أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - الأحتفاء بفخذ الثور المجنح














المزيد.....

الأحتفاء بفخذ الثور المجنح


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 4750 - 2015 / 3 / 16 - 22:16
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


الأحتفاء بفخذ الثور المجنح
نعيم عبد مهلهل

لم أشاهد مصارعة الثيران في حلبة سوى في حلبات المصارعة الإسبانية التي كنا نشاهدها في التلفاز وافلام السينما. ومنها اكتشفت أن الثيران مصابة بعمى الالوان وأن الاحمر يثيرها ويستفزها ، وكنت استعيد أمنية زيارة بلادنا المفقودة في الجانب الاخر من البحر المتوسط ( الأندلس ) حتى أتمكن من زيارة حلبات مصارعة الثيران ، هذه الاستعادة تتم من خلال مصادفة ثوران يتناطحان أمامي وقت خروجي من المدرسة أو الذهاب اليها ، فأتخيل الفرق بين صراع الديكة في منطقة الصفاة قرب بيتنا في الناصرية ، حيث كان لأخي المرحوم عبد اليمة ديك هراتي منقاره مثل سيف محارب سومري يبطش بخصومه من الديكة الاخرى ، وكنت انال بسبب فوزه الأربعين فلسا التي اقتني فيها بطاقة السينما عندما يكرمني اخي مع كل فوز لديكه الأسطوري ، وذات يوم انسل بعض الاشخاص المجهولين والمتضررين من قوة الديك الهراتي الى سطح بيتنا واطعموا ديك اخي الاحمر لقمة خبز مدهونة بسم الزرنيخ فمات .
ذات يوم وبسبب العراك بين ثورين في قريتنا ، سقط احدهم بفضل ضربة قاضية من قرن منافسه وانكسرت قدمه ولم يعد بالإمكان تجبيرها ، ومع حزن صاحبه لأنه كان ثورا يريح اناثه من الابقار ويحملهن على انجاب العجول من خلال فحولته الهائلة ، إلا انه من كسر رجله لم يعد قادرا على فعل أي شيء، فقرر ذبحه ، وكانت حصتنا نحن معلمي المدرسة فخذه الكبير الذي يزن حوالي خمسين كيلو غرام ، ولعدم وجود ثلاجة تحفظ لحمه قررنا اقامة حفلة شواء كبيرة امام المدرسة دعينا أليها حتى تلاميذ مدرستنا الاربعين.
وبعد نهاية دوام المدرسة ابتدأت حفلة الشواء وسط سعادة الاطفال وحزن اباءهم وهم يرون فحل القرية يشوى في النار ، فيما كانت البقرات يراقب من بعيد حزن حرق ذكرهن فكان عليهن أن يظهرن نحيبا خفيا ونظرات غاضبة مصوبة باتجاهنا.
أتذكر اليوم حفلة الشواء هذه ، بعد أن رأيت داعش تشوي ثيران نينوى المجنحة بمعاولها وسط نظرات حزن العالم كلها ، وكلما هبط المعول على فخذ الثور المنتصب بشمخ على بوابات نمرود اطلق شهقة من الحزن .
ها هي الحلبة يتعامل فيها مصارعون قساة مع ثيراننا الاثارية ، وهاهم يستخدم الجرافات والديناميت والمعاول بدلا من قطع القماش الحمراء لترويضا .
بين ذلك الامس الذي كنا في ظهيرة الاهوار نحتفي بشواء اللحم الذكوري للثور المهزوم في صراعه مع ثور آخر وبين هذا الحاضر الموجع الذي يشوى فيه التأريخ على مواقد البرابرة والتكفيرين ، أسجل حزني من اجل ذلك الثور الفحل الذي ارغم كسرَ ساقه صاحبه على ذبحه وكانت دموعه تتساقط حزنا ورضا من أن قدره انتهى مع هزيمته في حلبة الصراع .
أما الثور المجنح الصخري فهو حتما سينحب ، ومعه سيتعالى نواح اليونسكو واهل نينوى وكل البلاد من جنوب سومر حتى آخر نقطة ضوء خضراء فوق جبل شمالي.



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماري العاشقة وشبوط المتيم
- رابطة أصدقاء ماركيز في الجبايش ....!
- فوبرتال ومواليد الأمكنة النائية
- حُزنكَ حُزنْ مِعدانْ..!
- موسيقى تقشير الموز
- توابيت السفر الى أبدية القصب
- لا وقت للوقت في نينوى ...!
- بحيرة البجع والبولشوي في الجبايش
- أركاديا ( الخيال بلون القصب )
- خوليو اجليسياس : شكراً عبادي العماري...`
- أحمد الناصري ، شاكر الناصري ، ( أنا ) الناصري
- الميثولوجيا من سنحاريب الى داعش
- سدخان وشيش خان ومنصور خان....!
- شمعة في نهارٍ مشمس
- حكايات المعدان عن زهرة التوليب
- السنونو وقميصهُ الأسود
- صابئة الاهوار وأهوار الصابئة...!
- أساطير المطرب نسيم عودة
- الظلُ في الظلِ شمسٌ مُستحية................!
- هموم المعدان وعطاس الجواميس


المزيد.....




- كوريا الشمالية: المساعدات الأمريكية لأوكرانيا لن توقف تقدم ا ...
- بيونغ يانغ: ساحة المعركة في أوكرانيا أضحت مقبرة لأسلحة الولا ...
- جنود الجيش الأوكراني يفككون مدافع -إم -777- الأمريكية
- العلماء الروس يحولون النفايات إلى أسمنت رخيص التكلفة
- سيناريو هوليودي.. سرقة 60 ألف دولار ومصوغات ذهبية بسطو مسلح ...
- مصر.. تفاصيل جديدة في واقعة اتهام قاصر لرجل أعمال باستغلالها ...
- بعد نفي حصولها على جواز دبلوماسي.. القضاء العراقي يحكم بسجن ...
- قلق أمريكي من تكرار هجوم -كروكوس- الإرهابي في الولايات المتح ...
- البنتاغون: بناء ميناء عائم قبالة سواحل غزة سيبدأ قريبا جدا
- البنتاغون يؤكد عدم وجود مؤشرات على اجتياح رفح


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - الأحتفاء بفخذ الثور المجنح