أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - نعيم عبد مهلهل - لا وقت للوقت في نينوى ...!














المزيد.....

لا وقت للوقت في نينوى ...!


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 4741 - 2015 / 3 / 7 - 21:37
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    



أرسل الله يونس ع ، وجعل بطن الحوت حاملة طائرات نقلته وعدته الحربية ــ الروحية لينقذ أهل قرية نينوى ، فكان خير رسول لربٍ رحيم ، رب يوصي عباده بأن لا يهدموا الجمال ، وما كان من أساطير الأولين فهو تجارب وتذكر وعبر وليتقيَّ المتقون.
ومنذ حوليات يونس وصحائف سنحاريب والواح بانيبال عاش المكان حجر من كلس ورخام لم ينتبه الى طلله الغزاة ، لا فرس ،لا أتباكه ،لا روم ، ولا ترك . الإنجليز فقط من انتبهوا الى كنوز نمرود ، وابتدأوا منذ مجارف ( هنري لا بارد ) وحتى زمن ( المحافظ ) ومن ازاح حكومته من مرتدي الثوب الافغاني دولة ( الهرطقة والبرابرة ) يظهرون لنا سحر مجد يسمى مجد كبرياء آشور وثيرانه المجنحة ، تلك التي أصابت الروائية الانكليزية الشهيرة أجاثا كريستي بالذهول من الاحجام الهائلة للغطرسة يوم رافقت زوجها الآثاري ماكس ما لوان : هذه المنحوتات الغامضة لا تمنح ناظرها سوى مشاعر القوة والفخر والجبروت.
لا أدري أن كان من نحس عقلي وخيالي وتنبؤاتي هذا المشهد الذي يسكن فزع الخوف من كارثة اسميها انا في ثقافتي كارثة ( تكسير الحجر ) بالمعاول بعدما كانت بعثات التنقيب قد اخرجته لنا بسلال الخوص والمجارف.
وربما صورة ما رأيناه في متحف نينوى واخبار ما سُرقَ وبيع من اثاره لهو خبر مفزع جعلنا نترحم الف مرة على قناصل الروس والالمان وعمداء جامعة بنسلفانيا لأنهم اخذوا اثارنا نهاية القرن التاسع عشر ومطلع العشرين ليحتفظوا بها سالمة ويقومون بدلا من بؤس الحكومات وبرودتها بتعريف العالم بتراث بلاد انجبت الشعراء والانبياء والقديسين والمتصوفة في رحم واحد.
وعلى من يطالب بعودة آثارنا أن يصمت لحين ويتركها بالحفظ والأمان في متحف اللوفر وبرلين والمتحف البريطاني ، فما حدث في المتحف الوطني يوم دخول المارينز الى بلاد علاوي الحلة وما فعلته مطارق داعش على رؤوس اهل نينوى التاريخيين يُرينا سبب السكوت عن المطالبة بما سُرقَ ونُهبَ في الحقبة الاستعمارية وزمن المنقبين ، ولنفكر الان بحفظ ما تبقى ، وأن لم يتبقى شيء ، حيث اقامت اليوم اليونسكو مناحتها عندما نقلت الاخبار خبر سير الجرافات والشفلات صوب المدينة التاريخية القديمة ( النمرود ) وبدأت بسحقها حجراً حجرا.
الآن ، أنا لا اسمع طرقا لدموع أحد على هذه المراثي والاحزان وتعاسة أن نترك ارثنا الحضاري بيد حثالة جاء من الفلبين وسنغافورة وخمارات بخارى وريف الحسكة .
فقط دموع الفقراء والمثقفين والشعراء هي من تصنع نحيبها مع نحيب سنحاريب أن يبكي الذي لم يتعود منذ أن جلس على عرش نينوى.
لكنه ينحب الآن ، ليس على اصطبل خيول الوالي وعقارات مسؤوليها ، بل يبكي على أرثه الذي اراد فيه أن يصنع الرهبة والمجد بقساوة وبملاحم المسلات وبالأغارة على ارض بابل و طيبة ومدن العالم القديم.
والآن من يُغير على اسوار سنحاريب هم حفاة دشاديش مكائن الخياطين في كابول وقندهار ، وهذا الموصلي الذي ينتعش ولاته اليوم في فنادق اربيل لاحول له ولا قوة .
لقد اعطى القدر والعسكر النائمون نينوى الى حفنة من جهلة الفتاوى ومرتدي خوذة هولاكو ليدمروا ارث نينوى وروحها.
جرفت الشفلات ارث نمرود اليوم ، وغدا سيبدأون مع الحضر . وحتى نحتفظ بما تبقى لنا من ماء وجهنا الآثاري ، اقول لكم : هبوا لإنقاذها ، لا وقت للوقت في نينوى..!



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بحيرة البجع والبولشوي في الجبايش
- أركاديا ( الخيال بلون القصب )
- خوليو اجليسياس : شكراً عبادي العماري...`
- أحمد الناصري ، شاكر الناصري ، ( أنا ) الناصري
- الميثولوجيا من سنحاريب الى داعش
- سدخان وشيش خان ومنصور خان....!
- شمعة في نهارٍ مشمس
- حكايات المعدان عن زهرة التوليب
- السنونو وقميصهُ الأسود
- صابئة الاهوار وأهوار الصابئة...!
- أساطير المطرب نسيم عودة
- الظلُ في الظلِ شمسٌ مُستحية................!
- هموم المعدان وعطاس الجواميس
- التصوف بين السياسة والكياسة
- نصيحة النبي العزير
- داعش لا تأكل النساتل والبيتزا
- فنتازيا الحرف السومري ( بين نينوى وعاشوراء )
- ديميس روسوس ..مراثي الناصرية وكافافيس
- كاظم الركابي وسورية حسين........!
- نجم والي ( دخان المارلبورو وكوفية عرفات وكرايسكي )


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - نعيم عبد مهلهل - لا وقت للوقت في نينوى ...!