أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - موزارت في قريتنا














المزيد.....

موزارت في قريتنا


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 4764 - 2015 / 3 / 31 - 21:49
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    



تمسكنا الموسيقى من نياط قلوبنا فنسجل معها مشاعر ذكريات تديم فينا الأمل وحب الحياة وتخلصنا من ملوثات الحياة الاتية من أمراض بعض طبائع البشر ، فنعالجها بالموسيقى والسماع ، ففي نهاية اللحن سيكون بمقدوركَ ان تمتلك الطاقة الإيجابية وقدرة التسامح والتفاؤل .
وفي ذكريات التعليم في مناطق الاهوار ، علينا أن نسجل مدائح بالغة الثناء والعظمة لمسجل الكاسيت وراديو السانيو والفيليبس ذو البطاريات الثلاثة الكبيرة ، فهما وحدهما من كانا ينشطان في ذاكرتنا الاشتياق الى اشياء نتمناها ، وهما وحدهما من صنعا في اصابعنا هاجس الكتابة ، وهما وحدهما من جعلا اعادة الذكريات في الرأس متسلسة ونحن نعيش مهاجرنا ونود استعادة تلك الأيام.
كانا يمتلكان سطوتها وسحرهما حيث يتوحد الليل المطرز بنشوة ولمعان ملايين النجوم في السقف السماوي الذي فوقنا ، فتأتي الكمانات والحناجر الشجية واصوات مذيعي نشرات الاخبار لتنقل لنا صورة العالم الذي نعيش بعيدين عنه في عزلة القصب والجواميس وفطرة اهل الاهوار عندما تحمل عامل الخدمة في مدرستنا ( شغاتي ) نظرات الاستغراب والاسئلة من اهل القرية يوم قرر أن يشتري مسجل سانيو بعد ان شارك في القرعة في معرض الشركة العامة للتجارة الافريقية التي كانت تبيع السلع المعمرة والى اليوم لا ادري لماذا اطلقوا اسم ( الافريقية ) على هذه الشركة التي تشارك الاورزدي باك بيع الكماليات الحضارية الى الناس وبالكاد عرفت معنى ومن اين أتت هذه الكلمة حيث تعددت الاقاويل عن اصل كلمة اورزدي , فمنهم من قال: انها مشتقة من الكلمة الانجليزية Ours Day Bag اي حقيبة تسوقنا اليومية. انها اسم شركة اجنبية افتتحت اول سوق بهذا الاسم ، او كلمة فرنسية تعني سوق مركزي او مول وهي مشروع التجاري في بغداد تابع لشركة عمر افندي وقد بيعت الى يهودي فرنسي يدعى اورزدي باك وسمي السوق بهذا الاسم.
شكل هذا الجهاز سرا سحريا في انزواء الرجل في صريفة نومه ، غير مكترث بشخير زوجته ام مكسيم وقد اتعبها نار كامل من الرعي والحًلب وعمل الطابك والطبيخ ، والان يجيء لها زوجها المسكين بأصوات لم تسمعها بحياتها ، فتحاول أن تضع خرقة قماش صغيرة في اذنيها لتتحاشى سماع ما لا تحب أن تسمعه عدا تلك الاغاني التي تطربها بصوت ناصر حكيم التي كانت تسمعها من الغرافون الذي يضعه صاحب مقهى في سوق الجبايش وكانت تعرض بضاعتها من القيمر أمامه ، فأطربت صدى صباحها بصوت ناصر حكيم وداخل حسن وحضيري من اسطوانات جقمقجي الذي كان صاحب المقهى يجلبها من تسجيلات ابو العود في الناصرية .
والآن هذا الرجل الذي تعده مجنونا تراه يأتي بجمهرة من الآلات تطلق نغما لاتعرف معناه ولاتدري انه ارقى هاجس لسماع الموسيقى ويسمونها السمفونيات..
تقول في قرارها :مجنون هذا الشايب وهو يسمع هكذا خرابيط.
يرد عليها هو بدارجة اهل الهور :ولج بنت المشعول هذا موزارت .
ترد هي :خليه الك تلتهى معاه انا لا يطربني.
الآن اقف امام بيت موزارت في مدينة سالزبورغ النمساوية ، اتذكر شغاتي ، واسئلته عن الصبي موزارت ، وسؤاله الغريب :هل كانا خداه احمران مثل خديّْ رامبو....!



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إسكافي الخيول والعريف ديغول
- هل لدى لينين حَظْ وبَخت ؟
- مدافع أم البنين
- هناك بريمر وهنا مطشر
- الفيمتو ينافس حليب الجاموسة
- المشحوف وحصان دون كيشوت
- الرقصة الغجرية في حرب نجم والي
- مدافع نافارون وصرائف أم شعثه ..!
- أيتاليو كالفينو في الكحلاء
- العربانةُ من جلجامش الى هادي ماهود
- الشامُ بعيدةٌ يا سورية دشر...!
- رامبو وزمن العزلة
- الأذربيجاني يشتري الخِشالة
- اليهودي وزورق البازة والشخاط...!
- الأحتفاء بفخذ الثور المجنح
- ماري العاشقة وشبوط المتيم
- رابطة أصدقاء ماركيز في الجبايش ....!
- فوبرتال ومواليد الأمكنة النائية
- حُزنكَ حُزنْ مِعدانْ..!
- موسيقى تقشير الموز


المزيد.....




- بينها جمجمة ويد مومياء.. مصر تستعيد 13 قطعة أثرية من بريطاني ...
- بعد عقود من الغموض.. علماء يكشفون سر -مادة لزجة- في جرار برو ...
- أكثر الفترات دموية بالنسبة للإعلاميين.. هذا عدد الضحايا الصح ...
- اعترفت إسرائيل باستهدافه.. مقتل الصحفي أنس الشريف يشعل غضباً ...
- عدد الصحفيين القتلى في غزة يرتفع منذ السابع من أكتوبر/ تشرين ...
- الوقفة التضامنية والمظاهرة الأسبوعية مع غزة في مدينة يوتوبو ...
- -إنها كارثة-.. المجموعة الروسية -أفريكا كوربس- تتكبد أولى هز ...
- في باكستان.. نساء يتحدين التقاليد و يكسرن القيود المجتمعية
- التلة الفرنسية.. مستوطنة بنيت على أنقاض بلدة لفتا المقدسية
- القبة الحرارية تسبب موجة حر قياسية في الشرق الأوسط


المزيد.....

- كتاب: الناصرية وكوخ القصب / احمد عبد الستار
- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - موزارت في قريتنا