أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - أركاديا ( الخيال بلون القصب )














المزيد.....

أركاديا ( الخيال بلون القصب )


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 4737 - 2015 / 3 / 3 - 00:25
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


تقع أركاديا في أقصى جهات الحلم ، وقد ولدت عندما سكنت أرواح البشر رغبة في اكتشاف ما فوق الرؤوس ، وكأنهم يرددون قول لأبي :ما فوق رؤوسنا ليس القبعة أو العقال ، ما فوقها من يراقبنا ونطلب مودته .
وقديما كان على الأنسان أن يتخيلَ أمكنةٌ في تلك الجهات التي لا تُرى سوى بمشاعر أجفانه ليصل اليها من خلال الأمل والخيال والتوقع بالنهاية الهادئة بعد حياة فقيرة أو متوسطة الحال هاجسها الخبز والعودة بسلام من جبهات الحرب.
واليوم قريبا من هذا المكان او بعيدا عنه تمتد الأهوار بخيال أجنحة القصب وتمايل الموج بخاصرة الماء ومشي قطعان الجواميس بأنضباط مموسق كما عسكر الشرف في باحة جندي مجهول.
تسكنني أحلام تخيل شكل تلك الأمكنة التي نعتقد أنها القلاع والقصور العالية والمشيدة من البلور والرخام وتحيطها حدائق مزهرة بالورد والشجر والأرائك ، فيما تمتد البيوت التي سقوفها من القرميد الأحمر الذي يشكل في شهيته طقوس من قبلات الغرام التي يتبادلها الملوك مع نعاس الكاهنات اللائي ينذرن شهواتهن وعاطفتهن لخدمة المعبد والملك.
مدن تحمل شهية خيال طافح كمهرة خلقتها الآلهة لتسابق رياح الحلم والخلود في أجفان الفقراء .
فقراء مدن الماء وتلك التي يعمرها الحجر وتعيش قرب ضفاف الأنهر أو حافات الصحراء لحنين البشر لشيء يتمنوه في منال رغبة الكأس أو الذهاب مع المشحوف الى أبعد نقطة في الماء لاكتشاف مستعمرات السمك واعشاش الطيور أو لقى متروكة من أزمنة غابرة يأخذون منها تمائم الحظ أو يشربون بأوانيها النحاسية لبن جواميسهم أو يجمعون فيها دموع نحيبهم لأولئك الذين يغرقون في المياه .
كانت أركاديا أخت دلمون في التصور وأبنة عم وفيةٍ لجنة عاد ، لكنها لم تعد لصيقة أخيلة القصب وأحلام المعدان وأمراء سلالات أور ، بل صعدت مع سفينة نوح ووصلت الى طنجة ثم اغتربت في أمكنة شتى على خارطة العالم. وهي اليوم تكاد أن تكون مصطلحاً أمميا للحظة البحث والمغامرة للحصول على النشوة والمكان المنفي ، وكأنها سليلة مباركة لما تركه أفلاطون من مثاليات الروح والعيش في التعامل بين مدن جمهورية فاضلة.
خرجت أركاديا من بين دشاديش رعاة الجواميس وعباءات بائعات القيمر واللبن الخاثر وأردية كهنة المعابد المقدسة في المدن الأثرية الممتدة من أور الى حدود مملكة ميسان في الطيب والشيب وأهوار الكحلاء.
هنا أو هناك ، المهم أن أركاديا موجودة ، هاجس يحفزنا على خلق ما نشعر أنه النقاء الذي يذهب بنا الى قناعة أثبات وجودنا المتميز في التراث الإنساني لليوتيبا ، وحتما الوجود المتميز لن تصنعهُ سوى أحلام الأنسان.
وأظن أن أمكنة مثل تلك تمنح الروح مساحة الطيران في الفضاءات الابعد حيث نمتلك حداثة الاكتشاف والتفكير والتحولات لنجعلها ملاذا آمناً ونقطة بدء للتواصل مع الغيب الذي نعتقد أنه وحده من يأخذنا الى المجالات الأخرى. كما في بدء السباحة في الرؤيا والضوء والممالك والمصانع ومسلات التشريع وجبهات الحرب وحانات الثمالة والغرام والموسيقى .
أركاديا هي في معناها الخفي ، الحاضر في كل حين ، تتجدد وتعيش وتلهو في مساحات رغبتنا لنكون. أنها المدينة المثالية للماضي والحاضر والمستقبل.



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خوليو اجليسياس : شكراً عبادي العماري...`
- أحمد الناصري ، شاكر الناصري ، ( أنا ) الناصري
- الميثولوجيا من سنحاريب الى داعش
- سدخان وشيش خان ومنصور خان....!
- شمعة في نهارٍ مشمس
- حكايات المعدان عن زهرة التوليب
- السنونو وقميصهُ الأسود
- صابئة الاهوار وأهوار الصابئة...!
- أساطير المطرب نسيم عودة
- الظلُ في الظلِ شمسٌ مُستحية................!
- هموم المعدان وعطاس الجواميس
- التصوف بين السياسة والكياسة
- نصيحة النبي العزير
- داعش لا تأكل النساتل والبيتزا
- فنتازيا الحرف السومري ( بين نينوى وعاشوراء )
- ديميس روسوس ..مراثي الناصرية وكافافيس
- كاظم الركابي وسورية حسين........!
- نجم والي ( دخان المارلبورو وكوفية عرفات وكرايسكي )
- ناصر خزعل ... الناصرية ظل قمرٍ في وجه أم..!
- موناليزا وسحابةُ شِعرْ....!


المزيد.....




- سقط سرواله فجأة.. عمدة مدينة كولومبية يتعرض لموقف محرج أثناء ...
- -الركوب على النيازك-.. فرضية لطريقة تنقّل الكائنات الفضائية ...
- انتقادات واسعة لرئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بسبب تصريح ...
- عقوبات أمريكية جديدة على إيران ضد منفذي هجمات سيبرانية
- اتحاد الجزائر يطالب الـ-كاف- باعتباره فائزا أمام نهضة بركان ...
- الاتحاد الأوروبي يوافق على إنشاء قوة رد سريع مشتركة
- موقع عبري: إسرائيل لم تحقق الأهداف الأساسية بعد 200 يوم من ا ...
- رئيسي يهدد إسرائيل بأن لن يبقى منها شيء إذا ارتكبت خطأ آخر ض ...
- بريطانيا.. الاستماع لدعوى مؤسستين حقوقيتين بوقف تزويد إسرائي ...
- البنتاغون: الحزمة الجديدة من المساعدات لأوكرانيا ستغطي احتيا ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - أركاديا ( الخيال بلون القصب )