة النائية
- حُزنكَ حُزنْ مِعدانْ..!
- موسيقى تقشير الموز
- توابيت السفر الى أبدية القصب
- لا وقت للوقت في نينوى ...!
- بحيرة البجع والبولشوي في الجبايش
- أركاديا ( الخيال بلون القصب )
- خوليو اجليسياس : شكراً عبادي العماري...`
- أحمد الناصري ، شاكر الناصري ، ( أنا ) الناصري
- الميثولوجيا من سنحاريب الى داعش
- سدخان وشيش خان ومنصور خان....!
- شمعة في نهارٍ مشمس
- حكايات المعدان عن زهرة التوليب
- السنونو وقميصهُ الأسود
- صابئة الاهوار وأهوار الصابئة...!


المزيد.....




- عداء قتل أسدًا جبليًا حاول افتراسه أثناء ركضه وحيدًا.. شاهد ...
- بلينكن لـCNN: أمريكا لاحظت أدلة على محاولة الصين -التأثير وا ...
- مراسلنا: طائرة مسيرة إسرائيلية تستهدف سيارة في البقاع الغربي ...
- بدء الجولة الثانية من الانتخابات الهندية وتوقعات بفوز حزب به ...
- السفن التجارية تبدأ بالعبور عبر قناة مؤقتة بعد انهيار جسر با ...
- تركيا - السجن المؤبد لسيدة سورية أدينت بالضلوع في تفجير بإسط ...
- اشتباك بين قوات أميركية وزورق وطائرة مسيرة في منطقة يسيطر عل ...
- الرئيس الصيني يأمل في إزالة الخصومة مع الولايات المتحدة
- عاجل | هيئة البث الإسرائيلية: إصابة إسرائيلية في عملية طعن ب ...
- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - رامبو وزمن العزلة