أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - هل لدى لينين حَظْ وبَخت ؟














المزيد.....

هل لدى لينين حَظْ وبَخت ؟


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 4762 - 2015 / 3 / 29 - 21:42
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    



في نوادر قصص النضال الشيوعي في العراق حكايات كثيرة وأجملها من يرتديَّ ثوبه الريفي حيث تتفاجيء بساطة وبراءة وفطرية المنتمين الجدد الى التنظيمات التي حرص على تأسيسها وادامتها المعلمون في مدارس الارياف والاهوار وغيرها من الاماكن.
بعض هذه القصص بسبب طبيعتها ونقاء روح حاملها تذهب الى شيء من الأسطرة في أثناء تداولها بين الناس وتغير مضمونها ومكانها ، ولكنها في اغلبها حكايات واقعية كأن يسأل احد الفلاحين من المنتمين الجدد الى اليسار العراقي من قبل مسؤول الخلية السؤال التالي : أين وصلت الاشتراكية في الاتحاد السوفيتي ، فيجيب الفلاح : الى سقف الطوفه يا رفيقي ( والطوفه بلهجة اهل الريف هو الجدار الطيني الذي يسور البيت ) .
فيتعجب المسؤول ويسأله كيف تعتقد هذا ، فيما هي وصلت الى القمر حين ارسل الروس مركبتهم الفضائية ( لونخوذ ) ؟
فيرد الفلاح :رفيقي الاشتراكية بالنسبة لي هي طوفة بيتي التي ابنيها الآن ،اينما يصل بناءها تصل الاشتراكية.
طرفة أخرى لا أنساها حين نُظم شغاتي في خلية شيوعية ليكون أول سياسي في القرية الهادئة التي لم تتخيل في يوم ما أن كراسات ماركس ولينين ومجلة الصين اليوم تصلها التي يقرأها المعلمون في الخلسة والعلن ويحاولون أن ينقلوا هذه المبادئ لحياة الناس ، فلا يجدون ما ينفعهم منها الكثير ، لأن الاشتراكية هنا موجودة بفطرة المكان منذ أن حمل امير السلالة الثالثة أور ــ نمو طاسة الطين على رأسه ليشارك عمال البناء في بناء اول معبد شاهق في التأريخ ( زقورة أور ) والى اليوم الذي انتمى فيه شغاتي ليكون شيوعيا وعليه أن يذهب كل يوم الى قضاء الجبايش لحضور الاجتماع في الحلقة الحزبية المتكونة من 8 افراد من قرى مختلفة ، وكان الاجتماع يقام في اكمة من القصب في ضواحي المدينة خوفا من الامن والشرطة والمخبرين.
وحتى دون أن يخبر زوجته أم مكسيم عن سبب سفره الحقيقي ، يطوي شغاتي اوراقه أول الصباح يخبئها في كيس من القماش وقبل أن تستيقظ القرية يأخذ زورقه متوجها الى مركز القضاء ويخبرها انه يذهب لإيصال البريد ، فتتعجب وتقول : لماذا في هذا الوقت من كل اسبوع يكون بريدك ، وخصوصا عندما سمعت أن زميله ريكان ينوي بالزواج من امرأة ثانية تعرف عليها صدفة في سوق الجبايش.
يقرأ شغاتي شكَ زوجته ، ويقول لها :نعم تعرفت على امرأة ثانية أسمها اشتراكية ، لكِ ستة ايام في الاسبوع ولها يوما واحدا.
يومها هرعت اليَّ المسكينة مذعورة وهي تندب حظها وحكت لي قصة اشتراكية التي تزوجها في قضاء الجبايش وربما بنى لها بيتاً .
ضحكت وقتها واخبرتها لتطمئن إن اشتراكية التي يقترن بها شغاتي ليس امرأة وإنما هي فكره تطور حياتكما العائلية نحو الأفضل.
فصدقتْ وعادت مطمئنة ولم تعد تسألهُ مثل كل مرة.
ذات يوم عاد شغاتي وثيابه كلها ملطخة بالطين ويضحك بقوة .جعلتني انتبه وأسأله ؟
قال : اليوم واثناء الاجتماع الحزبي داهمنا رجال الامن وهربنا ركضا كل إلى جهة ، وكان معنا أسماعيل الفراش السمين في المدرسة الاسدية ، ركض معنا ولكن بصعوبة وحين وصلنا الى ساقية نشف فيها الماء ولم يكن فيها سوى الطين عبرناها نحن قفزا ، اما هو لأنه سمين لم يستطع ، فشاهدته يلتفت حائرا يمينا وشمالا ، وربما يتذكر مقولة طارق بن زياد : البحر وراءكم والعدو امامكم فأين المفر . عندها اغمض الرجل عينيه وقال : نجفت ( أي ندخل في الطين ) عساها ببختْ لينين وحظه .



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مدافع أم البنين
- هناك بريمر وهنا مطشر
- الفيمتو ينافس حليب الجاموسة
- المشحوف وحصان دون كيشوت
- الرقصة الغجرية في حرب نجم والي
- مدافع نافارون وصرائف أم شعثه ..!
- أيتاليو كالفينو في الكحلاء
- العربانةُ من جلجامش الى هادي ماهود
- الشامُ بعيدةٌ يا سورية دشر...!
- رامبو وزمن العزلة
- الأذربيجاني يشتري الخِشالة
- اليهودي وزورق البازة والشخاط...!
- الأحتفاء بفخذ الثور المجنح
- ماري العاشقة وشبوط المتيم
- رابطة أصدقاء ماركيز في الجبايش ....!
- فوبرتال ومواليد الأمكنة النائية
- حُزنكَ حُزنْ مِعدانْ..!
- موسيقى تقشير الموز
- توابيت السفر الى أبدية القصب
- لا وقت للوقت في نينوى ...!


المزيد.....




- مكالمة هاتفية حدثت خلال لقاء محمد بن سلمان والسيناتور غراهام ...
- السعودية توقف المالكي لتحرشه بمواطن في مكة وتشهّر باسمه كامل ...
- دراسة: كل ذكرى جديدة نكوّنها تسبب ضررا لخلايا أدمغتنا
- كلب آلي أمريكي مزود بقاذف لهب (فيديو)
- -شياطين الغبار- تثير الفزع في المدينة المنورة (فيديو)
- مصادر فرنسية تكشف عن صفقة أسلحة لتجهيز عدد من الكتائب في الج ...
- ضابط استخبارات سابق يكشف عن آثار تورط فرنسي في معارك ماريوبو ...
- بولندا تنوي إعادة الأوكرانيين المتهربين من الخدمة العسكرية إ ...
- سوية الاستقبال في الولايات المتحدة لا تناسب أردوغان
- الغرب يثير هستيريا عسكرية ونووية


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - هل لدى لينين حَظْ وبَخت ؟