ييلماز جاويد
(Yelimaz Jawid)
الحوار المتمدن-العدد: 4088 - 2013 / 5 / 10 - 10:14
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
كم من مقالات وبحوث دُبّجت من كتاب ومحللين و " علماء " في موضوع أجهزة كشف المتفجرات ، سواء كانوا من الموالين إلى الحكومة أو المعارضين لها ، لم تختلف في كون الأجهزة غير صالحة ، وأسعار شرائها المتنازلة حسب تسلسل صفقات الشراء أعلى من سعرها الحقيقي بآلاف المرات . ولم يختلف الكتاب والمحللون و " العلماء " على أن الإطمئنان إلى هذه الأجهزة من قبل العاملين في نقاط السيطرة ، أينما كانوا ، كان السبب في وقوع الضحايا البريئة سواء من الناس أو القوات الحكومية المكلفة بواجباتها.
لم يكن " الإتفاق " بين الكتاب والمحللين و " العلماء " فقط في تشخيص عيوب الأجهزة المذكورة ، بل الملاحظ إتفاقهم على أمر آخر ، وهو الأهم الذي لا بد أن ينتبه إليه مَن كان يدّعي إنتماءه إلى هذه الشريحة من المجتمع . لقد إتفقوا على بحث القضية بسطحية محيّرة لا تبعد عن الغفلة إن لم نقل الغباء . إتفقوا على على النظر إلى الحكومة ، والمسؤول الأول فيها ب " حسن النية " . كل واحد ، بعد أن يطيل في تسطير كلامه ، معززاً " بالأدلة والمستمسكات " يقترح أن يقوم رئيس مجلس الوزراء بفعل كذا وكذا لكشف المسؤولين وإحالتهم إلى المحاكم لينالوا عقابهم العادل ويكونوا عبرة لغيرهم !!! عجيبٌ أمرُ هؤلاءِ ، وأعجبُ منه إتفاقهم على هذه النقطة . تُرى هل عمُشت عيونهم وباتوا لا يرون الواقع ، ولا يربطون الخيوط الخفية بين جميع الجرائم التي تحدث في العراق ، على تنوّع أشكالها وتوقيتاتها ، ليصلوا إلى الأغراض منها ، والجهة المستفيدة منها ؟؟
يا ناس ، الصراع من أجل الكرسي ، صراعٌ دامٍ ، ليس من السهل قلع مَن يجلس عليه ، ما دام لا يتورّع عن الإقدام على فعل أي شيءٍ ، مهما كان ، شريفاً أو غير شريف ، للحفاظ عليه . إنه مبدأ " الغاية تبرّر الوسيلة " .
إن الأسلوب الذي سار عليه المالكي بإستحواذه على مراكز القوة العسكرية والأمنية والإقتصادية والقضاء والهيئات المستقلة ، أوصله إلى القناعة أنه " هو وحده " الذي يسيّر الأمور ، و لا أحدَ غيره مؤهلٌ لذلك ، ولذلك فإن فرضية الإستماع إلى الغير إبتداءً بجماعة الإئتلاف الوطني وصولاً إلى المتظاهرين والمعتصمين ، هي فرضية غير واقعية . إن التمني أن يقوم المالكي بالضرب على أيدي الفاسدين وسوقهم إلى المحاكم ، أمنية ساذجة ، لا تدل إلاّ على السطحية في التفكير وتحليل الأوضاع الواقعة .
إعلموا أن مثل هذا الطلب من المالكي لا يمثل غير الإنتحار .
فهل يعقل أن ينتحر شخص راتبه ثلاثة ملايين دولار سنوياً ، لأن ساذجاً يطلب منه ذلك ؟
#ييلماز_جاويد (هاشتاغ)
Yelimaz_Jawid#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟