أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ييلماز جاويد - السياسة والدين














المزيد.....

السياسة والدين


ييلماز جاويد
(Yelimaz Jawid)


الحوار المتمدن-العدد: 3738 - 2012 / 5 / 25 - 09:30
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


طالما دعا العلمانيون إلى فصل الدين عن الدولة ، ولم يكن أولائكِ كفرة ملحدين حتى يتهموا أن دعوتهم كفرٌ بالدين وبالتالي تجب محاربتهم وإعتبارها جهاداً . ليست هذه هي الحقيقة ، بل أن الكثير من العلمانيين هم من رجال الدين المؤمنين والمتعمقين في علومه في جميع الأديان . الكثير منهم إنما يدعون للعلمانية حرصاً على مكانة الدين وقيمه السمِحة والتي تتعارض مع ما يدعو له السياسيون من أمور دنيوية مرتبطة بالمصالح الشخصية التي تستدعي وجوب إختلاف التصرّف عن الأقوال ، ووجوب إرتباط الفعل بالمنافع الشخصية رغم تعارضها مع المبادئ والقيم الدينية .

حكومة المالكي حكومة في دولة إسلامية ، مصدر قوانين البلد الشريعة الإسلامية . وزير التجارة يختلس من المال العام ملايين الدولارات ، ويتستر على المتعاقدين على صفقات من المواد الغذائية الفاسدة التي توزع على أبناء الشعب ضمن برنامج الحصة التموينية . هذا الوزير يحاول الهرب خارج القطر ولكن سلطات المطار تعيد الطائرة التي سافر على متنها إلى المطار ثانية لإحباط عملية الهروب . يقوم المالكي بشخصه ، والكل يعرف أن المالكي يصلي يومياً خمساً ويصوم رمضان ويبكي ويلطم في محرم ويلبس محبساً شذرياً ، يقوم هذا المالكي بمعاقبة مسؤولي المطار ويمهد لهروب الوزير ثانية ، ثمّ يتدخل في شؤون القضاء العراقي ( كامل الإستقلالية 100% ) لنقل قضية الوزير إلى محكمة الديوانية التي تقوم بمحاكمته غيابياً وتصدر حكمها ببراءته . كيف لنا أن نطمئن على سلامة ديننا الحنيف من مثل هذه الممارسات السلطوية ؟

مثال آخر : في مجرى الصراعات السياسية بين حكومة المركز ( المتمثلة بشخص المالكي ) وحكومة إقليم كردستان ( المتمثلة بالبرزاني ) ، صدرت عن حكومة المركز تصريحات عديدة تبيّن أن لا أساس لها من الصحة ( أي كاذبة ، والكذب كما هو معروف محرمٌ دينياً ) . أول هذه الأكاذيب أن سلطات الإقليم تأوي إرهابياً ( والمقصود طارق الهاشمي) بينما الحقيقة أن طارق الهاشمي ( متهم ) والمتهم بموجب بنود الدستور العراقي بريء حتى تثبت إدانته ، ثم أن مذكرة إلقاء القبض عليه غير دستورية لأنه يمتلك الحصانة و ما لم ترفع عنه الحصانة فلا يجوز إعتقاله ، وكذا الحال عن السبب في عدم إعتقاله قبل مغادرته بغداد إلى كردستان في وضح النهار ؟ الكذبة الثانية إدعاء المالكي أنه عرض على البرزاني إعطاء كرسي وزاري في التشكيلة الوزارية إلى واحد من حزب التغيير ( الكردي ) ورفض البرزاني العرض . لقد تحدى البرزاني أن يقدم المالكي دليلاً على صحة ذلك ، فهل يجوز لرئيس وزراء دولة إسلامية أن يكذب بقصد خلق فتنة وإنشقاق بين من يعتبرهم خصومه ؟ أما الكذبة الأخرى فهي قديمة وتجددت الآن ، وهي ما إتهم به المالكي صالح المطلك وبرر به طلبه إلى البرلمان لرفع الحصانة البرلمانية عنه لإمكان محاسبته قانونياً . ترى ماهي تلك الإتهامات التي دفعت المالكي إلى ذلك حينذاك وما المسوغات التي جعلته يتراجع عنها ويقبل بصالح المطلك ثانية كنائب عنه ( أي نائباً لرئيس الوزراء ) .

علينا أن نلاحظ أن المالكي قد قد طلب من البرلمان رفع الحصانة عن صالح المطلك لإمكان محاسبته قضائياً ، بينما لم يطلب نفس الطلب من البرلمان بشأن طارق الهاشمي ، مما يُستدل منه قصده في خلق المشكلة بين المركز والإقليم . كما أن المالكي قد دفع السلطة القضائية لنقل قضية وزير التجارة المختلس الهارب من بغداد إلى الديوانية بينما يقوم فعلاً بعرقلة نقل ملف محاكمة طارق الهاشمي إلى كركوك .

أيها الأخوة المعتصمون بحبل الله ، عليكم أن تعلموا أن جمع السياسة والدين في يد سلطة واحد مضرةٌ على هيبة الدين نفسه وخدمةٌ لمصالح الذين إتخذوها تجارة دنيوية وجمعوا بين شيئين متضادين ( الكذب والإدعاء بالدين الذي يحرم الكذب ) .



#ييلماز_جاويد (هاشتاغ)       Yelimaz_Jawid#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نواقيسٌ خطرةٌ .. تُقرَعُ
- متى تُدركُ الحقائق؟
- شي ما يشبه شي !!
- وهل يفسد الملح ؟
- وراء الأكمة ما وراءها
- الحادي عشر من آذار علامة بارزة
- خطواتٌ علينا أن نخطوها أوّلاً
- مِنَ الذاكرة
- الإدراكُ ثمّ العمل
- قضيّة قانونيّة
- القياسُ بمكيالين ! !
- فحوى المؤامرة الجديدة
- فلسَفتان . . .
- بعثُ البعثِ مُجدّداً
- الجماهيرُ هي الضمانةُ
- مَنهَجيّةٌ عَمَلية
- كذِبَ السياسيون .. وإن صَدَقوا
- بيانٌ ختاميٌّ مُهَلهَل
- ( شراكة وطنية ) أم محاصصة طائفية عرقية ؟
- مطلوب ... منهاج عمل


المزيد.....




- إسرائيل تعرقل صلاة الجمعة بالأقصى وتمنعها في المسجد الإبراهي ...
- أوقاف الخليل: إسرائيل تمنع الصلاة بالمسجد الإبراهيمي لليوم ا ...
- من -مشروع أجاكس- إلى -الثورة الإسلامية-.. نظرة على جهود أمري ...
- قائد الثورة الاسلامية: العدو الصهيوني يُعاقب.. انه يُعاقب ال ...
- الشرطة الأمريكية تحقق في تهديدات ضد مرشح مسلم لرئاسة بلدية ن ...
- بابا الفاتيكان يحث قادة العالم على السعي لتحقيق السلام بـ-أي ...
- مرجعية العراق الدينية تدعو لوقف الحرب
- ترفض -السماح ببقائه-...هل تريد إسرائيل رأس المرشد الأعلى الإ ...
- استقبل قناة الأطفال المحبوبة على شاشتك الآن.. التردد الجديد ...
- إيهود باراك: لا مبرر منطقيا للحرب مع إيران الآن


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ييلماز جاويد - السياسة والدين