أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - السوابيط ومنصات ناسا














المزيد.....

السوابيط ومنصات ناسا


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 4765 - 2015 / 4 / 1 - 20:41
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


حين هبطت مركبة الفضاء الأمريكية ابولو 9 على سطح القمر في مكان جغرافي يسمى ( بحر الهدوء ) في العشرين من تموز عام 1969 ، كنت أنا أقف أمام موظفة الذاتية استلم كتاب تعيني معلما في مدرسة (البواسل ) في احدى قرى هور الجبايش.
وبينما كان العالم كله ينظر بأعجاب الى خطوة رائد الفضاء نيل ارمسترونغ وهي تضع حذائها الثقيل على ارض القمر لتلغيَّ مئات القرون من الرومانسية والتغزل بهذا البدر الذهبي ، في هذه اللحظة الحاسمة كنت أنا انظر بأعجاب الى الوجه الجميل لتلك الموظفة ونبض قلبي يقول : القمر هنا وليس الذي ذهبت اليه وكالة ناسا.
انتظرت شهرين لحين المباشرة والذهاب الى عالمي الجديد ، ونظرا لعدم توفر الزورق الذي يوصلني اليها في ذلك النهار انتظرت حتى المساء لأصل اليها في ليلة مقمرة عكس فيها قرص القمر كامل ضوئه الذهبي وهو يمتزج مع ندى الماء الذي يبلل القصب وسطوح صرائف القرية لأشعر بهاجس غامض أن رائد الفضاء نيل ارمسترونغ نزل بخطواته الفضائية ليتجول بين بيوت القرية التي لم يصلها الى اليوم خبر هبوط ابولو على سطح القمر ، وحتما سوف لن يصدقوا ويعتبرون هذا تعديا على حرمة السماء ، فهم يعرفون بفضل ما كان يقصه عليهم قارئ المجلس الحسيني أن النبي محمد ( ص ) وحده من استطاع ان يذهب في مسافات السماء ويصعد بمركبة اسمها البراق ويعرج الى ابعد نقطة في السماء حيث سدرة الملتقى ، وأن يسافر جوا من البيت الجديد في مكة الى البيت العتيق في بيت المقدس.
لم اتحدث معهم عن جولة ارمسترونغ بين بيوت القرية ، ولم انقل لهم اخبار ناسا ، فهي لا تهمهم ، وبالرغم من هذا ابقت صورة القمر مشاعر تلك اللحظة التي كنا نشعر فيها أن النومَ على السوابيط في ليالي الصيف المقمرة يقربنا الى القمر دون الحاجة الى الاستعانة بناسا التي تفكر اليوم ببناء الباص الفضائي الذي ينقل الراغبين بالسفر الى القمر سياحة أو سكن .
لقد كانت السوابيط المصنوعة عن القصب والتي ترتفع بمقدار مترين على سطح البحر وتطل على المدى الاخضر للهور الذي حولها ، كانت هي باصتنا التي تنقلنا بخيالنا الى مدن مفترضة تنتشر على القمر والى سكانه الذين اغلبهم من الشعراء الذين تغزلوا به على مر العصور ومن بينهم هذا كائن الجميل والممتلئ براءة والذي جسده الروائي الفرنسي سانت اكزبوري في روايته الشهيرة ( الأمير الصغير ).
كانت السوابيط باصات جميلة ومريحة ولا تشم فيها دخان الديزل الذي تتقيأه باصات الريم القديمة التي كانت تنقل الجنود من كراج المدن الى جبهات الحرب . واجمل ايضا من ابولو التي صممت على شكل حيوان خرافي لتؤكد الانتصار على المستحيل الذي سكن الانسان من ان غزو الفضاء من المستحيلات ، خاصة بعد أن قتل رائد الفضاء السوفيتي يوري كاكارين وهو يجرب الطيران بطائرة ميك .
كانت هذه السوابيط الوساطة الاجمل والارخص والاسهل لتذهب بنا الى المكان الذي استغرق من عقل ناسا سنوات لتصنعه ، لكن سوابيط القصب تصنعه بلحظة تأمل واحده لتحس أنكَ الأن تتجول فوق سطح القمر وانت تطوي ذراعيكَ بسعادة حول خصر موظفة الذاتية الجميلة.



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- موزارت في قريتنا
- إسكافي الخيول والعريف ديغول
- هل لدى لينين حَظْ وبَخت ؟
- مدافع أم البنين
- هناك بريمر وهنا مطشر
- الفيمتو ينافس حليب الجاموسة
- المشحوف وحصان دون كيشوت
- الرقصة الغجرية في حرب نجم والي
- مدافع نافارون وصرائف أم شعثه ..!
- أيتاليو كالفينو في الكحلاء
- العربانةُ من جلجامش الى هادي ماهود
- الشامُ بعيدةٌ يا سورية دشر...!
- رامبو وزمن العزلة
- الأذربيجاني يشتري الخِشالة
- اليهودي وزورق البازة والشخاط...!
- الأحتفاء بفخذ الثور المجنح
- ماري العاشقة وشبوط المتيم
- رابطة أصدقاء ماركيز في الجبايش ....!
- فوبرتال ومواليد الأمكنة النائية
- حُزنكَ حُزنْ مِعدانْ..!


المزيد.....




- -ضربه بالشاكوش حتى الموت في العراق-.. مقطع فيديو لجريمة مروع ...
- آلاف الأردنيين يواصلون احتجاجاتهم قرب سفارة إسرائيل في عمان ...
- نتانياهو يوافق على إرسال وفدين إلى مصر وقطر لإجراء محادثات ح ...
- الإسباني تشابي ألونسو يعلن استمراره في تدريب نادي ليفركوزن
- لأول مرة.. غضب كبير في مصر لعدم بث قرآن يوم الجمعة
- القيادة المركزية الأمريكية تعلن تدمير 4 مسيّرات للحوثيين فوق ...
- صاحب شركة روسية مصنعة لنظام التشغيل Astra Linux OS يدخل قائم ...
- رئيسا الموساد والشاباك يتوجهان إلى الدوحة والقاهرة لاستكمال ...
- مصر.. فتاة تنتحر بعد مقتل خطيبها بطريقة مروعة
- علاء مبارك يسخر من مجلس الأمن


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - السوابيط ومنصات ناسا