أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - ييلماز جاويد - بناءُ الوحدة الوطنية














المزيد.....

بناءُ الوحدة الوطنية


ييلماز جاويد
(Yelimaz Jawid)


الحوار المتمدن-العدد: 3329 - 2011 / 4 / 7 - 10:07
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


هل صحيح أن بناء الوحدة الوطنية صعب إلى هذه الدرجة ؟ كلاّ وألف كلاّ إن كانت النوايا سليمة وشريفة . قبل ثمان سنوات ، عندما جاء الإحتلال ، وبغرض إدامة بقاءئه لغرض إستلاب خيرات العراق ، كانت وسيلته هدم وحدة الشعب التي إرتسمت في توحيد جهود كافة الفصائل المعارضة العراقية التي كانت تناضل من أجل الخلاص من دكتاتورية صدام الغاشمة . وبالإستناد إلى مبدأ ( فرّق تسُد ) بذر المحتل البذرة الخبيثة الأولى بتفعيل الطائفية والشقاق بين الشيعة والسنة ، ثم جاءت القشة التي قصمت ظهر الوحدة الوطنية بالتصريح الذي أدلى به أحد القادة السياسيين عند دخوله العراق من الجارة إيران وقوله أن الشيعة يمثلون 70% من الشعب وهم أصحاب الحق في حكم العراق . لقد أجج التصريحُ هذا النعرة القومية لدى جميع القوميات من غير العرب وبالأخص الكورد الذين كانوا يعيشون في كردستان العراق لإثني عشر عاما دون سيطرة من الحكومة الدكتاتورية في بغداد ، ولدى أبناء الديانات الأخرى من مسيحيين وصابئة وأزدية وشبك . إن ردة الفعل التي تولّدت بسبب التصريح المذكور قد جعلت جميع الفصائل السياسية في ريبة وشك تجاه بعضها البعض . وقد عمّقت الممارسة الطائفية والقومية العنصرية في سياسة الحكومات خلال هذه السنوات الثمان الشق في الصف الوطني رغم الصراخ العالي الذي يصدر من كل الجهات بأنها تعمل من أجل بناء الوحدة الوطنية . لبناء الوحدة الوطنية شروط موضوعية وذاتية : أولها وجود النية الصادقة والرغبة في إنشائها ، وثانيها إعتراف الأطراف الساعية لبنائها بحق جميع العراقيين كمواطنين متساوين في الحقوق والواجبات ، وثالثها أن تكون عملية البناء بشفافية وعلنية على مستوى الشعب ليكون الضامن من صدق توجهات كل فئة سياسية في إطار البناء .

في المرحلة التأريخية الحالية السائدة في العراق ، مع الأخذ بنظر الإعتبار وجود الإحتلال وكون العراق لا يزال يرزح تحت البند السابع ، فليس من المتصوّر أو المؤمل أن يتم بناء وحدة وطنية نموذجية تصل إلى مستوى طموح الفرد العراقي أو الفئات السياسية التي تصبو لأن تكون الممثل الشرعي لذلك الطموح . ولذلك يجب على الفئات السياسية المدعوة لبناء الوحدة الوطنية أن تتحلّى بالمرونة الكافية للوصول إلى القاسم المشترك الأدنى لعقد الخطوة الأولى الأساسية في صرح هذا البناء . يجب أن لا يكون إرتباط بعض الفئات السياسية بأجندات أجنبية ( سواء دولية أو إقليمية ) عائقاً يمنع تأسيس اللبنة الأولى . إن إصدار عفو عام شامل لجميع التيارات السياسية بدون تمييز ( دون الجرائم المرتكبة التي يكون القضاء الفاصل فيها وبناء على الإدعاءات الشخصية لضحايا تلك الجرائم ) يكون الخطوة الأولى لتشخيص الفئات والأحزاب المؤهلة للإشتراك في عملية البناء . تتطلّب عملية البناء التنازلات من كافة الفئات المشتركة والتخلص من نزعة الأنانية سواء الطائفية أو القومية الإنعزالية أو الحزبية والنقابية التي أدت ممارستها إلى عزل فئات واسعة عن العمل الإنشائي بتهميشها وإستحواذ فئة ضيقة على مقادير البلاد . إن الوضع المزري الذي نحن فيه الآن هو نتاج هذه الأنانية وقد آن الأوان أن نتخلص منها وإلى الأبد لأن بدوامها يدوم فقدان الأمن ، وفقدان الخدمات الحياتية الضرورية للناس ، وإستشراء الفساد وتعطل عملية إعادة بناء البنية التحتية . جدية القوى السياسية في بناء الوحدة الوطنية تتجلّى في إصدار العفو العام الشامل والإعتراف بحق المواطنة المتساوية لجميع العراقيين ، والكف عن تخويف الجماهير بالبعبع المسمى ( البعث ) ، فالبعثيون أولاً وآخراً عراقيون ، والمفروض أنّ لهم من الحقوق ما لكل عراقي آخر وعليهم من الواجبات ما على الآخرين ، إذ ليس كل بعثي ( صدامي ) ، وإن كان أحد منهم مجرماً فالقضاءُ يفصل في ذلك ولا يؤخذ زيدٌ بجريرة عمرو .

لقد كانت تجربة التظاهرات المطلبية في الأسابيع الماضية البرهان الأكيد في إمكانية بناء الوحدة الوطنية ، حيث إشتركت فيها جماهير واسعة متنوعة الإنتماءات الفكرية والسياسية والقومية والدينية والطبقية والمذهبية بدون حصول أية إحتكاكات فيما بينها ، رغم تحذير رئيس الوزراء في عشية أول يوم من المظاهرات ووصفه لها بالمشبوهة وإندساس البعثيين فيها ، ورغم محاولات قوات الشرطة وقوات بغداد وبأمر من القائد العام للقوات المسلحة العمل على إفشالها سواءً بالإعتداء على المتظاهرين أو إعتقالهم أو إعتقال مراسلي الصحف ووسائل الإعلام وتكسير أجهزتهم أو حتى بمنع المتوجهين صوب موقع التظاهرات من الوصل إليه . لقد إشترك في هذه التظاهرات قوميون أكراد وعرب ، بعثيون وشيوعيون ، مسيحيون وصابئة مندائيون وأزدية وشبك ، رجال دين من جميع المذاهب والأديان دون حصول إحتكاك سيئ بينهم . إن هذه التجربة الجماهيرية أسقطت في يد جميع العاملين لإدامة التفرقة .

وحدة الشعب من أجل المطالب الحياتية الضرورية صخرة صلبة تتحطم عليها جميع محاولات المستفيدين من حالة التناحر الذي خلقت ويراد لها أن تدوم . فهل تستمع القوى المسيطرة على السلطة إلى صوت العقل وترجع عن غيها وتلتزم الطريق المؤدي إلى الوحدة الوطنية وجعل الدولة العراقية بحق من الشعب وإلى الشعب ؟



#ييلماز_جاويد (هاشتاغ)       Yelimaz_Jawid#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كُلّهم صدّامٌ .. وصدّامُ منهم
- الحزبُ باقٍ
- الثورةُ لا تُستَورَد
- أنبذوا الإنعزاليّة وأدعوا للديمقراطية
- رسالة ثانية إلى آية الله العظمى محمد اليعقوبي
- التحليلُ الجدَليّ
- حَذارِ من مفرّقي الصفوف
- طبقةُ الفلاحين أساسُ بناء الديمقراطية
- تذكير
- شجاب الغُراب لأمه ؟
- اللعنةُ ... المحاصصةُ
- تواطؤٌ ... توافقٌ لكنهُ هزيلٌ !!
- تمييزٌ عُنصُريٌّ .. أم ماذا ؟
- وعندَ ويكيليكس الخبرُ اليقينُ
- البُعبُع . . . البعث !!
- الإستعمار .. شكلاً وجوهراً
- الخُلودُ للطيبين
- عِبَرٌ لَمِن إعتَبَرَ
- لِنكافِح الفرقة والإنعزالية
- لِعبُهُم .. ورَدُّنا


المزيد.....




- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية
- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية
- انتصار جزئي لعمال الطرق والكباري
- باي باي كهربا.. ساعات الفقدان في الجمهورية الجديدة والمقامة ...


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - ييلماز جاويد - بناءُ الوحدة الوطنية