أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - أيتاليو كالفينو في الكحلاء














المزيد.....

أيتاليو كالفينو في الكحلاء


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 4755 - 2015 / 3 / 22 - 21:34
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


أيتاليو كالفينو في الكحلاء
نعيم عبد مهلهل

كتب أيتاليو كالفينو ( مدن لا مرئية ) ليكتشف الغيب في ثياب المدن وليمنحَ قارئه القدرة على اكتساب الاستشراق الروحي ليتغير شكل ما نراه من مدن الى ظلال اليوتيبيا التي لا تشابهها عمارة وهندسة في مدن الارض التي نراها في سفرنا بالقطارات والحافلات والطائرات.
ولا أدري لماذا كتاب كالفينو عاش معي تلك الألفة الساحرة مع بيئة الماء وقرى القصب وأسراب الطيور في ناحية الكحلاء ، حيث أسعدتني تواريخ المكان والتجمعات السكانية التي تعيش غرابة قيامتها الارضية والمائية وهي طافية على الموج وكأن المكان سفينة هائلة من القصب تحمل تواريخ الأنسان في هذا المكان منذ نوح وحتى بدء هجرات الصابئة المندائيين من الكحلاء الى بغداد ملتحقين بالجامعات وآخرون بدأوا بتأسيس محلات صياغة الذهب في شارع النهر.
عشت في الكحلاء لأرى ما رأيته الليدي دوورا ، وما رأته رأيتهُ انا ولكني لن أكتب عنه لأن تكرار ما كتبه غيركَ يعتبر تقليدا وليس أبداعا، أنا فقط راقبت حياة الناس في صباحات القصب حين تعكس تلك المدن الصغيرة ( القرى ) صورة معكوسة عن حياة لا تأبه بقدريتها مع الطوفان والريح العالية التي قد تقلعَ بيوتهم وترميها بعيدا بأي ( عجاجة صيف ).
لكن صورة المندائي المضيء ببريق الذهب وصفاء روحانيات ثوبه الأبيض وهو يؤدي في الماء طقوسا عمرها الاف الأعوام وهي تجاور المسير الازلي للمعيدي الذاهب والاتي من الجبيشة الى الماء تعكس تآلفا غريبا بين رجل يجدَ في دموع الأمام الذي حملوا رأسه من كربلاء الى الشام ومصر مسبياً أصفى من كل امطار الشتاء الشحيح وبين الترميذا المندائي الذي حمل دموع نبيه يحيى في الصحن الذي حملوا فيه رأس نبيه المذبوح ، لتشاهد في رؤى مخيلة كالفينو انتاج لغرائبية ولادة مدينة من روح الماء وطقوسه لتكون الكحلاء ، مثل تلك المدن التي ولدت من حزن الاساطير ونذورها الحزينة في ظلم الاقبية المبنية من الآجر والقصب وأغاني الوداع للقاء ربما سيكون في دلمون.
لم تكتب الليدي دوورا شيئا عن دلمون ، بالرغم أن أهل الكحلاء من المندائيين كانوا في طقوس التعميد يؤسسون لحظة النظافة الروحية والجسدية التي يكونوا فيها مهيئين للوصول الى منطقة الانوار حيث تسبح الروح في رغبة لتكون مع الرب المزكى في مدن الانوار وبمساعدة ملاك طيب يدعى ( زيوا ) وهو يقابل الملاك جبرائيل في الديانة الاسلامية.
لقد كانت تراقب الحياة في مدن الكحلاء وقلعة صالح والحلفاية من خلال اليوم المندائي لكنها لن تفرغ نفسها جيدا لدراسة المقارن الذي يعيش قربه ملاصقة المكون الآخر ، المعدان واصحاب حقول الشلب ورؤساء الاقطاعات الكبيرة من ال بومحمد والسواعد وتميم والسودان وآل زريج والبهادل وبني مالك وغيرهم.
لكني الآن وأنا ارتدي معطف إيطاليو كالفينو أصنع تجوال الدهشة بهذا التكوين المعماري الذي يتحدى العصور والإمبراطوريات وكل المحن الغابرة وحروب المراصد والدبابات .
أجمع الصور في أجفاني والكلمات في ذاكرتي والغرام في قلبي ، وكأني اهيئها لمادة تحتفي ببراءة المكان وغرابته ، ومن أجل استعادة تلك الفتنة التي تحدثت عنها الاساطير والابوذيات في حنجرة واحدة.!



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العربانةُ من جلجامش الى هادي ماهود
- الشامُ بعيدةٌ يا سورية دشر...!
- رامبو وزمن العزلة
- الأذربيجاني يشتري الخِشالة
- اليهودي وزورق البازة والشخاط...!
- الأحتفاء بفخذ الثور المجنح
- ماري العاشقة وشبوط المتيم
- رابطة أصدقاء ماركيز في الجبايش ....!
- فوبرتال ومواليد الأمكنة النائية
- حُزنكَ حُزنْ مِعدانْ..!
- موسيقى تقشير الموز
- توابيت السفر الى أبدية القصب
- لا وقت للوقت في نينوى ...!
- بحيرة البجع والبولشوي في الجبايش
- أركاديا ( الخيال بلون القصب )
- خوليو اجليسياس : شكراً عبادي العماري...`
- أحمد الناصري ، شاكر الناصري ، ( أنا ) الناصري
- الميثولوجيا من سنحاريب الى داعش
- سدخان وشيش خان ومنصور خان....!
- شمعة في نهارٍ مشمس


المزيد.....




- نقار خشب يقرع جرس منزل أحد الأشخاص بسرعة ودون توقف.. شاهد ال ...
- طلبت الشرطة إيقاف التصوير.. شاهد ما حدث لفيل ضلّ طريقه خلال ...
- اجتياج مرتقب لرفح.. أكسيوس تكشف عن لقاء في القاهرة مع رئيس أ ...
- مسؤول: الجيش الإسرائيلي ينتظر الضوء الأخضر لاجتياح رفح
- -سي إن إن- تكشف تفاصيل مكالمة الـ5 دقائق بين ترامب وبن سلمان ...
- بعد تعاونها مع كلينتون.. ملالا يوسف زاي تؤكد دعمها لفلسطين
- السيسي يوجه رسالة للمصريين حول سيناء وتحركات إسرائيل
- مستشار سابق في -الناتو-: زيلينسكي يدفع أوكرانيا نحو -الدمار ...
- محامو الكونغو لشركة -آبل-: منتجاتكم ملوثة بدماء الشعب الكونغ ...
- -إيكونوميست-: المساعدات الأمريكية الجديدة لن تساعد أوكرانيا ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - أيتاليو كالفينو في الكحلاء