|
نواقيسٌ خطرةٌ .. تُقرَعُ
ييلماز جاويد
(Yelimaz Jawid)
الحوار المتمدن-العدد: 3727 - 2012 / 5 / 14 - 10:45
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
كلّ الدلائل تشير إلى أن المالكي قد تلقى " دعماً " لشخصه من " الباب العالي " في زيارته الأخيرة إلى واشنطن " آستانة آخر الزمان " . إطمئنان لا يرقى إليه الشك في قلبه . قال له قادة الكتل السياسية كلاماً خطيراً ، وحددوا له خمسة عشر يوماً يتجاوب فيها مع مطاليبهم ، ولكنه أعطاها ( أذن الطرشة ) ، وكأنه يقول لهم ( أعلى ما في خيلكم إركبوا !! ) .
إجتمع الطلباني والبرزاني ومقتدى الصدر وعلاوي والنجيفي في أربيل ، وإتفقوا على تقديم مجموعة من المطالب إلى الحكومة لتنفيذها وبعكسه يتخذون قرار سحب الثقة عنه وعن حكومته . فما السرّ في إصرار المالكي ، وعدم تجاوبه مع تلك المطالب ؟ تجارب السابقين الذين كانوا قد إعتصموا بحبل الباب العالي دروسٌ يجب على كل ذي بصيرة تذكّرها ، ويرسم لنفسه خطوط رجعة ، قبل أن يقع الفاس بالراس حيث لا ينفع الندم . التأريخ يشهد للحث والتحريض والموقف الداعم لطاغية العهد السابق في إشعال حرب الثمان سنوات مع إيران ، ثمّ إنقلاب ذلك الموقف فيما بعد حتى لجأت الولايات المتحدة إلى إستخدام قواتها المسلحة لغزو العراق وإسقاط حكم ( الحليف السابق ) . والتاريخ الحديث ، وما تحمله مؤشرات الربيع العربي ، تعطي نفس الدرس لمن يريد أن يعتبر ، ويعود عن غيّه .
لقد كانت خطة " فرّق تسُد " السلاح الذي إعتمدته الولايات المتحدة لتتمكن من كسر صمود الشعب العراقي وتحطيم معنوياته بحيث لا يستطيع تصعيد نضاله من أجل حريته . لقد بذر المحتلون بذرة التفرقة العنصرية والطائفية قبل الغزو ، ثمّ أججوها بإستخدامهم بيادق مرتزقة جاءت معهم وعلى ظهر دباباتهم ، وأمرتهم بإتباع السياسات التي تكرّس هذه التفرقة . جاءت حكومات محكومة بمبدأ المحاصصة ، لا تمتلك الحد الأدنى من التجانس فاقدة القدرة على إتخاذ أي موقف بنّاء طوال التسع سنوات الماضية . لقد تشكلت حكومة المالكي بناء على ما إتفق عليه رؤساء الكتل البرلمانية حسب بنود إتفاقية أربيل . لقد كان توافقاً فضفاضٍاً ، غير واضح المعالم ، وغير معلن للشعب وغير مطروح على مجلس النواب للإطلاع عليه ، على أقل تقدير . لكن حكومة المالكي لم تطبّق أي بندٍ من الإتفاقية حسبما تدّعي جميع الكتل الموقعة عليها عدا كتلة رئيس الوزراء . هذه التوافقات ( أو بالأحرى التواطؤات ) لا تدع مجالاً لتفسير موقف أي كتلة منها بحسن النية ، ما دام الجميع قد تستر على نصوصها لمدة غير قصيرة .
الخارطة السياسية في الساحة العراقية قد دخلت مرحلة حرجة ، إن لم نقل حدّية ، إذ أن قوى الظلام قد إطمأنت إلى أن التفرقة العنصرية والطائفية قد بلغت حدها وترسخت على مستوى أبناء الشعب وأصبحت الخصومات حالة واقعة من عداء مستحكم . ولذلك فقد أصدر المالكي ، وبوصفه وزيراً للداخلية وكالة ، ومتجاوزاً صلاحيات مجلس النواب الدستورية ، قراراً يسمح لكل عائلة إمتلاك قطعة من السلاح ( مسدس أو بندقية ) بحجة تمكينها من الدفاع عن نفسها بنفسها . لا يمكن عزل هذا القرار والمبررات التي سيقت له عن الظروف التي تمر على المالكي وحكومته ، إن لم نعتبره رفضاً لتلك المطالب . إن دعوى المالكي على أن البلد لا يمكن أن يتحقق فيه الإستقرار دون أن يكون في وسع كل فرد الدفاع عن نفسه ضد معتد مفترض آخر قد يكون جاره أو ظهيره لا يستقيم مع المنطق العقلاني ، بل بالعكس فإن عسكرة المجتمع ، بهذه الطريقة ، يمكن إعتبارها مؤامرة دنيئة غرضها بناء ميليشيات متعددة ، منفلتة عن سيطرة الحكومة ، وهي تمهيدٌ لفرض قانون الغاب ، ولإشعال فتيل حرب أهلية بين أبناء الشعب ، في حال عدم التوصّل إلى توافق لحل أي خلاف . لقد إتفقت ثلاث جبهات سياسية لها حضورها الفاعل في مجلس النواب على سحب الثقة من حكومة المالكي وحددت له مهلة سينتهي أمدها الخميس ( أي يوم غد ) ، ولا يظهر في الأفق لحد الآن ما يبشر بإمكانية التوصل إلى إتفاق يبعد عن العراق وشعبه المخاطر المحتملة ، بل بالعكس فإن آمال المتفائلين أصبحت في كف عفريت ، لا يمكن تقدير ما ستؤول إليه .
#ييلماز_جاويد (هاشتاغ)
Yelimaz_Jawid#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
متى تُدركُ الحقائق؟
-
شي ما يشبه شي !!
-
وهل يفسد الملح ؟
-
وراء الأكمة ما وراءها
-
الحادي عشر من آذار علامة بارزة
-
خطواتٌ علينا أن نخطوها أوّلاً
-
مِنَ الذاكرة
-
الإدراكُ ثمّ العمل
-
قضيّة قانونيّة
-
القياسُ بمكيالين ! !
-
فحوى المؤامرة الجديدة
-
فلسَفتان . . .
-
بعثُ البعثِ مُجدّداً
-
الجماهيرُ هي الضمانةُ
-
مَنهَجيّةٌ عَمَلية
-
كذِبَ السياسيون .. وإن صَدَقوا
-
بيانٌ ختاميٌّ مُهَلهَل
-
( شراكة وطنية ) أم محاصصة طائفية عرقية ؟
-
مطلوب ... منهاج عمل
-
مُستلزماتُ نهضةِ التيار الديمقراطي
المزيد.....
-
بايدن يستغل نكسات خصمه ترامب لكسب التأييد خلال مهرجان انتخاب
...
-
قطر ترد على تصريحات -مسيئة- لنائب أمريكي حول وساطتها في مفاو
...
-
-أين المفر؟-.. 1.4 مليون فلسطيني في مدينة رفح يتساءلون عن سب
...
-
مئات من مربي الماشية في غزة يتلقون أعلافا حيوانية من منظمة ا
...
-
100 يوم على انطلاق أولمبياد باريس - ترقب ومخاوف
-
هل غير الهجوم الإيراني معادلة المواجهة مع إسرائيل وواشنطن؟
-
إسرائيل تستعرض صاروخا بالستيا إيرانيا
-
RT ترافق فرق الدفاع المدني في خان يونس
-
دبلوماسيون غربيون يبلغون إسرائيل بأن صد هجوم إيران القادم بن
...
-
البحرية الأمريكية: أنفقنا نحو مليار دولار على التصدي لصواريخ
...
المزيد.....
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية
/ جدو جبريل
المزيد.....
|