أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ييلماز جاويد - زراعةُ الحِقدِ !!














المزيد.....

زراعةُ الحِقدِ !!


ييلماز جاويد
(Yelimaz Jawid)


الحوار المتمدن-العدد: 3453 - 2011 / 8 / 11 - 15:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ الإحتلال أصبحنا تحت رحمة برنامج مدروس بدقّة علمية متناهية لزراعة الحقد فينا ، نحن أبناء الشعب . بدايتها كانت الإشاعة المغرضة التي أطلقتها قوى الإستعمار بالطائفية . تبعها إنزلاق بعض الأطراف في المطبّ وإنخراطهم المحموم في الدعوة إلى الطائفية قابلتها دعوة طائفية ثانية معاكسة ، أكملتها الدعوات العنصرية. إنقسم الشعب بالإصطفاف خلف قيادات مزروعة من المحتلين حتى إستحالت ، على أية قيادة ، السيطرة الكلية على الساحة السياسية ، رغم أن كل واحدة منها لم تدّخرأية وسيلة شريفة أو غير شريفة لتحقيق ذلك . هنا تفتق الذهن عن بدعة ( المحاصصة والتوافق ) . كان المؤمل أن تكون منفذاً للإستقرار على أساس أن كل طرف وافق عليها بإرادته وعليه إحترامها . لكن الذي حصل أن كل طرف شارك في الإتفاق يحتفظ بحقه في التآمر عليه . ثمان سنوات قضت ، و لا أمل في الإستقرار ، والخاسرُ هو الشعب بمعاناته من تردي الأوضاع الإقتصادية وإنعدام الأمن وإنحسار الخدمات وإستشراء الفساد ونهب المال العام ، والسكوت التام من السلطات تجاه كل المخالفات الدستورية والقانونية وحتى الجرائم الكبيرة التي يرتكبها هذا أو ذاك من قيادات الكتل السياسية بذريعة المحافظة على وحدة الصف الوطني . يتمّ إكتشاف أجهزة تفخيخ السيارات في دار أحدهم ، ولا يتم تحريك ساكن تجاهه . تقتل عصابة ثمان من حراس مصرف ويسرقون أموال المصرف وتكتشف الأموال في موقع يعود لأحدهم ، وتغلق القضية كأن شيئاً لم يكن ويحتفظ بمنصبه نائباً لرئيس الجمهورية . وزيرالتجارة يختلس أموال الدولة ثمّ يُهرّب خارج البلاد بمساعدة رئيس الوزراء . وزيرٌ للدفاع يسرق أموالاً بموجب عقود شراء أسلحة ومعدات للوزارة ويختبئ و لا من يسأل عنه . مجلس النواب يناقش موضوع ضياع أربعين بليون دولار من ميزانية الدولة و كأن شيئاً لم يحدث . وزيرٌ للكهرباء ، وبموافقة لجنة الطاقة ورئيسها حسين الشهرستاني ، يوقع عقوداً مع شركات وهمية بالبلايين ومحاولات طمطمة الموضوع على قدم وساق .

حسين الشهرستاني الذي كنت أظنه فوق الشبهات ، بعد أن قرأت ثم رأيت على التلفاز قصة هروبه من العراق . كنت أدافع عنه ضد إتهامه بصفقات البترول المهرب . خاب ظني بالرجل ليس عندما رأيت توقيعه على محضر الإجتماع الذي وافقت به لجنة الطاقة على العقدين بل عندما قرأت رسالته إلى الدكتور جواد هاشم ( وزير التخطيط في عهد البعث ) قائلاً له بإعتقاده أن المالكي لا يعرف بالموضوع وأنه هو ، شخصياً ، قد ألغى العقدين وأمر المصارف بعدم تسديد أية مبالغ إلى الشركتين . خاب ظني بالرجل عندما علمت بنشاطه المحموم لتجميع الكثير من المعلومات عن الشركتين بالسرعة التي تفوق المنطق وحصوله على الكثير من الأوليات التي تحصّنه ضد الهجوم المضاد المتوقع ، خلال بضعة أيام . وأستدرك بالسؤال عن المسوّغ القانوني الذي إستند عليه الشهرستاني لإلغاء العقدين ، وما هي الصلاحية التي إستند عليها في هذا الإجراء . ثمّ أنه عندما علِم أن سوف لا يكون هناك أي تسديد للشركتين قبل إتمام تنفيذ العقدين وتشغيل المشروعين لمدة سنة كاملة ، فما الذي دفعه لإصدار الأمر إلى المصارف لإيقاف التسديد ؟ أللهمّ أعنّي على هذه ، أليس هذا إستغفالاً لأبناء الشعب وضحكاً على ذقونهم ؟

يا ناس ، ماذا يكون موقف الفرد العراقي وهو يرى كل هذا الظلم ، ظلمٌ ثم ظلمٌ ثم ظلم . محرومٌ من كل شيء ، غيره ينعمُ بكل شيء وليس لطمعه حد ، والسلطات لا تأبه به ولا تقاضي أولئك بل تحابيهم وتسندهم في السير في غيهم .

أنا يا ناس الذي كنت شخصاً مسالماً ، قد حقدت ، ولا أظن نفسي الوحيد ، فالشعبُ كله ، عدا بعض الفئات المستفيدة ، حاقدٌ مثلي . لقد نجحوا في زراعة الحقد في قلوبنا التي كانت مسالمة . حقدت على هذه الأوضاع و صرخت ، ثم صرخت كما صرخ الشعب في ساحة التحرير في وجه المالكي ، الذي أعتبره المسؤول الأول : صرخت " أن إستقيل وأعد الأمانة إلى المحتل وإفسح لنا المجال نكافح ضده ونصارعه بطريقتنا " . فلم يسمع . فوالله لن تطيب لي نفس بعد الآن إلاّ بمحاكمته بإسم الشعب على ما إرتكب وما زال يرتكب من الجرائم .



#ييلماز_جاويد (هاشتاغ)       Yelimaz_Jawid#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- موقِعُ الفدرالية في الديمقراطية
- كيف السبيل ... هنا ؟
- مَآلُ المُظاهرات !!
- المجرمون همُ المتاجرون بآلام الشعب
- العقوبةُ الرادعةُ
- مُبَرّراتُ غزوِ العراق
- صفحةٌ أخرى منَ الذاكرة
- هَل جخيور خالدٌ ؟
- مشروعُ قانون الأحزاب
- صفحة من الذاكرة
- الأكرادُ الفيليون ... إلى أينَ ؟
- بناءُ الوحدة الوطنية
- كُلّهم صدّامٌ .. وصدّامُ منهم
- الحزبُ باقٍ
- الثورةُ لا تُستَورَد
- أنبذوا الإنعزاليّة وأدعوا للديمقراطية
- رسالة ثانية إلى آية الله العظمى محمد اليعقوبي
- التحليلُ الجدَليّ
- حَذارِ من مفرّقي الصفوف
- طبقةُ الفلاحين أساسُ بناء الديمقراطية


المزيد.....




- شاهد كيف يسخر مسلسل الرسوم المتحركة -ساوث بارك- من وزيرة الأ ...
- الناشطة الحقوقية نصيرة ديتور لفرانس24: -لن أسكت وسأواصل النض ...
- نتنياهو: إسرائيل تعتزم السيطرة على قطاع غزة بأكمله لكنها لا ...
- الإفراج عن حميدان التركي بعد 19 عاما قضاها في السجن بالولايا ...
- الجزائر ترد على رسالة لماكرون طالب فيها بمزيد من -الحزم- تجا ...
- علي صالح عبدي.. لحظة إنقاذ الطفل السوري من بئر عميق في ريف ا ...
- صفقة جديدة لتصدير الغاز الإسرائيلي إلى مصر بـ 35 مليار دولار ...
- الولايات المتحدة تبدأ فرض التعرفات الجديدة على منتجات عشرات ...
- خمسة قتلى وعشرة جرحى بغارة إسرائيلية على شرق لبنان (وزارة ال ...
- شاهد.. متجر لبيع الروبوتات في الصين بينها واحد يشبه آينشتاين ...


المزيد.....

- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ييلماز جاويد - زراعةُ الحِقدِ !!