أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - ييلماز جاويد - الحادي عشر من آذار علامة بارزة















المزيد.....

الحادي عشر من آذار علامة بارزة


ييلماز جاويد
(Yelimaz Jawid)


الحوار المتمدن-العدد: 3660 - 2012 / 3 / 7 - 09:06
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


يكتسب يوم الحادي عشر من آذار 1970 صفة العلامة البارزة كونه يمثل نجاح حركة القومية الكردية بنضالها وتضحياتها في أن ترغم سلطة أعتى حركة قومية شوفينية في العراق على الإعتراف بحقوق الشعب الكردي في تقرير مصيره . لقد إضطرت تلك السلطة على توقيع إتفاقية الحكم الذاتي مع قيادة الحركة الكردية المسلحة والمتمثلة آنذاك بالملا مصطفى البرزاني ، في الظرف الإقليمي الذي تميّز بصعود الفكر القومي الشوفيني بقيادة جمال عبد الناصر ووسائل إعلامه التي كانت تنادي للوحدة من المحيط إلى الخليج . لم تتمكن السلطة في العراق من الصمود أمام الحركة الكردية المسلحة التي إنتصرت إرادتها برضوخ السلطة لمطالبها . ولئن إستغلّت حكومة بغداد الظروف التالية وفرضت حكومة في منطقة الحكم الذاتي من بيادق تأتمر بأمرها وشكلت مجلساً نيابياً مسخراً لإطاعة أوامرها ، فإن يوم الحادي عشر من آذار بقي وسيبقى يوماً مضيئاً ، ليس في تاريخ حركة القومية الكردية فقط بل في تاريخ العراق الحديث عموماً .

لقد كانت الفترة التاريخية بين إلتفاف نظام الحكم على إتفاقية الحادي عشر من آذار حتى سنة 1975 فترة صراع حاد بين الحركة الكردية المسلحة وبين القوات الحكومية بحيث وصلت الحكومة حد الإفلاس العسكري بإعتراف صدام حسين في تبريره لإتفاقية الجزائر التي وقعها مع شاه إيران ، بأن الجيش لم يبق لديه غير صاروخين إثنين من الصواريخ التي كان يستخدمها في محاربة الأكراد . لقد جاءت إتفاقية الجزائر بين العراق وإيران ضربة موجعة للحركة الكردية المسلحة إذ أدت إلى سحب البساط من تحت أقدامها وقطعت طريق الإمدادات التي كانت تصلها عبر الأراضي الإيرانية من جميع الجهات المؤيدة لحقوق الشعب الكردي ونضاله في العالم . وبنتيجة ذلك قرر الملا مصطفى البرزاني إنسحابه من قيادة الحركة المسلحة وقبلت الولايات المتحدة الأمريكية طلبه للجوء السياسي . ولكن الحركة الكردية ، وإن قامت مجموعات منها بتسليم أسلحتها للسلطات والتخلّي عن الكفاح المسلّح إلاّ أن فصائل أخرى تمكنت من تجميع نفسها تحت راية الإتحاد الوطني الكردستاني بقيادة جلال الطلباني وواصلت النضال المسلح . وقد قرر الحزب الديمقراطي الكردستاني العودة إلى النضال المسلح بعد إستلام مسعود البرزاني الموقع الأول في الحزب إثر وفاة والده . وأصبحت الحركة المسلحة من القوة بحيث صمدت في الحروب الشرسة التي خاضها صدام حسين ضدها مستعملاً فيها كافة أنواع الأسلحة ، من ضمنها الأسلحة الكيمياوية والجرثومية المحرمة دولياً . وإرتكب فيها أبشع الجرائم ضد الإنسانية في جولات الأنفال والتي راح ضحيتها أكثر من مائة وثمانين ألف من أبناء الشعب الكردي .

إن النضال البطولي الذي خاضه الشعب الكردي وضخامة التضحيات التي قدمها في مسيرة النضال ، وعلى خط متوازٍ مع نضال الشعب العراقي ضد النظام الدكتاتوري ، هو الذي جعله مؤهلاً لنيل حقوقه وتقرير مصيره بنفسه . وقد أخذها بكفاحه وإستحقها بجدارة ، ولم تعط له منّة من أحد . فلا يفخرنّ أحدٌ بما يتمتع به الأكراد من حقوقٍ غيرالأكراد أنفسهم ، فهمُ الذين أخذوها وبالتالي همُ المسؤولون عن الحفاظ عليها .

لقد كانت كردستان في التاريخ موطناً للأكراد قبل أن يتواجد عربيٌّ واحد في هذه المنطقة . ولم تدخل كردستان تحت سلطة أية دولة عربية قبل قيام دولة الأمويين في الشام والفتوحات التي تمت في ذلك العهد ووصلت إلى حدود الصين . ومن المعروف أن الدولة الأموية كانت دولة إسلامية والفتوحات تدعو الشعوب إلى الإسلام لا للعروبة . وقد كانت كردستان كردية رغم خضوعها لسيطرة دولة حكامها عرب أمويون أو عباسيون أو أو أتراكٌ عثمانيون و ما تلى ذلك من تكوين الدولة العراقية بعد إنتصار الحلفاء في الحرب العالمية الأولى وتنصيبهم ملكاً عربياً من الجزيرة العربية . لقد تم توزيع أرض شعب كردستان بين إيران وتركيا والعراق وسورية بموجب إتفاقية ظالمة ولئيمة بتواطؤ كل من بريطانيا وفرنسا وروسيا القيصرية سميت بإتفاقية ( سايكس بيكو ) . وبذلك حُرِِم الشعب الكردي من حقه الطبيعي في تكوين دولته التي يستحقها وذلك ليحقق المستعمرون مآربهم بعيدة المدى . ولكن الشعب الكردي لم ينحن ولم يرضخ لتلك الإتفاقية بل واصل نضاله من أجل نيل حقوقه القومية . والتاريخ يشهد بالثورات التي ثارها سواءً بقيادة الشيخ محمود الحفيد في عشرينات القرن الماضي أو الإنتفاضات المتعددة وصولاً إلى عام 1946 حيث بإنتهاء الحرب العالمية الثانية تأسست جمهورية مهاباد الديمقراطية برئاسة القاضي محمد ، ولكن مصالح الدول المنتصرة في الحرب وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية تطلبت سحق هذه النواة ، وبالفعل تم إعدام رئيسها ومعظم أركان حكومته . وتمكن رئيس الأركان مصطفى البرزاني من إختراق خطوط الأعداء والوصول إلى الإتحاد السوفييتي مع مجموعة من جنده الذين قُدر عددهم بالخمسمائة . ولم يعد مصطفى البرزاني إلى العراق حتى عام 1959 تلبية لدعوة وجهها له عبد الكريم قاسم رئيس الوزراء ومؤسس جمهورية العراق .

في الوقت الذي يشخص الساسة الأكراد في الوقت الحاضر الظروف الدولية السائدة وتوازن القوى الدولية في المنطقة ، ويتذكرون الدروس من تجربة جمهورية مهاباد والأسباب التي أدت إلى سحقها ، يظلون أمناء على طموحات شعبهم وحقهم في بناء كيان خاص بهم ، يقررون فيه مصيرهم بمحض إرادتهم كما الأمم الأخرى ، وهم سائرون بخطوات متوازنة في هذا الدرب . فإن كانت قيادة الحركة الكردية قد وافقت في عام 1970 على إتفاقية الحادي عشر من آذار للحكم الذاتي ، فهي وافقت على الفدرالية في 2003 ضمن جمهورية العراق الموَحّد ، ويظل الشعب الكردي سائراً في نضاله الدؤوب لحين تحقيق آماله وطموحاته كلها .

إن دعوات الداعين إلى وحدة التراب العراقي ، وكذا الدعوات أن كردستان جزءٌ من الأمة العربية من المحيط إلى الخليج ، إنما دعوات ساذجة : إما للحفاظ على ما قرره ( سايكس بيكو ) أو سيراً على هدي مبادئ حاول زرعها في النفوس ، يوما ، جمال عبد الناصر، في وحدة الأمة العربية . ولكن بالتاكيد كل ذلك لم تقرره شعوب المنطقة لكي تضمن عيشها في سلام دائم .

إن قول المالكي أن أكراد العراق حصلوا على حقوق أكثر من ما حصل عليها الأكراد في الدول الأخرى مردود عليه لأن هذه الحقوق ليست منة من أحد بل نتيجة نضال وتضحيات قدمها الأكراد بكفاحهم الطويل . فأين المالكي من ذلك النضال ومن تلك التضحيات ؟ ولقد قلنا سابقاً ، أن الفدرالية ، بالتأكيد ، هي الحد الأدنى الذي يقبل به الشعب الكردي في الظروف الدولية الراهنة . وليعلم كل من يريد الإنتقاص من هذا الحق إنما يدعو لحرب أهلية في العراق ، حرب تقلب الأوضاع إلى ما لا يمكن تصورها ، فليحذر المالكي وأمثاله ومَن وراءه من عبور الخط الأحمر .





#ييلماز_جاويد (هاشتاغ)       Yelimaz_Jawid#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خطواتٌ علينا أن نخطوها أوّلاً
- مِنَ الذاكرة
- الإدراكُ ثمّ العمل
- قضيّة قانونيّة
- القياسُ بمكيالين ! !
- فحوى المؤامرة الجديدة
- فلسَفتان . . .
- بعثُ البعثِ مُجدّداً
- الجماهيرُ هي الضمانةُ
- مَنهَجيّةٌ عَمَلية
- كذِبَ السياسيون .. وإن صَدَقوا
- بيانٌ ختاميٌّ مُهَلهَل
- ( شراكة وطنية ) أم محاصصة طائفية عرقية ؟
- مطلوب ... منهاج عمل
- مُستلزماتُ نهضةِ التيار الديمقراطي
- زراعةُ الحِقدِ !!
- موقِعُ الفدرالية في الديمقراطية
- كيف السبيل ... هنا ؟
- مَآلُ المُظاهرات !!
- المجرمون همُ المتاجرون بآلام الشعب


المزيد.....




- إعلام: وفد مصري إلى تل أبيب وإسرائيل تقبل هدنة مؤقتة وانسحاب ...
- -أنصار الله- تنفي استئناف المفاوضات مع السعودية وتتهم الولاي ...
- وزير الزراعة الأوكراني يستقيل على خلفية شبهات فساد
- ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب عنف- في ...
- دراسة حديثة: العاصفة التي ضربت الإمارات وعمان كان سببها -على ...
- -عقيدة المحيط- الجديدة.. ماذا تخشى إسرائيل؟
- مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم ...
- دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب ...
- انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض ...
- الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - ييلماز جاويد - الحادي عشر من آذار علامة بارزة