أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - العربانةُ من جلجامش الى هادي ماهود














المزيد.....

العربانةُ من جلجامش الى هادي ماهود


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 4755 - 2015 / 3 / 21 - 23:18
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    



يضع صديقي الموسيقار سامي نسيم موسيقاه التصورية لفيلم (العربانه ) للمخرج العراقي هادي ماهود من خلال موسيقى شجن روح المكان الموغل بقداسات الكهنة والابوذيات عبر تلك الثنائية التي ابتدأها جلجامش في ذات المكان الذي صور فيه ماهود فيلمه القصير ( العربانه ) ، أوروك أرض الملح والنخيل ، ساحة الحرب ، وملاعب الطفولة.
الفيلم بثلاثة عشر دقيقة ، صُورَ لحساب بغداد عاصمة الثقافة .
يضع هادي ماهود حرفته واحلامه تحت عجلات عربته ليسجل وقائع تأريخ المكان مع أبدية قدره وحزنه وخيباته ، ومنذ اللحظة التي يطل منها وجه صديقي ياسر البراك وهو يسجل في عمق ما يختزل الجفن من حيرة الأماكن لثوانٍ ليختفي ، وتبدأ السيرة الذاتية للمحنة التي ظلت تركب العربات الصاعدة الى دلمون منذ اول رحلة خلود والى اخر طلقة حرب جاءت ويلفها علم الحنين عائدة الى اوروك حيث تمثل تقاسيم وصوت صديقي الآخر ( نجم عذوف ) شيئا من تقاسيم الاغنية التي كانت تتلى تحت ظلال النخيل وعند بوابات المعابد وفوق سواتر حرب.
أنها قصة وطن غادره فتى من أوروك ، وصل الى استراليا ، وعرض بضاعته في اليابان ، وسجال تواريخ الغرقى في الشواطئ الإندونيسية من فقراء اللجوء والهاربين من جحيم احراق قرى الاهوار وزنزانات مديرات الى الأمن الى انتظار الكمبات والشك الذي يلازم اللاجئين هل هذا لحم خنزير ام ذبح حلال ذلك الذي يقدم اليهم كطعام.؟
يمسك ( نجم عذوف ) لجام العربة ، ويمسك صدى الرغبة في سير الحفاة الى كربلاء من أجل شفاعة وسلام وطن ، فما يحرك هادي مشاعره بحرفية عاشق لرصد الأسى الذي يغور في ذاكرة الجنود لتتلقفهم الجبهات في يانصيب الموت والحياة وحين يعودون يغادرون القطارات وباصات الريف ويصعدون عربة القدر التي تسجل على طرقاتها الترابية أساطير هذه المشاهد القاسية لبلد يأن من طعنة الحرب والمفخخة ولتسجل العدسة بتفرد من زواياها الذكية حكايات البالونات التي تشع برغبة الأمل أن جلجامش يعود ليرمم هذا الخراب.
فيلم ( العربانه ) سجل لزمنٍ الحزن والحلم والذكرى في المسافة القصيرة ربما بين محطة قطار السماوة والى المكان الذي يعتقد فيه الجندي القادم من مدن البارود أنه سيعود الى بستانه وحضن زوجته أم لهفة أبيه.
الفيلم سجلٌ لهذا القدر الذي يعتقده هادي ويسجله في رسالته السينمائية أنه تحولات الوجع منذ أن ناحت ننسون أم جلجامش من أجل عودة ولدها في رحلة مبتغاه الذي لم يتحقق .
وكذا العربانه هي سفر الى ما لم يتحقق ، إلا أن التوثيق من خلال عيون الجندي تعيد تلك المشاهد التي صادفها الملك السومري في عودته الى اوروك ،حيث الحروب تبدل الحياة ،فلم يعد انكيدو وحده من حملهُ نعش حزن البلاد ، بل آلاف الجنود مثله.
العربانه مشاهد لوطن أسكن فيه الجنوب رائية العدسة في بحثها عن هاجس تسجيلي متقن الفكرة بالرغم من الأمكنة لم تبتعد اكثر مما نتحمله وسنتحمله في بلوى البلاد التي وثقها هادي ماهود في اكثر من عمل سينمائي ، وها هو في العربانه يصوره بتقنية بسيطة في طغيان الأسود والابيض المحتفل بمعاني القصيدة التي تسكن نواح الامهات قرب نعوش ابنائهن .
وهذا النواح هو الاب الروحي للتاريخ البعيد لذات النواح الاول الذي أدركَ فيه ملك اورك أن الحياة خلودها في سلام الروح.
لكن اوروك لم تعرف هذا السلام بسبب ما ابتلت وستبتلي بذلك المجون الخرافي الذي اسمه ( تاج الملك ) الذي ينتج بدل القمح ( بيريات وخوذ ) الحرب .
وقائع الفيلم ،صورة الخواطر التي تسكن وعي المخرج . نجح أم لم ينجح في توصيل رسالته ، هذا قد لا يبدو مهماً في رؤية الناقد ، فثلاثة عشر دقيقة قد لا تكون كافية لتدوين محطات الطريق في سفر جلجامش ،لكنها في سفر هادي والعربة هي محطات ترينا ذلك القدر الذي سجلته الآلهة على جباهنا ، وصورته كاميرة المخرج ( السَماويُّ ) ليرينا بعض ما نخفيه ونخشى أن نجاهر فيه..!



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشامُ بعيدةٌ يا سورية دشر...!
- رامبو وزمن العزلة
- الأذربيجاني يشتري الخِشالة
- اليهودي وزورق البازة والشخاط...!
- الأحتفاء بفخذ الثور المجنح
- ماري العاشقة وشبوط المتيم
- رابطة أصدقاء ماركيز في الجبايش ....!
- فوبرتال ومواليد الأمكنة النائية
- حُزنكَ حُزنْ مِعدانْ..!
- موسيقى تقشير الموز
- توابيت السفر الى أبدية القصب
- لا وقت للوقت في نينوى ...!
- بحيرة البجع والبولشوي في الجبايش
- أركاديا ( الخيال بلون القصب )
- خوليو اجليسياس : شكراً عبادي العماري...`
- أحمد الناصري ، شاكر الناصري ، ( أنا ) الناصري
- الميثولوجيا من سنحاريب الى داعش
- سدخان وشيش خان ومنصور خان....!
- شمعة في نهارٍ مشمس
- حكايات المعدان عن زهرة التوليب


المزيد.....




- سلمان رشدي لـCNN: المهاجم لم يقرأ -آيات شيطانية-.. وكان كافي ...
- مصر: قتل واعتداء جنسي على رضيعة سودانية -جريمة عابرة للجنسي ...
- بهذه السيارة الكهربائية تريد فولكس فاغن كسب الشباب الصيني!
- النرويج بصدد الاعتراف بدولة فلسطين
- نجمة داوود الحمراء تجدد نداءها للتبرع بالدم
- الخارجية الروسية تنفي نيتها وقف إصدار الوثائق للروس في الخار ...
- ماكرون: قواعد اللعبة تغيرت وأوروبا قد تموت
- بالفيديو.. غارة إسرائيلية تستهدف منزلا في بلدة عيتا الشعب جن ...
- روسيا تختبر غواصة صاروخية جديدة
- أطعمة تضر المفاصل


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - العربانةُ من جلجامش الى هادي ماهود