أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - فوبرتال ومواليد الأمكنة النائية














المزيد.....

فوبرتال ومواليد الأمكنة النائية


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 4746 - 2015 / 3 / 12 - 12:54
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    



لا يعرف سكان الاهوار مدينة فوبرتال الالمانية الواقة ضمن ولاية دوسلدورف والتي تحوي القطار المعلق وهو الوحيد في العالم الذي سكته الحديدية معلقة في الهواء ويسمونه هنا في المانيا ( الشفيبه بان ) ، ولكن جميع البيوت في مدن الاهوار من لديها تلفزيون الابيض والاسود كان قد سمع بها دون ان ينتبه لأن تلفزيون العراق كان يبث البرنامج يوميا وهو برنامج الالعاب والمسابقات الشهير المسمى ( تليماج ) ويقام في موسم الصيف في مدينة فوبرتال حيث تأتي المدن الالمانية الاخرى لتتسابق مع بعضها في العاب استعراضية وفكاهية.
أما العلاقة التي تربط هذه المدينة الجبلية بقرى الاهوار والتي ازورها في ايام السبت للتسوق ، فهو بسبب الساعة الإحصائية الضخمة التي وضعتها البلدية امام محطة القطار وهي تحصي اعداد مواليد الارض في كل لحظة يولد فيها طفل في مكان ما يضاف الى تعداد الارقام الذي وصل الى المليارات.
كلما امر أمام هذه الشاشة الحمراء أتخيل جمال الفكرة ، بالرغم أنهم يحصون حياة من يولدون فقط ، ولا اعرف أن كانوا من يرحلون الى قدر الخلود الصامت هم بعدد من يأتون من ارحام أمهاتهم وبالرغم من هذا انتبهت إلى حقيقية ان ارقام الولادات واحصاءها بعيد تماما عن حقيقة الرقم فهناك الآلاف كل يوم لا يتسنى لهم تسجيل ولادتهم وربما يظلوا كل اعمارهم بدون أوراق ثبوتية ولا يعرفون متى ولدوا .
اتذكر هذا في عيشي القديم بين قرى الاهوار ، الألاف من البشر لا يعرفوا لحظة الولادة بطعم شمعة الميلاد أو الأوراق ثبوتية ، أنهم يولدوا هناك لتكون الطبيعة هي الورقة التي تسجل تواريخ حياتهم ، لأنهم ينتمون الى ايام المطلق الخالد ، أيام الماء والطير والقصب وقيلولات دوابهم السود فلا يحتاجون ابدا أنهم جاءوا الى الدنيا في اليوم الفلاني ورحلوا عنها بالتاريخ الفلاني.
أسأل شغاتي : كيف تعينت عامل خدمة في المدرسة وانت لم تخدم في الجيش ولا تملك اوراقا ؟
قال :ذهبت الى المستوصف في الجبايش وقدروا عمري ، وذهبت الى التجنيد قالوا / انت كبير ولم تعد تصلح للجيش ، ثم اعطوني اوراقا وقالوا :اجلب ابناءك ايضا لنسجل لهم مواليدهم . فلم اذهب بهم لأني لا أريدهم وكلهم ذكور يموتوا في بنادق برزان .اريدهم يموتون في ارضهم وقرب الماء.
قلت :ولكنه الوطن .؟
اجابني بذكاء : وبرزان لديه وطنا ايضا.
صمتُ من حكمة الرجل واقتنعت تماما بأسباب عدم تسجيل مواليدهم وابقيت جمال حياتهم الى تلك القدرية الرائعة التي وجدتها ذات يوم في هايكو ياباني يقول : عندما نحصي القبلات سينطفئ ضوء قمر الغرام.
أعود الى ساعة احصاء المواليد في مدينة فوبرتال الالمانية ، أتأمل حركة الارقام السريعة في اضافة اطفالا جددا الى الحياة حتى لو كانوا اطفال انابيب او ولدوا من علاقة غرام غير مسجلة عند مأذون ، المهم الحياة تستمر بتدفق القادمين اليها ليكونوا عمالا ورواد فضاء وجنودا وسواق تكسي .
ارقام جديدة هنا تدخل في الحسابات ،وهناك في القرية التي عشت فيها ، الأرقام تدخل في حسابهم ، متى يأتي عاشوراء ؟..!



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حُزنكَ حُزنْ مِعدانْ..!
- موسيقى تقشير الموز
- توابيت السفر الى أبدية القصب
- لا وقت للوقت في نينوى ...!
- بحيرة البجع والبولشوي في الجبايش
- أركاديا ( الخيال بلون القصب )
- خوليو اجليسياس : شكراً عبادي العماري...`
- أحمد الناصري ، شاكر الناصري ، ( أنا ) الناصري
- الميثولوجيا من سنحاريب الى داعش
- سدخان وشيش خان ومنصور خان....!
- شمعة في نهارٍ مشمس
- حكايات المعدان عن زهرة التوليب
- السنونو وقميصهُ الأسود
- صابئة الاهوار وأهوار الصابئة...!
- أساطير المطرب نسيم عودة
- الظلُ في الظلِ شمسٌ مُستحية................!
- هموم المعدان وعطاس الجواميس
- التصوف بين السياسة والكياسة
- نصيحة النبي العزير
- داعش لا تأكل النساتل والبيتزا


المزيد.....




- سلمان رشدي لـCNN: المهاجم لم يقرأ -آيات شيطانية-.. وكان كافي ...
- مصر: قتل واعتداء جنسي على رضيعة سودانية -جريمة عابرة للجنسي ...
- بهذه السيارة الكهربائية تريد فولكس فاغن كسب الشباب الصيني!
- النرويج بصدد الاعتراف بدولة فلسطين
- نجمة داوود الحمراء تجدد نداءها للتبرع بالدم
- الخارجية الروسية تنفي نيتها وقف إصدار الوثائق للروس في الخار ...
- ماكرون: قواعد اللعبة تغيرت وأوروبا قد تموت
- بالفيديو.. غارة إسرائيلية تستهدف منزلا في بلدة عيتا الشعب جن ...
- روسيا تختبر غواصة صاروخية جديدة
- أطعمة تضر المفاصل


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - فوبرتال ومواليد الأمكنة النائية