أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - إسكافي الخيول والعريف ديغول














المزيد.....

إسكافي الخيول والعريف ديغول


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 4763 - 2015 / 3 / 30 - 22:44
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


الحرب ذاكرةٌ تسكن الجميع ، انها منذ الياذة هيموروس والحرب والسلم لتولستوي ، ودون كيشوته لسيرفانتس ، والحرب في حي الطرب لنجم والي ، تمثل الهزة الخفية في ارواحنا ، متى نقرأها في رواية او نشاهدها في فيلم يرعب اجفاننا كما في ( الرؤية الآن ) لفرانسيس كابولا ، و نعيشها كحقيقة يوم يأمركَ عريف الفصيل بحشو المدفع بقذيفته ولتذهب الى مكان غير معلوم وراء الجبل لتقتل رعاة او جنودا أو اطفال قرية أو لتحرق غابة جوز أو بستان تفاح أو تين أو خوخ.
وحين غادرتها وعدت ثانية الى مراعي أحلام البشر الطيبين بين دفيء الماء وخضرة القصب ، ظلت الحرب تلاحق اجفاننا وأسماعنا منذ حرب خط بارليف وانتهاءً بحرب عبدان. وكانت ملامحها تطل علينا في مجتمع القرية الأهوارية حين يلتحق أو يجيء ابناؤها من الجنود ذاهبين أو قادمين من والى جبهات الحرب ، وحين اخبرني احدهم وكان من تلامذتي انه لم يجد صنفاً امامه في جدول التطوع سوى أن يكون اسكافيا ، وهو حزين أن يُرغمَ على رفع قدم البغل ليدق فيها مسامير نعله الحديدي أو يصلح بساطيل الجنود التي تلفت قبل عمرها المحسوب حتى يتم تبديلها.
قلت له : حظك من السماء يا ردن ( نعم كان أسمهُ ردن ) لأن ابيه لحظة انتظاره لمخاض ولده خلف باب الصريفة ، مرت جاموسة قادمة من الماء ومازحته بقرونها وسحبت ردن دشداشته وبذات اللحظة علا صوت الوليد قادما الى الحياة فسماه ابوه ( ردن ) .
قال : وكيف حظي من السماء وأنا كل يومي حدوة حصان وبساطيل ممزقة .؟!
قلت : ولكن هذا الصنف ينقذك من الحرب في الحجابات والشظايا وفزع موت رصاص القنص وهجمات البسيج.
قال : في هذا لك حق. اعيش اسكافيا ولا اموت في حرب اردت فيها راتبا لعائلتي بعد أن شح الماء وقلَ انتاج ( الجِمس ) ، أما الحرب فلن افكر بخوضها حين اتيت الى الجيش فحلمي ان اكون عريف اعاشه لأشبعَ من صمون الجيش ، واليابس منه اجيء به علفا لدوابنا.
أقتنع ( ردن ) بقدره مع حدوة البغل والبسطال المتهرئ لأعيش خيال قصة تعرض لها الجنرال ديغول اثناء قيادته جيش فرنسا الحرة ضد الاحتلال النازي ، عندما كان يفتش عن اسكافي ليصلح حذاءه العسكري الممزق ، وحين وجدوا عريفا اسكافيا في جيش المقاومة قالوا له : الجنرال يريدكَ.
فرد عليهم : قولوا حذاء الجنرال يريدكَ لأن الجنرال لا يعرفني ، ولكن حذاءه يعرفني .
سمع ديغول بقصة هذا الجندي ، وقال ، يا ليتني عريفا اسكافيا لأتنعمَ بحكمة هذا الجندي ، لقد منحني حكمة أن يكون الجنرال في الحرب وغيرها صديقا لجميع جنوده...
سمع ( ردن ) الحكاية وابتسم ثم قال : ولكن آمر لواءنا لايُريد أن يكون صديق الجنود ، بل آمرهم فقط..........!



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل لدى لينين حَظْ وبَخت ؟
- مدافع أم البنين
- هناك بريمر وهنا مطشر
- الفيمتو ينافس حليب الجاموسة
- المشحوف وحصان دون كيشوت
- الرقصة الغجرية في حرب نجم والي
- مدافع نافارون وصرائف أم شعثه ..!
- أيتاليو كالفينو في الكحلاء
- العربانةُ من جلجامش الى هادي ماهود
- الشامُ بعيدةٌ يا سورية دشر...!
- رامبو وزمن العزلة
- الأذربيجاني يشتري الخِشالة
- اليهودي وزورق البازة والشخاط...!
- الأحتفاء بفخذ الثور المجنح
- ماري العاشقة وشبوط المتيم
- رابطة أصدقاء ماركيز في الجبايش ....!
- فوبرتال ومواليد الأمكنة النائية
- حُزنكَ حُزنْ مِعدانْ..!
- موسيقى تقشير الموز
- توابيت السفر الى أبدية القصب


المزيد.....




- ?? مباشر: عملية رفح العسكرية تلوح في الأفق والجيش ينتظر الضو ...
- أمريكا: إضفاء الشرعية على المستوطنات الإسرائيلية في الضفة ال ...
- الأردن ينتخب برلمانه الـ20 في سبتمبر.. وبرلماني سابق: الانتخ ...
- مسؤولة أميركية تكشف عن 3 أهداف أساسية في غزة
- تيك توك يتعهد بالطعن على الحظر الأمريكي ويصفه بـ -غير الدستو ...
- ما هو -الدوكسنغ- ؟ وكيف تحمي نفسك من مخاطره؟
- بالفيديو.. الشرطة الإسرائيلية تنقذ بن غفير من اعتداء جماهيري ...
- قلق دولي من خطر نووي.. روسيا تستخدم -الفيتو- ضد قرار أممي
- 8 طرق مميزة لشحن الهاتف الذكي بسرعة فائقة
- لا ترمها في القمامة.. فوائد -خفية- لقشر البيض


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - إسكافي الخيول والعريف ديغول