أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - ماري العاشقة وشبوط المتيم














المزيد.....

ماري العاشقة وشبوط المتيم


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 4750 - 2015 / 3 / 16 - 00:45
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


ماري العاشقة وشبوط المتيم
نعيم عبد مهلهل

يُذكرُ في خطابات الهوى ، أن التتر تعلموا الحب بطرائق المتصوفة ، عندما بدأوا بتقبيل النساء دون أن تكون سيوفهم قرب وسائدهم. وفي ذكريات صباي يعيش الوجه الساحر للممثلة نادية لطفي ، في أساطير ما تصنع من دهشة فينا في افلامها الساحرة وأهمها ابي فوق الشجرة .
هذا الفيلم ابقى في ذكرياتنا طرق نواقيس عشرات القبلات الحارة التي كان يطبعها فم عبد الحليم حافظ بفمها ، مما أثار هذا فينا عشقا غريبا لأجواء فنتازيا الغرام وجعلنا نتخيل نادية لطفي افروديتا لأساطير اغريقية تسكن ليلنا السومري. كان جمالها جمع لغرام حضاري بين الشرق والغرب .
لهذا كان المعلمون في مدرستنا الواقعة في مدينة الجبايش يتعمدون المرض ليحصلوا على اجازة كي يذهبوا لمشاهدة الفيلم حين بدء عرضه في سينما البطحاء الصيفي في الناصرية بالرغم أن ايام العرض كانت امتحانات بكلوريا.
أنا نفسي صنعت حجة ارتفاع الحرارة والصداع حتى يمكنني مشاهدة الفيلم . وفيما انا احظر حقيبتي وملابسي التي ستغسلها لي امي مثل كل اجازة حتى جاءني ( ماركوس المسيحي ) وكان نادلا مع ابيه المتعهد في نادي الموظفين ، اقمت معه علاقة مودة لجمال طبيعته وطيبته وفطرته وأنه اطيب من يطبخ ( المخلمة ) في هذا العالم ، وحين سألته عن حاجته ؟
قال :انه لم يجد احدا غيري ليودع عنده امانة.
قلت : انا لا أحبذ ان احتفظ بنقود لاحدهم لأني لا املك خزنة هنا ولا حتى دولاب وانت تدري بيت المعلمين صريفة .
قال : لا أودع لديك أختي ماري .
ضحكت ، وقلت مازحا :ما بها ماري ، هل نهبت مسلماً .
ضحك وقال : يا ريت ، ولكنها تريد أن تشاهد فيلم ابي فوق الشجرة لأنها مغرمة بنادية لطفي واغاني عبد الحليم حد الجنون.
ضحكت ، وقلت وكيف اعيدها ؟
قال : بيت اخي سرجون في الناصرية وهو يعمل نادل في نادي الموظفين . اوصلها لهم ، واعدها معك في اليوم الثاني.
قلت :هذا اسهل من أن تودع عندي مبلغا.
جاءت معي ماري ، ترتدي عباءة اهدتها لهم جارتها ، فكان بجمالها يشبه جمال موناليزا المعدان المعلقة صورتها على جدران الطين في اغلب بيوت الاهوار ، جلست صامته ، وانتبهت أن من يجلس امامنا ، هو ( شبوط ) الولد الاكبر لشغاتي عامل الخدمة في مدرستنا .
سألته : ما الذي تفعله في الناصرية .؟
قال :اشتري شباك صيد جديدة .
اقتنعت بجوابه ، غير أني احسست وبهاجس غامض أن اجفان ماري تمد ضوء من نظرة مشتاقة الى اجفان شبوط ، لكنني قلت مع نفسي :من المستحيل جمع رأس الشبوط بثوب الراهبة.
في الليل اتت ماري مع عائلة عمها لتشاهد الفيلم وجلست قربي ، وكانت متعة الغرام الاسكندراني تذكرني بشهية قصائد كافافيس يوم قرأتها لأول مرة ، فعشت متعة تخيلي اني اسبح في اللذة التي يتحدث عنها الشاعر اليوناني وبين بعذوبة مياه شط اسكندرية.
أنتهى الفيلم ، واضيئت المصابيح ، وبينما كانت لذة الاستمتاع بمشاهد الفيلم تسكن عيون الجميع ، لمحت شبوط ابن شغاتي يغادر مع الناس وفي عينيه تشع شهية تبادل القبلات .
ضحكت ، وأدركت وقتها لماذا كانت اجفان ماري ونظرتها تشد اجفان شبوط ونظراته بقوة ،لتثبت لأي من يشاهدهما انهما عاشقين.



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رابطة أصدقاء ماركيز في الجبايش ....!
- فوبرتال ومواليد الأمكنة النائية
- حُزنكَ حُزنْ مِعدانْ..!
- موسيقى تقشير الموز
- توابيت السفر الى أبدية القصب
- لا وقت للوقت في نينوى ...!
- بحيرة البجع والبولشوي في الجبايش
- أركاديا ( الخيال بلون القصب )
- خوليو اجليسياس : شكراً عبادي العماري...`
- أحمد الناصري ، شاكر الناصري ، ( أنا ) الناصري
- الميثولوجيا من سنحاريب الى داعش
- سدخان وشيش خان ومنصور خان....!
- شمعة في نهارٍ مشمس
- حكايات المعدان عن زهرة التوليب
- السنونو وقميصهُ الأسود
- صابئة الاهوار وأهوار الصابئة...!
- أساطير المطرب نسيم عودة
- الظلُ في الظلِ شمسٌ مُستحية................!
- هموم المعدان وعطاس الجواميس
- التصوف بين السياسة والكياسة


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - ماري العاشقة وشبوط المتيم